عبدالكريم عزيز
New member
بسم الله الرحمن الرحيم
{إِنَّا أَعْطَيْنَكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ }
سورة الكوثر سورة مكية ، قاله ابن عباس والجمهور ، وقيل : إنها مدنية ، قاله الحسن وعكرمة وقتادة . وهي ثلاث آيات ، وعشر كلمات ، واثنان وأربعون حرفا .
روى مسلم عن المختار بن فلفل عن أنس قال : " بينا رسول الله ذات يوم بين أظهرنا ، إذ أغفى إغفاءة ، ثم رفع رأسه متبسما ، فقلت : ما أضحكك يا رسول الله ؟ فقال : " أنزلت علي آنفا سورة ، فقرأ : بسم الله الرحمن الرحيم { إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر } ثم قال : أتدرون ما الكوثر ؟ " قلنا : الله ورسوله أعلم . قال : " فإنه نهر وعدنيه ربي خيرا كثيرا ، هو حوضي ترد عليه أمتي يوم القيامة ، آنيته عدد نجوم السماء ، فيختلج العبد منهم ، فأقول : رب إنه من أمتي ، فيقول : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ".
المفردة المفتاح في هذا الحديث هي : (آنفاً) فما هو معناها ؟
يقول الراغب الأصفهاني في مفرداته : " واستأنفت الشيء : أخذت أنفه ، أي : مبدأه ، ومنه قوله عزّ وجل : {ماذا قالَ آنِفاً}[محمد:16] أي : مبتدأً.
وقد تكون السورة أُنزلت في بداية الأمر وتكون مكية ، ويأتي بيان الكوثر بعد أن استقر الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة وبدأ الأتباع يكثرون ، فعند ذلك تظهر حقيقة الكوثر للصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم .
ومحور السورة ، يتوافق مع قصة نزولها . وذلك فيما روي من أخبار تتعلق بقضية أثارها كفار قريش في مكة ، تتجلى في كون الرسول صلى الله عليه وسلم عُيِّر بالأبتر . واختلفت الروايات فيمن صدر عنه ذلك . قيل : نزلت في العاص ، وقيل : نزلت في عقبة بن أبي معيط ، وقيل نزلت في كعب بن الأشرف وجماعة من قريش ، وقيل عندما توفي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ابنه عبد الله سمته قريش أبتر . وكل هذه الروايات تتقاطع في شيء واحد : هو كون الرسول صلى الله عليه وسلم نُعت بالأبتر ، اعتمادا على استمرار الذرية من طرف الأبناء الذكور في عادة المجتمع العربي آنذاك . فجاءت السورة لتبين أن خصائص الرسالة المحمدية لا تقاس بذلك الميزان ، فالرسول محمد صلى الله عليه وسلم جاء مرسلا من الله تعالى ، وأن استمراره باستمرار رسالته . فهي الرسالة الخاتمة ، واستمرارها سيبقى إلى قيام الساعة ، وأمته أكثر الأمم يوم القيامة .
{إِنَّا أَعْطَيْنَكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ }
سورة الكوثر سورة مكية ، قاله ابن عباس والجمهور ، وقيل : إنها مدنية ، قاله الحسن وعكرمة وقتادة . وهي ثلاث آيات ، وعشر كلمات ، واثنان وأربعون حرفا .
روى مسلم عن المختار بن فلفل عن أنس قال : " بينا رسول الله ذات يوم بين أظهرنا ، إذ أغفى إغفاءة ، ثم رفع رأسه متبسما ، فقلت : ما أضحكك يا رسول الله ؟ فقال : " أنزلت علي آنفا سورة ، فقرأ : بسم الله الرحمن الرحيم { إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر } ثم قال : أتدرون ما الكوثر ؟ " قلنا : الله ورسوله أعلم . قال : " فإنه نهر وعدنيه ربي خيرا كثيرا ، هو حوضي ترد عليه أمتي يوم القيامة ، آنيته عدد نجوم السماء ، فيختلج العبد منهم ، فأقول : رب إنه من أمتي ، فيقول : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ".
المفردة المفتاح في هذا الحديث هي : (آنفاً) فما هو معناها ؟
يقول الراغب الأصفهاني في مفرداته : " واستأنفت الشيء : أخذت أنفه ، أي : مبدأه ، ومنه قوله عزّ وجل : {ماذا قالَ آنِفاً}[محمد:16] أي : مبتدأً.
وقد تكون السورة أُنزلت في بداية الأمر وتكون مكية ، ويأتي بيان الكوثر بعد أن استقر الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة وبدأ الأتباع يكثرون ، فعند ذلك تظهر حقيقة الكوثر للصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم .
ومحور السورة ، يتوافق مع قصة نزولها . وذلك فيما روي من أخبار تتعلق بقضية أثارها كفار قريش في مكة ، تتجلى في كون الرسول صلى الله عليه وسلم عُيِّر بالأبتر . واختلفت الروايات فيمن صدر عنه ذلك . قيل : نزلت في العاص ، وقيل : نزلت في عقبة بن أبي معيط ، وقيل نزلت في كعب بن الأشرف وجماعة من قريش ، وقيل عندما توفي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ابنه عبد الله سمته قريش أبتر . وكل هذه الروايات تتقاطع في شيء واحد : هو كون الرسول صلى الله عليه وسلم نُعت بالأبتر ، اعتمادا على استمرار الذرية من طرف الأبناء الذكور في عادة المجتمع العربي آنذاك . فجاءت السورة لتبين أن خصائص الرسالة المحمدية لا تقاس بذلك الميزان ، فالرسول محمد صلى الله عليه وسلم جاء مرسلا من الله تعالى ، وأن استمراره باستمرار رسالته . فهي الرسالة الخاتمة ، واستمرارها سيبقى إلى قيام الساعة ، وأمته أكثر الأمم يوم القيامة .