نظرات تدبرية

إنضم
31/01/2009
المشاركات
56
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
قال تعالى: وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [فاطر:12]​
التدبر:


1-نلاحظ أن الله تعالى عندما وصف الماء العذب وصفه بأنه سائغ للشاربين بينما عند الحديث عن الماء المالح لم يذكر أنه يشرب مع أننا نشربه هنا في الخليج ولكن بعد التقطير والمعالجة من حرارة وبرودة فكذلك هو
كل شيء في الدنيا يعود إلى أمرين : السهولة أو الصعوبة
وفيه تأكيد للإختلاف بين الأشياء وبين الأشخاص حيث بعضها تحتاج منا إلى المعالجة باللين والشدة وبالترغيب والترهيب بينما الأخرى تقدم ماعندها بسهولة ويسر.
مثال: كذا الأبناء والأزواج والأصدقاء فمنهم السهل اللين الرقراق في العاطفة صاحب الكلمة الطيبة ومنهم الجاف الصعب الذي يحتاج للمعالجة حتى تنتزع منه حاجتك وتتفاجأ بعد محاولات صعبة معه أن بداخله درر عظيمة لاتجدها عند غيره.
وكذا الأيام منها الحلو حيث الأفراح ومنه الحزن
وحتى الداعية أو معلم الناس الخير أو المدرس منه من يتدفق بالمعلومات كالماء العذب ومنه ما يحتاج إلى أن تسأله وتلاحقه حتى يفيدك بما تريد.

2-نلاحظ أن الفئة الصعبة عندها من الخير الكثير بل أكثر من الفريق اللين السهل ولكن بشرط ن نتعلم كيف نستخرجه منها بالضبط مثل النهر والبحر فالبحر فيه اللؤلؤ والمرجان وفيه من الأملاح والمعادن وحتى ملوحته تحفظ لنا الأكل بطعم أفضل والملح فيه فائدة حفظ الأطعمة ولكن لابد من السعي والتعب للإستخراج.

3- نعود لمثال العالم أو طالب العلم عند المجاهدة في طلب العلم من شيخةو بالمدارسة والمجاهدة فإنه يلبس حلية فماهي هذه الحلية التي يلبسها فإنما البحر يلبسك اللؤلؤ والمرجان أما هنا فستحصل على حلية عجيبة تلبسها ألا وهي حلية التقوى (وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ)الأعراف26

4-أيضا الأبناء نفهم أن شخصياتهم مختلفة فنتعامل مع كل منهم بحسب طبيعته وشخصيته.

5- نحتاج إلى تعلم كيف ندرس أنماط الشخصيات ليسهل الإستفادة التامة من الخيرات التي معهم بإختلافها.
6- أن الله تعالى يتعامل مع البشر بحسب عقولهم .وعلينا أن نتعامل مع الناس كل حسب ثقلفته وعقليته.
7- والعكس صحيح فأولادنا –أزواجنا- أقاربنا وغيرهم لابد لنا من تقريب أفكارنا لهم وتفهيمهم إياها ولاننتظر منهم أن يفهموها لوحدهم.
8- الترتيب في طلب إحتياجاتنا حسب الأولوية فالتركيز على الأهم الذي لايمكن الإستغناء عنه ثم الأقل أهمية وهكذا حيث أن الله جل وعز رتبها حسب الأولوية أولا الشرب ثم الأكل ثم الحلية.
9- تأكيد حاجتنا في حياتنا للصنفين فالحزن والألم أيضا ضروري للحياة حتى لانسأمها.
10-المذاق المالح للبحر المليء بالخيرات يوحي إلينا بالمكاره التي تحف بالجنة فالملوحة تدل على صعوبة إتباع الطاعة وعكسها الماء العذب قد يدلنا على مذاق المعصية العذب ولكن بعدها لاشيء غير الألم فكثرة تجرع الماء العذب قد تؤدي الى الضد من كثرة الأملاح المعدنية في الجسم مثلا
11-
وأخيراعلي أن أوسع ثقتي بالله عز وجل بأنه تعالى لايأتي منه إلا الخير وحتى لو أعتقدنا أنه شر فهو خير ولامحنة إلا تأتي بعدها منحة فأي مصيبة أو بلاء علينا أن نتفهم ونستخلص منه العبرة لماذا دبر الله تعالى لنا هذا الأمر وأيضا أبدئ بتغيير نفسي أولا ثم من هم حولي ولاأتوقف(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) العنكبوت 69
فمجاهدة النفس بشرط التدرج فيها لايأتي إلا بخير.

 
2
قال تعالى:"َتَرَىَ كُلّ أُمّةٍ جَاثِيَةً كُلّ أمّةٍ تُدْعَىَ إِلَىَ كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * هَـَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقّ إِنّ كُنّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)الجاثية28-29

التدبر:

إن كل مشروع ناجح لابد أن يمتلك رؤية مستقبلية لمعرفة الواقع وبالتالي حصول فرصة النجاح أكبر وهنا يعطينا الله تعالى رؤية مستقبلية ليوم الحساب تقدم لنا فرصة أكبر بالنجاة في الآخرة،وأيضا لابد من تحديد أهداف هذا المشروع.
1. وهنا الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وللمسلمين عامة (ترى)
2. الهدف هو التحذير من الفتور عن العمل والحذر من مكر الله تعالى والحذر من الفضيحة على رؤوس الأشهاد.
3. .الجثو يوم القيامة سيكون للجميع للصالح والطالح لأنه سيكون الجثو في وقت الترقب هل هو (القبول أم الرد )الكل يجثوا من هول الموقف لاتحمله ساقيه خوفا أن لايقبل ولاتقبل أعماله.
4. يدعى الفرد إلى كتابه وأعماله وكم أحدث في شريعة الله عزوجل وكذا تدعى الجماعة من الأفراد و أصحاب المذهب و الفرقة والملة وتسأل عما أحدثت في شريعة الله تعالى.
5. -تكرار قوله تعالى(كل أمة ) يفيد تعظيم الموقف وإتسام الموقف بالجدية التامة.
6. -قوله تعالى( تعملون) أشمل وأوسع دائرة من لو قال عز وجل(تفعلون) وبالتالي يدخل معنا حتى السكوت عن المنكر مثلا وعدم إنكاره باليد أواللسان أو القلب.
7. ومن هنا نستنبط أنه لابد منا أن نحدد منهاجنا في الحياة والهدف والرؤية والجدول اليومي الذي نتبعه ومعاهدة النفس بالتمسك بالعروة الوثقى وعدم الإلتفات للفتن حتى تتحقق الأهداف .
8. وأخيرا بين الله تعالى أن الكتاب سينطق بالحق ولم يبين كيفية النطق كتابة أوصوت وصورة أو بالثلاث أبعاد أو بتقنية لم نتوصل لها ولانعلمها ونلاحظ أن عدم تحديد نوع الجزاء فيه إسترسال للنفس في تصور عظم هذا الجزاء.
 
عودة
أعلى