عبد الغني عمر ادراعو
New member
بسم الله الرحمن الرحيم
لنقف مع تفسير الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله تعالى المشهور ب:" تفسير المنار " وقد صدر هذا التفسير في اثني عشر مجلدا متوسطة الحجم وقد وصل فيه التفسير إلى نهاية الآية 52 من سورة يوسف ، ومما يذكر في ترجمته أنه توفي رحمه الله عند تفسير الآية 101 من نفس السورة :((( رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين )))
غلب على الشيخ محمد رشيد رضا في تفسيره تبجيل العقل، إلى حد تحكيمه في كثير من الأحيان على النص. ومن منبر ملتقى أهل التفسير أضرب نماذج وأمثلة لذلك مع التعقيب:
المثال الأول : الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله تعالى ، يرى أن الإمداد في قوله تعالى :((( إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين )))[1] إمداد روحاني لا مادي قال:" وما أدري أين يضع بعض العلماء عقولهم، عندما يغترون ببعض الظواهر وببعض الروايات الغريبة التي يردها العقل، ولا يثبتها ماله قيمة من النقل، فإذا كان تأييد الله للمؤمنين بالتأييدات الروحانية؛ التي تضاعف القوة المعنوية ، وتسهيله لهم الأسباب الحسية؛ كإنزال المطر، وما كان له من الفوائد، لم يكن كافيا لنصره إياهم على المشركين؛ بقتل سبعين وأسر سبعين حتى كان ألف – وقيل آلاف – من الملائكة يقاتلونهم معهم، فيفلقون منهم الهام، ويقطعون من أيديهم كل بنان ، فأي مزية لأهل بدر فضلوا بها على سائر المؤمنين؛ ممن غزوا بعدهم وأذلوا المشركين وقتلوا منهم الآلاف ؟ " إلى أن قال رحمه الله :" ألا إن في هذا من شأن تعظيم المشركين، ورفع شأنهم وتكبير شجاعتهم، وتصغير شأن أفضل أصحاب الرسول، وأشجعهم ما لا يصدر عن عاقل إلا وقد سلب عقله، لتصحيح روايات باطلة لا يصح لها سند ، وابن عباس لم يحضر غزوة بدر لأنه كان صغيرا ؛ فرواياته عنها حتى في الصحيح مرسلة ، وقد روى عن غير الصحابة حتى كعب الأحبار وأمثاله "[2]
قال الدكتور فهد الرومي في كتابه " اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر[3] " :" وغريب من الشيخ محمد رشيد رضا، أن يغمز مرويات عن ابن عباس رضي الله عنهما؛ بأنها حتى في الصحيح مرسلة ، وهو العارف بالحديث وعلومه، ولا أظنه يخفى عليه حكم مرسل الصحابي حتى أن ابن الصلاح لم يعده من أنواع المرسل قائلا :" ثم إنا لم نعد في أنواع المرسل ونحوه ما يسمى في أصول الفقه "مرسل الصحابي" مثل ما يرويه ابن عباس وغيره من أحداث الصحابة عن رسول الله صل1، ولم يسمعوه منه لأن ذلك في حكم الموصول المسند لأن روايتهم عن الصحابة؛ والجهالة بالصحابي غير قادحة لأن الصحابة كلهم عدول والله أعلم ."
وغريب منه أيضا أن يغمز ابن عباس رضي الله عنهما بأنه يروي عن غير الصحابة،حتى كعب الأحبار وأمثاله، فهل يرى الشيخ رشيد بأن ابن عباس رضي الله عنهما يروي عمن لا يثق بصدقه وأمانته ، بل وما دَخْلُ روايته عن كعب الأحبار بروايته عن غزوة بدر ، لا أرى هذا إلا ضعفا في الحجة " انتهى كلام فهد الرومي .
