نصر الأدلة القاضية بأن البسملة آية مستقلة

إنضم
21/11/2010
المشاركات
114
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
إمبابة مصر
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وعلى أصحابه الغر الميامين ، و على من أتبعه بإحسان إلى يوم الدين وبعد : فقد ابتدأ كتاب الله بالبسملة ،وكان النبي r يقتصر على البسملة في مراسلاته ، كما في كتابه لهرقل عظيم الروم ،وقد استقر عمل الأئمة المصنفين على افتتاح كتب العلم بالبسملة وكذا معظم كتب الرسائل[1] اقتداءا بكتاب الله ، وتيمنا بالبداءة باسمه سبحانه وتعالى ،و البسملة آية من كتاب الله عز وجل يُبتدأ بها في كل سورة من سور القرآن ؛ إلا سورة (براءة) فإنها لا تُبدأ بالبسملة ، ولم تكتب البسملة فيها ؛ لأن جبريل عليه السلام ما نزل بها فيها ، واتفق العلماء على أنها بعض آية من سورة النمل ثم اختلفوا فيها العلماء فذهب بعضهم إلى أنها آية مستقلة ليست من الفاتحة ، ولا من غيرها من السور ،والافتتاح بها للتيمن والتبرك. وذهب أخرون إلى أنها من الفاتحة وليست من سائر السور وأنها كتبت للفصل وذهب البعض إلى أنها من الفاتحة ومن كل سورة إلا سورة التوبة ، والراجح من هذه الأقوال أنها آية مستقلة ليست من الفاتحة ، ولا من غيرها من السور ،و لأن المسألة تتعلق بالقرآن الذي حض النبي r على تعلمه وتعليمه فقال r :« خيركم من تعلم القرآن وعلمه»[2]فقد أحببت في كتابة بحث فيها ،وأسميته : (( نصر الأدلة القاضية بأن البسملة آية مستقلة )) فما كان من توفيق فمن الله ، وما كان من خطأ أو نسيان فالله ورسوله منه براء وأعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه والصلام عليكم ورحمة الله . ‌






[1] - فتح الباري لابن حجر العسقلاني 1/9 الناشر : دار المعرفة - بيروت ، 1379 هـ
[2] - رواه البخاري في صحيحه رقم 5027
 
فصل1 : تعريف السورة والآية والبسملة :

فصل1 : تعريف السورة والآية والبسملة :

فصل : تعريف السورة والآية والبسملة :




السورة قريش كلها ومن جاورها من قبائل العرب كهذيل وسعد بن بكر وكنانة يقولون سورة بغير همز وتميم كلها وغيرهم يهمزون فأما من همز فهي عنده كالبقية من الشيء والقطعة منه التي هي سؤر وسؤرة من اسأر إذا ابقى ومنه سؤر الشراب وأما من لا يهمز فمنهم من يراها من المعنى المتقدم إلا أنها سهلت همزتها ومنهم من يراها مشبهة بسورة البناء أي القطعة منه لأن كل بناء فإنما بني قطعة بعد قطعة فكل قطعة منها سورة فكان سور القرآن هي قطعة بعد قطعة حتى كمل منها القرآن ويقال أيضا للرتبة الرفيعة من المجد والملك سورة ومنه قول النابغة الذبياني للنعمان بن المنذر ... ألم تر أن الله أعطاك سورة ... ترى كل ملك دونها يتذبذب ... فكأن الرتبة انبنت حتى كملت .


وأما الآية فهي العلامة في كلام العرب ولما كانت الجملة التامة من القرآن علامة على صدق الآتي بها وعلى عجز المتحدى بها سميت آية هذا قول بعضهم وقيل سميت آية لما كانت جملة وجماعة كلام كما تقول العرب جئنا بآيتنا أي بجماعتنا وقيل لما كانت علامة للفصل بين ما قبلها وما بعدها سميت آية وقوله r في الصحيح آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب الحديث وآية الإيمان حب الأنصار وآية ما بيننا وبين المنافقين شهود العشاء يقوى القول الأول والله أعلم وهذا هو الراحج في مختصر الطبري قال والآية العلامة وذلك أظهر في العربية والقرآن وأصح القول أن آيات القرآن علامات للإيمان وطاعة الله تعالى ودلالات على وحدانيته وإرسال رسله وعلى البعث والنشور وأمور الآخرة وغير ذلك مما تضمنته علوم القرآن[1].


