ندوة علمية في جامعة القصيم عن (جهود ابن عثيمين في التفسير وعلوم القرآن)

عبدالرحمن الشهري

المشرف العام
إنضم
29/03/2003
المشاركات
19,321
مستوى التفاعل
129
النقاط
63
الإقامة
الرياض
الموقع الالكتروني
www.amshehri.com
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]

بمناسبة افتتاح اللجنة الفرعية للجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه بجامعة القصيم ، عقدت اللجنة لقاءها العلمي الأول بجامعة القصيم يوم الثلاثاء 21/4/1428هـ برعاية معالي الأستاذ الدكتور خالد بن عبدالرحمن الحمود مدير جامعة القصيم ، وذلك في قاعة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - بكلية الشريعة وأصول الدين ، وقد عقدت ندوة علمية تحت عنوان :
[align=center]جهود الشيخ محمد بن عثيمين في التفسير وعلوم القرآن[/align]
وقد شارك في هذه الندوة :
1- فضيلة الشيخ الدكتور أحمد بن محمد البريدي الأستاذ المساعد بكلية المعلمين بالرس .
2- وفضيلة الشيخ الدكتور خالد المصلح الأستاذ المساعد بكلية الشريعة وأصول الدين بجامعة القصيم.
وأدار الندوة فضيلة الشيخ الدكتور عمر بن عبدالله المقبل الأستاذ المساعد بكلية الشريعة وأصول الدين بجامعة القصيم .

وقد بدأ اللقاء بتلاوة آيات من كتاب الله تلاها أخونا الفاضل يوسف السليم الطالب بكلية الشريعة بجامعة القصيم ، وعضو ملتقى أهل التفسير .
ثم ألقى رئيس اللجنة الفرعية للجمعية فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم بن صالح الحميضي - الأستاذ المساعد بكلية الشريعة بجامعة القصيم كلمةً بهذه المناسبة ، رحب فيها بالحضور ، وشكرهم على استجابتهم للدعوة ، وعرض فيها أهم أهداف افتتاح اللجنة الفرعية للجمعية في القصيم .
ثم شاهد الحضور فيلماً تعريفياً بالجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه لمدة عشر دقائق .
ثم ألقى نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور عادل بن علي الشدي أستاذ الدراسات القرآنية المشارك بجامعة الملك سعود كلمة بهذه المناسبة شكر فيها معالي مدير جامعة القصيم على حفاوته ومباركته لافتتاح اللجنة الفرعية للجمعية بجامعة القصيم وتذليله العقبات في سبيل بدء أعمال هذه اللجنة في الجامعة ، كما كرر الشكر للجميع لحضورهم ومشاركتهم في هذا اللقاء .
بعدها ألقى معالي الأستاذ الدكتور خالد الحمود مدير جامعة القصيم كلمة بهذه المناسبة أعرب فيها عن سعادته بافتتاح هذه اللجنة الفرعية للجمعية العلمية للقرآن وعلومه في الجامعة ، وأبدى فخره وجميع منسوبي الجامعة بخدمة القرآن الكريم وطلابه واحتضان هذه اللجنة الفرعية للجمعية ، وتمنى أن يرى هذه اللجنة الفرعية وقد نمت وأصبحت فرعاً متكاملاً للجمعية للمساهمة في خدمة القرآن الكريم ونشر علومه على مستوى المنطقة .
[align=center]** ** **[/align]

بعد ذلك بدأت أعمال الندوة العلمية عند الساعة العاشرة مساءً ، بحضور معالي مدير الجامعة ، وأصحاب السعادة وكلاء الجامعة وعمداء الكليات ، وفضيلة الدكتور عادل بن علي الشدي نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه ، والدكتور مساعد بن سليمان الطيار ، والدكتور العباس بن حسين الحازمي، والدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري أعضاء مجلس إدارة الجمعية ، وعدد من أساتذة كلية الشريعة بجامعة القصيم .

