د. جمال القرش
Member
نفائس الوقف والابتداء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد فهذه بعض الوقفات الميسرة في طريقة عرضها مع حذف الحواشي والمراجع، واختصار الأقوال، وهي مقتطفات وانتقاءات أخذت مادتها من كتابي ( معالم النبلاء ومسك الختام، ودراسة الوقف والابتداء ) تابع الرابط التالي:
http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=12444
فإن أحسنت فمن الله وإن قصرت في نفس ، سائلا الله تعالى أن ينفع بها هو سبحانه ولي ذلك والقادر عليه ، وكتبه جمال القرش 1/5/ 1438 هـ
ما حكم الوقف على قوله: (وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا) النحل: 5
قوله تعالى: {وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ }النحل5
تفسير الآية:
بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم
قبل أن نشرع في بيان حكم الوقف نعطي إطلالة حول المعنى العام
يمتن الله سبحانه وتعالى على عباده ليشكروه حق شكره فقال سبحانه : {وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ }النحل5
والأنعامَ من الإبل والبقر والغنم خلقها الله لكم -أيها الناس- أي: لأجلكم، ولأجل منافعكم ومصالحكم، ومن جملة منافعها أن جعل في أصوافها وأوبارها الدفء, ومنافع أُخر في ألبانها وجلودها وركوبها, ومنها ما تأكلون
التوجيه النحوي:
توجيه الوقف يكون بالنظر إلى إعراب (لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ..)
والمشهور فيها قولان:
الأول : أنها مستأنفة.
الثاني : أنها حالية .
فعلى القول الأول وهو الاستئناف: فالوقف كاف
ويكون المعنى : هو خلقها، ثم أخبر أنه خلق لنا فيها منافع.
ويؤيده قوله تعالى: وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ }النحل6 ( فَقَابَلَ الْمَنْفَعَةَ الضَّرُورِيَّةَ بِالْمَنْفَعَةِ غَيْرِ الضَّرُورِيَّةِ
وعلى القول الثاني وهي أن تكون حالية: فلا وقف على ( خلقها) لأن جُمْلَة (لكم فيها) فِي مَوْضِعِ الْحَالِ مِنَ الضَّمِيرِ الْمَنْصُوبِ وهو الهاء في «خلقها، والتقدير : أي: خلقها لأجلِكم ولمنافعِكم
ويؤيده قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا)
القول الراجح - والله تعالى أعلى وأعلم - أن الوجهين جائزان فلكل قول وجه مصدق في القرآن مع أولوية القول الأول وهو قول أكثر المفسرين وعلماء الوقف والابتداء، وقد أشارت أكثر المصاحف أشارت في المصحف بعلامة ( صلى) وبعضهم علامة (قلى) كما في مصحف التهجد دلالة على تأييد القول الأول : قال أبو حيان « وَالْأَظْهَرُ أَنْ يَكُونَ لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ اسْتِئْنَافٌ لِذَكَرِ مَا يُنْتَفَعُ بِهَا مِنْ جِهَتِهَا »
وقال الشنقيطي ه : (( وَأَظْهَرُ أَوْجُهِ الْإِعْرَابِ فِي قَوْلِهِ: لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ أَنَّ قَوْلَهُ: دِفْءٌ مُبْتَدَأٌ خَبَرُهُ لَكُمْ فِيهَا، وَسَوَّغَ الِابْتِدَاءَ بِالنَّكِرَةِ ; اعْتِمَادُهَا عَلَى الْجَارِّ وَالْمَجْرُورِ قَبْلَهَا وَهُوَ الْخَبَرُ كَمَا هُوَ مَعْرُوفٌ [1]
وقال الشيخ إبراهيم الأخضر: فحين تقف على (لَكُمْ) يصير المعنى وكأنها ]خَلَقَهَا لَكُمْ[، والصواب: أن الأنعام خلقها لكم ولغيركم، فيبتدأ، لكم منها كذا وكذا، فهذا هو الوقف الصحيح
البحث من كتاب مسك الختام في معرفة الوقف والابتداء، ونفائس الوقف لـ جمال القرش)
[1] أضواء البيان: 2 /333
البحث من كتاب ( معالم النبلاء ومسك الختام، ودراسة الوقف والابتداء ، لـ جمال القرش ) ،
