نشأة اللغة العربية، وهل هي أقدم اللغات ؟

إنضم
18/05/2011
المشاركات
1,237
مستوى التفاعل
1
النقاط
38
تمهيدا لمناقشة هذا الموضوع الهام جدا أعرض على أنظار حضراتكم بعض المؤلفات والمحاضرات التي أعلم أنها أو جلها لن تكون غائبة عن كثير من الأساتذة القراء.
- كتاب الدكتور أحمد حسين شرف الدين (اللغة العربية في عصور ماقبل الإسلام) وكتابه (لغة المسند).
- كتاب الدكتورة تحية عبدالعزيز إسماعيل المنشور باللغة الإنجليزية بعنوان:(العربية الفصحى هي أم اللغات الهندية والأوروبية وهي أصل الكلام).
- كتاب الدكتور عبدالرحمن أحمد البوريني ( اللغة العربية أصل اللغات كلها)
- لقاء تلفازي مطول مع الدكتور سعيد الشربيني.
- تنبيهات للدكتور محمد أبوموسى في ثنايا محاضراته التي شرح فيها كتاب أسرار البلاغة.
- كتاب محاولة في أصل اللغات لجان جاك روسو.
- كتاب الدكتور محمد عبدالشافي القوصي (عبقرية اللغة العربية).
- كتاب الدكتور عبدالرحمن الأنصاري الذي وثق فيه حفريات مدينة الفاو.
 
- كتابا الدكتور علي عبدالواحد وافي (علم اللغة) و (فقه اللغة).
- كتاب الدكتور إبراهيم السامرائي (العربية تاريخ وتطور).
 
أول سؤال أستأذن في طرحه هو :
هل يمكن للعلم بوسائله الحديثة تحديد عمر أي لغة ؟
وهل يبنى على نتائجه ويخلص إلى تواريخ للغات التي فحصها ؟
 
أبادر بالجواب فأقول :
نعم، إن العلم بوسائله الحديثة يستطيع أن يفحص ويقيس عمر ما يصل إليه من آثار وحفريات يكون عليها نقوش أو كتابات، لكن لا يمكن البناء على النتائج التي يصل إليها لأسباب منها:
- أن عمر اللغة لا يبنى على ماهو مكتوب لأنه من المعلوم أن التحدث باللغة يسبق كتابتها بزمن طويل.
- أننا لو افترضنا صحة النظرية الشائعة في الغرب وعند بعض المسلمين من مرور لغات البشر في نشأتها بمراحل أولها التأتأة (تكرار بعض الأصوات مع اضطراب في الإيقاع) إلى أن تصل إلى البحبحة (اتساع اللغة وازدهارها ومجدها) فإن الفحص لا يراعي في أي مرحلة من مراحل اللغة كانت هذه النقوش أو الكتابات !
- أن مختبرات الفحص الفيزيائي من العلوم التنافسية - التي تحرم المؤسسات العلمية في كل أمة (حضارة) تبليغها لغيرها من الأمم (الحضارات) الأخرى في عصرنا هذا - علما أن أمة الإسلام في جميع مراحل تاريخ حضارتها لم تضع حدا تنافسيا في إبلاغ العلم لأي أمة من أمم الأرض ذلك لأن عقيدتها تحرم عليها حبس العلم النافع وتحث على بثه بين الناس، ونرى هذا جليا في إفادة الحضارة الأوروبية من علوم المسلمين دون استثناء أو حبس لشيء منه.
ولذلك ما كان محبوسا عنك علمه وتطبيقاته فلست أولى الناس بالثقة في نتائجه !
 
فإن سلمنا بما سبق فليس لإدراك هذه الغاية إلا اللجؤ إلى النقولات والنصوص الموثقة وليس أوثق من كتاب الله تعالى (القرآن الكريم) وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولكننا نرجيء عرض كلام أهل العلم في هذا إلى نهاية هذه المحاولة لمناقشة هذا الموضوع الهام والحيوي جدا، أو إلى النظر المنطقي والقياس الرياضي الذي يتفاوت فيه النظر والقياس، فمنه المتهافت كله ومنه مالا يستبعد بالكلية ومنه مالا يقبل بالكلية..
 
