أيمن صالح شعبان
New member
- إنضم
- 17/03/2005
- المشاركات
- 937
- مستوى التفاعل
- 1
- النقاط
- 18
[align=center]نحو ورقة عمل لنقط الإعراب
بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
في مسيرة مشروعنا المبارك (الخط الكوفي القديم لكتابة المصحف العثماني بإشراف أد غانم قدوري الحمد) أطرح ورقة العمل الثانية بعد إنجاز المرحلة الأولى بشكل مرضي ولله الحمد لهذا المشروع الذي ينحو نحو العمل الموسوعي لمراحل تدوين المصحف الشريف وضبطه ومحاكتها عبر الحاسوب.
سبق وأن طرحت ورقة بعنوان:
نحو ورقة عمل لدراسة مخطوطات القرآن القديمة
وبه التوفيق
[align=center]القول فيمن أول من نقط[/align]
المحفوظ في الباب والذي أورده أبوعمرو في كتابه (المحكم) أن أول ناقط لهذا الإعراب هو أبو الأسود الدؤلي وفيه: عن فديك من أهل قيسارية قال حدثنا الأوزاعي قال: سمعت قتادة يقول: بدؤوا فنقطوا ثم خمسوا ثم عشروا.
قال أبو عمرو: هذا يدل على أن الصحابة وأكابر التابعين رضوان الله عليهم هم المبتدئون بالنقط ورسم الخموس والعشور لأن حكاية قتادة لا تكون إلا عنهم إذ هو من التابعين وقوله بدؤوا إلى آخره دليل على أن ذلك كان عن اتفاق من جماعتهم وما اتفقوا عليه أو أكثرهم فلا شكول في صحته ولا حرج في إستعماله وإنما أخلى الصدر منهم المصاحف من ذلك ومن الشكل من حيث أرادوا الدلالة على بقاء السعة في اللغات والفسحة في القراءات التي أذن الله تعالى لعباده في الأخذ بها والقراءة بما شاءت منها فكان الأمر على ذلك إلى أن حدث في الناس ما أوجب نقطها وشكلها وذلك ما حدثناه محمد بن أحمد بن علي البغدادي قال ثنا محمد بن القاسم الأنباري قال ثنا أبي قال حدثنا أبو عكرمة قال: قال العتبي: كتب معاوية رضي الله عنه إلى زياد يطلب عبيد الله ابنه فلما قدم عليه كلمه فوجده يلحن فرده إلى زياد وكتب إليه كتابا يلومه فيه ويقول أمثل عبيد الله يضيع فبعث زياد إلى أبي الأسود فقال: يا أبا الأسود إن هذه الحمراء قد كثرت وأفسدت من ألسن العرب فلو وضعت شيئا يصلح به النــاس كلامهم ويعربون به كتاب الله تعالى فأبى ذلك أبو الأسود وكره إجابة زياد إلى ما سأل فوجه زياد رجلا فقال له اقعُدْ في طريق أبي الأسود فإذا مر بك فاقرأ شيئا من القرآن وتعمد اللحن فيه ففعل ذلك فلما مر به أبو الاسود رفع الرجل صوته فقال {أَنَّ اّللهَ بَرِيءٌٌ مِّنَ اّلْمُشْرِكِينَ} وَرَسُولِهِِ . فاستعظم ذلك أبو الأسود وقال عز وجه الله أن يبرأ من رسوله ثم رجع من فوره إلى زياد فقال: يا هذا قد أجـبتك إلى ما سألت ورأيت أن أبدأ بإعراب القرآن إلي ثلاثين رجلا فأحضرهم زياد فاختار منهم أبو الأسود عشرة ثم لم يزل يختار منهم حتى اختار رجلا من عبد القيس فقال خذ المصحف وصبغا يخالف لون المداد فإذا فتحتُ شفتي فانقط واحدة فوق الحرف وإذا ضممتهما فاجعل النقطة إلى جانب الحرف وإذا كسرتهما فاجعل النقطة في أسفله فإن اتبعت شيئا من هذه الحركات غنة فانقط نقطتين فابتدأ بالمصحف حتى أتى على آخره ثم وضع المختصر المنسوب إليه بعد ذلك. انتهى.
