عبد الرحمن إبراهيم الفقي
New member
- إنضم
- 02/08/2016
- المشاركات
- 29
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- العمر
- 26
- الإقامة
- مصر
- الموقع الالكتروني
- taleb-alelm.3abber.com
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد
فسورة الكهف من أعظم سور القرآن
وقد وردت في فضلها أحاديث كثيرة
منها ما هو صحيح
ومنها ما هو حسن
ومنها ما هو دون ذلك
وفي هذا المقال المختصر
نتأمل في هذه السورة المباركة
وننظر فيها ونقتبس من دروسها وعبرها
ففيها دروسٌ لكل المسلمين
وعبرٌ تهدي الحيارى التائهين
فحريٌ بكل مسلمٍ أن يتأمل هذه السورة المباركة
فنسأل الله أن يرزقنا تدبر كتابه والعمل به
إنه ولي ذلك ومولاه والقادر عليه...
أول نظراتنا في هذه السورة المباركة
نظرةٌ مع قصة أصحاب الكهف
إنها تلكم القصة العجيبة
لفتيةٍ خرجوا من بلادٍ يفشوا فيها الكفر
فآمنوا بالله رباً
وجاهدوا في سبيله
وبذلوا الغالي والنفيس في نصرة دينهم الذي تغلغل في أنفسهم
وكانوا مثالاً يحتذى به في الصبر والبذل
ودعاة هذا الزمان[زمان الغربة الثانية]بحاجةٍ إلى الصبر والبذل
فداعية اليوم يواجه الكثير من الصعاب
يواجه إستنكاراً لمنهجه من قبل الحاقدين
وقد يبتعد عنه أقرانه المحبين له في السابق بسبب سلوكه لمنهج أهل الأثر
فهل يتحمل داعية اليوم هذه الأعباء؟
أم أنه يقف أمامها عاجزاً يحاول أن يرضي الجميع
هذا لم يكن مسلك أصحاب الكهف
بل جهروا بدعوتهم
وهم يعلمون المكائد التي تحاك ضدهم وضد دعوتهم
فلما علم الله منهم الخير
ثبتهم
وزادهم هدى
{إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى}
وزادهم الله تعالى فقال:
{وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا}
وكانت المكرمة العظيمة لهم
حيث نصر الله دعوتهم
وهدى قومهم
وأنزل فيهم قرآناً يتلى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها
فأي شرفٍ بعد هذا الشرف؟
وأي فضلٍ بعد هذا الفضل؟
حقاً:
{ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}
النظرة الثانية
مع كلام الله لنبيه صلى الله عليه وسلم
قال جل وعلا:
{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}
هذا أمرٌ من الله لنبيه
بأن يثبت هو ومن معه من المؤمنين
وأن يصبر نفسه معهم
وأن لا يتركهم إبتغاء زينة الحياة الدنيا الفانية
فهل يتعلم من ذلك داعية اليوم؟
الذي قد يتبعه القليل
فلا يدهن
ولا ينافق
ولا يتحول عن دعوته
إنه حقاً درسٌ عظيم
لكل مسلمٍ يسير على طريق الدعوة في زمن الغربة
والأمر كما قال صلى الله عليه وسلم:
إن الإسلام بدأ غريباً
وسيعود غريباً كما بدأ
فطوبى للغرباء...
وثالثة النظرات
مع صاحب الجنتين
هذا المتكبر
الذي إغتر بماله وجاهه
وقال لصاحبه كما يحكي القرآن عنه:
{وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا}
كبرٌ عجيب
وصل بصاحبه أن يذكره للجميع ولا يخفيه في نفسه
فسبحان الله!
كيف كان مال هذا الرجل حتى يتكبر
ثم
لننظر إلى هذا المتكبر
كيف يندم ويقلب كفيه بعد ما أخزاه الله
{وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا}
ولكن
هيهات هيهات
{وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا}
أيهاً الطغاة الجبارون
إعلموا ان العظمة والجبروت لله وحده
وأنكم عبيدٌ له تبارك وتعالى
وأن ظلمكم وإن طال فسيزول
ويا أيها الغرباء المظلومون:
إعلموا أن الله منجزٌ ما وعد
{إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ}
فلتصبروا
فالليل أوشك أن يغيب
والنهار أوشك أن يطلع
وشمس الحق أوشكت أن تشرق...
إخوتي:
كم كان بودي أن أطيل معكم هذه النظرات
وأن أكمل بقية السورة
ولكني خشيت الإطالة
وأسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا
وأن ينفعنا بما علمنا
إنه ولي ذلك والقادر عليه
وصلى الله على نبينا محمد
والحمد لله رب العالمين...