البسملة اسم بُنيَ من فعل ،وهو من بسمل الشخص إذا قال بسم الله كقولهم : حوقل إِذا قال لا حول ولا قوَّة إِلا بالله وحمدل إِذا قال الحمد لله [2] ،وهي من الكلام المنحوت المجموع من كلمتين[3] ،والعرب تفعل هذا إِذا كثر استعمالهم للكلمتين ضموا بعض حروف إِحداهما إِلى بعض حروف الأُخرى منه[4] ،وإعراب البسملة ومعناها تكلم فيه الناس كثيرا ،وفي متعلقها ،وأحسن ما يقال في ذلك : أنها متعلقة بفعل محذوف متأخر مناسب للمقام ،فإذا قدمتها بين يدي الأكل يكون التقدير : بسم الله آكل وبين يدي القراءة يكون التقدير : بسم الله اقرأ . ونقدره فعلاً؛ لأن الأصل في العمل الأفعال لا الأسماء ، ولهذا كانت الأفعال تعمل بلا شرط ،و لا تعمل الأسماء إلا بشرط ؛لأن العمل أصل في الأفعال فرع في الأسماء . ونقدره متأخراً لفائدتين: الأولى: الحصر؛ لأن تقديم المعمول يفيد الحصر، فيكون: باسم الله اقرأ بمنزلة لا أقرأ إلا باسم الله. الثانية : تيمنا بالبداءة باسم الله سبحانه وتعالى .ونقدره خاصا ؛ لأن الخاص أدل على المقصود من العام ،إذ من الممكن أن أقول التقدير : باسم الله ابتديء لكن ( باسم الله ابتديء ) لا تدل على تعيين المقصود ،لكن ( باسم الله اقرأ ) خاص ،والخاص أدل على المعنى من العام [5].و ( الله ) اسم للخالق سبحانه وتعالى ،وهو أصل الأسماء؛ ولذلك تأتي الأسماء تابعة له.، و( الرحمن ) أي ذو الرحمة الواسعة ؛ لأنها جاءت على وزن فعلان ،وهي صيغة مبالغة تدل على السعة ،والامتلاء والرحيم أي الموصل للرحمة أو والذي يرحم على وزن فعيل بمعنى فاعل والجمع بين الرحمن والرحيم يدل على أن رحمة الله واسعة وواصلة إلى خلقه .





[1] - تفسير الثعالبي 1/ 18 - 19 الناشر : مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت
[2] - انظر لسان العرب لابن منظور 2/402 دار صادر – بيروت الطبعة الأولى و مختار الصحاح لمحمد بن أبي بكر الرازي 73 مادة بسمل تحقيق محمود خاطر الناشر : مكتبة لبنان – بيروت طبعة 1415هـ - 1995 م
[3] - انظر تاج العروس من جواهر القاموس لمحمد مرتضي الزبيدي مادة عبد
[4] - لسان العرب لابن منظور 11 /701
[5] - شرح العقيدة الواسطية لابن عثيمين 17 المكتبة التوفيقية تحقيق هاني الحاج
 
فصل 2: اختلاف العلماء في كون البسملة آية مستقلة أو آية من الفاتحة فقط أو آية من كل سورة

فصل 2: اختلاف العلماء في كون البسملة آية مستقلة أو آية من الفاتحة فقط أو آية من كل سورة

فصل 2: اختلاف العلماء في كون البسملة آية مستقلة أو آية من الفاتحة فقط أو آية من كل سورة عدا براءة ،وما يترتب على هذا الاختلاف :




اتفق العلماء على أن البسملة بعض آية من سورة النمل ثم اختلفوا في كونها آية مستقلة أو آية من الفاتحة فقط أو آية من جميع السور ماعدا سورة براءة ،وممن حكى عنه أنها آية من كل سورة إلا براءة ابن عباس وابن عمر وابن الزبير وأبو هريرة وعلي ومن التابعين عطاء وطاوس وسعيد بن جبير ومكحول والزهري وبه يقول عبد الله بن المبارك والشافعي وأحمد بن حنبل في رواية عنه وإسحاق بن راهويه وأبو عبيد القاسم بن سلام رحمهم الله وقال مالك وأبو حنيفة وأصحابهما ليست آية من الفاتحة ولا من غيرها من السور وقال الشافعي في قول في بعض طرق مذهبه هي آية من الفاتحة وليست من غيرها وعنه أنها بعض أية من أول كل سورة وهما غريبان وقال داود هي آية مستقلة في أول كل سورة لا منها وهذا رواية عن الإمام أحمد بن حنبل وحكاه أبو بكر الرازي عن أبي الحسن الكرخي وهما من أكابر أصحاب أبي حنيفة رحمهم [1].

و يترتب على القول بأن البسملة آية من الفاتحة أو ليست آية منها من حيث قراءة البسملة في الصلاة : أن من يقول أن البسملة آية من الفاتحة يقول بوجوب قرائتها في الصلاة [2]،و لا تصح الصلاة إلا بقرائتها ؛ لأنها من الفاتحة ؛ لقوله‏ r :‏ ‏(‏ لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب‏)[3]‏ ؛ ومن يقول: إنها ليست من الفاتحة ؛ ولكنها آية مستقلة من كتاب الله يقول قرائتها جائزة[4] ،ومن يقول ليست البسملة من الفاتحة ولا من غيرها يقول تكره قراءة البسملة في الصلاة فلا يقرأ بها المصلي في المكتوبة ولا في غيرها سرا ولا جهرا[5] ،ويترتب على كون البسملة آية أو بعض آية حرمة مس المحدث حدثا أكبر أو أصغر ورقة مكتوب فيها البسملة عند القائلين بحرمة مس المحدث المصحف ،وهم جهور العلماء ؛ لأن البسملة ما دامت آية أو بعض آية فهي من المصحف فتأخذ حكمه .









