نـــــداء إلى متخصصي دراسة مناهج المفسرين

إنضم
08/05/2011
المشاركات
50
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعضاء الملتقى الأفاضل ..... تحية طيبة وبعد:
عندما يريد الباحث - أي باحث - أن يدرس منهج مفسِّر من المفسِّرين - أي مفسٍّر ، فما عليه إلا أن يقول مثلا منهج فلان في تفسيره كذا : إن كان للمفسِّر أكثر من محاولة في التفسير في أكثر من كتاب ، أما إن كان المفسِّر له مؤلَّف واحد في التفسير - محاولة واحدة - فيقول منهج فلان في التفسير أو فلان ومنهجه في التفسير .
ويقتصر عمله - في بحثه العلمي - على مجرد وصف لمنهج (فلان) في التفسير أو في تفسيره (كذا) ولا يتخطى الباحث هذا الدور الوصفي إلى إبداء رأيه حول منهج المفسِّر في تعامله مع : الإسرائيليات ، ترجيحاته الفقهية ، موقفه من أسباب النزول في تفسيره ، النسخ ، كيف تعامل مع السنة النبوية ككونها مفسِّرة للقرآن ، موقفه من المكي والمدني من القرآن في تفسير أو منهجه في استدعاء مرويات الصحابة - كأحد مصادر التفسير بالمأثور - في حالة اختلاف مروياتهم وتعارضها في تفسير الآية الواحدة ...
لايقدِّم الباحث رأيا - تعقيبًا - من عنده على موقف المفسِّر من هذه النقاط وغيرها ، وإن قدَّم تعقيبًا من عنده ، فالسؤال المطروح : في أي ضوء ووفق أي منهج قدَّم الباحث تعقيبًا أو نقدًا - إبراز ما للمنهج وما عليه؟
ثم مما لا شك فيه - مثلا - أن (س) من المفسرين أخطأ في تعامله مع القصص القرآني ، وفوَّت بذلك على قرَّاء تفسيره فرصة الخروج بالعظة والعبرة من هذه القصص والتي غطاها المفسر بغطاء من الإسرائيليات.
والباحث إذ يدرس التفسير لإخراج منهج المفسِّر ، ويتعرض لهذه النقطة - موقف المفسر من الإسرائيليات في تفسيره للقصص القرآني - لابد وأن يعقيب بالنقد - سواء بإظهار أصالة منهج المفسر في تعامله مع الإسرائيليات أو بعدم أصالة المنهج.
والباحث لن ينقد منهج المفسِّر في تفسيره من لدن نفسه ووفق ذوقه ، بل ينقده في ضوء منهج أمثل - مثلا في ناحية الإسرائيليات أتى العلماء بمنهج مبثوث في كتب علوم القرآن لو اتبعه المفسٍّر لم يقع في شرك الإسرائيليات ، وهكذا الحديث عند كل ناحية من النواحي التفسيرية يلجأ الباحث حين نقده لمنهج المفسٍّر إلى ما تعارف عليه العلماء من منهج قويم في التعامل مع هذه الناحية أو تلك.
وحين يخلص الباحث إلى أن المفسر أجاد أو أخطأ هنا - وفق منهجه الأمثل الذي عاير منهج المفسٍّر عليه - لا يقف عند ذلك بل يقول بتوضيح أثر إجادته على سلامة تفسيراته التي قدَّمها ، وحين يخطئ المفسٍّر يقول الباحث بجلب التفسير الصحيح من كتب تفسير أخرى نأى أصحابها عن الوقوع في الخطأ المنهجي الذي وقع فيه المفسر قيد البحث ، ويقوم الباحث بعقد مقارنة بين منهج المفسر وبين منهج هؤلاء في هذه الناحية - مثلا كيفية التعامل مع أسباب النزول - ويبين بالأدلة أصالة أي منهما وتكون نتيجة كل منهما - مادة التفسير ذاته - هي نتيجة حتمية مترتبة على مدى أصالة المنهج المتبع في التفسير.
باختصار : لا يترك الباحث التفسير إلا وهو مبين إيجابيات التفسير بالأدلة والبراهين وكذلك نقاط ضعفه بالأدلة والبراهين
وفي حالة نقاط الضعف - مساوئ التفسير - يقتبس الباحث تفسيرات صحيحة جاءت وفق مناهج صحيحة برهن على أصالتها الباحث ، ويشير إلى أن هذه التفسيرات هي التي كانت يجب أن تقال في هذا المكان لو اتبع المفسر منهجًا سليمًا.


وهذا هو قالب - مقترح - للبحث وللخروج عن نمط الوصفية التقليدي إلى الوصفية والمقارنة والنقدية
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=82033
 
بارك الله فيكم ، وكم نحن محتاجون فى دراساتنا المعاصرة إلى هذا المنهج بعيداً عن المنهج الوصفى الذى صار صبغةً لكثير من الأبحاث والرسائل المعاصرة ، ولا يخفى أن مثل هذه الدراسات تحتاج إلى دارس مؤصَّل علميًا ، وقارئ مطلع ، فكم من موضوع أخذه بعض الدارسين ، وهو لا يتناسب معه فأماته .
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكر لك اهتمامك - أخي العزيز :
وما أريد التأكيد عليه هو كيفية التطور والتجديد مع المحافظة التامة على الأصول الراسخة المتأصلة ، بل وبعبارة أخرى إن قالبنا هذا الذي عرضناه هو اعتراف بأهمية الأصول في التفسير على الرغم من أنه نظرة جديد ة إلى علم التفسير والتفاسير
 
عودة
أعلى