نظرات في الفاتحة للدكتور محمد عبدالله دراز (التفسير المباشر)

إنضم
26/05/2010
المشاركات
56
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
في حديثه الماتع كعادته في برنامج التفسير المباشر أشار الدكتور عبدالرحمن الشهري مرتين الي نظرة الدكتور دراز إلي سورة الفاتحة فرأيت رفعها إليكم تتمة للفائدة المذكورة فى البرنامج
نفعنا الله و إياكم بها
 
كتب الله أجرك أخي الفاضل خالد على رفع هذا الملف القيم، نعم أشار إليه الدكتور أكثر من مرة خلال الحلقة.
أنت ما شاء الله عليك مرجعنا في مؤلفات الدكتور دراز رحمه الله تعالى.
 
جزاك الله خيراً أخي خالد وليت الأخ المساهم يعيد ترتيب وتنسيق الصفحات لهذا الملف لاقيم وفقكم الله جميعاً .
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
في حديثه الماتع كعادته في برنامج التفسير المباشر أشار الدكتور عبدالرحمن الشهري مرتين الي نظرة الدكتور دراز إلي سورة الفاتحة فرأيت رفعها إليكم تتمة للفائدة المذكورة فى البرنامج
نفعنا الله و إياكم بها
اهدنا الصراط المستقيم *صراط الذين أنعمت عليهم
كان لدي رغبة أن يتطرق الدكتور دراز الى الربط في المعنى بين تلك الآيتين . والوقوف على الحكمة في إضافة الآية (صراط الذين انعمت عليهم) والتي جاءت لتفسير الصراط المستقيم. مع أن الصراط المستقيم ومفهومه لا يخفى على الأقل على الفئة المؤمنة المخاطبة . فهل يحتاج توضيحاً وهو الطريق الوحيد للمؤمنين ؟ أم أن في آية (صراط الذين أنعمت عليهم) دلالات خافيّة بحاجة الى تبيان؟؟ماذا لو كان قول الله تعالى: (اهدنا الصراط المستقيم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) فماذا لو كان السياق القرآني هكذا؟ فهل سيختلّ المعنى العام للآيات ؟ وما المعنى الخفي الذي تفيده الآية غير الذي قاله أهل التفسير؟ أنا أظن أن هناك شيء كان يجب أن يُقال وخاصة في عرض دقيق للفاتحة كما الذي بين أيدينا في تفسيرها المباشر. وهي تعدد الطرق والمسارات التي يتوهم أصحابها كلهم أنها على حق . تعدد الأحزاب والطوائف . تعدد الملل والنحل والتي يحمل أصحابها ما هم به فرحون. ألا يستحق هذا التلاحم الواقع الآن بين المذاهب وتصارعها على أحقية الإمامة والبيعة وقفة ما لتجلية الموقف؟ الا يستحق التصارع وإراقة الدماء اليومية بين المذاهب واصطدامها في الفضائيات وتلاحمها على المرجعيات وقفة ذكرى لتأكيد الصراط الحق ما هي ماهيّته وكنهه؟
لقد أسهب الدكتور دراز في الشرح وأجاد ولا شك في عرضه للآيات. ولكنه حينما وصل الى تلك الآيتين مر عليهما مرور الكرام وانتقل الى ما بعدهما من آيات فلم يشفي غليلي الى ما كنت أبحث عنه وأنتظره . حتى القرطبي الذي له وقفات تفسيرية رائعة فقد اكتفى بقوله: وقيل : هو صراط آخر ، ومعناه العلم بالله جل وعز والفهم عنه ، قاله جعفر بن محمد. وإن قال قائل انه لا داعي للوقوف على تلك الآيتين لوضوح المعنى بشكل جليّ لا يحتاج الى تبيان . فإن كان ذلك هو الجواب فلله در من وفّر علينا الوقت والجهد في ما يشابه تلك المعاني الظاهرة في غير تلك الآيتين . ويرحم الله عبداً قال آمينا
 
يقول الدكتور دراز: والعجيب من شأن سورة الفاتحة أنها على فرط إيجازها قد انتظمت المنهجين جميعاً في كلمتين.فهل يصلح هذا التعبير لكلام رب العالمين فنصفه بالإفراط؟؟
ماذا لو قال: والعجيب من شأن سورة الفاتحة أنها على بلاغة إيجازها قد انتظمت المنهجين جميعاً في كلمتين. أليس ذلك أكمل وأجمل وأكثر تقديساً وأدباً لكلام الله تعالى؟؟؟.
 