محاور الندوة :
1- نبذة مختصرة عن عناية الشيخ ابن عثيمين بالقرآن وعلومه . قدمها الدكتور خالد المصلح . وقد أشار فيها إلى أن الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله قد حفظ القرآن مبكراً ، وكان يحرص على قراءة حزبه من القرآن أول النهار حتى يتفرغ بعدها لبقية شأنه ، وأنه كان يحب سماع التلاوات المجودة ، ويفضل الاستماع للشيخ عبدالباسط عبدالصمد رحمه الله ، ويصطحب الأشرطة الصوتية للقرآن الكريم في سفره . وأشار إلى أن الشيخ رحمه الله كانت له عناية شديدة بتدبر القرآن ، وأنه في أول طلبه للعلم على يد الشيخ عبدالرحمن السعدي كان يصلي وراء الشيخ عبدالرحمن السعدي ، ويعجب بقراءته التدبرية للقرآن الكريم ، لعنايته بالوقوف التي تبرز معاني القرآن الكريم ، حيث كان يثني على شيخه بمعرفته لأماكن الوقوف أثناء التلاوة وتأثير ذلك على من وراءه . وذكر الشيخ خالد أن الشيخ رحمه الله كان يمتثل القرآن في شؤونه كلها ، وضرب على ذلك مثالاً بتطبيقه لقوله تعالى (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) ، فذكر لذلك مثالين :
الأول : عندما دخل الشيخ يوماً على مجلس فسلم بصوت مرتفع مسموع ، فرد أحد من في المجلس بصوت خفيض ، فقال له (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) ، كأنه يعاتبه أنه لم يرد التحية بمثلها فضلاً عن أحسن منها .

الثاني : عندما ذهب الشيخ يوماً لأحدى المحاضرات ، فقابله عند بوابة المكان أحد حراس المبنى ، فلما رأى الشيخ رحب به ، ورفع يديه مهللاً ومرحباً بالشيخ ، فرفع الشيخ يديه كما فعل وبالغ في رد تحيته ، وقال لمن معه في السيارة (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) فهو يرى أن التحية ترد بمثلها على أي وجه كانت تلك التحية في الأقوال والأفعال وهيئات الاستقبال والترحيب رحمه الله .

ثم ذكر الدكتور خالد المصلح وصفاً مختصراً لدرس الشيخ في التفسير ، فأشار إلى أنه كان يمتاز بسهولة العبارة ، وكان يفتتح الدرس بقراءة الآيات ، ويختار أجود الطلاب تلاوة ، ثم البدء في التفسير بعد ذلك ، وهو لا يعتمد على كتاب بعينه في التدريس وإنما يفسر ابتداءً من القرآن ، واشار إلى تميزه في جانب الاستنباط وحرصه على التدبر واستنباط الفوائد ، وأنه كان حريصاً على ألا ينسب للقرآن ما ليس منه ، ولذلك يتحفظ كثيراً في مسائل الإعجاز العلمي للقرآن وغير ذلك .

ثم انتقل الحديث لفضيلة الشيخ الدكتور أحمد بن محمد البريدي(1) ، فتحدث عن منهج الشيخ في التفسير ، وعن تراث الشيخ في التفسير ، وذكر أن الشيخ قام بتدريس مادة التفسير في كلية الشريعة وأصول الدين بالقصيم وهي أول مادة درسها في الكلية بعد انتقاله من المعهد العلمي ، وأن تناوله للتفسير كان على أوجه :
1 - تفسيره القرآن في المسجد من القرآن مباشرة ، وقد وقف فيه قبل وفاته عند الآية 52 من سورة الأنعام ، ووصف منهجه في التفسير فذكر أنه كان يبدأ بتفسير الآية من حيث اللغة ثم يذكر القراءات وخلاف المفسرين ونوعه وأثره في تفسير الآية ، ثم يذكر بعد ذلك الفوائد التي يستنبطها من آيات القرآن ، ويطيل في الفوائد التي يستنبطها .