وقد اختار أبو عمرو هذا الضبط اقتصارا عليه دون ما سواه مما أحدث بعد ذلك فقال:
فاتباع هذا أولى والعمل به في نقط المصاحف أحق لأن الذي رآه أبو الاسود ومن بحضرته من الفصحاء والعلماء حين اتفقوا على نقطها أوجه لا شك من الذي رآه من جاء بعدهم لتقدمهم ونفاذ بصريرتهم فوجب المصير إلى قولهم ولزم العمل بفعلهم دون ما خالفه وخرج عنه على أن اصطلاحهم على جعل الحركات نقطًا كنقط الإعجام قد يتحقق من حيث كان معنى الإعراب التفريق بالحركات والإعجام من قولهم أعجمت الشيء إذا بينته وكان الاعجام أيضا يفرق بين الحروف المشتبهة في الرسم وكان النقط يفرق بين الحركات المختلفة في اللفظ فلما اشتركا في المعنى أشرك بينهما في الصورة وجعل الإعجام بالسواد والإعراب بغيره فرقا بين إعجام الحروف وبين تحريكها واقتصر في الإعجام أولاً على النقط من حيث أريد الإيجاز والتقليل لأن النقط أقل ما يبين به وهذا لطيف جدًا وبالله التوفيق 0 انتهى.
وقد اختــار تلميذه الإمام أبوداود ضبط الخليل بن أحمد. وكلاهما مشهوران معمول بهما في ضبط المصحف الشريف.
وتجدر الإشارة إلى الفرق بين رسم المصحف ونقطه .
فالرسم معناه اقتفاء الخطاط لأثر رسم الكلمات القرآن من الأمهات على هيئتها المجردة من النقط والشكل فينقلها الخطاط –الناسخ- بهيئتها المرسومة في أصله الذي يقوم بنسخه، وأما صنعة النقط فهي صنعة محدثة ظهرت في نهاية القرن الأول لغرض صيانة القراءة الصحيحة لكتاب الله تعالى.
وأول من فرق بين كلا الصنعتين هو الإمام أبو داود في كتابه <مختصر التبيين لهجاء التنزيل> حيث قال: ويحتاج الناسخ لكل مصحف يضبطه أن يترك لموضع الألف، والياء والواو في ما ذكرناه، وشبهه، فسحة نحو {يَآٌ آَدَمُ} و{يَآُ أَيُّهَا} و... وشبهه مما حذفت من الألف، والياء والواو.
ويترك لها أيضا فسحة في نحو {دَاوُودَ} و{مَا وُورِيَ عَنْهُمَا} .. وكذلك بعد ميم الجمع لرواية ورش ومن تابعه نحو قوله: {ءَآنذَرْتَهُمَُُ أَمْ لَمْ} و{عَلَيْكـُمَُُ أَنفُسَكـُمْ} –حتى قال- وشبهه، فقس على هذا كله، واهتد به، فهو من كمال الناسخ، ومن المؤكد ما يحتاج إليه الضابط، وإلا لم يتم له المراد ولا استبان. باختصار. المصدر مختصر التنزيل (2/35-41).
ودل عليه انتساب جمع من المتقدمين لتلك الصنعة منهم: من المدنيين عيسى بن مينا قالون رواية نافع ومقرىء أهل المدينة ومن البصريين بشار بن أيوب أستاذ يعقوب بن إسحاق الحضرمي ومعلى بن عيسى صاحب الجحدري ومن الكوفيين صالح بن عاصم الناقط صاحب الــكسائي ومن الأندلسيين حكيم بن عمران صاحب الغازي بن قيس. (المحكم في نقط المصاحف).
[align=center]المؤلفات في النقط والشكل:[/align]
أعول على مقدمة الأستاذ دكتور أحمد شرشال حفظه الله لتحقيقه لكتاب الطراز في شرح ضبط الخراز صـ81-89.
وقد رفعه عضو الملتقى الأخ مساهم وفي هذا الرابط تحميل مباشر من الملتقى لئلا تذهب روابط هذا الكتاب القيم بمرور الأيام.