تم تعديل الملف في نفس المشاركة الأصلية
أكرمك الله بالجنة يا أبا عبدالرحمن وتقبَّل منك وجزاك خيراً . (ذلكَ ما كُنَّا نَبغِ)


يقول الدكتور دراز: والعجيب من شأن سورة الفاتحة أنها على فرط إيجازها قد انتظمت المنهجين جميعاً في كلمتين.فهل يصلح هذا التعبير لكلام رب العالمين فنصفه بالإفراط؟؟
ماذا لو قال: والعجيب من شأن سورة الفاتحة أنها على بلاغة إيجازها قد انتظمت المنهجين جميعاً في كلمتين. أليس ذلك أكمل وأجمل وأكثر تقديساً وأدباً لكلام الله تعالى؟؟؟.
لا أجد فيما ذكر الدكتور دراز حرجاً في استخدام العبارة، فعبارة (فَرْطِ) معناها هنا : شدة إيجازها، وليست من الإفراط. واقتراحك مقبول أيضاً.
 
الإخوة الأفاضل
الشيخ الدكتور عبد الرحمن الشهري جزاك الله خيرا علي ما تقدمه لنا عبر الفضائيات و الملتقي و المؤلفات و إنما نستقي من علمكم جعله الله لك ذخرا يوم تبلي السرائر
الأخت الدكتورة سمر جزاكم الله خيرا علي مجهودك غير المسبوق و تقبل الله منك و مشاركاتي في هذا الملتقي المبارك لا تتعدي قطرة في بحر مشاركاتك وفقك الله لما يحب و يرضي
الأخ الفاضل المساهم جزاك الله خيرا علي الكتب الرائعة و تعديل هذا الملف و ليتني لي مثل مهارتكم هذه التي أغبطك عليها
الأخ الفاضل تيسير الغول جزاك الله خيرا علي مشاركتك القيمة و زادك الله علما
 
أكرمك الله بالجنة يا أبا عبدالرحمن وتقبَّل منك وجزاك خيراً . (ذلكَ ما كُنَّا نَبغِ)
لا أجد فيما ذكر الدكتور دراز حرجاً في استخدام العبارة، فعبارة (فَرْطِ) معناها هنا : شدة إيجازها، وليست من الإفراط. واقتراحك مقبول أيضاً.
`
فرْط بمعنى شدة الإيجاز نعم هذا ما قصده الدكتور في استخدامها . ولكن كلمة فرط لا تخرج من حيّز الإفراط ومعناه وقد راجعت ذلك لغة فلم أجد أن من معانيها الخاصة شدة الإيجاز:
في الصحاح في اللغة:فَرَطَ في الأمر يَفْرُطُ فَرْطاً، أي قصَّر فيه وضيَّعه حتَّى فات. وكذلك التَفْريطُ. وفَرَطَ عليه، أي عَجِلَ وعَدا. ومنه قوله تعالى: " إنَّا نخافُ أن يَفْرُطَ عَلَيْنا أو أنْ يَطْغى " . وفَرَطَ إليه منِّي قولٌ، أي سبق. وفَرَطْتُ القوم أفْرُطُهُمْ فَرْطاً، أي سبقتهم إلى الماء، فأنا فارِطٌ، والجمع فرَّاطٌ. قال القُطاميٌّ:
فاسْتَعْجلونا وكانوا من صحابَتِنا ... كما تَعَجَّلَ فُرَّاطٌ لِوُرَّادِ
وفُرَّاطُ القطا: متقدِّماتها إلى الوادي والماء. وأفْرَطَهُ، أي أعجله.وأفْرَطَتِ السحابةُ بالوَسْمِيِّ، أي عجَّلت به. وأفْرَطَتِ المرأةُ أولاداً: قدَّمتهم. وأفْرَطْتُ المرادةَ: ملأتها. يقال: غديرٌ مُفْرَطٌ، أي ملآن.
قال الكسائي: يقال ما أفْرَطْتُ من القوم أحداً، أي ما تركت. قال: ومنه قوله تعالى: " وأنَّهم مُفْرَطونَ " ، أي متروكون في النار منسِيُّونَ. وأفْرَطَ في الأمر، أي جاوز فيه الحدّ. والاسمُ منه الفَرْطُ بالتسكين. يقال: إيَّاك والفَرْطَ في الأمر. وقولهم: لقيته في الفَرْطِ بعد الفَرْطِ، أي الحينَ بعد الحين. وأتيته فَرْطَ يومٍ أو يومين.
في الحقيقة أنا أعيب عليه جداً استخدام هذه الكلمة التي لا تليق وإن الإشارة اليها ليس من نافلة القول لما فيها من تجريح لآيات الله تعالى . وبارك الله بكم دكتور عبد الرحمن وقد تعلمنا من مشايخنا أن لا نجامل بآيات الله وقرآنه .
 