[1] - تفسير ابن كثير 1/116 -117 المحقق : سامي بن محمد سلامة الناشر : دار طيبة للنشر والتوزيع الطبعة : الثانية 1420هـ - 1999 م
[2] - انظر تحفة الأحوذي 2/47 محمد عبد الرحمن المباركفوري أبو العلا دار الكتب العلمية - بيروت
[3] - رواه البخاري في صحيحه رقم 756،ورواه مسلم في صحيحه رقم 394
[4] - انظر تحفة الأحوذي 2/47
[5] - تفسير القرطبي 1/111 دار الحديث الطبعة الثانية 1416هـ 1996م ،و الاستذكار لابن عبد البر 1/455 الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت الطبعة الأولى ، 1421 – 2000 تحقيق : سالم محمد عطا ، محمد علي
 
فصل 3: أدلة القائلين بأن البسملة من الفاتحة ،ومناقشتها :

فصل 3: أدلة القائلين بأن البسملة من الفاتحة ،ومناقشتها :

فصل 3: أدلة القائلين بأن البسملة من الفاتحة ،ومناقشتها :




استدل القائلين بأن البسملة من الفاتحة بقوله r : « إذا قرأتم ﴿ الْحَمْدُ للّهِ ﴾ فاقرؤا ﴿ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ﴾ إنها أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني و﴿ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ﴾ إحداها »[1]. ونوقشوا بأن معنى الرواية أن الحمد لله رب العالمين إلى آخر الآيات سبع آيات ، ولملاحظته r توهم السامعين كونها ليست بآية من القرآن لعدم تعرضه لها أزال هذا التوهم فقال : ﴿ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ﴾ إحداها أي مثل آيات الفاتحة في كونها آية من القرآن جمعا بين هذه الرواية و بين أدلة نفي كون البسملة من الفاتحة .

واستدلوا : بحديث أنس قال : بينا رسول الله r ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه متبسما فقلنا ما أضحكك يا رسول الله قال : « أنزلت علي آنفا سورة فقرأ ﴿ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ﴾ »[2] ،ونوقشوا بأن غاية ما في الحديث إثبات أن البسملة من القرآن ، وليس أن البسملة آية من سورة الكوثر جمعا بين هذا الحديث و بين أدلة نفي كون البسملة من سور القرآن .

واستدلوا : بحديث أم سلمة أن النبي r قرأ في الصلاة ﴿ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ﴾ وعدها آية[3] و هذا نص صريح وعن أم سلمة قراءة رسول الله r ﴿ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ﴾ ﴿ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ ﴿ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ﴾ ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ يقطع قراءته آية آية[4]. ونوقشوا بأن الرواية الأولى غاية ما فيها إثبات أن النبي rكان يقرؤها في الصلاة ،ويعدها آية لوقوفه عليها ، والرواية الثانية غاية ما فيها بيان كيفية قراءة رسول الله r لسائر القرآن وذكرت بعضاً منه على سبيل التمثيل ،و لم تستوعب وليس في الروايتين سوى إثبات أن البسملة آية ،و هو مسلم لكن من القرآن ،وأما أنها آية من الفاتحة فظاهر الحديث لا يستلزم ذلك .

وفي حديث أبي هريرة قال سمعت رسول الله r يقول : « قال الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل فإذا قال العبد ﴿ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ قال الله حمدني عبدي فإذا قال ﴿ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ﴾ قال الله أثنى علي عبدي فإذا قال ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ قال مجدني عبدي فإذا قال ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ قال هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل فإذا قال ﴿ اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ ﴾ قال هذا لعبدي ولعبدي ما سأل »[5]. وقد ذكر عبد الله بن زياد بن سليمان أنه قال في أوله فإذا قال ﴿ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ﴾ قال ذكرني عبدي .ونوقشوا بأن أهل العلم اتفقوا على كذب هذه الزيادة[6] .

واستدلوا : بحديث أبي هريرة بإسناد الثعلبي قال : « كنت مع النبي r في المسجد والنبي يحدث أصحابه إذا دخل رجل يصلي فافتتح الصلاة وتعوذ ثم قال : الحمد لله رب العالمين فسمع النبي r ذلك فقال له يا رجل قطعت على نفسك الصلاة أما علمت أن ﴿ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ﴾ من الحمد فمن تركها فقد ترك آية منها ومن ترك آية منها فقد قطع عليه صلاته فإنه لا صلاة إلا بها فمن ترك آية منها فقد بطلت صلاته » وبإسناد الثعلبي عن طلحة بن عبيد الله قال : « قال رسول الله r من ترك ﴿ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ﴾ فقد ترك آية من كتاب الله » .ونوقشوا بأن الثعلبي حاطب ليل ، لا يميز بين الموضوع وغيره ، ولو كانا صحيحانً لا كتفى بهما الشافعية أو لقدموهما على سائر أدلتهم .