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد
فسورة الكهف من أعظم سور القرآن
وقد وردت في فضلها أحاديث كثيرة
منها ما هو صحيح
ومنها ما هو حسن
ومنها ما هو دون ذلك
وفي هذا المقال المختصر
نتأمل في هذه السورة المباركة
وننظر فيها ونقتبس من دروسها وعبرها
ففيها دروسٌ لكل المسلمين
وعبرٌ تهدي الحيارى التائهين
فحريٌ بكل مسلمٍ أن يتأمل هذه السورة المباركة
فنسأل الله أن يرزقنا تدبر كتابه والعمل به
إنه ولي ذلك ومولاه والقادر عليه...
أول نظراتنا في هذه السورة المباركة
نظرةٌ مع قصة أصحاب الكهف
إنها تلكم القصة العجيبة
لفتيةٍ خرجوا من بلادٍ يفشوا فيها الكفر
فآمنوا بالله رباً
وجاهدوا في سبيله
وبذلوا الغالي والنفيس في نصرة دينهم الذي تغلغل في أنفسهم
وكانوا مثالاً يحتذى به في الصبر والبذل
ودعاة هذا الزمان[زمان الغربة الثانية]بحاجةٍ إلى الصبر والبذل
فداعية اليوم يواجه الكثير من الصعاب
يواجه إستنكاراً لمنهجه من قبل الحاقدين
وقد يبتعد عنه أقرانه المحبين له في السابق بسبب سلوكه لمنهج أهل الأثر
فهل يتحمل داعية اليوم هذه الأعباء؟
أم أنه يقف أمامها عاجزاً يحاول أن يرضي الجميع
هذا لم يكن مسلك أصحاب الكهف
بل جهروا بدعوتهم
وهم يعلمون المكائد التي تحاك ضدهم وضد دعوتهم
فلما علم الله منهم الخير
ثبتهم
وزادهم هدى
{إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى}
وزادهم الله تعالى فقال:
{وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا}
وكانت المكرمة العظيمة لهم
حيث نصر الله دعوتهم
وهدى قومهم
وأنزل فيهم قرآناً يتلى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها
فأي شرفٍ بعد هذا الشرف؟
وأي فضلٍ بعد هذا الفضل؟
حقاً:
{ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}
النظرة الثانية
مع كلام الله لنبيه صلى الله عليه وسلم
قال جل وعلا:
{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}
هذا أمرٌ من الله لنبيه
بأن يثبت هو ومن معه من المؤمنين
وأن يصبر نفسه معهم
وأن لا يتركهم إبتغاء زينة الحياة الدنيا الفانية
فهل يتعلم من ذلك داعية اليوم؟
الذي قد يتبعه القليل
فلا يدهن
ولا ينافق
ولا يتحول عن دعوته
إنه حقاً درسٌ عظيم
لكل مسلمٍ يسير على طريق الدعوة في زمن الغربة
والأمر كما قال صلى الله عليه وسلم:
إن الإسلام بدأ غريباً
وسيعود غريباً كما بدأ
فطوبى للغرباء...
وثالثة النظرات
مع صاحب الجنتين
هذا المتكبر
الذي إغتر بماله وجاهه
وقال لصاحبه كما يحكي القرآن عنه:
{وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا}
كبرٌ عجيب
وصل بصاحبه أن يذكره للجميع ولا يخفيه في نفسه
فسبحان الله!
كيف كان مال هذا الرجل حتى يتكبر
ثم
لننظر إلى هذا المتكبر
كيف يندم ويقلب كفيه بعد ما أخزاه الله
{وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا}
ولكن
هيهات هيهات
{وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا}
أيهاً الطغاة الجبارون
إعلموا ان العظمة والجبروت لله وحده
وأنكم عبيدٌ له تبارك وتعالى
وأن ظلمكم وإن طال فسيزول
ويا أيها الغرباء المظلومون:
إعلموا أن الله منجزٌ ما وعد
{إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ}
فلتصبروا
فالليل أوشك أن يغيب
والنهار أوشك أن يطلع
وشمس الحق أوشكت أن تشرق...
إخوتي:
كم كان بودي أن أطيل معكم هذه النظرات
وأن أكمل بقية السورة
ولكني خشيت الإطالة
وأسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا
وأن ينفعنا بما علمنا
إنه ولي ذلك والقادر عليه
وصلى الله على نبينا محمد
والحمد لله رب العالمين...