نبذة عن الزائغين في القدر .

إنضم
01/05/2010
المشاركات
172
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الطائف / حي السداد
يدور الإيمان بالقدر على أربعة أمور هي أصوله وأركانه التي لايكون إلا بها ؛ وهي العلم والكتابة والمشيئة والخلق . وقد تضافرت النصوص في تقرير هذه الأصول ، وبيان مايندرج تحتها من المعاني العظيمة والحكم البليغة ، وقد آمن بموجبها أهل السنة والجماعة وحاد عنها كثير من الخاطئين والمخطئين ؛ وهم على كثرتهم تكاد تجمعهم أربع طوائف : -
1- القدرية الأولى ؛ وهم الذين يزعمون أن لاقدر ، وأن الأمر أنف ؛ أي مستأنف لم يسبق بعلم ولاكتاب ؛ ومن أول من تكلم بهذه المقالة معبد الجهني بالبصرة ثم اتبعه خلق على إفكه أشهرهم غيلان الدمشقي ؛ وهو الذي دعا عليه الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز فقتل وصلب في عهد هشام بن عبدالملك ! وقد نقل غير واحد من أهل السنة إجماع السلف على تكفير أهل هذه المقالة إلا أنه يشكل على ذلك الرواية عن معبد الجهني ؛ فهو كما هو معروف من رجال الكتب الستة !
2- الفلاسفة الإلهيون ؛ فإنهم ينكرون علم الله بالجزئيات المعينة ؛ لأن إدراكها إنما يكون بجسم أوقوة حالة في جسم ، وأنكروا كذلك المشيئة ؛ لأن الرب بزعمهم موجبا بالذات ؛ أي أن أفعاله تصدر عنه بلامشيئة ؛ ولهذا جعلوا علاقة الله بالعالم علاقة فيض لاخلق ! وهذه نظرية الفيض أو الصدور المشهورة والتي تبناها الاسماعيلية وفلاسفة الصوفية وغيرهم !
3- القدرية الثانية ؛ وهم الذين يؤمنون بقدر ويكذبون بقدر ؛ فيؤمنون بالعلم السابق والكتاب الأول ، ويكذبون بعموم المشيئة والخلق ؛ ولهذا أخرجوا أفعال العباد من عموم مشيئة الرب وخلقه ؛ وزعموا أن هذا موجب العدل ! ولهذا سموا أنفسهم عدلية ، وسماهم السلف مجوسية ؛ لأن عقيدتهم تشبه عقيدة المجوس في القول بالأصلين ، وإثبات خالقين ! وهذه العقيدة لازالت حية إلى اليوم ؛ يدين بها المعتزلة والزيدية والشيعة الإمامية وغيرهم .
4- الجبرية ؛ وهم الذين غلوا في إثبات القدر حتى سلبوا قدرة العبد ، أو أثبتوا له قدرة غير مؤثرة في الفعل ! يقول الجرجاني :( الجبرية إثنان ؛ متوسطة تثبت للعبد كسبا في الفعل ؛ كالأشعرية ، وخالصة لاتثبت ؛ كالجهمية ) .
وهناك مقالة عن كيفية الإيمان بالقدر عند أهل السنة نشرتها بملتقى أهل الحديث فليراجعها من أحب أن يأخذ فكرة موجزة عن عقيدة أهل السنة في هذا الأصل العظيم ، ومن أراد البسط فليراجع المطولات ؛ كشفاء العليل لابن القيم . والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .
 
وهناك مقالة عن كيفية الإيمان بالقدر عند أهل السنة نشرتها بملتقى أهل الحديث فليراجعها من أحب أن يأخذ فكرة موجزة عن عقيدة أهل السنة في هذا الأصل العظيم .
بحثت عنها فلم أجدها ، فليتك يا أبا عبدالله تنشرها هنا لنقرأها وفقك الله ونفع بعلمك .
 