فإن صحت الإفتراضات الآتية:
- أن أي لغة قد تحتاج لكي تصل لمجدها إلى ضعف المدة الزمنية التي تقع بين بداية مجدها إلى زمننا، وافترضنا أيضا صحة تقدير عمر مجد كل لغة بناء على الفحوصات الفيزيائية للرسومات والكتابات التي عثر عليها.
- وأن أهم قياس لثراء أي لغة ومجدها هو عدد جذورها وسعة الاشتقاق والتصريف من تلك الجذور، وإن كان بعض اللغات لا يقوم على الإشتقاق من الجذر.
- وأن مجد بعض اللغات لبعض الأمم كاللغة العربية سبق الكتابة بها بقرون عديدة لأنها أمة تعتمد على الحفظ في النقل وتتباهي بذلك على باقي الأمم.
- وأن عدد جذور اللغة العربية ١٦ألف جذر وباقي اللغات قريبة من ٤ آلاف جذر، وإن كان بعض الباحثين بمجمع اللغة في دمشق قدر عدد جذور اللغة العربية برقم لا يتجاوز ١٢ ألف جذر، وافترضنا أن عمر اللغة التي عدد جذورها ١٦ ألف جذر تحتاج للوصول لمجدها وهذا الثراء إلى أربعة أضعاف الزمن الذي تحتاجه اللغة التي عدد جذورها ٤ آلاف جذر للوصول إلى الثراء الذي حققته.
- وأن عمر بعض أقدم اللغات ٣٠-٤٠ قرنا بناء على الفحوصات الفيزيائية للنقوشات والكتابات التي عثر عليها.
- وأن عدد جذور المهم من اللغات غير العربية حوالي ٤ آلاف جذر.
- وأن عمر مجد اللغة العربية حسب الفحص الفيزيائي للنقوشات والكتابات التي عثر عليهاحوالي ١٧ قرنا.

فإنه يمكن أن يصل تقدير عمر اللغة العربية بناء على تلك الإفتراضات إلى أكثر من ١٥٠ قرنا !

أنا لا أدعي بهذه المحاولة القطع بعمر أي لغة ولكن جل ما أردت الوصول إليه من هذه المحاولة هو التدليل على أن الزعم بأن اللغة العربية أخذت واشتقت في معظمها من بعض اللغات الأخرى لتقدم تلك اللغات على العربية في العمر هو زعم لا يقوم على دليل علمي، بل إن الأدلة المنطقية ترجح تقدم اللغة العربية زمنيا على باقي اللغات بفارق شاسع جدا.
والله أعلم.
 
ومن الأمثلة على تهافت الإستدلالات المنطقية على أن العبرية هي لغة الجنة أو إحدى لغاتها قول أحد علماء اللغات الغربيين قاطعا الرأي في ذلك:
((بكلمة واحدة، فاللغة العبرية أسهل من اللغة العربية والكلدانية، وهاتان الأخيرتان أسهل من الإغريقية واللاتينية، ولهذا فإذا ثبت أن آدم قد تكلم بإحدى هذه اللغات فإنه بلا شك سيتحدث العبرية)).
انتهى كلامه.
فمؤدى كلامه هذا أن اللغة العبرية هي القاسم المشترك بين اللغات القديمة ليس لشيء سوى أنها لغة سهلة !!!!

وهذه صورة من صور الخلل والتحجر(التعصب) الذهني التي بني عليها بعض الإستدلالات المنطقية عن تاريخ اللغات!!
 
بارك الله فيكم أخي العزيز على طرح هذا الموضوع (الهام والحيوي جداً) [FONT=KFGQPC Uthman Taha Naskh, Traditional Arabic]للنقاش في الملتقى.



[/FONT]
 
اللغة العربية
اللغة الساميّة الأم لغة افتراضية توصل إليها بمقارنة اللغات الساميّة على المستويات الثلاث ( الصوتي والنحوي والمعجمي) وأثبت علم اللغة المقارن أن اللغة العربية احتفظت بكل مستويات اللغة الساميّة:
1- على المستوى الصوتي: احتفظت العربية بكل الأصوات الساميّة الأصلية إلا حرفاً واحداً احتفظت به الحميرية.
2- على المستوى الصرفي: احتفظت العربية بكل الأبنية الساميّة الأصلية بناء ولفظاً وكذلك صيغ الأفعال.
3- على المستوى النحوي: احتفظت العربية بالإعراب (بالتنوين وأصله بالتمِّيم ما عدا في المثنى فأصله بالتنوين).
4- على المستوى المعجمي: احتفظت العربية بكل الجذور الساميّة الأصلية تقريباً.
أدت هذه العلاقة بالعلماء المشتغلين بالساميّات إلى الاستنتاج بأن جزيرة العرب مهد القبائل السامية وأن اللغة العربية حافظت على خصائص اللغة الساميّة الأم حتى كادت أن تكون إياها و(استند إعادة بناء اللغة الساميّة الأصلية( PS) في الأصل في المقام الأول على اللغة العربية بناء على علم الأصوات والصرف (وخاصة في اللغة العربية الفصحى) تبين أنها محافظة للغاية لدرجة أن أبجديتها احتفظت ب 28 حرفاً من أصل 29 حرفاً واضحة صوتياتها وبشكل صحيح ).
Versteegh, Kees, The Arabic language,2001, p.13
 
عودة
أعلى