بسم الله الرحمن الرحيم
نستكمل بعض الآيات من كتاب نظرات حول بعض الآيات لفضيلة الشيخ عائض القرني
قال تعالى :- { الذين يومنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون }
{الذين يؤمنون بالغيب}: هؤلاء المتقون ، يصدقون بكل ما أخبر الله تعالى به ورسوله صلى الله عليه وسلم من أمور الغيب ؛ مما سمعوه ولم يروه ، وذكره لهم ولم يشاهدوه ، فيعلمون أنه حق ، فيعبدون الله كأنهم يرونه ، جل في علاه ، ويتيقنون حقيقة ما ورد به الوحي مما غاب عن العيون ، كأسمائه وصفاته سبحانه ، وما أخبر به في الاخرة عن جنته وناره ، وما أعد لأوليائه وأعدائه ، وما يدخل تحت ذلك من تفصيلات .
وقضية الإيمان بالغيب ، تترك في النفس أثراً من خشية الله وخوف مقامه ، فيكف العبد عن مخالفة ربه ، وتعدي حدوده ، وانتهاك حرماته ، فيبقى خائفاً وجلاً ، ترتعد فرائصه إجلالاً للعظيم ، تقدست أسماؤه ، يرتجف قلبه تعظيماً للأحد الصمد عز مقامه ، تخشع روحه هيبة لمولاه ، يحاسب نفسه على الحركات والسكنات ، يراقب ربه على اللحظات واللفظات .
الإيمان بالغيب هو أعظم طاقة ، تمد العبد بمدد من التقوى في الحياة ، فالمؤمن بالغيب حَذِر كالطائر يخاف من مغبة العصيان ، ويحذر من عاقبة المخالفة ، فيعلم أن هناك حساباً ومناقشة ومساءلة ووقوفاً طويلاً ، واطلاعاً على عمله : دقيقه وجليله ، كثيره وقليله .
{ يقيمون الصلاة } : فإيمانهم بالغيب ، وتصديقهم الوحي ، جعل منهم عباداً صالحين ، يقيمون الصلاة ، ولم يقل : يصلون ، لان إقامة الصلاة هو : الإتيان بها على الوجه المرضي الأكمل ، خضوعاً ، وخشوعاً ، ومحافظة على حدود الصلاة ؛ لأن من إقامة الصلاة : نهيها للعبد عن الفحشاء والمنكر ، ومنعها لمن أداها من الزور والبهتان ، وصيانتها لمن صلاها عن المعاصي والآثام ، فمن أقام الصلاة صَدَقَ في قوله ، وبر في فعله ، وحفظ قلبه ، وسمعه ، وبصره وكل جوارحه عما يُغضب مولاه .
ومن أقام الصلاة انتهى عن السيئات ، وزم نفسه عن المخالفات ، وملأ عمره بالطاعات .
ومن أقام الصلاة جعل على نفسه حسيباً ، يردعها عن كل ما يشين ، ويزجرها عن كل ما يسئ ، ويردها عن كل ما يحرم . أما أداء الصلاة حركات وإشارات ، ثم لا يكون لها أثر في حياة العبد وأخلاقه وسلوكه وتعامله ، فهذه ليست إقامة للصلاة كما ورد بها الشرع ، وأرادها الشارع .
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
منقول من كتاب ( نظرات حول بعض الايات ) لفضيلة الشيخ الدكتور عائض بن عبدالله القرني
نستكمل بعض الآيات من كتاب نظرات حول بعض الآيات لفضيلة الشيخ عائض القرني
قال تعالى :- { الذين يومنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون }
{الذين يؤمنون بالغيب}: هؤلاء المتقون ، يصدقون بكل ما أخبر الله تعالى به ورسوله صلى الله عليه وسلم من أمور الغيب ؛ مما سمعوه ولم يروه ، وذكره لهم ولم يشاهدوه ، فيعلمون أنه حق ، فيعبدون الله كأنهم يرونه ، جل في علاه ، ويتيقنون حقيقة ما ورد به الوحي مما غاب عن العيون ، كأسمائه وصفاته سبحانه ، وما أخبر به في الاخرة عن جنته وناره ، وما أعد لأوليائه وأعدائه ، وما يدخل تحت ذلك من تفصيلات .
وقضية الإيمان بالغيب ، تترك في النفس أثراً من خشية الله وخوف مقامه ، فيكف العبد عن مخالفة ربه ، وتعدي حدوده ، وانتهاك حرماته ، فيبقى خائفاً وجلاً ، ترتعد فرائصه إجلالاً للعظيم ، تقدست أسماؤه ، يرتجف قلبه تعظيماً للأحد الصمد عز مقامه ، تخشع روحه هيبة لمولاه ، يحاسب نفسه على الحركات والسكنات ، يراقب ربه على اللحظات واللفظات .
الإيمان بالغيب هو أعظم طاقة ، تمد العبد بمدد من التقوى في الحياة ، فالمؤمن بالغيب حَذِر كالطائر يخاف من مغبة العصيان ، ويحذر من عاقبة المخالفة ، فيعلم أن هناك حساباً ومناقشة ومساءلة ووقوفاً طويلاً ، واطلاعاً على عمله : دقيقه وجليله ، كثيره وقليله .
{ يقيمون الصلاة } : فإيمانهم بالغيب ، وتصديقهم الوحي ، جعل منهم عباداً صالحين ، يقيمون الصلاة ، ولم يقل : يصلون ، لان إقامة الصلاة هو : الإتيان بها على الوجه المرضي الأكمل ، خضوعاً ، وخشوعاً ، ومحافظة على حدود الصلاة ؛ لأن من إقامة الصلاة : نهيها للعبد عن الفحشاء والمنكر ، ومنعها لمن أداها من الزور والبهتان ، وصيانتها لمن صلاها عن المعاصي والآثام ، فمن أقام الصلاة صَدَقَ في قوله ، وبر في فعله ، وحفظ قلبه ، وسمعه ، وبصره وكل جوارحه عما يُغضب مولاه .
ومن أقام الصلاة انتهى عن السيئات ، وزم نفسه عن المخالفات ، وملأ عمره بالطاعات .
ومن أقام الصلاة جعل على نفسه حسيباً ، يردعها عن كل ما يشين ، ويزجرها عن كل ما يسئ ، ويردها عن كل ما يحرم . أما أداء الصلاة حركات وإشارات ، ثم لا يكون لها أثر في حياة العبد وأخلاقه وسلوكه وتعامله ، فهذه ليست إقامة للصلاة كما ورد بها الشرع ، وأرادها الشارع .
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
منقول من كتاب ( نظرات حول بعض الايات ) لفضيلة الشيخ الدكتور عائض بن عبدالله القرني