واستدلوا بحديث ابن عباس قال : « كَانَ النَّبِيُّ r لا يَعْرِفُ فَصْلَ السُّورَةِ حَتَّى تَنَزَّلَ عَلَيْهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم »[7] و مُجَرَّد تَنْزِيل الْبَسْمَلَة تَسْتَلْزِم قُرْآنِيَّتهَا[8].و نوقشوا بأن قرآنيتها لا تستلزم كونها من الفاتحة .
واستدلوا بحديث أنس بن مالك قال : ( صلى معاوية للناس بالمدينة العتمة فلم يقرأ ﴿ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ﴾ ولم يكبر بعض التكبير الذي يكبر الناس فلما انصرف ناداه من سمع ذلك من المهاجرين والأنصار فقالوا يا معاوية أسرقت الصلاة أم نسيت أين ﴿ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ﴾ والله أكبر حين تهوي ساجدا فلم يعد معاوية لذلك بعد )[9] قال الحاكم صحيح على شرط مسلم ورواه الدارقطني وقال رواته كلهم ثقات ،ونوقش الدليل بأن الحديث مداره على عبد الله بن عثمان فهو وإن كان من رجال مسلم لكنه متكلم فيه من يحيى أحاديثه غير قوية وعن النسائي لين الحديث ليس بالقوي فيه وعن ابن المديني منكر الحديث وبالجملة فهو مختلف فيه فلا يقبل ما تفرد به مع أن إسناده مضطرب، وهو أيضا شاذ معلل فإنه مخالف لما رواه الثقات الأثبات عن أنس وكيف يرى أنس بمثل حديث معاوية هذا محتجا به ،وهو مخالف لما رواه عن النبي وعن الخلفاء الراشدين ،و لم يعرف أحد من أصحاب أنس المعروفين بصحبته أنه نقل عنه مثل ذلك ،ومما يرد حديث معاوية هذا أن أنسا كان مقيما بالبصرة ومعاوية لما قدم المدينة لم يذكر أحد أن أنسا كان معه بل الظاهر أنه لم يكن معه وأيضا أن مذهب أهل المدينة قديما وحديثا ترك الجهر بها ومنهم من لا يرى قراءتها أصلا قال عروة بن الزبير أحد الفقهاء السبعة أدركت الأئمة وما يستفتحون القراءة إلا بالحمد لله رب العالمين ولا يحفظ عن أحد من أهل المدينة بإسناد صحيح أنه كان يجهر بها إلا بشيء يسير وله محمل وهذا عملهم يتوارثه آخرهم عن أولهم فكيف ينكرون على معاوية ما هو سنتهم ؟ !! وهذا باطل[10].،وهناك رواية أخرى في مسند الشافعي : ( أن معاوية قدم المدينة فصلى بهم ولم يقرأ ﴿ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ﴾ ولم يكبر إذا خفض وإذا رفع فناداه المهاجرون حين سلم والأنصار أي معاوية سرقت صلاتك أين ﴿ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ﴾ ؟ وأين التكبير إذا خفضت وإذا رفعت ؟ فصلى بهم صلاة أخرى فقال ذلك فيها الذي عابوا عليه )[11] ، وهذه الرواية صريحة فِي أن معاوية لَمْ يقرأ البسملة مَعَ الفاتحة ، فيدل هَذَا عَلَى اتفاقهم عَلَى أن البسملة ليست من الفاتحة ، وإلا لأمروه بإعادة الصلاة ، أو لأعادوا هم صلاتهم خلفه .

دليل اللزوم : كتبت التسمية بخط القرآن وكل ما ليس من القرآن فإنه غير مكتوب بخط القرآن فلو لم تكن التسمية من القرآن لما كتبوها بخط القرآن فدل هذا على أنها آية من الفاتحة [12] قال صاحب عون المعبود : ( وقد استدل على أن البسملة من القران بأنها مثبتة في أوائل السور بخط المصحف فتكون من القران في الفاتحة ولو لم يكن كذلك لما أثبتوها بخط القران )[13] ، ونوقشوا بكون البسملة كتبت بخط المصحف فهي من القرآن ،ولا تستلزم قرآنيتها كونها من الفاتحة .

الإجماع : أجمع المسلمون على أن ما بين الدفتين كلام الله تعالى والبسملة موجودة بينهما فوجب جعلها منه ، فدل هذا على أنها آية من الفاتحة . ونوقشوا بكون البسملة بين دفتي المصحف فهذا يقتضي قرآنيتها ،ولا يستلزم ذلك كونها آية من الفاتحة .



