نظم كتاب الخلاصة الجامعة لقواعد التفسير النافعة لحامد بن عبد الله العلي

محمد يزيد

Active member
إنضم
24/01/2012
المشاركات
534
مستوى التفاعل
26
النقاط
28
العمر
44
الإقامة
الجزائر
بسم1
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم:
نظمتُ كتابَ الخلاصة الجامعة لقواعد التفسير النافعة لحامد بن عبد الله العليّ:

مِنْ ذَهَبٍ قَوَاعِدٌ كُلِّيَّةٌ *** لدى حسانِ سعدِي بالتدبُّر
تيسيرُ كافي جي دِهنَّ من معا***ني الآي والأحكامِ في الميَسَّرِ
وابنُ الوزيرِ معْ قواعدٍ ومنــ***ــهجٍ قويمٍ صائغٌ للدررِ
قواعدٌ تعزى لفخر الدينِ في ***مؤلفٍ يهدي الحيارى عطرِ
كما الأصول للفقيه بُلْغَةٌ***قواعد التفسير للمفسِّرِ
أصولُها القرآنُ ثمَّ سنَّةُ النـ***بي وما جا عن صَحْبٍ من أثرِ
ومن أصول الفقه أو ما كان من***علوم لغةِ القرآن الأزهرِ
___
فصلٌ يحتاج المفسر إلى خمسة عشر علمًا:
لغة نحوِ الصَّرف واشتقاقها *** معنى بيانٍ للبديعِ فانظرِ
علم القراءات أصول الدين والـ***فقهِ وأسبابٌ كحادي عشرِ
الناسخُ المنسوخِ ثمَّ الفقهُ والْـ***حديثُ موهباتُ بعضِ البَشرِ
___
للناس بينَ النبيُّ لفظ ما***نُزِّلَ في القرآن والمعانيَا
مثلَ الصحابة اعلمْ واعملْ وتدبـ***ــرِ الذِّكرَ إذا ما كنتَ تاليَا
والتابعون في التفســـير قلَّما ***تنازعوا والصحبُ، احذرْ مُمَاريَا
وأغلب الخلاف في أحكامه***تنوعًا وليس ضدًّا جافِيا
أحمدُ قال أنه لمْ يسنَدِ ***ولا ملاحمًا ولا المغازيَا
والحبرُ في مكةَ صَحْبُه عطا***ءٌ ومجاهدٌ أعلمُ ناديًا
___
والراشدونَ اشتهروا والحبرُ وابـْـ***ـنُ مسعودٍ أبيٌّ ثمَّ زيدُهمْ
والأشعرِيْ وابن الزبيرِ عاشرٌ***عند السيوطي عشرة في نقلهمْ
لكنْ عليٌّ فائقٌ من سبقوا***نُقِل عنهمُ النَّزرُ لسَبقهمْ
في خطبةٍ أقسمَ ما من آيةٍ*** إلَّا متى وأين نزلتْ عَلِمْ
___
فصلٌ طرقُ التفسير عن ابن عبّاس رضي الله عنهما:
عن ترجمانٍ طرقُ التفسيرِ ما ***أكْثرَ مرويٍّ منها فسيحِ
أجودها المرويُّ فيها عن علـيْـ***يِ بن أبي طلحةَ بالتصريحِ
وثَّقهُ ابنُ حَجَرٍ واعتمد الْ***بخاريُّ عليهِ في الصَّحيحِ
وعن مجاهدٍ عن ابن عبّا***سٍ ما قدْ رواه بن أبي نجيحِ
وعنه شبلٌ ابن عبادٍ أقــــــــرْ***رَ قُربَه الخليليْ مِنْ صحيحِ
كذاك قيسٌ عن عطاءٍ جيدٌ***أَجْمِلْ بشرطٍ لهمَا مليحِ
طريقُ ابنِ إسحاقٍ عن محمدٍ ***ابن أبي محمدٍ ربيحِ
مولًى لآل زيدٍ ابن ثابتٍ***حسنةُ الإسنادِ بالتصريحِ
أوهى طريقٍ الكلبيُّ عن أبي ***صالحٍ اعتَمِدْها مِثلَ رِيحِ
وكذبٌ سلسلةُ ضُمَّتْ إلى ***محمدِ بن مروانَ الجريحِ
وانقطع الضحاك بن مزاحمٍ ***وضمُّ بشرٍ مضْعِفُ الطَّريحِ
أشدُّ ضعفًا منه عن جويبرٍ ***عن الضحاكِ متروكٍ كسيحِ
لم يرو ابنُ جريرٍ عنه شيئًا اَوْ***اِبن أبي حاتمٍ خذْ من مَيحِ
أما العوفيُّ أخرجا معْ ضعفه***عنْهُ كثيرًا فافهمَنْ تلميحِي
___
لدى أُبيٍّ نسخةٌ كبيرةٌ ***صحيحةُ الإسنادِ من كليهمَا
والحاكمِ وأحمدٍ ما كان عن ***أبي جعفرٍ الرازيِّ أُحْكمَا
عنِ الربيعِ قد روى ابنِ أنسٍ***أبو العالية عنه تسلَّمَا
___
وعن جماعةٍ من الصحبِ أتى الـ***ـيسيرُ من تفسير آيِ الذكر
كأنسٍ أبي هريرةٍ وابنِ***عُمَرَ ثمَّ جابرٍ والأشعريْ
وابنِ عمرِو بنِ العاصِ جاء قصصٌ***وفتنٌ عنه واليوم الآخرِ
فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ مثلٌ ***عنِ النصارى غالبًا في الخبرِ
___
والتابعون منهمُ مجاهدٌ***قتادةٌ عكرمةٌ والحسنُ
وابن أبي رباحٍ ثم ابن أبي***سلمةَ العطاءانِ قد أحْسنوا
كذا ابن كعبٍ وأبو العاليةِ***وابنُ مزاحمٍ عوفيٌّ متقِنُ
قتادةٌ وزيدٌ بنُ أسلمٍ***ومرّةٌ أبو مالكٍ حصِّنوا
يليهمُ الربيعُ وابنُ زيدٍ بــ***ـنُ أَسْلَمٍ في آخرينَ أتقنوا
___