[align=center]اضغط هنا لتحميل كتاب الطراز[/align]
[align=center]الرؤية التنفيذية للمشروع [/align]نشرع الآن بعون الله تعالى لوضع إعجام الإعراب على نهج أبي الأسود الدؤلي وقد توفر لنا عدة نماذج خطية بهذا الضبط ونسخة كاملة محفوظة بدار الكتب المصرية سـتكون هي الأصل الأصيل لدراسة وضع معالج حاسوبي لتوزيع الإعجام الإعرابي والخروج بمعطيات قياسية موحدة لتغذية الحاسوب بها. فالمعروف أن الغرض من إعجام الإعراب إنما كان لصيانة المعنى الإعرابي كما في قصة أبي الأسود، كذا صيانة للمتشابهات اللفظية ولم تتم تلك العملية على كافة معطيات حروف الكلمة الواحدة بل تمت على ما يشكل من تلك المعطيات في النطق، دون ما اشتهر ففي تلك العملية حرفية ويقظة عالية من الناقط لعلها تتوفر في عدة نقاط حصرية يتاح برمجتها عبر الحاسوب ولهذا الغرض تم وضع قاعدة بيانات خاصة لكلمات القرآن الكريم دون المكررات للخروج بأوزان الأفعال حصرًا من القرآن الكريم لتميز الأفعال والأسماء والحروف وما يجب إعمال النقط فيه لتميزه وهي محاولة جديرة بالتنفيذ لمحاولة الخروج بمعطيات تقنية لتغذية الحاسوب. هذا بالإضافة لاستغلال تلك القاعدة في بيان ما تطرقت إليه مظاهر الرسم العثماني في الكلمات على وجه الإطراد أو الافتراق وما فيه العمل منها مع ربط تلك المظاهر مع كتابي المقنع لأبي عمرو ومختصر تنزيل أبي داود . واقترح مناشدة أد أحمد شكري حفظه الله للإشراف على وضع تلك القاعدة لما له خبرة كبيرة في هذا المجال، بل وتحريرات جياد بارك الله في فضيلته ونفعنا به.
كما سيتم وضع النص لكتابي المقنع والمختصر على رواية ورش عن نافع فهي أقرب لهما من الناحية التأصلية وقد أوشكنا بحمد لله تعالى وحوله من الانتهاء من برمجة برنامج شواهد رواية ورش للنشر المكتبي .
وقد انتهيت بالفعل من وضع نقط الإعراب من الناحية التقنية والمنتظر الإفادة من تلك القاعدة لوضع النقط آليا على ما يلزم بناءا على عمليات برمجية حاسوبية حصرية، كما يتوافر في البرنامج وضع نقط الإعراب يدويا من خـلال شاشة خاصة للمستخدم يتم فيها وضع النقط عن طريق السحب والإفلات بواسطة الفأرة ولعل تلك الطريقة تنسجم مع طبيعة عمل الناقطين من السلف الصالح. والغرض من النقط اليدوي التدريب والتخرج في علم النقط والرسم سيما لو تداخلت تلك العملية ببيان رواية لغير حفص في إبدال الإعجام في نحو {وَمِن قَبْلِه} وعند الكسائي قِبَله بكسر القاف ومنه كثير.
[align=center]مفردات المشروع واستشارات فنية للعمل التقني[/align]
1 – هل يجوز النقط بلون مواحد يخالف لون المداد أم يكتفى بالنقط بالحمرة:
في قول أبي الأسود رحمه الله تعالى (وصبغا يخالف لون المداد) ما يدل على جواز استخدام لون غير الحمرة في ضبط الإعراب بيد أن العمل على الضبط بالحمرة فهل يستساغ مخالفة استخدام لون موحد غير الحمرة في بيــان ضبط الإعراب؟.
2 – نقطتا الغنة حالة الفتح والضم:
في قول أبي الأسود رحمه الله تعالى (فإن اتبعت شيئا من هذه الحركات غنة فانقط نقطتين) فلم ينص على كون النقطتين أفقيتين أم رئيسيتين وقد حدث اضطراب في النماذج الخطية كما في المرفقات الآتية وتولد من هذا سؤال ما العمل فيهما وقد رفعت السؤال لفضيلة العلامة عميد كلية القرآن بطنطا أد سامي عبد الفتاح هلال حفظه الله وبارك لنــا في علمه وفي انتظار إجابته.
3 – العمل في نقط إعجام المثلثة؟.
اختار أبو عمرو الداني رحمه الله نقط الإعجام بالسواد دون الإعراب كما ذكر سالفا، وقد توفر في النموذج الآتي قراءة فتثبتوا بالثاء المثلثة فهل هذا الشكل هو التأصيلي في رسم ثلاثية الإعجام ؟
[align=center]
[/align]
وأهيب بإخواني الباحثين من أعضاء الملتقى الإدلائل بآرائهم العلمية حول تلك المسائل كما أناشد كل من يستطيع توفير نماذجا لضبط الإعراب وضعها في هذا الرابط .
هذا وسوف يقسم العمل البرمجي في الخطوط الحاسوبية لتغطية تلك المرحلة لخطين من خطوط الحاسوب الأول يتقصر على نقط الإعراب دون الإعجام. والثاني يتحويهما.