[1] - رواه الدارقطني من حديث أبي بكر الحنفي ،وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة رقم 1183 ،وفي صحيح الجامع رقم 729
[2] - رواه مسلم في صحيحه رقم 400 كتاب الصلاة باب حجة من قال بسم الله الرحمن الرحيم آية من أول كل سورة سوى براءة
[3] - صححه الألباني في إرواء الغليل 2/59 رقم الحديث 343 الناشر : المكتب الإسلامي – بيروت الطبعة : الثانية - 1405 هـ- 1985 م
[4] - صححه الألباني في صحيح وضعيف سنن أبي داود رقم 4001
[5] - رواه مسلم في صحيحه رقم 395 كتاب الصلاة باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة ،وفي الموطأ قال : ( فهؤلاء ) بدلا من ( فهذا ) حديث رقم 39 تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي
[6] - مجموع فتاوى ابن تيمية مجلد 1 ص 80
[7] - صححه الألباني في صحيح وضعيف سنن أبي داود رقم 788
[8] - نيل الأوطار للشوكاني 2/566 دار الحديث الطبعة الأولى 1421هـ 2000م
[9] - رواه الحاكم في المستدرك 1/357 رقم الحديث 851 الناشر : دار الكتب العلمية - بيروت الطبعة الأولى ، 1411 هـ - 1990م تحقيق : مصطفى عبد القادر عطا
[10] - عمدة القاري شرج صحيح البخاري لبدر الدين العيني 5/289 مع تصرف يسير
[11] - مسند الشافعي 37 حديث رقم 145 دار الكتب العلمية بيروت
[12] - انظر نيل الأوطار للشوكاني 2/ 565
[13] - عون المعبود محمد شمس الحق العظيم آبادي أبو الطيب 2/ 352 الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت الطبعة الثانية ، 1415
 
فصل 4 : أدلة القائلين أن البسملة ليست آية من الفاتحة ولا من غيرها ومناقشتها :

فصل 4 : أدلة القائلين أن البسملة ليست آية من الفاتحة ولا من غيرها ومناقشتها :

فصل 4 : أدلة القائلين أن البسملة ليست آية من الفاتحة ولا من غيرها ومناقشتها :




عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله r يقول : « قال الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل فإذا قال العبد ﴿ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ قال الله حمدني عبدي فإذا قال ﴿ الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ ﴾ قال الله أثنى علي عبدي فإذا قال ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ قال مجدني عبدي فإذا قال ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ قال هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل فإذا قال ﴿ اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ ﴾ قال هذا لعبدي ولعبدي ما سأل »[1]، وفي رواية مالك : فهؤلاء لعبدي . فقوله سبحانه: " قسمت الصلاة " يريد الفاتحة، وسماها صلاة لأن الصلاة لا تصح إلا بها ، فجعل الثلاث الآيات الأول لنفسه ، و اختص بها تبارك اسمه ، و لم يختلف المسلمون فيها ثم الآية الرابعة جعلها بينه وبين عبده، لأنها تضمنت تذلل العبد وطلب الاستعانة منه، وذلك يتضمن تعظيم الله تعالى، ثم ثلاث آيات تتمة سبع آيات . ومما يدل على أنها ثلاث قوله : " هولاء لعبدي " أخرجه مالك، و لم يقل: هاتان، فهذا يدل على أن " أنعمت عليهم " آية [2] ،و لَوْ كَانَتْ البسملة آيَة لَذُكِرَتْ كَمَا ذُكِرَ سَائِر الْآي فَلَمَّا بَدَأَ بِالْحَمْدِ دَلَّ أَنَّهُ أَوَّل آيَة مِنْهَا وَأَنَّهُ لَا حَظّ للبسملة فِيهَا . وأن البسملة ليست آية قال ابن عبد البر : ( وهذا الحديث أبين ما من آي فاتحة الكتاب وهو قاطع لموضع الخلاف )[3]. و نوقش الاستدلال بأنه لا يستفاد من كون البسملة ليست آية من الفاتحة أنها ليسـت آية من كتــــــاب الله .


و عن عائشة : « كان رسول الله r يستفتح الصلاة بالتكبير، والقراءة بـ﴿ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾»[4] فهذا يدل على عدم استفتاح النبي r القراءة بالبسملة ،وأول النووي معنى الحديث فقال : ( معنى الحديث أنه يبتدئ القرآن بسورة الحمد لله رب العالمين لا بسورة أخرى فالمراد بيان السورة التي يبتدأ بها وقد قامت الأدلة على أن البسملة منها )[5] و هذا الكلام غير مسلم فإن حقيقة هذا اللفظ الافتتاح بالآية من غير ذكر التسمية فكيف يجوز العدول عنه بغير موجب ؟!! ،و افتتاح الصلاة بالفاتحة قبل السورة أمر يعلمه الجاهل والمتعلم والعالم كما يعلمون إن الركوع قبل السجود وجميع الأئمة غير النبى وأبى بكر وعمر وعثمان يفعلون هذا فهذا الأمر لا يحتاج إلى نقل ،ويؤيد ما قلناه حديث قتادة أنه كتب إليه يخبره عن أنس بن مالك أنه حدثه قال : ( صليت خلف النبي r وأبي بكر وعمر وعثمان فكانوا يستفتحون بالحمد لله رب العالمين لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول قراءة ولا في آخرها )[6] وقوله ولا في آخرها : زيادة في المبالغة في النفي ، وقوله : ( يستفتحون بالحمد لله رب العالمين لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم ) صريح في قصد الافتتاح بالآية لا بسورة الفاتحة[7] ،ولو كانت البسملة آية من الفاتحة ما ترك النبي r وبعض أصحابه قراءتها مرات عديدة ،ونوقش الاستدلال بأن المراد بنفي القراءة نفي قراءة الجهر ؛ لأن أنسا لم ينف إلا ما علم و هو لا يعلم ما كان يقوله النبي r سرا .
وعن أبي هريرة قال قال رسول الله : « إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ ﴾ »[8] . وسورة تبارك ثلاثون آية بدون البسملة فدل على أنها ليست من السورة ، و نوقش بأنه لا يستفاد من كون البسملة ليست آية من الفاتحة أنها ليست آية من كتاب الله .

