أبو العالية
New member
- إنضم
- 02/06/2003
- المشاركات
- 514
- مستوى التفاعل
- 1
- النقاط
- 18
الحمد لله ، وبعد ..
أجد في كثير ٍمن كُتب التفسير وعُلوم القرآنِ حين يتناولون هاتين المفردتين ( أنزل ) بالتخفيف و ( نزَّل ) بالتشديد .
يكاد يكون هذا محل اتفاق على أن الإنزال بالتخفيف ؛ هو ما كان قد نزل جملة واحدة كاملاً .
بينا المفردة الآخرى ( نزَّل ) يَعْنون بها ما نزل بالتَّدُّرج !
وودلالة ذلك عندهم في أية واحد ( والآيات المستشهد بها كثيرة ) ولكن أدلّ آية على التفريق وقد جاءت المفردتان فيها ، قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً }النساء136
ومثلها : {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ }آل عمران3
وبناءً على ذلك قالوا الذي قالوه !
ولكن الذي ظهر لي والعلم عند الله أنَّ في هذا بعداً عن الصواب ؛ ذلك أنَّ هذه القاعدة ليست مطَّردةً في كتاب الله تعالى .
والحُكمُ في الكُلِّياتِ للمُطَّردِ لا على الأغلب ..
لذا يُشكل على هذه القاعدة قوله تعالى في معنى ( نزَّل ) بالتشديد على معنى التدرج أن ذكر الله سبحانه وتعالى ممتنَّا على نبيِّه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بأفضل نعمة عليه بأن قال : {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا }الكهف1
بل أدق في البيان والإشكال قوله تعالى : ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً }الفرقان32
فلو كان كذلك ، لِمَ جاءت ( جملة واحدة ) ! وأي إضافة فيها ؟!
ويشكل على ( أنزل ) بالتخفيف ما كان جملة واحدة .
قوله تعالى : ( كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِـلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }آل عمران93
ثم القول بأن الكتب السابقة نزلت جملة واحدة مفتقر إلى نصٍّ يدل على ذلك ، وإذ فُقِد هذا وعُلِم ؛ فإن القولَ قولُ من قال ؛ بأنَّ أيَّ كتاب أنزله الله على رسولٍ من رسله عليهم السلام يكون بالتدرج لا دفعة واحدة ، سيَّما وينصُر هذا القول وجود النسخ في الشرائع السابقة .
إذ النسخ ليس مقصوراً على نسخ شريعة لاحقة لشريعة سابقة ، بل أيضاً نسخ في الشريعة الواحدة .
ولله درُّ الطاهر ابن عاشور رحمه الله حين ساق رد أبي حيان رحمه الله على الزمخشري في هذه المسألة ، ثم قال : ( وأزيدُ ، أنّ التوراة والإنجيل نزلا مفرّقَين كشأن كلّ ما ينزل على الرسل في مدة الرسالة ، وهو الحق : إذ لا يعرف أنّ كتاباً نزل على رسول دفعة واحدة ) 3 /25
وعليه فالذي يظهر والعلم عند الله أن أعدل الأقوال في ذلك :
أن متى جاءت مفردة ( أنزل ) بالتخفيف فالمراد ما تم إنزاله كاملاً .
ومتى جاءت ( نزَّل ) بالتشديد فهي لما لم يكمل إنزال ولا زال مستمراً في التنزيل .
هذا ما سنح بالخاطر ، وأنتظر تعليق أهل العلم والنظر الفضلاء .
ودمتم على الخير أعواناً ))
وكتب
أبو العالية
غفر الله له
أجد في كثير ٍمن كُتب التفسير وعُلوم القرآنِ حين يتناولون هاتين المفردتين ( أنزل ) بالتخفيف و ( نزَّل ) بالتشديد .
يكاد يكون هذا محل اتفاق على أن الإنزال بالتخفيف ؛ هو ما كان قد نزل جملة واحدة كاملاً .
بينا المفردة الآخرى ( نزَّل ) يَعْنون بها ما نزل بالتَّدُّرج !
وودلالة ذلك عندهم في أية واحد ( والآيات المستشهد بها كثيرة ) ولكن أدلّ آية على التفريق وقد جاءت المفردتان فيها ، قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً }النساء136
ومثلها : {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ }آل عمران3
وبناءً على ذلك قالوا الذي قالوه !
ولكن الذي ظهر لي والعلم عند الله أنَّ في هذا بعداً عن الصواب ؛ ذلك أنَّ هذه القاعدة ليست مطَّردةً في كتاب الله تعالى .
والحُكمُ في الكُلِّياتِ للمُطَّردِ لا على الأغلب ..
لذا يُشكل على هذه القاعدة قوله تعالى في معنى ( نزَّل ) بالتشديد على معنى التدرج أن ذكر الله سبحانه وتعالى ممتنَّا على نبيِّه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بأفضل نعمة عليه بأن قال : {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا }الكهف1
بل أدق في البيان والإشكال قوله تعالى : ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً }الفرقان32
فلو كان كذلك ، لِمَ جاءت ( جملة واحدة ) ! وأي إضافة فيها ؟!
ويشكل على ( أنزل ) بالتخفيف ما كان جملة واحدة .
قوله تعالى : ( كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِـلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }آل عمران93
ثم القول بأن الكتب السابقة نزلت جملة واحدة مفتقر إلى نصٍّ يدل على ذلك ، وإذ فُقِد هذا وعُلِم ؛ فإن القولَ قولُ من قال ؛ بأنَّ أيَّ كتاب أنزله الله على رسولٍ من رسله عليهم السلام يكون بالتدرج لا دفعة واحدة ، سيَّما وينصُر هذا القول وجود النسخ في الشرائع السابقة .
إذ النسخ ليس مقصوراً على نسخ شريعة لاحقة لشريعة سابقة ، بل أيضاً نسخ في الشريعة الواحدة .
ولله درُّ الطاهر ابن عاشور رحمه الله حين ساق رد أبي حيان رحمه الله على الزمخشري في هذه المسألة ، ثم قال : ( وأزيدُ ، أنّ التوراة والإنجيل نزلا مفرّقَين كشأن كلّ ما ينزل على الرسل في مدة الرسالة ، وهو الحق : إذ لا يعرف أنّ كتاباً نزل على رسول دفعة واحدة ) 3 /25
وعليه فالذي يظهر والعلم عند الله أن أعدل الأقوال في ذلك :
أن متى جاءت مفردة ( أنزل ) بالتخفيف فالمراد ما تم إنزاله كاملاً .
ومتى جاءت ( نزَّل ) بالتشديد فهي لما لم يكمل إنزال ولا زال مستمراً في التنزيل .
هذا ما سنح بالخاطر ، وأنتظر تعليق أهل العلم والنظر الفضلاء .
ودمتم على الخير أعواناً ))
وكتب
أبو العالية
غفر الله له