2 - التعليق على تفسير الجلالين في المسجد . وذكر أن الشيخ يرى أن تفسير الجلالين يصلح لطلبة العلم لا لعامة الناس ، وله استدراكات على تفسير الجلالين في جوانب مختلفة في العقيدة والتفسير والمبهمات ونحو ذلك ، وهذه الاستدراكات جديرة بالدراسة والعناية كما ذكر الدكتور أحمد البريدي .

3- تفسير القرآن في اللقاءات العامة كما في (اللقاء المفتوح) حيث فسر الفاتحة وجزء عم وانتهى منه عام 1416هـ . ثم فسر الحجرات ، وغيرها من السور . وهو في هذا التفسير يذكر المعنى العام بأسلوب ميسر مناسب للجميع ، لأن الحضور من جميع الفئات ، ومن ذلك تفسيره القرآن في دروس الحرم المكي في رمضان ، حيث يختار آيات مما قرأه الإمام فيفسرها.

4 - تفسيره القرآن في إذاعة القرآن الكريم بدأ عام 1408هـ ووصل فيه إلى الآية 31 من سورة آل عمران. واسم برنامجه (من أحكام القرآن الكريم) .

5- التأليف في التفسير في المعاهد العلمية في المتوسطة والثانوية ، وكان خاصاً بتفسير آيات الأحكام ، وسماه (الإلمام في تفسير بعض آيات الأحكام) وقد رتبه على أبواب الفقه ، فبدأ بالطهارة وختم بآيات الوصية .

6 - تفسير الآيات التي ترد في المتون العلمية التي درسها ، وأبرزها كتاب التوحيد ، وكتاب العقيدة الواسطية . ومن المناسب تسمية تفسيره هذا بتفسير آيات الصفات في القرآن الكريم حيث فسر الآيات التي في هذا الباب تفسيراً مطولاً .

7- تفسيره آيات من القرآن في دروسه وخطب الجمعة .

8 - عقد دورات علمية صيفية في تفسير بعض السور مثل سورة الكهف والكتاب مطبوع .

9 - تفسير آية الكرسي . وهو تفسير مستقل عن تفسير المطبوع ، وقد طبعت هذه الرسالة ، وذكر فيها من الفوائد أربعين فائدة مستنبطة .

واقترح الدكتور أحمد البريدي على القائمين على مؤسسة الشيخ العثيمين أن يعيدوا طباعة تفسير الشيخ ويميزون بين ما كان منه تفسيراً للقرآن مباشرة ، وما كان تعليقاً على الجلالين ، وما كان في غير ذلك إذ لكل منها أسلوبه ومنهجه ولقي هذا الاقتراح قبولاً لدى المؤسسة وعدوا بالنظر فيه ودراسته .

وعن عناية الشيخ بعلوم القرآن ، ذكر الدكتور أحمد البريدي أن الشيخ لم يصنف كتاباً مستقلاً في علوم القرآن ، وإنما ذكر مسائل متفرقة منه في دروسه . وله كتاب في أصول التفسير سماه (أصول في التفسير) وهو مقرر على طلبة المعاهد العلمية .
وقد ختم الدكتور أحمد بذكر عناية الشيخ بقواعد التفسير ، وإعمالها في تفسيره ، وذكر من أهم صفات تفسير الشيخ :
- سهولة العبارة ووضوحها .
- ظهور شخصيته في عرض المسائل ومناقشتها .
- ربطه للآيات بواقع المسلمين المعاصر .
- ظهور الجانب التأصيلي في تفسيره .
- لم يفسر القرآن كاملاً ، وإنما ما يقارب نصفه .
- من أهم مصادره كتب ابن تيمية وابن القيم وتفسير الطبري.

ثم فتح مدير الندوة الدكتور عمر المقبل الباب للتعقيبات والأسئلة وأجاب الضيوف عنها ، ثم اختتم مدير الندوة الندوة عندالساعة الحادية عشرة مساءًَ ، وانتقل الجميع لتناول طعام العشاء في الكلية ، وقد قامت مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رعاية هذا اللقاء وحضر مدير المؤسسة الأستاذ عبدالله بن محمد بن صالح العثيمين اللقاء وعقب على الندوة ، وشكر الجمعية لإقامتها هذه الندوة حول جهود والده في التفسير وعلوم القرآن .