دليل اللزوم : البسملة مختلفة فيها ، وقد قال تعالى : ﴿ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً ﴾[9] قال ابن العربي : ( ويكفيك أنها ليست من القرآن اختلاف الناس فيها، والقرآن لا يختلف فيه )[10] ،ونوقش بأن المقصود أن القرآن ،لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه تناقضا في معانيه ونظمه ، والدليل على صحة ذلك وجود الاختلاف في القراءات وفي الأحكام وفي الناسخ والمنسوخ وفي التفسير وفي الإعراب والمعاني .
قالوا : لو كانت البسملة من القرآن لنقلت إلينا نقلا متواتر ،وقد قال الله : ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [11] ،ونوقش هذا الدليل بأن قراءة البسملة متواترة فالبسملة نزلت في بعض الأحرف ولم تنزل في بعضها فإثباتها قطعي وحذفها قطعي وكل متواتر وكل في السبع فإن نصف القراء السبعة قرؤوا بإثباتها وبعضهم قرؤوا بحذفها وقراءة السبعة كلها متواترة فمن قرأ بها فهي ثابتة في حرفه متواترة اليه ثم منه إلينا ومن قرأ بحذفها فحذفها في حرفه متواتر إليه ثم منه إلينا وألطف من ذلك أن نافعا له راويان قرأ أحدهما عنه بها والآخر بحذفها فدل على أن الأمرين تواترا عنده بأن قرأ بالحرفين معا كل بأسانيد متواترة[12] .

قالوا : لو كانت البسملة من القرآن لكفر من نفاها ،ونوقش الدليل بأن الْأُمَّة أَجْمَعَتْ : أَنَّهُ لَا يَكْفُر مَنْ أَثْبَتهَا وَلَا مَنْ نَفَاهَا لِاخْتِلَافِ الْعُلَمَاء فِيهَا بِخِلَافِ مَا لَوْ نَفَى حَرْفًا مُجْمَعًا عَلَيْهِ أَوْ أَثْبَتَ مَا لَمْ يَقُلْ بِهِ أَحَد ، فَإِنَّهُ يَكْفُر بِالْإِجْمَاعِ .

قالوا : لو كانت البسملة من الفاتحة لتليت فى الصلاة جهرا كما تتلى سائر آيات السورة فما دامت البسملة آية من الفاتحة فلا بد أن يجهر بها كسائر آيات الفاتحة ، والسنة جاءت بعدم الجهر بالفاتحة ، ونوقشوا بأن هذه أمور تعبدية لا يدخلها الاجتهاد ،و جَمَاعَة مِمَّنْ يَرَى الْجَهْر بِهَا لَا يَعْتَقِدُونَهَا قُرْآنًا . بَلْ هِيَ مِنْ السُّنَن عِنْدهمْ كَالتَّعَوُّذِ وَالتَّأْمِين ، وَجَمَاعَة مِمَّنْ يَرَى الْإِسْرَار بِهَا يَعْتَقِدُونَهَا قُرْآنًا . وَلِهَذَا قَالَ النَّوَوِيّ : إِنَّ مَسْأَلَة الْجَهْر لَيْسَتْ مُرَتَّبَة عَلَى إِثْبَات مَسْأَلَة الْبَسْمَلَة[13] .

واستدلوا بالمعقول قالوا : مسجد النبي r بالمدينة انقضت عليه العصور، ومرت عليه الأزمنة والدهور، من لدن رسول الله r إلى زمان مالك، ولم يقرأ أحد فيه قط ﴿ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ﴾ اتباعا للسنة[14] ،ونوقشوا بأن بعض القُراء السبعة قرؤوا بحذف البسملة ،والبعض الآخر قرؤوا بإثباتها فكلاهما متواتر فلا يستدل بأحدهما على إبطال الآخر .