طبقةٌ مِنْ بعدهم قد جمعتْ ***قولَ الصَّحابةِ والتابعينا
كابن عيينةٍ ثم وكيعِ بنِ الـ***ـجراحِ من همُ في الأولينا
وابنِ الحجاجِ شعبةٍ كذاك وابـ***ـنِ هارونَ الألى مفسرينا
عبدُ الرزاق ثم ابنُ أبي إيـ***ــاس آدمٌ بالعلم سابقينا
وإسحاقُ ابن راهويهَ ثم رو***حُ بنُ عبادةَ المقدمينا
وعبد بن حميدٍ وسعيدٌ وابــ***ـنُ أبي شيبةٍ وآخرينا
___
وبعدهم أجلُّ تفسير كتـا***بٌ قيمٌ لابن جرير الطبري
وابن أبي حاتمٍ الذي تلا ***ـهُ وابنُ ماجةٍ بتقديرٍ حَرِي
والحاكمُ ثم ابنُ مردويهَ وابْـ***ـن حِبَّانَ وابن المنذرِ الآخَرِ
مسندةً إلى الصَّحبِ وتابعيـ***ـهم ثم تابعيهم أصلِ الخبرِ
___
ليس بأيدي أهل التفسير كتا***بٌ صحَّ في التفسيرِ مثلُ الواردِ
-شيخ الإسلامِ قال في الفتاوى- عنْ***ابنِ أبي نجيحٍ عن مجاهدِ
إلّا مساويًا له في صحةٍ ***فاغنم هديت من تلك الفوائدِ
___
فصلٌ:
أما الإتقان للسيوطيْ جامعٌ ***من سنَّةٍ بضْعةَ عشْرَ ألْفِ
ما بين مرفوعٍ من الحديثِ أوْ***ما كان موصوفًا بحكم الوقفِ
تتمةً للترجمانِ بيَّن الـْـ***ـمنهج فيه في كتاب القطف
والترجمان مفقودٌ مختصرٌ***سنده في الدُّرِّ جَا بالحذفِ
___
فصلٌ:
وابن الصلاح قال عن أهل المعـ***ـاني كالزّجّاجِ والفرَّا والأخفشِ
وابن الأنباري في الإتقانِ ساقه ***خير الغريب الأصبهاني فانتشِ
___
فصلٌ المحكمُ والمتشابهُ في القرآنِ:
قد أحكمت آياته وفصلتْ***وأحسنُ الحديثِ متشابهُ
ومنه محكماتٌ هن أمُّهُ***وأُخَرُ الآياتِ متشابهُ
كلٌّ من عند ربنا من راسخٍ ***في العلمِ أبدًا تبقى أولى لهُ
___
وابن كثير قال في تفسيره ***المحكم الواضحُ في الدلالهْ
في المتشابه اشتباهٌ وكثيـ***ـرٌ أو بعضٌ لمْ يفهموا مرادهْ
وردُّ المتشابه إلى الذي***أُحْكمَ منه سبُلُ الهدايهْ
___
فصلٌ في الفرق بين التأويل والتفسيرِ في القرآن:
بينَ التأويل والتفسيرِ لفتةٌ ***في اللفظِ بادئا تكون فارقهْ
تأويلُ شيءٍ ما إليهِ آيِلٌ***كذلكَ التأويل يعني العاقبهْ
يَأْتِي تَأْوِيلُهُ مبينةٌ وفي *** مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا شارحهْ
بمعنيين عند سلفٍ كتف***ـسيرٍ موافقًا لفظًا أو خالفهْ
حديث دعْوة النبيّ ِلابن عبَّ***ـاسٍ أتى دليلًا فيه عاضدهْ
ثانيهما نفس مرادِ قائلٍ ***إنْ طلَبًا أو خبَرًا مطابِقهْ
وليس تأويلًا صرفٌ لظاهرٍ***من لفظِ الذِّكرِ كي تَعِي معانيَهْ
إلَّا إذا أتى الدليلُ بالذي ***يصرفهُ عن ظاهرٍ مُرَافقهْ
___
فصلٌ الآية التي جمعتْ أسرار القرآن:
شيخُ الإسلامِ قالَ في أسرارهِ***قولًا مفيدًا جامعَ البيانِ
أربعةٌ ومائةٌ من كتُبٍ ***مجموعةُ المعاني في القرآنِ