ولنا عودة للجانب التقني قريبا بعون الله تعالى.
[align=center]وصلى الله وبارك على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم[/align]
بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
في مسيرة مشروعنا المبارك (الخط الكوفي القديم لكتابة المصحف العثماني بإشراف أد غانم قدوري الحمد) أطرح ورقة العمل الثانية بعد إنجاز المرحلة الأولى بشكل مرضي ولله الحمد لهذا المشروع الذي ينحو نحو العمل الموسوعي لمراحل تدوين المصحف الشريف وضبطه ومحاكتها عبر الحاسوب.
سبق وأن طرحت ورقة بعنوان:
نحو ورقة عمل لدراسة مخطوطات القرآن القديمة
وبه التوفيق
[align=center]القول فيمن أول من نقط[/align]
المحفوظ في الباب والذي أورده أبوعمرو في كتابه (المحكم) أن أول ناقط لهذا الإعراب هو أبو الأسود الدؤلي وفيه: عن فديك من أهل قيسارية قال حدثنا الأوزاعي قال: سمعت قتادة يقول: بدؤوا فنقطوا ثم خمسوا ثم عشروا.
قال أبو عمرو: هذا يدل على أن الصحابة وأكابر التابعين رضوان الله عليهم هم المبتدئون بالنقط ورسم الخموس والعشور لأن حكاية قتادة لا تكون إلا عنهم إذ هو من التابعين وقوله بدؤوا إلى آخره دليل على أن ذلك كان عن اتفاق من جماعتهم وما اتفقوا عليه أو أكثرهم فلا شكول في صحته ولا حرج في إستعماله وإنما أخلى الصدر منهم المصاحف من ذلك ومن الشكل من حيث أرادوا الدلالة على بقاء السعة في اللغات والفسحة في القراءات التي أذن الله تعالى لعباده في الأخذ بها والقراءة بما شاءت منها فكان الأمر على ذلك إلى أن حدث في الناس ما أوجب نقطها وشكلها وذلك ما حدثناه محمد بن أحمد بن علي البغدادي قال ثنا محمد بن القاسم الأنباري قال ثنا أبي قال حدثنا أبو عكرمة قال: قال العتبي: كتب معاوية رضي الله عنه إلى زياد يطلب عبيد الله ابنه فلما قدم عليه كلمه فوجده يلحن فرده إلى زياد وكتب إليه كتابا يلومه فيه ويقول أمثل عبيد الله يضيع فبعث زياد إلى أبي الأسود فقال: يا أبا الأسود إن هذه الحمراء قد كثرت وأفسدت من ألسن العرب فلو وضعت شيئا يصلح به النــاس كلامهم ويعربون به كتاب الله تعالى فأبى ذلك أبو الأسود وكره إجابة زياد إلى ما سأل فوجه زياد رجلا فقال له اقعُدْ في طريق أبي الأسود فإذا مر بك فاقرأ شيئا من القرآن وتعمد اللحن فيه ففعل ذلك فلما مر به أبو الاسود رفع الرجل صوته فقال {أَنَّ اّللهَ بَرِيءٌٌ مِّنَ اّلْمُشْرِكِينَ} وَرَسُولِهِِ . فاستعظم ذلك أبو الأسود وقال عز وجه الله أن يبرأ من رسوله ثم رجع من فوره إلى زياد فقال: يا هذا قد أجـبتك إلى ما سألت ورأيت أن أبدأ بإعراب القرآن إلي ثلاثين رجلا فأحضرهم زياد فاختار منهم أبو الأسود عشرة ثم لم يزل يختار منهم حتى اختار رجلا من عبد القيس فقال خذ المصحف وصبغا يخالف لون المداد فإذا فتحتُ شفتي فانقط واحدة فوق الحرف وإذا ضممتهما فاجعل النقطة إلى جانب الحرف وإذا كسرتهما فاجعل النقطة في أسفله فإن اتبعت شيئا من هذه الحركات غنة فانقط نقطتين فابتدأ بالمصحف حتى أتى على آخره ثم وضع المختصر المنسوب إليه بعد ذلك. انتهى.
