لاجئ فلسطيني
New member
- إنضم
- 16/02/2004
- المشاركات
- 4
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
نفائس كتب أنور الجندي وباكثير وحسين مجيب المصري والرافعي تحتاج لمن يقيم متحفاً لها
مكتبات الرواد... إهمال وضياع وفوضى
صلاح حسن رشيد
فى كل عصر... كانت لمكتبات العلماء والأدباء قيمة كبرى في إثراء المعرفة، وبنيان جيل الأمة الإسلامية، وتنشئته على ذخائر الكتب في شتى التخصصات، والتي كانت المعين الذي نهل منه الخلف عن السلف علوم التراث، ومن ثم دافعوا عن صرح حضارتنا الإسلامية.. من خلال هذه المكتبات العامرة بشتى ألوان وأنواع المعارف، وما تزال... تمارس دورها الحضاري والثقافي، في مقاومة غول "العولمة"، وشبح "الحداثة".
ظاهرة قديمة جديدة
لكن مكتبات كبار الأدباء والعلماء، من جيل الرواد، تتعرض نفائسها للضياع والفوضى، وبيعها للباعة الجائلين؛ الذين لا يدركون كنْهها، ولا ما تحويه من علوم ومعارف، وفي النهاية... تكون الخسارة باهظة على الصعيدين الفكري والحضاري، الأمر الذي يستوجب وقفة من المسؤولين عن أمر الثقافة والتعليم والمعرفة في أمتنا العربية، بل الإسلامية... للمحافظة على هذه الكنوز النادرة.
المأساة بالأسماء والأرقام والتفاصيل تؤكد أن مكتبات رواد مثل: أنور الجندي، وعلي أحمد باكثير، وحسين مجيب المصري، تكتنز آلاف الكتب القيمة، والمراجع الأصيلة، في الشعر واللغة والأدب والفلسفة والتاريخ والأديان والفقه والأصول، والنقد، إلى جانب أمهات الكتب في اللغات الشرقية وآدابها، من تراث الأمم الإسلامية، والتي تعتبر تحفة لا تقدر بثمن، والتي يصل عددها إلى نحو مائة ألف كتاب، كلها معرضة للاندثار، إن لم يتم توجيه الأنظار والجهود للحفاظ عليها؛ كتراث أدبي وفكري، يجب الاهتمام به.
مكتبة أنور الجندي.. نموذجاً
المفكر الإسلامي الراحل أنور الجندي "1917-2002م "قرأ كل ما وقعت عليه عينه من التراث العربي، وأخرج للمكتبة العربية ما يزيد على ثلاثمائة وخمسين كتاباً، علاوة على مكتبة عامرة بعلوم العربية والعلوم الشرعية والصحف والمجلات الأدبية والثقافية في مصر والوطن العربي، كالرسالة والثقافة والدعوة ولواء الإسلام والدوحة، إلى جانب أرشيفه الصحافي الخاص، الذي يضم آلاف الموضوعات السياسية والثقافية والفكرية طوال القرن الماضي. وهي ثروة لا تجد من يعتني بها اليوم، بعد وفاة صاحبها، وعدم وجود جهة أو هيئة ما، تقوم بتحويل بيته ومكتبته إلى متحف، يرتاده الباحثون وطلاب العلم.
قصة الحضارة الإسلامية في مكتبة الدكتور مجيب
أما مكتبة الدكتور حسين مجيب المصري 88 عاماً أستاذ الدراسات الشرقية بكلية الآداب جامعة عين شمس المصرية ؛ فتضم قصة الحضارة الإسلامية في لغاتها العربية والفارسية والتركية والأوردية، إلى جانب اللغات الأوربية: كالإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والروسية، وهي جميعها لغات يجيدها ويتقنها الدكتور المصري.
وهي قصة إهمال ثلاثين ألف كتاب تحتويها مكتبته، منها مئات المخطوطات والكتب والدواوين الشعرية النادرة، في العربية والفارسية والتركية والأوردية، غير موجودة في مكتبة أخرى، ومع ذلك ترزح الآن تحت أطنان من الأتربة والسوس والرطوبة القاتلة!.