جمعُ القرآن جاء في مفصلٍ ***وجمعُ هذا في السَّبع المثاني
والسَّبْعُ في إِيَّاكَ نَعْبُدُ وفي ***تكميلِ آيةٍ بالشَّطرِ الثَّاني
تلميذُهُ عن الأسْرار قال هِيْ ***أعظمُ من إحاطةِ الجنانِ
___
فصلٌ دعوى أنَّ للقرْآنِ معانيَ باطنية لا تعلم من ميراث الرسول زندقة:
من قال للقرْآنِ معنًى باطنٌ***لَمْ يبدُ من أحاديث الرسولِ
فذاكَ زنديقٌ بكشفٍ موقنٌ***للشرعِ مبطلٌ على الشُّمولِ
___
فصلٌ القرآن كلُّه مأمورٌ بتدبُر معانيه، فلا يقال فيه ما لا يعلم معناه:
تَدَبُّرُ القرآنِ طُرًّا مطلبٌ ***لكلِّ مسلمٍ بنصِّ الآيِ
وليس من دليلٍ خصَّ بعضهُ***شيخُ الإسلامِ مستنيرُ الرايِ
___
أمَّا مقولة الحبْرِ بأنَّ في التَّــ***ـفسير أربعًا من الوجوهِ
وجهٌ للعُرْبِ سيقَ في كلامها***ثانٍ محالٌ عذرُ جاهِليهِ
وثالثٌ للعلما ورابعٌ ***للهِ دونَ كلِّ مخلوقيهِ
فإن ذَا في الكيفِ من صفاتهِر***والغيبِ، لا للعالِمِ النَّبيهِ
___
فصلٌ جامعٌ لأسباب النزولِ:
وللنزولِ سببٌ يعْرَفُ بالتــ***ــوقيفِ الأصل فيه لا تكرارُ
فإنْ تعددت رواياتٌ فللــ***ـأصحِّ ثمَّ الأصرَحِ يُصارُ
فإن تقاربَ الزمانُ أو تسا***وَيَا فخذْ جميعَ ما يدارُ
فإن تعذر جمعُ جميعها***إنَّ المرَجَّحَ منها يختارُ
عمومُ لفظٍ لا خصوصُ سببٍ***قدْ وجبَ عليهِ الاعتبارُ
___
فصلٌ جامعٌ لمسائل القراءات:
كل قراءةٍ صحتْ بسندٍ ***ووافقتْ لسانًا عربيّا
ورسمَ المصحفِ ولو بالاحتمـ***ـالِ فاعتمدها منهجًا سويّا
قراءةً صحيحةً فإن تنوْ***وَعَتْ فذاك لا يضيرُ شيّا
مثلَ تعدّد الآياتِ بعضُها***مفسِّرٌ بعضًا يغدُ جليَّا
بيان مجملٍ أوْ لعمومهِ ***مخصِّصًا يا فاهما ذكيّا
أو كانَ مطلقًا أتى تقييدهُ***تَمَّتْ بحمده فردًا عليّا
بَدَاكُمُ بألِفٍ خالصةٍ***مخالفٌ لسانًا عربيّا
صَالِحَةً غَصْبًا خلافُ مصْحفٍ ***ثُمَّ نُنَحِّيكَ عدَتْ رضِيّا
من الثقاتِ فلذا رُدّتْ وما***نقبلُ إلا ثقةً تقيَّا
-
أَعْجِبْ بقولِ بَلْ عَجِبْتَ مرَّةً ***والقولِ بَلْ عَجِبْتُ في قراءهْ
كلتاهما صحيحةٌ كأنَّما***اثنتانِ آيتانِ وَسْطَ آيهْ
إذا عَجِبْتَ فالخطابُ للنَّبيْ***وبَلْ عَجِبْتُ قاصدًا سبحانهْ
لنفسه الشريفة زكيَّةً***بالعَجَبِ وذاكَ من أوصافهْ
تعجُّبَ التمييزِ لا منْ فَجْأةٍ ***منزَّهًا عنْ ذاكَ في عليائهْ
من غير تأويل ولا التعطيل ***أو تمثيلٍ اَو تكييفٍ عزَّ شانُهْ
مثالُ تفسيرِ القراءاتِ لبعْـ***ـضِها مضمَّنٌ في هذي الآيهْ
للمتواترِ الْوُسْطَى صَلَاةِ الْعَـصْـ***ـرِ فسَّرتْها وهْي منْ آحادِهْ
*********
يزيد بن عبد الرحمن جعيجع
تتْبَعُ التتمّة بإذن الله.
 