وقد اختار أبو عمرو هذا الضبط اقتصارا عليه دون ما سواه مما أحدث بعد ذلك فقال:
فاتباع هذا أولى والعمل به في نقط المصاحف أحق لأن الذي رآه أبو الاسود ومن بحضرته من الفصحاء والعلماء حين اتفقوا على نقطها أوجه لا شك من الذي رآه من جاء بعدهم لتقدمهم ونفاذ بصريرتهم فوجب المصير إلى قولهم ولزم العمل بفعلهم دون ما خالفه وخرج عنه على أن اصطلاحهم على جعل الحركات نقطًا كنقط الإعجام قد يتحقق من حيث كان معنى الإعراب التفريق بالحركات والإعجام من قولهم أعجمت الشيء إذا بينته وكان الاعجام أيضا يفرق بين الحروف المشتبهة في الرسم وكان النقط يفرق بين الحركات المختلفة في اللفظ فلما اشتركا في المعنى أشرك بينهما في الصورة وجعل الإعجام بالسواد والإعراب بغيره فرقا بين إعجام الحروف وبين تحريكها واقتصر في الإعجام أولاً على النقط من حيث أريد الإيجاز والتقليل لأن النقط أقل ما يبين به وهذا لطيف جدًا وبالله التوفيق 0 انتهى.
وقد اختــار تلميذه الإمام أبوداود ضبط الخليل بن أحمد. وكلاهما مشهوران معمول بهما في ضبط المصحف الشريف.
وتجدر الإشارة إلى الفرق بين رسم المصحف ونقطه .
فالرسم معناه اقتفاء الخطاط لأثر رسم الكلمات القرآن من الأمهات على هيئتها المجردة من النقط والشكل فينقلها الخطاط –الناسخ- بهيئتها المرسومة في أصله الذي يقوم بنسخه، وأما صنعة النقط فهي صنعة محدثة ظهرت في نهاية القرن الأول لغرض صيانة القراءة الصحيحة لكتاب الله تعالى.
وأول من فرق بين كلا الصنعتين هو الإمام أبو داود في كتابه <مختصر التبيين لهجاء التنزيل> حيث قال: ويحتاج الناسخ لكل مصحف يضبطه أن يترك لموضع الألف، والياء والواو في ما ذكرناه، وشبهه، فسحة نحو {يَآٌ آَدَمُ} و{يَآُ أَيُّهَا} و... وشبهه مما حذفت من الألف، والياء والواو.
ويترك لها أيضا فسحة في نحو {دَاوُودَ} و{مَا وُورِيَ عَنْهُمَا} .. وكذلك بعد ميم الجمع لرواية ورش ومن تابعه نحو قوله: {ءَآنذَرْتَهُمَُُ أَمْ لَمْ} و{عَلَيْكـُمَُُ أَنفُسَكـُمْ} –حتى قال- وشبهه، فقس على هذا كله، واهتد به، فهو من كمال الناسخ، ومن المؤكد ما يحتاج إليه الضابط، وإلا لم يتم له المراد ولا استبان. باختصار. المصدر مختصر التنزيل (2/35-41).
ودل عليه انتساب جمع من المتقدمين لتلك الصنعة منهم: من المدنيين عيسى بن مينا قالون رواية نافع ومقرىء أهل المدينة ومن البصريين بشار بن أيوب أستاذ يعقوب بن إسحاق الحضرمي ومعلى بن عيسى صاحب الجحدري ومن الكوفيين صالح بن عاصم الناقط صاحب الــكسائي ومن الأندلسيين حكيم بن عمران صاحب الغازي بن قيس. (المحكم في نقط المصاحف).
[align=center]المؤلفات في النقط والشكل:[/align]
أعول على مقدمة الأستاذ دكتور أحمد شرشال حفظه الله لتحقيقه لكتاب الطراز في شرح ضبط الخراز صـ81-89.
وقد رفعه عضو الملتقى الأخ مساهم وفي هذا الرابط تحميل مباشر من الملتقى لئلا تذهب روابط هذا الكتاب القيم بمرور الأيام.