المثال الثاني : ومن تفسير الأستاذ محمد رشيد رضا بالرأي المجرد تفسيره للمسخ في قوله تعالى :((( ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين ))) [4]
قال:" أي فكانوا بحسب سنة الله في طبع الإنسان وأخلاقه، كالقردة المستذلة المطرودة من حضرة الناس . والمعنى أن هذا الاعتداء الصريح لحدود هذه الفريضة، قد جرأهم على المعاصي والمنكرات، بلا خجل ولا حياء، حتى صار كرام الناس يحتقرونهم ، ولا يرونهم أهلا لمجالستهم ومعاملتهم" ثم قال:" وذهب الجمهور أيضا إلى أن معنى " كونوا قردة" أن صورهم مسخت قردة حقيقيين والآية ليست نصا فيه ، ولم يبق إلا النقل ولو صح لما كان في الآية عبرة ولا موعظة للعصاة؛ لأنهم يعلمون بالمشاهدة أن الله لا يمسخ كل عاص فيخرجه عن نوع الإنسان، إذ ليس ذلك من سننه في خلقه، وإنما العبرة الكبرى في العلم بأن من سنن الله تعالى في الذين خلوا من قبل؛ أن من يفسق عن أمر ربه، ويتنكب الصراط الذي شرعه له ينزل عن مرتبة الإنسان ويلتحق بعجماوات الحيوان ،وسنة الله تعالى واحدة ، فهو يعامل القرون الحاضرة بمثل ما عامل به القرون الخالية. "[5]
قلت: ما احتج به الشيخ رشيد رضا رحمه الله تعالى، من أنه لو أن أولئك مسخوا قردة حقيقيين لمسخ كلُّ مَنْ فَعَلَ فِعْلَهُمْ في الوقت الحاضر ،((( لأن سنة الله تعالى واحدة ، فهو يعامل القرون الحاضرة بمثل ما عامل به القرون الخالية))) غير لازم قال ابن القيم: "وتأمل حكمته تعالى في مسخ من مسخ من الأمم في صور مختلفة مناسبة لتلك الجرائم؛ فإنها لما مسخت قلوبهم وصارت على قلوب تلك الحيوانات وطباعها؛ اقتضت الحكمة البالغة أن جعلت صورهم على صورها، لتتم المناسبة ويكمل الشبه، وهذا غاية الحكمة.
واعتبر هذا بمن مسخوا قردة وخنازير، كيف غلبت عليهم صفات هذه الحيوانات وأخلاقها وأعمالها! ثم إن كنت من المتوسمين فاقرأ هذه النسخة من وجوه أشباههم ونظرائهم، كيف تراها بادية عليها؟ وإن كانت مستورة بصورة الإنسانية فاقرأ نسخة القردة من صور أهل المكر والخديعة والفسق؛ الذين لا عقول لهم، بل هم أخف الناس عقولا وأعظمهم مكرا وخداعا وفسقا!
فإن لم تقرأ نسخة القردة من وجوههم فلست من المتوسمين، واقرأ نسخة الخنازير من صور أشباههم... وهي تظهر وتخفى بحسب خنزيرية القلب وخبثه؛ فإن الخنزير أخبث الحيوانات وأردؤها طباعا ومن خاصيته أنه يدع الطيبات فلا يأكلها ويقوم الإنسان عن رجيعه فيبادر إليه".[6]
وقال الدكتور فهد الرومي:" ولا أظن هذا الذي قاله الشيخ رشيد رضا إلا زلة قلم، في أمر واضح بين؛ فليس هذا العقاب هو الوحيد من نوعه في الأمم السابقة ؛ عذبت أمة بالطوفان ، وعذبت أخرى بالصيحة، وعذبت ثالثة بحجارة من سجيل ، وعذب آخرون بالخسف وبالجراد وبالقمل والضفادع، وغير ذلك ، والعصاة يعلمون بالمشاهدة أن الله لا يعذب كل عاص بهذا العذاب ، فهل يعد هذا مبطلا لحقيقة هذه العقوبات أو مبررا لتأويلها ، بل تحريفها عن معانيها ، لمجرد كونهم لا يرونها سنة من سنن الله في العصاة. "[7]
المثال الثالث: رأيه في التفسير بالمأثور
قال الشيخ رشيد رضا رحمه الله تعالى:" وغرضنا من هذا كله أن أكثر ما روي في التفسير بالمأثور أو كثيره حجاب على القرآن ، وشاغل لتاليه عن مقاصده العالية المزكية للأنفس ، المنورة للعقول ، فالمفضلون للتفسير بالمأثور لهم شاغل عن مقاصد القرآن بكثرة الروايات التي لا قيمة لها سندا ولا موضوعا ."