أخي الحبيب تيسير : دفعني اعتراضك للتحقق من فصاحة هذا الاستخدام للفظة في هذا المعنى ، فوجدته أسلوباً معرقاً في العربية ، استخدمه الشعراء والناثرون كثيراً ، وهم المستند الذي يستقي منه أهل المعاجم لا العكس .
ومن ذلك قول الشاعر الجاهلي بشر بن أبي خازم :
لِمَنِ الدِّيارُ غَشِيَتُها بالأَنْعُمِ ... تَبْدُو مَعارِفُها كلَوْنِ الأَرْقَمِ


لَعِبَتْ بها رِيحُ الصَّبا فَتَنَكرَتْ ... إِلاَّ بَقِيَّةَ نُؤْيِها المُتهَدَّمِ


دَارٌ لِبَيْضاءِ العَوَارضِ طَفْلَةٍ ... مَهْضُومةِ الكَشْحَيْنِ رَيَّا المِعْصَمِ


سَمِعَتْ بِنا قِيلَ الوُشَاةِ فأَصْبَحَتْ ... صَرَمْتَ حِبالَكَ في الخَلِيطِ المُشْئِمِ


فَظَللتَ من فَرْطِ الصَّبابةِ والهَوَى ... طَرِفاً فُؤَادُكَ مثلَ فِعْل الأَيْهَمِ
وقول الفرزدق في قصيدته الفائية المشهورة :


تراهنَّ من فرطِ الحياءِ كأنَّها ... مراضُ سلالٍ أو هوالكُ نزَّفُ
قال العجاج بن رؤية :


يَا صَاحِ، هَلْ تَعْرِفُ رَسْمًا مُكْرَسَا? ... قَالَ: نَعَمْ! أَعْرِفُهُ! وَأَبْلَسَا


وَانْحَلَبَتْ عَيْنَاهُ مِنْ فَرْطِ الأَسَى

وقال عدي بن زيد العبادي الجاهلي :

وإياك من فرط المزاح فإنه ... جدير بتسفيه الحليم المسدد


وقال أبو حية النميري :


وقفتُ كأني من وراءِ زجاجةٍ ... إلى الدارِ من فَرْطِ الصبابةِ أَنْظُرُ


فعينايَ طَوْراً تغرقانِ من البكا ... فأعْشَى وطوراً تَحْسِرانِ فأبصرُ


وقال يزيد بن الطثرية:

تذكَّرتُ ذاتَ الخالِ مِنْ فرطِ حبِّها ... ضُحًى والقِلاصُ اليَعمُلاتُ بنا تخدِي


فما ملكتْ عينايَ حينَ ذكرتُها ... دموعَهما حتَّى انحدرنَ علَى خدِّي
فهو أسلوب مستخدم منذ الجاهلية حتى اليوم ، وقد بحثت في المكتبة الشاملة فوجدته مستخدماً في كتب التفسير والحديث والأدب وغيرها للمعنى نفسه .
رحم الله محمد دراز ، وجزاك الله خيراً على أن دفعتني للتحقق والمراجعة .​
 
بعد التحية والمباركة بالعيد أقول
تحديد معنى لفظ ما في اللغة لا يكفي فيه المعنى المعجمي؛ فثمة ما يسمى ( ظلال المعاني ) وثمة ما يسمى ( القالب اللغوي ) ورغم أن هذا الاستخدام - كما ساق الشيخ عبدالرحمن شواهده - معروف مألوف في اللغة، فإني أتفق مع أخي تيسير في أنه لا يجوز نسبته إلى كلام الله؛ لأن من ظلال المعاني في الفرط: الانملاص، والانفلات، والخروج عن السيطرة، وعدم القدرة على التحكم في الشيء. وأصل اشتقاقه من انفراط العقد (اللؤلؤ مثلا) وهو أمر لا إرادي كما هو واضح
وإذا كان يستحسن نسبة هذا إلى مشاعر الإنسان، فإنه لا يليق بكلام الله تبارك وتعالى؛ إذ لا تجري عليه أحاسيس البشر. ولاتتحرك ذرة في الكون إلا بأمره وإذنه تبارك وتعالى. وكان على الشيخ دراز رحمه الله أن يقول
" على شدة إيجازها "
 
بارك الله لكم أخي خالد وجزاكم الله خيرا كثيرا
 
عودة
أعلى