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد فهذه بعض الوقفات الميسرة في طريقة عرضها مع حذف الحواشي والمراجع، واختصار الأقوال، وهي مقتطفات وانتقاءات أخذت مادتها من كتابي ( معالم النبلاء ومسك الختام، ودراسة الوقف والابتداء ) تابع الرابط التالي:
http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=12444
فإن أحسنت فمن الله وإن قصرت في نفس ، سائلا الله تعالى أن ينفع بها هو سبحانه ولي ذلك والقادر عليه ، وكتبه جمال القرش 1/5/ 1438 هـ
ما حكم الوقف على قوله: (وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا) النحل: 5
قوله تعالى: {وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ }النحل5
تفسير الآية:
بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم
قبل أن نشرع في بيان حكم الوقف نعطي إطلالة حول المعنى العام
يمتن الله سبحانه وتعالى على عباده ليشكروه حق شكره فقال سبحانه : {وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ }النحل5
والأنعامَ من الإبل والبقر والغنم خلقها الله لكم -أيها الناس- أي: لأجلكم، ولأجل منافعكم ومصالحكم، ومن جملة منافعها أن جعل في أصوافها وأوبارها الدفء, ومنافع أُخر في ألبانها وجلودها وركوبها, ومنها ما تأكلون
التوجيه النحوي:
توجيه الوقف يكون بالنظر إلى إعراب (لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ..)
والمشهور فيها قولان:
الأول : أنها مستأنفة.
الثاني : أنها حالية .
فعلى القول الأول وهو الاستئناف: فالوقف كاف
ويكون المعنى : هو خلقها، ثم أخبر أنه خلق لنا فيها منافع.
ويؤيده قوله تعالى: وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ }النحل6 ( فَقَابَلَ الْمَنْفَعَةَ الضَّرُورِيَّةَ بِالْمَنْفَعَةِ غَيْرِ الضَّرُورِيَّةِ
وعلى القول الثاني وهي أن تكون حالية: فلا وقف على ( خلقها) لأن جُمْلَة (لكم فيها) فِي مَوْضِعِ الْحَالِ مِنَ الضَّمِيرِ الْمَنْصُوبِ وهو الهاء في «خلقها، والتقدير : أي: خلقها لأجلِكم ولمنافعِكم
ويؤيده قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا)
القول الراجح - والله تعالى أعلى وأعلم - أن الوجهين جائزان فلكل قول وجه مصدق في القرآن مع أولوية القول الأول وهو قول أكثر المفسرين وعلماء الوقف والابتداء، وقد أشارت أكثر المصاحف أشارت في المصحف بعلامة ( صلى) وبعضهم علامة (قلى) كما في مصحف التهجد دلالة على تأييد القول الأول : قال أبو حيان « وَالْأَظْهَرُ أَنْ يَكُونَ لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ اسْتِئْنَافٌ لِذَكَرِ مَا يُنْتَفَعُ بِهَا مِنْ جِهَتِهَا »
وقال الشنقيطي ه : (( وَأَظْهَرُ أَوْجُهِ الْإِعْرَابِ فِي قَوْلِهِ: لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ أَنَّ قَوْلَهُ: دِفْءٌ مُبْتَدَأٌ خَبَرُهُ لَكُمْ فِيهَا، وَسَوَّغَ الِابْتِدَاءَ بِالنَّكِرَةِ ; اعْتِمَادُهَا عَلَى الْجَارِّ وَالْمَجْرُورِ قَبْلَهَا وَهُوَ الْخَبَرُ كَمَا هُوَ مَعْرُوفٌ [1]
وقال الشيخ إبراهيم الأخضر: فحين تقف على (لَكُمْ) يصير المعنى وكأنها ]خَلَقَهَا لَكُمْ[، والصواب: أن الأنعام خلقها لكم ولغيركم، فيبتدأ، لكم منها كذا وكذا، فهذا هو الوقف الصحيح
البحث من كتاب مسك الختام في معرفة الوقف والابتداء، ونفائس الوقف لـ جمال القرش)
[1] أضواء البيان: 2 /333
البحث من كتاب ( معالم النبلاء ومسك الختام، ودراسة الوقف والابتداء ، لـ جمال القرش ) ،
التعديل الأخير بواسطة المشرف: