نظرات في أسانيد القراء (1)

عمر بن علي

New member
إنضم
22/02/2012
المشاركات
182
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
مصر
[align=justify]
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا وسيدنا وقرة أعيننا محمد صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على هديه واقتفى أثره إلى يوم الدين .
أما بعد:
فقد طلب مني أخي الحبيب الغالي شيخي العزيز الشيخ ضيف الله الشمراني أدام الله بهجته ونفعنا به، أن أكتب في موضوع الأسانيد القرآنية وتصحيح ما وقع فيها من أخطاء وذلك لحسن ظنه بي، ويعلم الله أني لست أهلا لذلك، ولا من رواد تلك المسالك، ولكني لخطى الأفاضل أقتفي، وعلى موائدهم أتطفل، وما هممت للكتابة في مثل هذا المبحث إلا لعلمي أن من قراء عصرنا وخاصة أهل هذا الملتقى المبارك من هو بهذا الباب عالم، وبدقائقه مُلِمٌّ فاهم، فلن أعدم منكم تصحيحا لخطأ، أو إرشادا لمعلومة غابت عني وأنا العاجز الفقير، فاللهم انفعنا بما علمتنا وزدنا يا رب علما، وبارك لنا في علمائنا ومشايخنا الأفاضل.
وأرجو ممن وجد في ما كتبت خطأ أو سهوا أو استدراكا ألا يبخل علي به، وأن ينفعنا بما علَّمه الله، والله أسأل أن يرزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
أما بعد:
فإن علم الإسناد وخاصة إسناد القرآن الكريم، من أهم العلوم التي يجب أن يكون طالب العلم وخاصة صاحب القرآن ملمًّا بها، فما دخل المرجفون والمشككون في القرآن إلا من هذا الباب، وما بالك بباب قد اختص الله الأمة الإسلامية به، فما نعلم كتابا سماوياً على وجه الأرض متصل الإسناد برب العالمين إلا القرآن الكريم، لذلك وجب علينا الاهتمام بهذا الباب، واختصارا أقول:
ينقسم هذا البحث إلى مقدمة وثلاثة مباحث:
المقدمة: أتكلم فيها عن علو الإسناد، وأقسام العلو كما قسمه أهل العلم.
المبحث الأول: تلاميذ الإمام عبد الرحمن اليمني ومن في طبقتهم.
المبحث الثاني: الإمام العبيدي المصري ومن في طبقته.
المبحث الثالث: الإمام المتولي ومن في طبقته.
ثم إن وفقني الله تعالى للانتهاء من هذه المباحث، أشرع إن شاء الله في الكلام عن الأسانيد المفصلة وتصحيحها وإيضاح ما وقع فيها من خلط أو سهو أو تدليس، والله الموفق لما نصبو إليه، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
المقدمة:
قال الإمام العلامة المحدث المتفنن جلال الدين السيوطي-رحمه الله ونفعنا بعلومه-:
اعلم أن طلب علو الإسناد سنة فإنه قُرْبٌ إلى الله تعالى، وقد قسّمه أهل الحديث إلى خمسة أقسام، ورأيتها تأتي هنا-أي في إسناد القرآن-.
( الأول ) القرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم من حيث العدد بإسناد نظيف غير ضعيف، وهو أفضل أنواع العلو وأجلها.
( الثاني ) من أقسام العلو عند المحدثين: القرب إلى إمام من أئمة الحديث ونظيره هنا القرب إلى إمام من أئمة السبعة – قلت العشرة -.
( الثالث ) عند المحدثين بالنسبة إلى رواية أحد الكتب الستة ونظيره هنا العلو بالنسبة إلى بعض الكتب المشهورة في القراءة كالتيسير والشاطبية.
( الرابع ) من أقسام العلو: تقدم وفاة الشيخ عن قرينه الذي أخذ عن شيخه فالأخذ مثلا عن التاج بن مكتوم أعلى من الأخذ عن أبي المعالي بن اللبان وعن ابن اللبان أعلى من البرهان الشامي وإن اشتركوا في الأخذ عن أبي حيان لتقدم وفاة الأول عن الثاني والثاني عن الثالث.
( الخامس ) العلو بموت الشيخ لا مع التفات لأمر آخر أو شيخ آخر. اهـ باختصار.
أقول: نهتم في مبحثنا هذا بالقسم الثالث ويدخل فيه القسمان الأول والثاني، فالكتابين الأصول عندنا كتاب النشر وما حواه من القراءات والكتب، وكتاب الشاطبية.
المبحث الأول:
يعد الإمام ابن الجزري الشامي عمدة القراء في عصرنا وما قبل عصرنا، وهو خاتمة المحققين بحق، وإمام القراء بصدق، وهو عمدة بحثنا هذا، فأبدأ مستعينا بالله تعالى وأقول:
العلامة الإمام عبد الرحمن اليمني المصري من أعلى القراء إسنادا في زمانه وهو شيخ قراء مصر في زمانه، وتخرّج على يديه من الأئمة الأعلام الكثير والكثير، وقد ساوى شيوخه وأكابر قراء زمانه في العلو، وبينه وبين الإمام ابن الجزري ثلاثة رجال وبين تلاميذه والإمام ابن الجزري أربعة رجال، وفي هذا المبحث أحاول أن أجمع بعض تلاميذ الإمام اليمني، الذين اشتهر ذكرهم في الأسانيد المعاصرة أو من ساواهم من غير تلاميذه، بحيث يسهل على من أراد عدّ رجال إسناده وتصحيح إسناده، أن يعد ما بينه وبين تلاميذ الإمام عبد الرحمن اليمني أو من ساواهم في العلو، تسهيلاً على الباحث وطالب العلم، وأذكر في هذا المبحث أسانيد الشيوخ من أعلى الطرق التي يروون بها القرآن الكريم وصولا إلى الإمام ابن الجزري، كما أني أعرضت عن ذكر العلماء الذين لم يصلنا– على حد علمي– إسناد متصل بهم، وهم كثر، وذكرَ بعضهم صاحب الحلقات المضيئات.
أذكر أولاً إسناد الإمام عبد الرحمن اليمني إلى الإمام ابن الجزري ثم نتبع بتلاميذه واحداً بعد واحد أو من ساواهم.
قرأ الإمام عبد الرحمن اليمني(ت1050هـ) القراءات العشر الكبرى على الإمام (1) علي بن غانم المقدسي ( ت 1040 هـ ) وعلى الإمام أبي الحرم المدني، وقرأ الأول على (2) عبد الحق السنباطي، وقرأ الثاني على محمد بن إبراهيم السمديسي، وكلاهما قرأ على (3) الإمام أحمد بن أسد الأميوطي، وهو على إمام الأئمة ابن الجزري طيب الله ثراه.
ومن هنا يتضح أن بين تلاميذ الإمام عبد الرحمن اليمني وبين الإمام ابن الجزري أربعة رجال.
وأبدأ في سرد بعض تلاميذ الإمام عبد الرحمن اليمني ثم نتبع بمن ساواهم وبيان أسانيدهم، والله المستعان.
1- العلامة الإمام المتفنن المتقن المقرئ أبي الضياء علي الشَبْرَامَلِّسِي (ت1087هـ).
2- العلامة الإمام شيخ قراء مصر في زمانه محمد بن قاسم البقري (ت1111هـ).
3- الإمام العلامة علي بن إبراهيم الرشيدي الخياط، وهو غير الشيخ أحمد الرشيدي تلميذ الشيخ محمد بن قاسم البقري.
4- الإمام العلامة المقرئ عبد الباقي الحنبلي (ت1071هـ).
أما العلماء الأفاضل الذين ساووا تلاميذ الإمام العلامة عبد الرحمن اليمني–ومنهم من هو من طبقة العلامة عبد الرحمن اليمني-:
1- العلامة الإمام أبي الفتوح سيف الدين الفضالي (ت1020هـ)، وهو شيخ العلامة سلطان الدين المزاحي، وهو قرأ على العلامة الشيخ (1) شحاذة اليمني، وهو على العلامة (2) ناصر الدين الطبلاوي، وهو على العلامة شيخ الإسلام (3) زكريا الأنصاري، وهو على أفاضل أئمة منهم (4) شيخ قراء مصر في زمانه طاهر النويري، وهو على الإمام ابن الجزري.
2- الإمام العلامة شيخ قراء دار الخلافة العثمانية الشيخ محمد بن جعفر بن إلياس الشهير بأوليا أفندي (ت1044هـ)، وهو قرأ على العلامة المحقق المحرر الشيخ (1) أحمد المسيري المصري–صهر الطبلاوي- (ت1005هـ)، وهو على العلامة المحقق (2) ناصر الدين الطبلاوي، وهو على العلامة شيخ الإسلام (3) زكريا الأنصاري، وهو على أفاضل أئمة منهم (4) شيخ قراء مصر في زمانه طاهر النويري، وهو على الإمام ابن الجزري.
هذا ما من الله به علي في هذا المبحث الأول، وأرجو من الأفاضل ممن له فضل علم في هذه المسألة ألا يبخل به علينا، بشرطين قد نوّهتُ عنهما في أول المبحث، أن يكون الشيخ المذكور لنا إسناد متصل به، وأن يكون في نفس العلو المطلوب، وهو أن يكون بينه وبين الإمام ابن الجزري أربعة رجال.
يتبع إن شاء الله ...
[/align]
 
[align=justify]
قرأ الإمام عبد الرحمن اليمني(ت1050هـ) القراءات العشر الكبرى على الإمام (1) علي بن غانم المقدسي ( ت 1040 هـ ) وعلى الإمام أبي الحرم المدني، وقرأ الأول على (2) عبد الحق السنباطي، وقرأ الثاني على محمد بن إبراهيم السمديسي، وكلاهما قرأ على (3) الإمام أحمد بن أسد الأميوطي، وهو على إمام الأئمة ابن الجزري طيب الله ثراه.
ومن هنا يتضح أن بين تلاميذ الإمام عبد الرحمن اليمني وبين الإمام ابن الجزري أربعة رجال.
[/align]
ولشيخنا صالح العصيمي - وفقه الله - كتاب مفيد في هذه المسألة ، وهو : المُشرقُ في تصحيحِ سَنَدِ الإقراءِ في المَشرق
حاولت رفعه هنا إتماما للفائدة ، ولكن لم أتمكن .
 
جزيت خيرا شيخنا أحمد عاصم على إضافتك القيمة وجزى الله الشيخ العصيمي خير الجزاء على دراساته القيمة
 
عودة
أعلى