وعن مكتبته يسرد الدكتور المصري حكايتها بكل مرارة قائلاً: لقد جمعتها منذ عام 1929م وحتى الآن، من الشرق والغرب وأنفقت عليها أموالاً طائلة، وأتيت بكل ما سمعت عنه من علوم ومعارف وآداب، تخدم فكرتي ودعوتي للأدب الإسلامي المقارن؛ ففيها دواوين وقصص وحكايات المسلمين في كل اللغات، وهي تتضمن إبداعات القريحة المسلمة أنَّى وجدت على ظهر البسيطة، وأتمنى أن تقوم جهة ما، بتبويبها وفهرستها، والعناية بها وجمعها في مكان يصبح متحفاً أو منتدى ثقافياً، يفتح نافذة جديدة للباحثين عن الأدب الإسلامي بمفهومه العام.. إنني أبكي ألماً وحرقة، خاصة بعد أن فقدت بصري، منذ عشر سنين، بسبب انصراف الجميع عن هذه الكنوز وتلك العلوم، وتركها عرضة للامبالاة والقصور والتقصير.
مخطوطات الرافعي.. أهملها المعاصرون
ومن عجب... أن الكثير من إبداعات رائد العربية في العصر الحديث مصطفى صادق الرافعي "1880 1937 م" ما يزال مخطوطاً بيده، لم ير النور حتى هذه اللحظة!. والأعجب منه هو صرخة حفيدته التى تجاوز عمرها السبعين بكثير نتيجة خوفها من ضياع هذا التراث بعد وفاتها.. والغريب.. أنها ناشدت منذ عدة سنوات مسؤولي الثقافة عن أهمية الالتفات إلى أعمال الرافعي المجهولة، والتي يصل عددها إلى نحو عشرة كتب!. ومنذ هذه الصرخة.. لم يتحرك أحد جمعاً لتراثنا المهدر، الذي لا يجد مدافعاً عنه، ولا ساعياً للمِّ أشتاته في الوقت الذي تسعي فيه "إسرائيل" مثلاً إلى نسج القصص الخرافية والخزعبلات عن وجود تراث فكري وأدبي لها، بينما تراثنا الحقيقي مطروح فى الطريق.
مكتبة وديع فلسطين
تعد مكتبة الأديب وديع فلسطين 81 عاماً مكتبة أكاديمية وصحفية؛ فهي تحتوي على دواوين الشعر العربية النادرة لشعراء المهجر في أمريكا اللاتينية، وعلى جميع المجلات الأدبية والفكرية والاجتماعية في الوطن العربي.. ناهيك عن عشرة آلاف رسالة أدبية وفكرية متبادلة بينه وبين كبار أدباء وساسة ومفكري مصر والوطن العربي في القرن العشرين من أمثال :الشيخ حسن البنا، والشهيد سيد قطب، والشيخ الشعراوي، والعقاد، والرافعي، ومحمود محمد شاكر "أبوفهر"، وأحمد حسن الزيات، ومحمد سعيد العريان، وعلي الجارم، وعلي محمود طه، وإبراهيم ناجي، وعلي الطنطاوي، وحمد الجاسر، وغيرهم، وهي ثروة حقيقية، لم تُنشر من قبل، وتحتاج إلى جمعها في عدة مجلدات؛ نظراً لكونها تتضمن أسراراً وتفاصيل دقيقة وجديدة عن حياة هؤلاء الأعلام.
مكتبة باكثير
ولعل مكتبة رائد المسرح الإسلامي الشاعر أحمد باكثير (1910 -1969م) تقص علينا سيرة الأحفاد، الذين أهملوا تراث الأجداد، ولم ينتفعوا بما فيه؛ فمنذ وفاته تقبع مكتبته الضخمة في سرداب إحدى العمارات في قلب القاهرة فى حالة غير جيدة على الإطلاق!! لكن هناك جهوداً يتم بالفعل لإحيائها وبعث عوامل النشاط في أرجائها من الناقد الدكتور محمد أبوبكر حميد، الذى آلى على نفسه أن يقيم لباكثير متحفاً فى القاهرة، يضم أعماله ومكتبته، وكل ما يخدم الحضارة العربية الإسلامية. فهل يجد عوناً من القائمين على إحياء التراث، ومساعدة له في تحقيق حلمه الكبير، الذي نأمل أن نراه قريباً؟!.
