محمود الشنقيطي
New member
[poem=font="Traditional Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/25.gif" border="double,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أمَّـاهُ ها غـيمُ المشـاعرِ أمطَـراَ = وأنا أهِـيمُ بأفقِ عُمريَ إذْ سَـرى
أمَّـاهُ هل حقاً ثلاثونَ انقضَـتْ = عَـجْـلى سِراعاً.؟ أم بُنَـيُّـكِ ما دَرى
قالت: بُنَيَّ نعمْ ثلاثونَ احتمَـتْ = بِحِـمى الفَنـاءِ , ولفَّ خُطوتَها السُّـرى
فأجبتُ أُمِّـي , والسُّنونَ , ومُـهجتي = والأرضَ , والألمَ الذي حلَّ العُـرى
أسَـفي على عهدٍ رسمتُ بصدرهِ = كُـنهَ البراءةِ , مُورداً أو مُـصدِرا
ملِـكاً بلا مُلكٍ قضيتُ نهارهُ = ويبيتُ فيـهِ الأنسُ عندي معشَـرا
فالهمُّ ما غـارت عليَّ فلولُـهُ = أنَّـى , وقلبي كانَ أزهرَ أنـورا
أوَّاهُ يا زمنَ الطُّـفولةِ كيفَ لي = بسويعةٍ فيها أزورُكَ مُـسفِـرا
أحيي بهاِ جدثَ السعـادةِ بعدما = أضحى رميماً كـي يعادَ ويُنشَـرا
وأخُـطُّ للأيَّـامِ أجملَ قصَّـةٍ = كانت لها صفحـاتُ وجهِكَ دفتَـرا
كم قد تَلتكَ من السُّـنونِ نظائرٌ = في كُـلها كَـلُّ الحـيـاةِ تَسمَّـرا
سنةٌ إلى أخـرى تَـقاذَفُـني , ولي = فيهِـنَّ أن يغفُـو الهنـاءُ وأسهَـرا
لي في مفاوزها سِـباعُ خطيـئتي = ولها عليَّ الروحُ أجعَـلُـها قِـرى
سنةٌ إلى أُخـرى , وفي أغوارِها = سوقٌ يُـباعُ بها العَـناءُ ويُشتَـرى
سنةٌ إلى أخرى وفي أرجـائها = طُـرقٌ بها الخِرِّيتُ يبـقى أحْـيراَ
ليحُــطَّ في بابِ الثلاثينَ التي = تَـمحو ندى الأعمـارِ منهُ فمَـا يُرى
هذي ثلاثونَ ابتنيتُ بنبْـضِـها = بيتاً من الأملِ الهَـنِيِّ مُـعمَّـراَ
بيتٌ فرشتُ بهِ بقِـيَّـةَ مُهجَـةٍ = يقتاتُ منهـا الحُبُّ سِـراً مُضمَـرا
حبٌّ كضـوءِ الفجرِ يلتهِمُ الدُّجى = مـا كانَ دعْـوى أو حديثاً يُفتَـرى
شهِـدت بهِ شفَـتانَ جازَ ببابها = لحـنٌ عليهِ تمايلتْ سُقُـفُ الذُّرى
شهدت بهِ عينانِ ليتَ لجفنـِها = قلمٌ يُنَـمِّقُ من غَـراميَ أسطُـرا
شهِدت بهِ زفراتُ نفسٍ حرُّها = رقَّ البِعادُ لهُ فضاقَ بما جَـرى
شهِـدَ الفؤادُ وكانَ أصدقَ شاهدٍ = أنِّـي مُسَـامريَ النسيمُ إذا سَرى
فلهُ أبُـثُّ من الغرامِ شؤونهُ = وشُجونهُ , وفنونهُ , مُـستَـأزِراَ
فإليكِ , أو فعليكِ , أو فلديكِ , أو = بسناكِ , أو بهواكِ , شِـعريَ أزْهَـراَ
يا من تمَلَّكَـني هواهاَ حُـلوُهُ = فوجدتُّ حُبَّـيها لبَـوحي مَصدَرا
ماذا عسـايَ اليومَ أفصحُ, إنَّني = أرسلتُ بُدَّنَ أحْـرُفي والمُضمَرا
فعجَـزتُ عن لفظٍ يُكوِّنُ جُملةً = تُنبي وتُـعرِبُ عن هوايَ وما اعتَـرى
لكِـنَّني سأبُـوحُ يا أمِّـي فما = ضَـرَّ الثُّـرَيا أنْ يُناجيـها الثَّـرى
هذي ثلاثونَ انقضَـتْ وجمالُـهاَ = وجلالُـها , وصباحُها , بكِ أسفَـرا
بكِ أنتِ وحدكِ كنتُ أغتـالُ الأسـى = وأقيمُ في وجهِ الشقـاءِ مُعَـسكَرا
فكَـستكِ أيامُ الهناءِ لَـبُـوسَها = وسقَـتكِ عافيــةُ المُهَـيمِـنِ كوثرا
وأذاقكِ العفوَ الإلـهُ , وكنتِ في = وجهِ الرياحِ الهُوجِ أثبتَ من حِـرا
صلى عليكِ اللهُ خَيْـرَ صَلاتهِ = تغدو , تروحُ عليكِ مِسكـا أذفَـراَ