فصلٌ تفسير القرآنِ بالقرْآنِ
تفسير قرآنٍ بقرآنٍ هو الْـ***أَفضلُ تبيانًا لهُ والأسْلمُ​
بيانُ المجملِ المتصل والمنفصل
فيه بيانُ مجملٍ متصلًا ***في آيةٍ واحدةٍ قد يُعلمُ
مثاله آية (حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ) إذا ما الليلُ مظلمُ
إنْ عنَّ فهم اللونِ بِالخيْطِين، في***(مِنَ الْفَجْرِ) يُزالُ معْنًى مبهمُ
___
مثال الانفصالِ: بنزولِ (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ)
بَانَتْ (أُحِلَّتْ لَكُمُ بَهِيمَةُ الْأنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمُ)
___​
تقييد المطلق
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا)***في آية الوضوء جاءت (قُمْتُمُ
إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ)*** ثم الإطلاق في (وَأَيْدِيَكُمُ)
(إِلَى الْمَرَافِقِ﴾ التقييدُ جاعلٌ***معنًى مرادًا لليدينِ يُفْهَمُ
___​
تخصيصُ العامِّ
في (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ)***تخصيصُ (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمُ)​
 
فصلٌ أحوالُ السنَّةِ مع القرآن
___
وسنَّةُ النَّبيِّ للقرآنِ قدْ *** تكونُ في ثلاثة أمورِ
تأكيدِه أو للزيادةِ أو الـ***ــبيانِ مع تفصيل ذا الأخيرِ
بيان مجملٍ به أو مُبهَمٍ ***أو قيد مطلقٍ من الخبيرِ
كقيد حدّ القطعِ منْ رُسْغٍ لسا***رقٍ فتلكَ سنَّة النذيرِ
أو للتخصيصِ مثلَ منعِ الإرثِ عنْ***عبدٍ وقاتلٍ وعن كَفُورِ
مثالُ تأكيدٍ لحكم الله في الـ***ـقرآنِ حكمِ حرمةِ الخمورِ
زيادةٌ مِنْ أمرِ المصطفى ومنْ***أطاعهُ أطاعَ أمرَ النُّورِ
كأكل كلِّ ذي نابٍ من السبَا***ع أو ذي مخلبٍ من الطيورِ
وَمَثَلُ البيانِ مرويٌّ عن الشـ***ـيخينِ من نفائس التفسيرِ:
(لَيْسَ كَمَا تَقُولُونَ لَمْ يَلْبِسُوا إيِمانَهُمْ بِظُلْمٍ) المأثورِ
وكونها للنسخِ تأتي فَهْوَ منْ ***مَسائلِ الخلافِ في المشهورِ​
 