منقول من مجلة المجتمع الكويتية
مكتبات الرواد... إهمال وضياع وفوضى
صلاح حسن رشيد
فى كل عصر... كانت لمكتبات العلماء والأدباء قيمة كبرى في إثراء المعرفة، وبنيان جيل الأمة الإسلامية، وتنشئته على ذخائر الكتب في شتى التخصصات، والتي كانت المعين الذي نهل منه الخلف عن السلف علوم التراث، ومن ثم دافعوا عن صرح حضارتنا الإسلامية.. من خلال هذه المكتبات العامرة بشتى ألوان وأنواع المعارف، وما تزال... تمارس دورها الحضاري والثقافي، في مقاومة غول "العولمة"، وشبح "الحداثة".
ظاهرة قديمة جديدة
لكن مكتبات كبار الأدباء والعلماء، من جيل الرواد، تتعرض نفائسها للضياع والفوضى، وبيعها للباعة الجائلين؛ الذين لا يدركون كنْهها، ولا ما تحويه من علوم ومعارف، وفي النهاية... تكون الخسارة باهظة على الصعيدين الفكري والحضاري، الأمر الذي يستوجب وقفة من المسؤولين عن أمر الثقافة والتعليم والمعرفة في أمتنا العربية، بل الإسلامية... للمحافظة على هذه الكنوز النادرة.
المأساة بالأسماء والأرقام والتفاصيل تؤكد أن مكتبات رواد مثل: أنور الجندي، وعلي أحمد باكثير، وحسين مجيب المصري، تكتنز آلاف الكتب القيمة، والمراجع الأصيلة، في الشعر واللغة والأدب والفلسفة والتاريخ والأديان والفقه والأصول، والنقد، إلى جانب أمهات الكتب في اللغات الشرقية وآدابها، من تراث الأمم الإسلامية، والتي تعتبر تحفة لا تقدر بثمن، والتي يصل عددها إلى نحو مائة ألف كتاب، كلها معرضة للاندثار، إن لم يتم توجيه الأنظار والجهود للحفاظ عليها؛ كتراث أدبي وفكري، يجب الاهتمام به.
مكتبة أنور الجندي.. نموذجاً
المفكر الإسلامي الراحل أنور الجندي "1917-2002م "قرأ كل ما وقعت عليه عينه من التراث العربي، وأخرج للمكتبة العربية ما يزيد على ثلاثمائة وخمسين كتاباً، علاوة على مكتبة عامرة بعلوم العربية والعلوم الشرعية والصحف والمجلات الأدبية والثقافية في مصر والوطن العربي، كالرسالة والثقافة والدعوة ولواء الإسلام والدوحة، إلى جانب أرشيفه الصحافي الخاص، الذي يضم آلاف الموضوعات السياسية والثقافية والفكرية طوال القرن الماضي. وهي ثروة لا تجد من يعتني بها اليوم، بعد وفاة صاحبها، وعدم وجود جهة أو هيئة ما، تقوم بتحويل بيته ومكتبته إلى متحف، يرتاده الباحثون وطلاب العلم.
قصة الحضارة الإسلامية في مكتبة الدكتور مجيب
أما مكتبة الدكتور حسين مجيب المصري 88 عاماً أستاذ الدراسات الشرقية بكلية الآداب جامعة عين شمس المصرية ؛ فتضم قصة الحضارة الإسلامية في لغاتها العربية والفارسية والتركية والأوردية، إلى جانب اللغات الأوربية: كالإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والروسية، وهي جميعها لغات يجيدها ويتقنها الدكتور المصري.
وهي قصة إهمال ثلاثين ألف كتاب تحتويها مكتبته، منها مئات المخطوطات والكتب والدواوين الشعرية النادرة، في العربية والفارسية والتركية والأوردية، غير موجودة في مكتبة أخرى، ومع ذلك ترزح الآن تحت أطنان من الأتربة والسوس والرطوبة القاتلة!.