قلت : اللهم عفوك ، كيف يكون ما جاء عن السلف من الصحابة والتابعين ، حجابا على القرآن ، وشاغلا لتاليه ، أليس أولئك هم الذين عايشوا التنزيل ، وقرأو ا القرآن غضا طريا على النبي صل1، فكانوا يسألونه عما غمض عليهم فهمه، أليس أولئك هم أهل اللسان العربي، قبل أن تخالطه العجمة التي طَمَّتْ على ألسنتنا وأفهامنا. ثم كيف يقول الشيخ رشيد رضا عفا الله عنه:" بكثرة الروايات التي لا قيمة لها سندا ولا موضوعا ." هذا السند قد نسلم به؛ لاحتمال الضعف ، مع أن العلماء قد حققوا ذلك وبينوا الضعيف الواهي من غيره ، لكن يعارض الأستاذ رحمه الله على الثانية أكثر وهي نفي القيمة موضوعا مع صحة السند ، وهذا من مخلفات تبجيل العقل على النص .
ولعلي أكتفي بهذا القدر ، والله الموفق للصواب .
[1]الأنفال الآية 9
[2]تفسير المنار 9/566-567
[3]2/735-736
[4]البقرة الآية 65
[5] تفسير المنار 1/344
[6]مفتاح دار السعادة (2/179-180).
[7]اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر 2/737
لنقف مع تفسير الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله تعالى المشهور ب:" تفسير المنار " وقد صدر هذا التفسير في اثني عشر مجلدا متوسطة الحجم وقد وصل فيه التفسير إلى نهاية الآية 52 من سورة يوسف ، ومما يذكر في ترجمته أنه توفي رحمه الله عند تفسير الآية 101 من نفس السورة :((( رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين )))
غلب على الشيخ محمد رشيد رضا في تفسيره تبجيل العقل، إلى حد تحكيمه في كثير من الأحيان على النص. ومن منبر ملتقى أهل التفسير أضرب نماذج وأمثلة لذلك مع التعقيب:
المثال الأول : الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله تعالى ، يرى أن الإمداد في قوله تعالى :((( إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين )))[1] إمداد روحاني لا مادي قال:" وما أدري أين يضع بعض العلماء عقولهم، عندما يغترون ببعض الظواهر وببعض الروايات الغريبة التي يردها العقل، ولا يثبتها ماله قيمة من النقل، فإذا كان تأييد الله للمؤمنين بالتأييدات الروحانية؛ التي تضاعف القوة المعنوية ، وتسهيله لهم الأسباب الحسية؛ كإنزال المطر، وما كان له من الفوائد، لم يكن كافيا لنصره إياهم على المشركين؛ بقتل سبعين وأسر سبعين حتى كان ألف – وقيل آلاف – من الملائكة يقاتلونهم معهم، فيفلقون منهم الهام، ويقطعون من أيديهم كل بنان ، فأي مزية لأهل بدر فضلوا بها على سائر المؤمنين؛ ممن غزوا بعدهم وأذلوا المشركين وقتلوا منهم الآلاف ؟ " إلى أن قال رحمه الله :" ألا إن في هذا من شأن تعظيم المشركين، ورفع شأنهم وتكبير شجاعتهم، وتصغير شأن أفضل أصحاب الرسول، وأشجعهم ما لا يصدر عن عاقل إلا وقد سلب عقله، لتصحيح روايات باطلة لا يصح لها سند ، وابن عباس لم يحضر غزوة بدر لأنه كان صغيرا ؛ فرواياته عنها حتى في الصحيح مرسلة ، وقد روى عن غير الصحابة حتى كعب الأحبار وأمثاله "[2]