فصل
جامع لمنهج تفسير الصحابة للقرآن

إن كان قول الصَّحْبِ في التفسير مِنْ*** بابِ بيانِ أسبَابِ النُّزُولِ
أو من قبيل علمٍ ليس رأيَهُمْ *** فحُكْمُهُ الرّفعُ إلى الرَّسُولِ
فإن أتى قولًا في حكم الشرعِ فهْـ***ـوَ قولٌ للصَّحابة العدولِ
يفسرون بالقرآنِ أو بسنـ***ــةٍ أوْ مرفوعٍ من المقولِ
{ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ } *** فسّرَهَا ابن عبّاسٍ بقولِ:
معناه حالًا بعد حالِ هكذا*** قال نبيكمْ، لدى التأويلِ
أوْ فهم لغةٍ كنقله عن الـــ***ـعباس نافعًا منَ النقولِ:
أبي في الجاهلية قال "اسقني *** كأسًا دهاقًا" خمرة العقولِ
فسَّرها مملوءةً وبالتــتا*** بُعِ، وذاك غاية المأمولِ
___
أو بالذي رووه عن أهل الكتــ***ـاب وهو في ثلاثة أقسام
الأول الصادق صدْقًا كاملاً*** موافق رسالةَ الختامِ
ثانٍ يكون كذبًا مناقضًا *** ما صحَّ في شريعةِ الإسلام
وثالثٌ لا يُعلم الصدقُ بهِ*** يروى مع الخوف من الإيهامِ
وكلها إما بالعزو أو بما *** ليس صريحا في عزو الكلامِ
وسادسُ التفسيرِ باستنباطهمْ*** معانيَ القرآن بالأفهامِ
ثم المشهود في وقت تنزيله***من الأحوالِ من صحْبٍ كرامِ
___
فصل
منهج التابعين في تفسير القرآن

تفسير التابعين ذو عنايةٍ *** منَّا له لأنهم قد صحِبُوا
صحابةً وشهدوا علمًا وهم *** من الثلاثة قرونٍ اِجْتُبُوا
وليس حكم قولهم رفعًا وإنـ***ـما قولًا للتابعيِّ يحسبُ
لكنْ إذا أتى اتفاقهم على*** تفسيرِ آيةٍ به يُسْتَوْجَبُ
___
فصل منهج تفسير القرآن باللغة
باللغة من منهجِ التفسير خذْ *** ما لم يشذَّ الأفصحَ وغالبهْ
وهذه فوائدٌ مهمَّة *** تعين طالبا فهم مقاصِده
فبعد "كان" إن أتى مضارعٌ *** دلَّ على الكثرة والمداومهْ
ثم الضمير الأصل فيه عودُهُ *** إلى القريب الذِّكرِ لا ما جاوزه
{أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ} تَوَافُقُ ضمائِرِهْ
والجملة الفعلية بها التجدُ***دُ وفي الاسمية المدوامهْ
وصيغة التفضيل قدْ تطلقُ دو***ن أن يكون في الفضل المشاركهْ
والـ للاَوصاف والاَجناس تفيـ***ــد الاستغراق حَسَبَ دلائلهْ
ثم على معانيه يدلُّنَا الـ***ــقرآن بدلالة المطابقهْ
والمتعلق المعمول فيه إنْ *** يحذفْ فللتعميمِ قصدُ قائلهْ
والشرط إن يحذف جوابه فللـ***ــتعظيم والشدة والمبالغهْ
وفي القرآن أسماءٌ إنْ أطلقتْ ***دلَّتْ على معنًى حسْبَ قرائِنهْ
ومحتوى الآياتِ معْ أسماءِ ربِّــ***ــنا بها في ذروة الموافقهْ
___
فصل في أسرار الترتيب في القرآن

