"نزل القرآن على قدر معرفة العرب": قاعدة عن عطاء الخراساني

إنضم
02/07/2011
المشاركات
123
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
كازاخستان
بسم1​
قال ابن جرير: "حدثني الحارث، قال: ثنا القاسم، قال: ثنا محمد بن كثير، عن عثمان بن عطاء، عن أبيه، قال: إنما نزل القرآن على قدر معرفتهم [1]، ألا ترى إلى قول الله تعالى ذكره: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا) وما جعل لهم من السهول أعظم وأكثر، ولكنهم كانوا أصحاب جبال، ألا ترى إلى قوله (وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ) ؟ وما جعل لهم من غير ذلك أعظم منه وأكثر، ولكنهم كانوا أصحاب وَبَر وَشَعر ألا ترى إلى قوله (وَيُنزلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ) يعجِّبهم من ذلك؟ وما أنزل من الثلج أعظم وأكثر، ولكنهم كانوا لا يعرفون به، ألا ترى إلى قوله (سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ) وما تقي من البرد، أكثر وأعظم؟ ولكنهم كانوا أصحاب حرّ " [2].
هذا الأثر يؤخذ منه القاعدة: "نزل القرآن على قدر معرفة العرب" – على تعبير عطاء الخراساني - , و هي معروفة كالقاعدة: "تحمل نصوص الكتاب على معهود الأميين في الخطاب" [3] .
إنما نقلتُ هذا الأثر لأني أفرح فرحاً شديداً إذا عثرت على نصٍّ أثريٍّ فيه بيان لأصل من أصول التفسير, أو تقعيد لقواعده, و لا أدري هل هناك من حاول أن يجمع مثل هذه الآثار أم لا ؟

[1] في تفسير ابن كثير و الدر المنثور: "على قدر معرفة العرب"

[2] تفسير الطبري (17|271, تحقيق أحمد شاكر)

[3] انظر" قواعد التفسير" لخالد السبت (1|217 و ما بعدها)


 
السلام عليكم
آيات سورة النحل وإن دلت على المن عليهم بوقاية الحر فليست دليلا على القاعدة المذكورة وإلا لما ورد ذكر نعمة مسبوقا " جعل لكم "
مثل " وَٱلَّذِي خَلَقَ ٱلأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنَ ٱلْفُلْكِ وَٱلأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ " وهم لم يكن عندهم فلك برى ولابحرى ولاجوى ...
كما أن علمهم قاصر عن أمور كثيرة
لقد قصر علمهم عن الفلك فى البحر وهل كانوا يستخرجون من البحران اللؤلؤ والمرجان ؛
وعن البحرين يلتقيان.... تراهم كانوا يعلمون البرزخ بينهما
وعن الشجرة التى تخرج من طور سيناء
و.......و...
هذه قاعدة فيها نظر
 
و عليكم السلام
كل ما ذكرتَ لا دليلَ عليه يُثبتُ أن هذه الأشياء مجهولة عندهم، أليس لهم اختلاط بالبحر؟ ألا يجلب إليهم الزيتون من أرض الشام؟ أليسوا أصحاب الرحلتين؟ صحيح أنهم لا يعرفون ذلك الحاجز و البرزخ بتفاصيله المعاصرة الموجودة عند أرباب العلوم التجريبية، لكن القول بأنهم جهلوا كون البحرين بينهما حاجز وبعدٌ، لا يُفسد أحدهما صاحبه فيبغي بذلك عليه لا يقره الواقع.
 
مثل " وَٱلَّذِي خَلَقَ ٱلأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنَ ٱلْفُلْكِ وَٱلأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ " وهم لم يكن عندهم فلك برى ولابحرى ولاجوى ...
كما أن علمهم قاصر عن أمور كثيرة
لقد قصر علمهم عن الفلك فى البحر

قولك هذا ينقصه المعرفة بالتاريخ و أيام العرب، و بالله التوفيق.
 
السلام عليكم
لابأس ... لنتعلم
هل كان عندهم عجلات حربية مثلا ...واعتمدوا على الكارو فى حمل الأثقال
أم أن ركوب أحدهم البحر تعنى أن الكل يعرف الفلك المواخر فيه

إن الخطاب القرآنى للناس بلسان عربى مبين
وليس خطاب على ماعرف العرب
وفى حال صح قولك
كل ما ذكرتَ لا دليلَ عليه يُثبتُ أن هذه الأشياء مجهولة عندهم،
إذن هى معروفة عندهم
إذن عندهم طرف من كل علوم الدنيا
إذن لايجب الاحتجاج بعدم علمهم أو القول بقاعدة أن القرآن نزل على قدر علمهم القليل

النتيجة واحدة ياأخى
القاعدة توضع فقط فى وجه المخالف
ليبقى الجمود الذى مانحن فيه
 
في الحقيقة أخي الكريم، لم أفهم مقصودك و ما تريد بكلامك بسبب ذلك الأسلوب المشتَّت المبعثَر الذي تستعمله في كتابتك.
أعود فأقول: هذه القاعدة معتبرةٌ عند أهل العلم المحققين، فلا يُعترض عليها إلا بمقالٍ محقَّقٍ و كلامٍ متينٍ مسدَّدٍ. فقد قرروها بما يُثلج الصدر و بنوا عليها أشياءَ لا تسُرُّ المبطلين من أهل البدع المؤولة و الباطنية و مدّعي الإعجاز العلمي المتلاعبين بكتاب الله تعالى.
و قولك:
"إذن عندهم طرف من كل علوم الدنيا"
لا يلزم ذلك من قولي السابق المقتبَس، لأني أردتُ إثباتَ ما نفيتَه من أنهم عن معرفة هذه الأشياء بمعزل، و لم تأتِ بما يُحكِمُ دعواك، فعلى هذا لعلك تزيد وضوحاً فيما تكتبُ...لأفهمَ...
و شكراً
و بارك الله فيك...
 
أخي إبراهيم
لو عكست هذه القاعدة لكان أولى لتصبح: أخذ العرب من القرآن على قدر علومهم ومعارفهم.
لئلا توهم تلك القاعدة تاريخية النص وهذا ما يحرص العلمانيون على إثباته.
بارك الله فيكم.
 
و أنت بارك الله فيك،
هي لا توهم تاريخية النص بحالٍ، و إنما تحمي القرآن من انتحال المبطلين و تحريفات المعاصرين. ثم إن هذه الكلمة (تاريخية النص) من الألفاظ المجملة، إن أراد مُنكِرها أن كتاب الله قد احتوى على جميع العلوم بما فيها من علوم الفلك و الطبيعة و غير ذلك فذلك لا شك خطأ كبير، لأن القرآن لم ينزل لبيانها.
و العلمانيون يُردّ عليهم بطريقة سلكها العلماء المعتد بأقوالهم الذين لهم جهود في هذا الباب، و معرفة تامة بالشريعة. و بالله التوفيق.
 
عودة
أعلى