وعن مكتبته يسرد الدكتور المصري حكايتها بكل مرارة قائلاً: لقد جمعتها منذ عام 1929م وحتى الآن، من الشرق والغرب وأنفقت عليها أموالاً طائلة، وأتيت بكل ما سمعت عنه من علوم ومعارف وآداب، تخدم فكرتي ودعوتي للأدب الإسلامي المقارن؛ ففيها دواوين وقصص وحكايات المسلمين في كل اللغات، وهي تتضمن إبداعات القريحة المسلمة أنَّى وجدت على ظهر البسيطة، وأتمنى أن تقوم جهة ما، بتبويبها وفهرستها، والعناية بها وجمعها في مكان يصبح متحفاً أو منتدى ثقافياً، يفتح نافذة جديدة للباحثين عن الأدب الإسلامي بمفهومه العام.. إنني أبكي ألماً وحرقة، خاصة بعد أن فقدت بصري، منذ عشر سنين، بسبب انصراف الجميع عن هذه الكنوز وتلك العلوم، وتركها عرضة للامبالاة والقصور والتقصير.
مخطوطات الرافعي.. أهملها المعاصرون
ومن عجب... أن الكثير من إبداعات رائد العربية في العصر الحديث مصطفى صادق الرافعي "1880 1937 م" ما يزال مخطوطاً بيده، لم ير النور حتى هذه اللحظة!. والأعجب منه هو صرخة حفيدته التى تجاوز عمرها السبعين بكثير نتيجة خوفها من ضياع هذا التراث بعد وفاتها.. والغريب.. أنها ناشدت منذ عدة سنوات مسؤولي الثقافة عن أهمية الالتفات إلى أعمال الرافعي المجهولة، والتي يصل عددها إلى نحو عشرة كتب!. ومنذ هذه الصرخة.. لم يتحرك أحد جمعاً لتراثنا المهدر، الذي لا يجد مدافعاً عنه، ولا ساعياً للمِّ أشتاته في الوقت الذي تسعي فيه "إسرائيل" مثلاً إلى نسج القصص الخرافية والخزعبلات عن وجود تراث فكري وأدبي لها، بينما تراثنا الحقيقي مطروح فى الطريق.
مكتبة وديع فلسطين
تعد مكتبة الأديب وديع فلسطين 81 عاماً مكتبة أكاديمية وصحفية؛ فهي تحتوي على دواوين الشعر العربية النادرة لشعراء المهجر في أمريكا اللاتينية، وعلى جميع المجلات الأدبية والفكرية والاجتماعية في الوطن العربي.. ناهيك عن عشرة آلاف رسالة أدبية وفكرية متبادلة بينه وبين كبار أدباء وساسة ومفكري مصر والوطن العربي في القرن العشرين من أمثال :الشيخ حسن البنا، والشهيد سيد قطب، والشيخ الشعراوي، والعقاد، والرافعي، ومحمود محمد شاكر "أبوفهر"، وأحمد حسن الزيات، ومحمد سعيد العريان، وعلي الجارم، وعلي محمود طه، وإبراهيم ناجي، وعلي الطنطاوي، وحمد الجاسر، وغيرهم، وهي ثروة حقيقية، لم تُنشر من قبل، وتحتاج إلى جمعها في عدة مجلدات؛ نظراً لكونها تتضمن أسراراً وتفاصيل دقيقة وجديدة عن حياة هؤلاء الأعلام.
مكتبة باكثير
ولعل مكتبة رائد المسرح الإسلامي الشاعر أحمد باكثير (1910 -1969م) تقص علينا سيرة الأحفاد، الذين أهملوا تراث الأجداد، ولم ينتفعوا بما فيه؛ فمنذ وفاته تقبع مكتبته الضخمة في سرداب إحدى العمارات في قلب القاهرة فى حالة غير جيدة على الإطلاق!! لكن هناك جهوداً يتم بالفعل لإحيائها وبعث عوامل النشاط في أرجائها من الناقد الدكتور محمد أبوبكر حميد، الذى آلى على نفسه أن يقيم لباكثير متحفاً فى القاهرة، يضم أعماله ومكتبته، وكل ما يخدم الحضارة العربية الإسلامية. فهل يجد عوناً من القائمين على إحياء التراث، ومساعدة له في تحقيق حلمه الكبير، الذي نأمل أن نراه قريباً؟!.
منقول من مجلة المجتمع الكويتية