نظرة فى تاريخ تدوين علوم القرآن

إنضم
03/09/2008
المشاركات
291
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
الإقامة
المدينةالمنورة
- الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ؛
- فهذه المسألة التى سأطرحها بين أيديكم فى هذا الملتقى المبارك تتعلق بمراحل التدوين لعلوم القرآن الكريم ، فقد لاحظت أن كثيراً ممن تكلم فى هذه المسألة يجعل المرحلة الأولى هى ( العصر النبوىّ ) ، ثم يثنى بـ ( عهد الخلفاء الراشدين ) ، ولا إشكال فيما يذكرونه فى هاتين المرحلتين ، أمَّا المرحلة الثالثة فيجعلون علوم القرآن جزءاً ضمن تدوين الحديث النبوىّ الشريف ، والمرحلة الرابعة هى المرحلة الاستقلالية لتدوين علوم القرآن والتأليف المفرد ، كما ذكر د / حازم حيدر فى كتابه ( علوم القرآن بين البرهان والإتقان ) ، وكذلك الدكتور الذهبى فى ( التفسير والمفسرون ) فى أكثر من موطن قرَّرَ هذا .
- والإشكال عندى هو : أن أوَّل من أدخل باباً من أبواب علوم القرآن فى كتب الحديث – على ما أعلم - هو سعيد بن منصور فى سننه الذى توفى (227هـ) ، ثم توارد بعد ذلك كثير من علماء الحديث على جعل بابٍ أو أبواب من علوم القرآن فى كتبهم الحديثية كالإمام البخارى (ت256هـ) ، والإمام مسلم (ت 261هـ) ، وأبى داود (ت275هـ) ، وابن ماجه (ت275هـ) ، والنسائى (ت303هـ) .
- وفى ذات الوقت نرى تفسيراً مستقلاً لابن عباس (68هـ) يرويه عنه على بن أبى طلحة (ت 120هـ) ، ونرى كتاباً فى القراءات ليحيى بن يعمر (ت89هـ) ، وتفسيراً لمجاهد بن جبرٍ ( ت104ه) ، وكتاباً فى الناسخ والمنسوخ لقتادة بن دعامة السدوسي (ت117ه) وغير ذلك .
- إذا تقرَّر هذا ؛ و بين أيدينا كتبٌ مستقلةٌ فى علوم القرآن لمؤلفين متقدمين ؛ فكيف نجعل التأليف فى علوم القرآن كجزءٍ من علوم الحديث متقدماً على التأليف المفرد المستقل لعلوم القرآن ؟؟؟!!
- ففى نظرى أن علوم القرآن أخذت منحىً مستقلاً قبل أن يدمج المحدثون بعضاً منها ضمن كتبهم الحديثية .
- وعلى ذلك فالمرحلة الثالثة من تاريخ تدوين علوم القرآن هى مرحلة الاستقلال ، ثم بعد ذلك تأتى المرحلة التى أدخلت بعضاً من أبواب علوم القرآن ضمن كتب الحديث . والله أعلم .
- فأرجو من مشايخى الكرام وإخوانى الفضلاء فى هذا الملتقى المبارك تأييدى إن أصبت ، وتصويبى إن أخطأت ولكم منى جزيل الشكر .
 
ما ذكرته بالنسبة لتاريخ تدوين علوم القرآن أخي عبد الرحمن صحيح لا غبار عليه، لكن لم يذكر أحد أن علوم القرآن مرت بالمراحل التي ذكرتها، أي أنه دخل مرحلة الروايات ثم الاستقلال، وإنما هذا يذكرونه في تاريخ تدوين التفسير، وفرق بين الأمرين كما لا يخفى، فالذهبي - رحمه الله - ذكر في "التفسير والمفسرون"مراحل تدوين التفسير لا مراحل تدوين علوم القرآن، هذا ما يظهر لي والله أعلم.
 
ما ذكرته بالنسبة لتاريخ تدوين علوم القرآن أخي عبد الرحمن صحيح لا غبار عليه، لكن لم يذكر أحد أن علوم القرآن مرت بالمراحل التي ذكرتها، أي أنه دخل مرحلة الروايات ثم الاستقلال، وإنما هذا يذكرونه في تاريخ تدوين التفسير، وفرق بين الأمرين كما لا يخفى، فالذهبي - رحمه الله - ذكر في "التفسير والمفسرون"مراحل تدوين التفسير لا مراحل تدوين علوم القرآن، هذا ما يظهر لي والله أعلم.
الشيخ الفاضل د / المثنى - حفظك الله - : بل قد ذُكر ذلك ، وهو واضح فى كتاب ( علوم القرآن بين البرهان والإتقان ) للدكتور حازم حيدر ، ثم لو ذكر ذلك فى تاريخ تدوين التفسير ، أليس التفسير يدخل فى علوم القرآن ؟ .
ولو سلمنا بهذا بالنسبة لعم التفسير ، فهناك تفسير مجاهد ،و الصحف كصحيفة على بن أبى طلحة وغيرهما ، وهى تفاسير مستقلة قبل مرحلة إدخالها ضمن كتب الحديث والله أعلم .
 
الأخ الكريم عبد الرحمن عادل المشد
بعد السلام والتحية فلم يذكر ما أشرت إليه إلا الدكتور حازم حيدر، وعند الحديث عن تاريخ تدوين التفسير فإن الأمر فيه يختلف تماماً عن تاريخ تدوين علوم القرآن، وهل يدخل التفسير تحت مسمى علوم القرآن، أما من الناحية الاصطلاحية فلا يدخل، ولا ينصرف الذهن ألبتة إلى التفسير على أنه من علوم القرآن، والناظر في المنهجية السائدة في الدراسات الأكاديمية فالجميع يفصل بين علوم القرآن وبين التفسير، وبالنسبة لصحيفة علي بن أبي طلحة فهي مجموعة روايات عن ابن عباس رضي الله عنهما ولا يوجد لعلي بن أبي طلحة شيء فيها أبداً، وأما تفسير مجاهد فهو تفسير منقول ولم يكتبه مجاهد، ثم أعود من حيث ابتدأت فأقول كان حديثك عن تاريخ تدوين علوم القرآن لا عن تاريخ تدوين التفسير، ولله الأمر.
 
عودة
أعلى