[align=center]اضغط هنا لتحميل كتاب الطراز[/align]
[align=center]الرؤية التنفيذية للمشروع [/align]نشرع الآن بعون الله تعالى لوضع إعجام الإعراب على نهج أبي الأسود الدؤلي وقد توفر لنا عدة نماذج خطية بهذا الضبط ونسخة كاملة محفوظة بدار الكتب المصرية سـتكون هي الأصل الأصيل لدراسة وضع معالج حاسوبي لتوزيع الإعجام الإعرابي والخروج بمعطيات قياسية موحدة لتغذية الحاسوب بها. فالمعروف أن الغرض من إعجام الإعراب إنما كان لصيانة المعنى الإعرابي كما في قصة أبي الأسود، كذا صيانة للمتشابهات اللفظية ولم تتم تلك العملية على كافة معطيات حروف الكلمة الواحدة بل تمت على ما يشكل من تلك المعطيات في النطق، دون ما اشتهر ففي تلك العملية حرفية ويقظة عالية من الناقط لعلها تتوفر في عدة نقاط حصرية يتاح برمجتها عبر الحاسوب ولهذا الغرض تم وضع قاعدة بيانات خاصة لكلمات القرآن الكريم دون المكررات للخروج بأوزان الأفعال حصرًا من القرآن الكريم لتميز الأفعال والأسماء والحروف وما يجب إعمال النقط فيه لتميزه وهي محاولة جديرة بالتنفيذ لمحاولة الخروج بمعطيات تقنية لتغذية الحاسوب. هذا بالإضافة لاستغلال تلك القاعدة في بيان ما تطرقت إليه مظاهر الرسم العثماني في الكلمات على وجه الإطراد أو الافتراق وما فيه العمل منها مع ربط تلك المظاهر مع كتابي المقنع لأبي عمرو ومختصر تنزيل أبي داود . واقترح مناشدة أد أحمد شكري حفظه الله للإشراف على وضع تلك القاعدة لما له خبرة كبيرة في هذا المجال، بل وتحريرات جياد بارك الله في فضيلته ونفعنا به.
كما سيتم وضع النص لكتابي المقنع والمختصر على رواية ورش عن نافع فهي أقرب لهما من الناحية التأصلية وقد أوشكنا بحمد لله تعالى وحوله من الانتهاء من برمجة برنامج شواهد رواية ورش للنشر المكتبي .
وقد انتهيت بالفعل من وضع نقط الإعراب من الناحية التقنية والمنتظر الإفادة من تلك القاعدة لوضع النقط آليا على ما يلزم بناءا على عمليات برمجية حاسوبية حصرية، كما يتوافر في البرنامج وضع نقط الإعراب يدويا من خـلال شاشة خاصة للمستخدم يتم فيها وضع النقط عن طريق السحب والإفلات بواسطة الفأرة ولعل تلك الطريقة تنسجم مع طبيعة عمل الناقطين من السلف الصالح. والغرض من النقط اليدوي التدريب والتخرج في علم النقط والرسم سيما لو تداخلت تلك العملية ببيان رواية لغير حفص في إبدال الإعجام في نحو {وَمِن قَبْلِه} وعند الكسائي قِبَله بكسر القاف ومنه كثير.
[align=center]مفردات المشروع واستشارات فنية للعمل التقني[/align]
1 – هل يجوز النقط بلون مواحد يخالف لون المداد أم يكتفى بالنقط بالحمرة:
في قول أبي الأسود رحمه الله تعالى (وصبغا يخالف لون المداد) ما يدل على جواز استخدام لون غير الحمرة في ضبط الإعراب بيد أن العمل على الضبط بالحمرة فهل يستساغ مخالفة استخدام لون موحد غير الحمرة في بيــان ضبط الإعراب؟.
2 – نقطتا الغنة حالة الفتح والضم:
في قول أبي الأسود رحمه الله تعالى (فإن اتبعت شيئا من هذه الحركات غنة فانقط نقطتين) فلم ينص على كون النقطتين أفقيتين أم رئيسيتين وقد حدث اضطراب في النماذج الخطية كما في المرفقات الآتية وتولد من هذا سؤال ما العمل فيهما وقد رفعت السؤال لفضيلة العلامة عميد كلية القرآن بطنطا أد سامي عبد الفتاح هلال حفظه الله وبارك لنــا في علمه وفي انتظار إجابته.
3 – العمل في نقط إعجام المثلثة؟.
اختار أبو عمرو الداني رحمه الله نقط الإعجام بالسواد دون الإعراب كما ذكر سالفا، وقد توفر في النموذج الآتي قراءة فتثبتوا بالثاء المثلثة فهل هذا الشكل هو التأصيلي في رسم ثلاثية الإعجام ؟
[align=center]
وأهيب بإخواني الباحثين من أعضاء الملتقى الإدلائل بآرائهم العلمية حول تلك المسائل كما أناشد كل من يستطيع توفير نماذجا لضبط الإعراب وضعها في هذا الرابط .
هذا وسوف يقسم العمل البرمجي في الخطوط الحاسوبية لتغطية تلك المرحلة لخطين من خطوط الحاسوب الأول يتقصر على نقط الإعراب دون الإعجام. والثاني يتحويهما.
ولنا عودة للجانب التقني قريبا بعون الله تعالى.
[align=center]وصلى الله وبارك على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم[/align]