في الآي { وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ } أوْ*** {فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} في القرآنِ
و {الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ} و {فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} مما هما زوجانِ
تقدم الألفاظ في اللسانِ يأ***تي حَسَبَ المعاني في الجنانِ
بطبعها أو رتبةٍ أو سببٍ *** أو فضلها أو حَسَبَ الزمانِ
وقد تكون في اللفظ لخفةٍ***وثقلٍ لا تبعَ المعاني
___
فصل
فائدة في الجمع والإفراد في القرآن

والجمع والإفرادُ في فرائدِ*** تذكرُ من بدائع الفوائدِ
كالظلماتِ عكسَ النور مفردًا*** وأولياءُ معْ وليّ واحدِ
وفي اليمين والشمالِ اختلفت *** مواضعٌ بحسبِ المقاصدِ
___
فصل
في أن أكثر الفاظ القرآن الدالة على معنيين فصاعدا هي من قبيل
استعمال اللفظ في حقيقته الواحدة المتضمنة لهما ، لا من قبيل المشترك ولا
استعمال اللفظ في الحقيقة والمجاز

ما كان من لفظٍ له اثنان فصا***عدًا من المعاني في القرآن
كلاهما استعماله حقيقةً *** واحدةً هما مشتَمَلَانِ
في {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ} فسَّرَ دلوكَها قولانِ
كلا القولين بالزَّوالِ أو غرو***بِها في نفْسِ اللفظ يُفْهَمَانِ​
 
فصل في فوائد ضرب الأمثال في القرآن
ضرب الأمثال في القرآن يستفـ***ـاد منه جملةٌ من الأمورِ
تذكيرِنا ووعظِنا وحثِّنا***والزجرِ والعبرةِ والتقريرِ
وتقريب المراد للعقل في صو***رة المحسوس غايةَ التصويرِ
وبعض أمثال القرآن تحتوي*** على تفاوتٍ بين الأجورِ
مدحًا وذمًّا اَو ثوابًا وعقا***بًا اَوعلى التفخيم والتحقيرِ
أو تحتوي على تحقيقِ مطلبٍ *** وإبطالٍ، من حكمة الخبيرِ
___
فصل
في فوائد إرشادات السياق في القرآن

ثم السياق في القرآن مرشدٌ *** إلى تبيين ما به من مجملِ
والنفي لاحتمال معنًى تارةً *** وقطعِ تعيينِ معنَى المحْتَمَلِ
كذا التخصيص والتقييد والتنـ***ــوع الدلاليّ له لا تهملِ
{ ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ} للذليل و{الْكَرِيمُ} للحقيرِ الأرذلِ
___
فصل
أسرار المناظرة من القرآن الكريم