[1] - رواه مسلم في صحيحه رقم 395 كتاب الصلاة باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة ،وفي الموطأ قال : ( فهؤلاء ) بدلا من ( فهذا ) حديث رقم 39
[2] - تفسير القرطبي 1/109 - 110
[3] - الاستذكار لابن عبد البر1/453 الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت الطبعة الأولى ، 1421 – 2000 تحقيق : سالم محمد عطا ، محمد علي معوض
[4] - رواه مسلم في صحيحه رقم 498 كتاب الصلاة باب ما يجمع صفة الصلاة وما يفتتح به ويختم به ..
[5] - شرح النووي 4/214
[6] - رواه مسلم في صحيحه رقم 399 كتاب الصلاة باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي
[7] - مجموع الفتاوى لابن تيمية مجلد 1 ص 75 مسألة القراءة خلف الإمام دار الفكر 1403هـ 1983م
[8] - حسنه الألباني في صحيح الجامع رقم 2091 ،والحديث في سنن أبي داود رقم 1400 ،وفي سنن ابن ماجة رقم 3786
[9] - سورة النساء آية 82
[10] - تفسير القرطبي 1/109
[11] - سورة الحجر آية 9
[12] - تنوير الحوالك شرح موطأ مالك 1/79 لعبدالرحمن بن أبي بكر أبو الفضل السيوطي الناشر : المكتبة التجارية الكبرى - مصر ، 1389 هـ - 1969م
[13] - عون المعبود 2/353
[14] - تفسير القرطبي 1/111
 
فصل : أدلة القائلين بأن البسملة آية مستقلة ،وترجيحها :

فصل : أدلة القائلين بأن البسملة آية مستقلة ،وترجيحها :

فصل : أدلة القائلين بأن البسملة آية مستقلة ،وترجيحها :




واستدل القائلين بأن البسملة آية مستقلة بأدلة من قال أنها آية من الفاتحة مع قيام الأدلة التي تنفي كونها من الفاتحة أو من أي سورة أخرى غير سورة النمل فهي بعض آية منها قال تعالى : ﴿ إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾[1] فالبسملة آية من القرآن حيث كتبت بخط القرآن و قد أجمع الصحابة على ألا يثبتوا فيه بخط القرآن غير القرآن ،ولا يقتضى ذلك أنها من السورة بل تكون آية مفردة أنزلت فى أول كل سورة كما كتبها الصحابة سطرا مفصولا ،وكونهم فصلوها عن السورة التى بعدها دليل على أنها ليست منها ، ولذلك تتلى آية مفردة في أول كل سورة ما عدا سورة براءة


والأحاديث الصحيحة تدل على أنها آية من كتاب الله فقد تلاها النبي حين أنزلت عليه إنا أعطيناك الكوثر[2] و هذا الحديث يدل على أن البسملة في أوائل السور من القرآن[3] ،وفي المقابل قد أخبر النبي r بقسمة قراءة آيات الفاتحة بين الله وبين العبد ،ولم يذكر البسملة[4] ،وأخبر النبي r سورة تبارك ثلاثون آية [5] ،وهي ثلاثون آية بدون البسملة فتبين من هذين الحديثين أن البسملة ليست من آية من الفاتحة ،ولامن سورة تبارك فجمعا بين هذه الأحاديث النافية أن البسملة من سور القرآن .

والأحاديث المثبتة أن البسملة من القرآن تكون البسملة آية مستقلة ، والأحاديث التي تدل كون البسملة يقرأ بها في أول الفاتحة كحديث أم سلمة [6] لا تدل على أنها منها ،ولهذا كان القراء منهم من يقرأ بها فى أول السورة ،ومنهم من لا يقرأ بها فدل على أن كلا الأمرين سائغ ،وأول ما نزل من القرآن قوله تعالى : ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ فعندما كان النبي r في غار حراء جاءه الملك فقال اقرأ قال : قلت : ما أنا بقارئ قال : فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال : اقرأ قال : قلت : ما أنا بقارئ قال : فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم ﴾[7] والحديث في الصحيحين [8]ولو كانت البسملة أول السورة لأمره بها فدل هذا على أن البسملة ليست من سورة العلق ، والعادون لآيات القرآن لم يعد أحد منهم البسملة من السور لكن تنازعوا فى الفاتحة هل هى آية منها دون غيرها على قولين فكل هذا يؤكد أن البسملة آية مستقلة ،ولا شك أن هذا القول هو أعدل الأقوال تشهد له الأدلة ،ويجمع بين أدلة الفريقين دون إفراط أو تفريط فهو يجمع بين كون البسملة من القرآن ،وكونها ليست من السور بل هي آية مستقلة ،وبعض آية من سورة النمل .





[1] - سورة النمل آية 30
[2] - الحديث رواه مسلم في صحيحه رقم 400 كتاب الصلاة باب حجة من قال بسم الله الرحمن الرحيم آية من أول كل سورة سوى براءة
[3] - انظر شرح النووي 4/113
[4] - رواه مسلم في صحيحه رقم 395 كتاب الصلاة باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة ،وفي الموطأ قال : ( فهؤلاء ) بدلا من ( فهذا ) حديث رقم 39
[5] - الحديث حسنه الألباني في صحيح الجامع رقم 2091 ،وهو في سنن أبي داود رقم 1400 ،وفي سنن ابن ماجة رقم 3786
[6] - صححه الألباني في إرواء الغليل 2/59 رقم الحديث 343 الناشر : المكتب الإسلامي – بيروت الطبعة : الثانية - 1405 هـ- 1985 م
[7] - سورة العلق الآية 1-5
[8] - رواه البخاري رقم 3 باب كيف بدأ الوحي إلى رسول الله r ورواه مسلم رقم 169 دار إحياء التراث العربي – بيروت تحقيق : محمد فؤاد عبد الباقي
 