وأخيراً فإنني أشكر الله سبحانه وتعالى على أن وفق لإقامة هذا اللقاء وهذه الندوة ، وأشكر جامعة القصيم بدأ بمعالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور الفاضل المتواضع خالد بن عبدالرحمن الحمود وانتهاء بالسائق الفاضل أبي صالح الذي كان برفقتنا طيلة الزيارة على الحفاوة البالغة بأعضاء مجلس إدارة الجمعية . وأخص بالشكر فضيلة عميد كلية الشريعة بجامعة القصيم الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن محمد الربيش ، على استقباله وسعادته بافتتاح اللجنة الفرعية للجمعية في الكلية ، ودعمه المفتوح لها ، وأسأل الله أن يوفقه لكل خير.
كما أشكر أخي العزيز الدكتور إبراهيم الحميضي رئيس اللجنة الفرعية لحسن ترتيبه وتنسيقه لهذا اللقاء الموفق ، وأسأل الله أن يبارك في جهوده للاستمرار في هذه الأعمال .

في الرياض يوم الأربعاء 22/4/1428هـ



ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر : ( جهود الشيخ ابن عثيمين في التفسير وعلوم القرآن - عرضاً ودراسة) - رسالة دكتوراه لأحمد البريدي .
 
جهود موفقة من إخوة صادقين - هكذا أحسبهم - .

وعسى أن يجتهد القائمون على فرع الجمعية في جامعة الملك خالد في تفعيل الفرع، وإقامة مثل هذه اللقاءات والندوات النافعة؛ فقد مللنا من الركود العلمي الذي يعتبر سمة ظاهر من سمات جامعة الملك خالد.
 
أحمد ربي أن وفقني لحضور هذا اللقاء العلمي المميز , ففيه جمع مميز من المشايخ لا سيما المتخصصين فدائما يشتاق المرء لرؤيتهم والنيل من علمهم , أمثال فضيلة الدكتور مساعد الطيار والدكتور عبدالرحمن الشهري وغيرهم كثير جداً
فأشكر مشايخي على هذا اللقاء الرائع ونطمع إلى لقاء علمي دوري في جامعة القصيم مع النخبة المتخصصين في التفسير وعلوم القرآن
 
أخي الكريم أبا مجاهد وفقه الله : اللقاء القادم بإذن الله سيكون في أبها ، فأعدَّ نفسك والزملاء في القسم والكلية لهذا ، وسأوافيك بالتفاصيل هاتفياً إن شاء الله ، فقد بدأت كل لجان الجمعية الفرعية في المدينة المنورة ومكة المكرمة والمنطقة الشرقية والقصيم ، ولم يبق إلا اللجنة الفرعية في جامعة الملك خالد التي لم تبدأ نشاطها بشكل رسمي .
أسأل الله لك وللجميع التوفيق والسداد .
 
أثابكم الله يافضيلة الدكتور عبد الرحمن على هذا التقرير الجميل الوافي عن اللقاء، وسينشر بإذن الله في صحيفة الجامعة ، وكتب الله خطواتكم إلينا حسنات، ولقد كان لحضوركم أنتم وأصحاب الفضيلة أعضاء مجلس الإدارة أثر كبير في نجاح اللقاء، وقد كان الإخوة الزملاء في القصيم يأملون أن تبقوا معهم وقتاً أطول لكي يأنسوا بكم ويستفيدوا منكم ، ولعل هذا يتيسر في وقت لاحق إن شاء الله تعالى.
 
سبحان الله! كيف لم نعلم عن هذه الندوة وهي عندنا في القصيم، فنحن والله يؤسفنا أن يفوتنا مثل هذه الندوات وهي بعيدة عنا فكيف وهي بجانبنا، فعلى من يقع العتب؟ إلا إذا كانت هذه الندوة خاصة وليست مفتوحة للجميع.
 
عودة
أعلى