قال الدكتور فهد الرومي في كتابه " اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر[3] " :" وغريب من الشيخ محمد رشيد رضا، أن يغمز مرويات عن ابن عباس رضي الله عنهما؛ بأنها حتى في الصحيح مرسلة ، وهو العارف بالحديث وعلومه، ولا أظنه يخفى عليه حكم مرسل الصحابي حتى أن ابن الصلاح لم يعده من أنواع المرسل قائلا :" ثم إنا لم نعد في أنواع المرسل ونحوه ما يسمى في أصول الفقه "مرسل الصحابي" مثل ما يرويه ابن عباس وغيره من أحداث الصحابة عن رسول الله صل1، ولم يسمعوه منه لأن ذلك في حكم الموصول المسند لأن روايتهم عن الصحابة؛ والجهالة بالصحابي غير قادحة لأن الصحابة كلهم عدول والله أعلم ."
وغريب منه أيضا أن يغمز ابن عباس رضي الله عنهما بأنه يروي عن غير الصحابة،حتى كعب الأحبار وأمثاله، فهل يرى الشيخ رشيد بأن ابن عباس رضي الله عنهما يروي عمن لا يثق بصدقه وأمانته ، بل وما دَخْلُ روايته عن كعب الأحبار بروايته عن غزوة بدر ، لا أرى هذا إلا ضعفا في الحجة " انتهى كلام فهد الرومي .
المثال الثاني : ومن تفسير الأستاذ محمد رشيد رضا بالرأي المجرد تفسيره للمسخ في قوله تعالى :((( ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين ))) [4]
قال:" أي فكانوا بحسب سنة الله في طبع الإنسان وأخلاقه، كالقردة المستذلة المطرودة من حضرة الناس . والمعنى أن هذا الاعتداء الصريح لحدود هذه الفريضة، قد جرأهم على المعاصي والمنكرات، بلا خجل ولا حياء، حتى صار كرام الناس يحتقرونهم ، ولا يرونهم أهلا لمجالستهم ومعاملتهم" ثم قال:" وذهب الجمهور أيضا إلى أن معنى " كونوا قردة" أن صورهم مسخت قردة حقيقيين والآية ليست نصا فيه ، ولم يبق إلا النقل ولو صح لما كان في الآية عبرة ولا موعظة للعصاة؛ لأنهم يعلمون بالمشاهدة أن الله لا يمسخ كل عاص فيخرجه عن نوع الإنسان، إذ ليس ذلك من سننه في خلقه، وإنما العبرة الكبرى في العلم بأن من سنن الله تعالى في الذين خلوا من قبل؛ أن من يفسق عن أمر ربه، ويتنكب الصراط الذي شرعه له ينزل عن مرتبة الإنسان ويلتحق بعجماوات الحيوان ،وسنة الله تعالى واحدة ، فهو يعامل القرون الحاضرة بمثل ما عامل به القرون الخالية. "[5]
قلت: ما احتج به الشيخ رشيد رضا رحمه الله تعالى، من أنه لو أن أولئك مسخوا قردة حقيقيين لمسخ كلُّ مَنْ فَعَلَ فِعْلَهُمْ في الوقت الحاضر ،((( لأن سنة الله تعالى واحدة ، فهو يعامل القرون الحاضرة بمثل ما عامل به القرون الخالية))) غير لازم قال ابن القيم: "وتأمل حكمته تعالى في مسخ من مسخ من الأمم في صور مختلفة مناسبة لتلك الجرائم؛ فإنها لما مسخت قلوبهم وصارت على قلوب تلك الحيوانات وطباعها؛ اقتضت الحكمة البالغة أن جعلت صورهم على صورها، لتتم المناسبة ويكمل الشبه، وهذا غاية الحكمة.