الخاتمة :

الخاتمة :

الخاتمة :


اختلف في العلماء في البسملة فذهب البعض إلى أنها ليست من فاتحة الكتاب، ولا من غيرها من السور والافتتاح بها للتيمن والتبرك . وذهب البعض إلى أنها من الفاتحة وليست من سائر السور ،وذهب آخرون إلى أنها آية مستقلة ،وهذا هو الراجح لجمعه بين النصوص التي تثبت أن البسملة من كتاب الله وبين الأدلة التي تثبت أن البسملة ليست من السور إلا أنها بعض آية من سورة النمل هذا والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وكتب ربيع أحمد سيد الأحد 20 شعبان 1428هـ 2 سبتمبر2007 م
 
ما شاء الله جزاكم الله خيرا أخي ربيع على هذا البحث الماتع المفيد وأسأل الله أن يكتب لك الأجر .
 
الخاتمة :



اختلف في العلماء في البسملة فذهب البعض إلى أنها ليست من فاتحة الكتاب، ولا من غيرها من السور والافتتاح بها للتيمن والتبرك . وذهب البعض إلى أنها من الفاتحة وليست من سائر السور ،وذهب آخرون إلى أنها آية مستقلة ،وهذا هو الراجح لجمعه بين النصوص التي تثبت أن البسملة من كتاب الله وبين الأدلة التي تثبت أن البسملة ليست من السور إلا أنها بعض آية من سورة النمل هذا والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وكتب ربيع أحمد سيد الأحد 20 شعبان 1428هـ 2 سبتمبر2007 م
وبذلك يكون عدد آيات القرآن الكريم 6237 ( 6236 + 1 ) ؟
 
البسملة بعض آية من سورة النمل

البسملة بعض آية من سورة النمل

يتبين من خلال الاستقراء أن البسملة بعض آية من سورة النمل ، يقول الله تعالى : {إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }النمل30
فإذا كانت البسملة جزءا من آية فهي قرآن ،
والأدلة التي جاء بها المفسرون والفقهاء في قراءة البسملة أو عدم قراءتها تؤكد أن البسملة ليست بعض آية من سورة الفاتحة لما بلغنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يبتدئ القراءة بالحمد لله رب العالمين كما جاء في حديث أنس رضي الله عنه . أو كما جاء في الحديث القدسي : " قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، ولعبدي ما سأل . فإذا قال العبد : { الحمد للَّهِ رَبِّ العالمين } . قال الله تعالى : حمدني عبدي ..." الحديث .
وإذا كانت البسملة ليست بعض آية من سورة الفاتحة فهي ليست بعض آية من كل سورة .
وإذا كانت البسملة مستقلة كتبت للفصل بين السور القرآنية ، كما جاء في سنن أبي داود بإسناد صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يعرف فصل السورة حتى ينزل عليه {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} .
إلا سورة براءة فنزلت بدون بسملة .
خلاصة القول : البسملة بعض آية ، وهي قرآن افتتحت بها سور القرآن الكريم إلا سورة براءة .
ومزيدا من التدبر في الآية 30 من سورة النمل يتبين الحكمة من تصدير السور القرآنية بالبسملة .

أما كونها آية مستقلة فلا دليل على ذلك .

والله أعلم
 
يتبين من خلال الاستقراء أن البسملة بعض آية من سورة النمل ، يقول الله تعالى : {إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }النمل30
فإذا كانت البسملة جزءا من آية فهي قرآن ،
والأدلة التي جاء بها المفسرون والفقهاء في قراءة البسملة أو عدم قراءتها تؤكد أن البسملة ليست بعض آية من سورة الفاتحة لما بلغنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يبتدئ القراءة بالحمد لله رب العالمين كما جاء في حديث أنس رضي الله عنه . أو كما جاء في الحديث القدسي : " قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، ولعبدي ما سأل . فإذا قال العبد : { الحمد للَّهِ رَبِّ العالمين } . قال الله تعالى : حمدني عبدي ..." الحديث .
وإذا كانت البسملة ليست بعض آية من سورة الفاتحة فهي ليست بعض آية من كل سورة .
وإذا كانت البسملة مستقلة كتبت للفصل بين السور القرآنية ، كما جاء في سنن أبي داود بإسناد صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يعرف فصل السورة حتى ينزل عليه {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} .
إلا سورة براءة فنزلت بدون بسملة .
خلاصة القول : البسملة بعض آية ، وهي قرآن افتتحت بها سور القرآن الكريم إلا سورة براءة .
ومزيدا من التدبر في الآية 30 من سورة النمل يتبين الحكمة من تصدير السور القرآنية بالبسملة .

أما كونها آية مستقلة فلا دليل على ذلك .

والله أعلم
جزاكم الله خيرا على الإفادة و دليل أن البسملة آية مستقلة كتابة الصحابة لها في المصحف
لمزيد فائدة راجع هذه الفتوى :
هل البسملة آية من الفاتحة؟ وهل تصح الصلاة بدونها؟
 
عودة
أعلى