وفي القرآن حججٌ صحيحةٌ*** وأسرارٌ بها فنُّ المناظرهْ
وإبطالٌ لفاسدٍ من شبَهٍ *** والنقض، الفرق، المنع والمعارضهْ
{لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا}*** بين النفاق والإيمان جامعهْ
ما أسجل عليهمُ تسفيههمْ *** وحصر سفهٍ بهمْ في دائرهْ
ونفي علمٍ عنهمُ ورابعٌ *** تكذيبهم فيما ادَّعَوْا مُغالَبَهْ
___
فصل في أنواع خطاب القرآن
وأوجُهُ الخطابِ في القُرْآنِ يأ***تي حَسَبَ المرادِ والخطابِ
فربما كلاهما على عمو***مٍ أو خصوصٍ ثانيَ الأبوابِ
أو عمَّ واحدٌ وخُصَّ آخرٌ*** فتلك أربعٌ على اقتضابِ
خطاب جنسٍ في {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ} أو نوعٍ بقصْدِ الانتسابِ
أو أنه للعينِ مثل قوله ***{يَا نُوحُ}، في من همْ أولو الألبابِ
مدحًا {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}*** والذمّ للكفار بالعتابِ
أو الخطابُ تكريمًا {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ} معْ أهل الكتابِ
أو ما يهينُ، ما علَا {قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} رابي
أو في تهكمٍ كــ {ذُقْ} مخاطبًا ***{أَنْتَ الْعَزِيزُ} ذائقَ العذابِ
أو قاصدًا جمعًا بلفظِ واحدٍ ***{يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ} في الكتابِ
وقوله {أَلَمْ تَرَ}{وَلَوْ تَرَى}*** عمومُ ما لم يُعْنَ بالخطَابِ
كذاك الالتفاتُ من مخاطبٍ*** لغائب أو عكسُ هذا البابِ
أو للجمادِ حين قال {ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا} لِلْمَا والترابِ
أو للتهييجِ {فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} بالقوي الغَلَّابِ
أو في تحنُّنٍ ساق استعطاف منْ*** باليأسِ ظنوا العقبى في تبابِ
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا} ***لا تقنطوا من رحمةِ الوهَّابِ
أو من تحبّبٍ كـــ{قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ} من هارونَ أفضلِ الأحبابِ
أو حينَ عُجِّزوا {فَأْتُوا بِسُورَةٍ}*** أو للتَّشْريفِ كلُّ {قُلْ} في البابِ
أو للمعدومِ في الآياتِ {يَا بَنِي آدَمَ} جملةً على الغيابِ
___
فصل فيما حذف في القرآن

والحذف في القرآنِ قد يكونُ منْ*** أسبابهِ اختصارٌ للكلامِ
أو احترازَ عبثٍ إذا بدَا *** أو صرفَهُ عنْ موجِب اهتمامِ
أو التفخيم والإعظام قوةً*** أو خشيةَ التعديد في سآمِ
ولمْ يجبْ {وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا}*** تاركها لمنتهى الأحلامِ
شبيهةً {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا}*** محبوكةً في غايةِ الإِحكامِ
تاركةً تخيُّل الذي يفو***قُ وصفهُ من شدةِ الآلامِ
وحذفُ دوّارٍ كنونِ {لمْ يكُ}*** ويا الندا {يُوسُفُ} للتمامِ
وكونه لا يصلحُ إلا لهُ*** وشهرة له على الدوامِ
وصونه عن ذكره ابتغاءَ تشْـ***ـريفٍ لهُ ورفعةِ المقامِ
منه جوابُ موسى {رَبُّكُمْ} بلا*** مبتدإ فرعونَ للإعظام
ومنه تحقير له صيانةً ***{صُمٌّ بُكْمٌ} لشَبَهِ الأنعامِ
ومنه ما يرعى به فاصلَةً***{وَمَا قَلَى} لأشرَف الأيْتامِ
ومنه شرطٌ معْ مشيئةٍ لها***مفعولها استبان بالإبهامِ
___
فصل
التكرار في القرآن له فوائد

أما التكرار فهو للتقرير قدْ *** قيل الذي تكرر تقررَا
أو التأكيد مثل يَا نداء مؤ***منٍ​ من آل فرعونَ اقرأ غافرَا
أو يُخشَ أن ينسى التالي أولَهُ *** في (إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا) تُرى
أو التهويلُ {مَا الْقَارِعَةُ} أوِ التـ***ـرديدُ في آية نورٍ ظهرَا
أو أن يكون ما تعلقت به الـ***ـمكرراتُ فيهِ شيئًا آخَرا
كآية الآلاء في الرحمنِ نيـَّـ***ـفَتْ على الثلاثينَ بما جرى
___
فصل وخاتمة
من القرآن أرجاهُ وأحكمُهْ *** وأعدلُ الآيِ به وأعظمُهْ
ونسألُ بارئنا أن يجعلهْ *** شفيعنَا ونورَنَا ومرحمهْ
أحمده سبحانه وأشكرهْ *** على الذي لم أحصه من نعمهْ
ومن سلامي زُفَّ منه أعطرهْ*** إلى الحبيب أحمدٍ ولمْ أرهْ
مصليا على النبيِّ راجيَهْ ***رفقةَ خيرِ خلقهِ في الآخرهْ​
 
عودة
أعلى