وتكونُ دافعةَ البلاءِ بمَـنِّـهِ = وتصيرُ تيسرَ الذي قد أعسَـرا[/poem]
أمَّـاهُ ها غـيمُ المشـاعرِ أمطَـراَ = وأنا أهِـيمُ بأفقِ عُمريَ إذْ سَـرى
أمَّـاهُ هل حقاً ثلاثونَ انقضَـتْ = عَـجْـلى سِراعاً.؟ أم بُنَـيُّـكِ ما دَرى
قالت: بُنَيَّ نعمْ ثلاثونَ احتمَـتْ = بِحِـمى الفَنـاءِ , ولفَّ خُطوتَها السُّـرى
فأجبتُ أُمِّـي , والسُّنونَ , ومُـهجتي = والأرضَ , والألمَ الذي حلَّ العُـرى
أسَـفي على عهدٍ رسمتُ بصدرهِ = كُـنهَ البراءةِ , مُورداً أو مُـصدِرا
ملِـكاً بلا مُلكٍ قضيتُ نهارهُ = ويبيتُ فيـهِ الأنسُ عندي معشَـرا
فالهمُّ ما غـارت عليَّ فلولُـهُ = أنَّـى , وقلبي كانَ أزهرَ أنـورا
أوَّاهُ يا زمنَ الطُّـفولةِ كيفَ لي = بسويعةٍ فيها أزورُكَ مُـسفِـرا
أحيي بهاِ جدثَ السعـادةِ بعدما = أضحى رميماً كـي يعادَ ويُنشَـرا
وأخُـطُّ للأيَّـامِ أجملَ قصَّـةٍ = كانت لها صفحـاتُ وجهِكَ دفتَـرا
كم قد تَلتكَ من السُّـنونِ نظائرٌ = في كُـلها كَـلُّ الحـيـاةِ تَسمَّـرا
سنةٌ إلى أخـرى تَـقاذَفُـني , ولي = فيهِـنَّ أن يغفُـو الهنـاءُ وأسهَـرا
لي في مفاوزها سِـباعُ خطيـئتي = ولها عليَّ الروحُ أجعَـلُـها قِـرى
سنةٌ إلى أُخـرى , وفي أغوارِها = سوقٌ يُـباعُ بها العَـناءُ ويُشتَـرى
سنةٌ إلى أخرى وفي أرجـائها = طُـرقٌ بها الخِرِّيتُ يبـقى أحْـيراَ
ليحُــطَّ في بابِ الثلاثينَ التي = تَـمحو ندى الأعمـارِ منهُ فمَـا يُرى
هذي ثلاثونَ ابتنيتُ بنبْـضِـها = بيتاً من الأملِ الهَـنِيِّ مُـعمَّـراَ
بيتٌ فرشتُ بهِ بقِـيَّـةَ مُهجَـةٍ = يقتاتُ منهـا الحُبُّ سِـراً مُضمَـرا
حبٌّ كضـوءِ الفجرِ يلتهِمُ الدُّجى = مـا كانَ دعْـوى أو حديثاً يُفتَـرى
شهِـدت بهِ شفَـتانَ جازَ ببابها = لحـنٌ عليهِ تمايلتْ سُقُـفُ الذُّرى
شهدت بهِ عينانِ ليتَ لجفنـِها = قلمٌ يُنَـمِّقُ من غَـراميَ أسطُـرا
شهِدت بهِ زفراتُ نفسٍ حرُّها = رقَّ البِعادُ لهُ فضاقَ بما جَـرى
شهِـدَ الفؤادُ وكانَ أصدقَ شاهدٍ = أنِّـي مُسَـامريَ النسيمُ إذا سَرى
فلهُ أبُـثُّ من الغرامِ شؤونهُ = وشُجونهُ , وفنونهُ , مُـستَـأزِراَ
فإليكِ , أو فعليكِ , أو فلديكِ , أو = بسناكِ , أو بهواكِ , شِـعريَ أزْهَـراَ
يا من تمَلَّكَـني هواهاَ حُـلوُهُ = فوجدتُّ حُبَّـيها لبَـوحي مَصدَرا
ماذا عسـايَ اليومَ أفصحُ, إنَّني = أرسلتُ بُدَّنَ أحْـرُفي والمُضمَرا
فعجَـزتُ عن لفظٍ يُكوِّنُ جُملةً = تُنبي وتُـعرِبُ عن هوايَ وما اعتَـرى
لكِـنَّني سأبُـوحُ يا أمِّـي فما = ضَـرَّ الثُّـرَيا أنْ يُناجيـها الثَّـرى
هذي ثلاثونَ انقضَـتْ وجمالُـهاَ = وجلالُـها , وصباحُها , بكِ أسفَـرا
بكِ أنتِ وحدكِ كنتُ أغتـالُ الأسـى = وأقيمُ في وجهِ الشقـاءِ مُعَـسكَرا
فكَـستكِ أيامُ الهناءِ لَـبُـوسَها = وسقَـتكِ عافيــةُ المُهَـيمِـنِ كوثرا
وأذاقكِ العفوَ الإلـهُ , وكنتِ في = وجهِ الرياحِ الهُوجِ أثبتَ من حِـرا
صلى عليكِ اللهُ خَيْـرَ صَلاتهِ = تغدو , تروحُ عليكِ مِسكـا أذفَـراَ
وتكونُ دافعةَ البلاءِ بمَـنِّـهِ = وتصيرُ تيسرَ الذي قد أعسَـرا[/poem]