واعتبر هذا بمن مسخوا قردة وخنازير، كيف غلبت عليهم صفات هذه الحيوانات وأخلاقها وأعمالها! ثم إن كنت من المتوسمين فاقرأ هذه النسخة من وجوه أشباههم ونظرائهم، كيف تراها بادية عليها؟ وإن كانت مستورة بصورة الإنسانية فاقرأ نسخة القردة من صور أهل المكر والخديعة والفسق؛ الذين لا عقول لهم، بل هم أخف الناس عقولا وأعظمهم مكرا وخداعا وفسقا!
فإن لم تقرأ نسخة القردة من وجوههم فلست من المتوسمين، واقرأ نسخة الخنازير من صور أشباههم... وهي تظهر وتخفى بحسب خنزيرية القلب وخبثه؛ فإن الخنزير أخبث الحيوانات وأردؤها طباعا ومن خاصيته أنه يدع الطيبات فلا يأكلها ويقوم الإنسان عن رجيعه فيبادر إليه".[6]
وقال الدكتور فهد الرومي:" ولا أظن هذا الذي قاله الشيخ رشيد رضا إلا زلة قلم، في أمر واضح بين؛ فليس هذا العقاب هو الوحيد من نوعه في الأمم السابقة ؛ عذبت أمة بالطوفان ، وعذبت أخرى بالصيحة، وعذبت ثالثة بحجارة من سجيل ، وعذب آخرون بالخسف وبالجراد وبالقمل والضفادع، وغير ذلك ، والعصاة يعلمون بالمشاهدة أن الله لا يعذب كل عاص بهذا العذاب ، فهل يعد هذا مبطلا لحقيقة هذه العقوبات أو مبررا لتأويلها ، بل تحريفها عن معانيها ، لمجرد كونهم لا يرونها سنة من سنن الله في العصاة. "[7]
المثال الثالث: رأيه في التفسير بالمأثور
قال الشيخ رشيد رضا رحمه الله تعالى:" وغرضنا من هذا كله أن أكثر ما روي في التفسير بالمأثور أو كثيره حجاب على القرآن ، وشاغل لتاليه عن مقاصده العالية المزكية للأنفس ، المنورة للعقول ، فالمفضلون للتفسير بالمأثور لهم شاغل عن مقاصد القرآن بكثرة الروايات التي لا قيمة لها سندا ولا موضوعا ."
قلت : اللهم عفوك ، كيف يكون ما جاء عن السلف من الصحابة والتابعين ، حجابا على القرآن ، وشاغلا لتاليه ، أليس أولئك هم الذين عايشوا التنزيل ، وقرأو ا القرآن غضا طريا على النبي صل1، فكانوا يسألونه عما غمض عليهم فهمه، أليس أولئك هم أهل اللسان العربي، قبل أن تخالطه العجمة التي طَمَّتْ على ألسنتنا وأفهامنا. ثم كيف يقول الشيخ رشيد رضا عفا الله عنه:" بكثرة الروايات التي لا قيمة لها سندا ولا موضوعا ." هذا السند قد نسلم به؛ لاحتمال الضعف ، مع أن العلماء قد حققوا ذلك وبينوا الضعيف الواهي من غيره ، لكن يعارض الأستاذ رحمه الله على الثانية أكثر وهي نفي القيمة موضوعا مع صحة السند ، وهذا من مخلفات تبجيل العقل على النص .
ولعلي أكتفي بهذا القدر ، والله الموفق للصواب .
[1]الأنفال الآية 9
[2]تفسير المنار 9/566-567
[3]2/735-736
[4]البقرة الآية 65
[5] تفسير المنار 1/344
[6]مفتاح دار السعادة (2/179-180).
[7]اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر 2/737