نجْـوى على بوَّابةِ الثلاثينَ.!

إنضم
20/01/2006
المشاركات
1,245
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
المدينة المنورة
[poem=font="Traditional Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/25.gif" border="double,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أمَّـاهُ ها غـيمُ المشـاعرِ أمطَـراَ = وأنا أهِـيمُ بأفقِ عُمريَ إذْ سَـرى
أمَّـاهُ هل حقاً ثلاثونَ انقضَـتْ = عَـجْـلى سِراعاً.؟ أم بُنَـيُّـكِ ما دَرى
قالت: بُنَيَّ نعمْ ثلاثونَ احتمَـتْ = بِحِـمى الفَنـاءِ , ولفَّ خُطوتَها السُّـرى
فأجبتُ أُمِّـي , والسُّنونَ , ومُـهجتي = والأرضَ , والألمَ الذي حلَّ العُـرى

أسَـفي على عهدٍ رسمتُ بصدرهِ = كُـنهَ البراءةِ , مُورداً أو مُـصدِرا
ملِـكاً بلا مُلكٍ قضيتُ نهارهُ = ويبيتُ فيـهِ الأنسُ عندي معشَـرا
فالهمُّ ما غـارت عليَّ فلولُـهُ = أنَّـى , وقلبي كانَ أزهرَ أنـورا

أوَّاهُ يا زمنَ الطُّـفولةِ كيفَ لي = بسويعةٍ فيها أزورُكَ مُـسفِـرا
أحيي بهاِ جدثَ السعـادةِ بعدما = أضحى رميماً كـي يعادَ ويُنشَـرا
وأخُـطُّ للأيَّـامِ أجملَ قصَّـةٍ = كانت لها صفحـاتُ وجهِكَ دفتَـرا

كم قد تَلتكَ من السُّـنونِ نظائرٌ = في كُـلها كَـلُّ الحـيـاةِ تَسمَّـرا
سنةٌ إلى أخـرى تَـقاذَفُـني , ولي = فيهِـنَّ أن يغفُـو الهنـاءُ وأسهَـرا
لي في مفاوزها سِـباعُ خطيـئتي = ولها عليَّ الروحُ أجعَـلُـها قِـرى
سنةٌ إلى أُخـرى , وفي أغوارِها = سوقٌ يُـباعُ بها العَـناءُ ويُشتَـرى
سنةٌ إلى أخرى وفي أرجـائها = طُـرقٌ بها الخِرِّيتُ يبـقى أحْـيراَ
ليحُــطَّ في بابِ الثلاثينَ التي = تَـمحو ندى الأعمـارِ منهُ فمَـا يُرى

هذي ثلاثونَ ابتنيتُ بنبْـضِـها = بيتاً من الأملِ الهَـنِيِّ مُـعمَّـراَ
بيتٌ فرشتُ بهِ بقِـيَّـةَ مُهجَـةٍ = يقتاتُ منهـا الحُبُّ سِـراً مُضمَـرا
حبٌّ كضـوءِ الفجرِ يلتهِمُ الدُّجى = مـا كانَ دعْـوى أو حديثاً يُفتَـرى
شهِـدت بهِ شفَـتانَ جازَ ببابها = لحـنٌ عليهِ تمايلتْ سُقُـفُ الذُّرى
شهدت بهِ عينانِ ليتَ لجفنـِها = قلمٌ يُنَـمِّقُ من غَـراميَ أسطُـرا
شهِدت بهِ زفراتُ نفسٍ حرُّها = رقَّ البِعادُ لهُ فضاقَ بما جَـرى
شهِـدَ الفؤادُ وكانَ أصدقَ شاهدٍ = أنِّـي مُسَـامريَ النسيمُ إذا سَرى
فلهُ أبُـثُّ من الغرامِ شؤونهُ = وشُجونهُ , وفنونهُ , مُـستَـأزِراَ
فإليكِ , أو فعليكِ , أو فلديكِ , أو = بسناكِ , أو بهواكِ , شِـعريَ أزْهَـراَ
يا من تمَلَّكَـني هواهاَ حُـلوُهُ = فوجدتُّ حُبَّـيها لبَـوحي مَصدَرا
ماذا عسـايَ اليومَ أفصحُ, إنَّني = أرسلتُ بُدَّنَ أحْـرُفي والمُضمَرا
فعجَـزتُ عن لفظٍ يُكوِّنُ جُملةً = تُنبي وتُـعرِبُ عن هوايَ وما اعتَـرى
لكِـنَّني سأبُـوحُ يا أمِّـي فما = ضَـرَّ الثُّـرَيا أنْ يُناجيـها الثَّـرى
هذي ثلاثونَ انقضَـتْ وجمالُـهاَ = وجلالُـها , وصباحُها , بكِ أسفَـرا
بكِ أنتِ وحدكِ كنتُ أغتـالُ الأسـى = وأقيمُ في وجهِ الشقـاءِ مُعَـسكَرا
فكَـستكِ أيامُ الهناءِ لَـبُـوسَها = وسقَـتكِ عافيــةُ المُهَـيمِـنِ كوثرا
وأذاقكِ العفوَ الإلـهُ , وكنتِ في = وجهِ الرياحِ الهُوجِ أثبتَ من حِـرا
صلى عليكِ اللهُ خَيْـرَ صَلاتهِ = تغدو , تروحُ عليكِ مِسكـا أذفَـراَ
وتكونُ دافعةَ البلاءِ بمَـنِّـهِ = وتصيرُ تيسرَ الذي قد أعسَـرا[/poem]
 
كلمات رائعة ومعبرة وصادقة

حركت في نفسي الكثير والكثير حتى أسبلت عيناي

وفقك الله ورزقك بر أمك وأقر عينيها بسعادتك في الدنيا والآخرة
 
لقد أثرتَ الكوامن أبا كابر، سقى الله أيام الطفولة!.
 
ما أروعها من عتبة خرجت لنا بأجمل الأبيات جزاكم الله خيرا وبارك بعمركم ثم شكر الله للشيخ فهد أن ساقنا لهذه الدوحة الغناء
 
أحسن الله إليك، وأطال عمرك في طاعته، وبلغك من مرضاته مناك.
ما شاء الله !!
كأنك تحدثنا عن نفوسنا بمثل هذه الأبيات:
أواه يا زمن الطفولة كيف لي .......... بسويعة فيها أزورك مسفرا

وأخط للأيام أجمل قصة ........ كانت لها صفحات وجهك دفترا

وعلى ذكر ما كتب بمناسبة العمر؛ يحضرني من ذلك: مقالة كتبها المنفلوطي عند بلوغه الأربعين، وقصيدة كتبها البارودي عند بلوغه الخامسة والثلاثين، ومقال كتبه أخوكم الضعيف عند بلوغه العشرين:
بلوغ العشرين.. نظرة في صفحات الماضي - فكر - موقع ثقافة ومعرفة - شبكة الألوكة
 
عودة
أعلى