بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدُ للهِ، وبعدُ:
فهذا نَظْمٌ في الوَقْفِ عَلى (كَلاَّ)، و(بَلَى)، وبعض من أسماء الإشارةِ، وحُروفِ الشَّرطِ، و(نَعَمْ) في القرآنِ العظيمِ، للشَّيخ عليِّ بن محمَّد توفيق النَّحَّاس، وجدتُّهُ -قديمًا- في صَفْحَتَيْنِ مُصوَّرَتَيْنِ -تصويرًا غيرَ واضحٍ-، في أحدِ المواقعِ، ولَمْ أجِدْهُ مكتوبًا؛ فرأيتُ أنْ أنقلَهُ مِنَ المُصَوَّرةِ المذكورةِ. وأرجو مِمَّن وَجَدَ خطأً أن يُنبِّهَني إليه.
يقولُ النَّاظِمُ [ من الطَّويل ]:
بَدَأْتُ بِحَمْـدِ اللهِ ذِي الْخَلْقِ والأَمْـرِ ... وأَسْـأَلُهُ الإِخْـلاصَ في السِّـرِّ والْجَهْـرِ
وأَزْكَـى صَـلاةٍ للنَّبِــيِّ وآلِـهِ ... وعِـدَّتُها دَوْمًـا تَجِــلُّ عَـنِ الْحَصْـرِ
وبَعْـدُ فَذَا نَظْمِـي لـِ(كَلاَّ) ووَقْفِـهَا ... وأَتْـرَابِهَا تَجْـلُو الْمَسَـائِلَ في يُسْـرِ
فَقِفْ عِنـدَ (كَلاَّ) في أَوَاخِـرِ مَرْيَـمٍ ... وفي الْمُؤْمِنُـونَ الوَقْفَ والشُّـعَرَا (1) فَادْرِ
وفي سَـبَإٍ ثُمَّ الْمَعَارِجِ وَقْفُـها ... وفي الثَّانِ (2) بالتَّطْفِيفِ (3) والْهَمْـزِ (4) والفَجْـرِ
ومُدَّثِـرٍ قَبْــلَ الأخِـيرِ كـأَوَّلٍ ... وفي عَبَـسَ الأُولَى وصِـلْ سَـائِرَ الذِّكْـرِ
ووَقْفُ (بَلَـى) كَافٍ سِـوَى مُقْسَمٍ بِهِ ... ومِن قَبْلِ (قَدْ جَاءَتْكَ) في سُورَةِ الزُّمْرِ (5)
ومِن قَبْـلِ (لَكِنْ) بِالْخِـلافِ ثَلاثَـةٌ ... و(قَالُوا بَلَى) في الْمُلْكِ والوَصْـلُ ذُو قَـدْرِ
وإِنْ تَمَّ مَعْنًـى فـي (كَذَلِكَ) قِـفْ بِهِ ... و(ذَلِكَ) أوْ (هَذَا) بِمَعْنًـى بِهَا يَسْـرِي
ومِن قَبْـلِ (لَوْ) أَوْ (إِنْ) إذَا تَـمَّ قِفْ بِهِ ... فَحَذْفُ جَوَابِ الشَّـرْطِ بَعْدَهُما يَجْرِي
و(قَالُوا نَعَـمْ) وَقْفٌ بِأَوَّلِ مَوْضِـعٍ ... بالاَعْرَافِ (6) والبَاقِي فَوَصْـلٌ لِذِي حِجْـرِ
فإِن طَابَ قَوْلِـي كَانَ فَضْـلاً ومِنَّةً ... مِنَ اللَّهِ ذِي الفَضْـلِ العَظِيمِ مَدَى الدَّهْـرِ
وإنْ كَانَتِ الأُخْـرَى فأَجْـرٌ يَحُفُّنِي ... فَسَلِّمْ لإِحْدَى الْحُسْـنَيَيْنِ مِنَ الأَجْـرِ (7)
وأَزْكَـى صَـلاةٍ للنَّبِــيِّ وآلِـهِ ... وعِـدَّتُها دَوْمًـا تَجِــلُّ عَـنِ الْحَصْـرِ
وبَعْـدُ فَذَا نَظْمِـي لـِ(كَلاَّ) ووَقْفِـهَا ... وأَتْـرَابِهَا تَجْـلُو الْمَسَـائِلَ في يُسْـرِ
فَقِفْ عِنـدَ (كَلاَّ) في أَوَاخِـرِ مَرْيَـمٍ ... وفي الْمُؤْمِنُـونَ الوَقْفَ والشُّـعَرَا (1) فَادْرِ
وفي سَـبَإٍ ثُمَّ الْمَعَارِجِ وَقْفُـها ... وفي الثَّانِ (2) بالتَّطْفِيفِ (3) والْهَمْـزِ (4) والفَجْـرِ
ومُدَّثِـرٍ قَبْــلَ الأخِـيرِ كـأَوَّلٍ ... وفي عَبَـسَ الأُولَى وصِـلْ سَـائِرَ الذِّكْـرِ
ووَقْفُ (بَلَـى) كَافٍ سِـوَى مُقْسَمٍ بِهِ ... ومِن قَبْلِ (قَدْ جَاءَتْكَ) في سُورَةِ الزُّمْرِ (5)
ومِن قَبْـلِ (لَكِنْ) بِالْخِـلافِ ثَلاثَـةٌ ... و(قَالُوا بَلَى) في الْمُلْكِ والوَصْـلُ ذُو قَـدْرِ
وإِنْ تَمَّ مَعْنًـى فـي (كَذَلِكَ) قِـفْ بِهِ ... و(ذَلِكَ) أوْ (هَذَا) بِمَعْنًـى بِهَا يَسْـرِي
ومِن قَبْـلِ (لَوْ) أَوْ (إِنْ) إذَا تَـمَّ قِفْ بِهِ ... فَحَذْفُ جَوَابِ الشَّـرْطِ بَعْدَهُما يَجْرِي
و(قَالُوا نَعَـمْ) وَقْفٌ بِأَوَّلِ مَوْضِـعٍ ... بالاَعْرَافِ (6) والبَاقِي فَوَصْـلٌ لِذِي حِجْـرِ
فإِن طَابَ قَوْلِـي كَانَ فَضْـلاً ومِنَّةً ... مِنَ اللَّهِ ذِي الفَضْـلِ العَظِيمِ مَدَى الدَّهْـرِ
وإنْ كَانَتِ الأُخْـرَى فأَجْـرٌ يَحُفُّنِي ... فَسَلِّمْ لإِحْدَى الْحُسْـنَيَيْنِ مِنَ الأَجْـرِ (7)
ـــــــــ
(1) علَى القَصْرِ؛ لضرورةِ الشِّعْرِ.
(2) الياءُ مُثبَتةٌ في المصوَّرةِ، ولا يستقيمُ الوَزْنُ إلاَّ بحَذْفِها.
(3) يعني: سورة المطفِّفين.
(4) يعني: سورة الهُمَزة.
(5) بتسكينِ الميمِ؛ لأجلِ الوَزْنِ.
(6) بنقلِ حَركةِ الهمزةِ إلى السَّاكنِ قبلها، مع حذفِ الهمزةِ، وبه يقرأُ ورشٌ عن نافعٍ -رحمهما الله-.
(7) وهذا كقولِ الشَّاطبيِّ -رحمه الله- في «حرزِ الأماني»:
وسَلِّمْ لإحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ إصَابَةٌ ... والاُخْرَى اجْتِهَادٌ رامَ صَوْبًا فأَمْحَلا
والله تعالَى أعلمُ.
وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ، وعلى آلِه، وسلَّم.