الصحابة وحدهم من فهم معنى الإيمان بالقدر على حقيقته

الصحابة وحدهم من فهم معنى الإيمان بالقدر على حقيقته

تحية من عند الله مباركة طيبة للإخوة الفضلاء ، ولديّ تعليق وجيز في ضوء هذا الموضوع

العقيدة الإسلامية في الإيمان بالقدر بسيطة وناصعة وهي :"أن تؤمن أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك"
فالمسلمون الذين وصفهم أبو عنبة الخولاني رحمه الله بقوله
ألا أدلكم على خلال كان عليها إخوانكم يعني أصحاب محمدصل1رضي الله عنهم
أولها لقاء الله أحب إليهم من الشهد
وثانيها لم يكونوا يخافون من عدو قلوا أم كثروا
وثالثها لم يكونوا يخافون عوزاً من الدنيا كانوا واثقين من الله أن يرزقهم
ورابعها إذا نزل بهم الطاعون لم يبرحوا حتى يقضي الله فهم ما قضى

هم من فهم وطبق الإيمان بالقدر على حقيقته.

فالذي يريد يفهم معنى الإيمان بالقدر فليقرأ سورة آل عمران فهي لعمري قد بينت وشرحت وفصلت معنى الإيمان بالقدر على حقيقته فأنكرت على الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما ماتوا وما قتلوا فليدرأوا عن أنفسهم الموت إن كانوا صادقين.

الذين أمنوا بالقدر هم (الذين قال لهم الناسُ إنّ الناسَ قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل . فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم. إنما ذلكم الشيطان يخوِّف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين)

وعقيدة الإيمان بالقدر يظهر أثرها سريعا على المجتمع لأنها ركن ركين من أركان الإسلام(الإيمان) بل إن أهم ما ماز الإسلام كما عاشه الصحابة رضوان الله عليهم عن غيرهم من أتباع الأنبياء هو امتيازهم بالإيمان بالقدر على نحو جماعي إلى حد ما زال يبهر المؤرخين

فالإيمان بالقدر وفقا للقرآن الكريم وسيرة النبي وأصحابه لا علاقة له بما دبّ إلى الثقافة الإسلامية في عصر المذاهب واقتياد فكر الإنسان إلى مصطلحات مسير ومخير وحرية الإرادة التي نشأت في الفكر الإغريقي
بربك أيها الفلك المدار أقصد ذا المسير أم اضطرار ..​
ولا حتى بمصطلحات الإراة والمشيئة ومحاولات علماء الكلام من أهل السنة وغيرهم أن يصوغوها ويتفكروا في تحليلها وتأطيرها.

كل المصطلحات لا تشرح عقيدة الإيمان بالقدر كما يفعل حديث ابن عباس احفظ الله يحفظك..واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف.
وقد انزلق بعض المتكلمين مع الأسف إلى أن مزجوا بين علم الله تعالى وبين اختيار العبد فلم يُحسنوا التوفيق بينهما وذلك (أن لا نسبة بين مطلق ونسبي) وهذا ما حدا بالإمام الشافعي أن يقول (إذا سلَّم القدري العلم خصم) وفسرها ابن حجر بقوله (يعني أنه وافق مذهب أهل السنة).
فأهل السنة محقون في نكيرهم على منكر شمولية العلم ومنكر أن الله تعالى يعلم الأشياء قبل وقوعها وأن كل شيء عنده في كتاب مبين.
فقد حمل بعضَ المسلمين من أهل العدل إرادةُ تنزيه الله تعالى عن الظلم أن خاضوا في صفة علمه وحاولوا تحديده وهذا منهم قصور عقلي ولا ريب لأن صفات الله تعالى ومنها علمه الشامل لا يقاس بواقع بشري ولا يحدُّه تصوُّر .
ويحسُن أن تُتخذ كلمة الإمام الشافعي السالفة معيارًا في الحكم على الأشخاص فالزمخشري مثلا يقرُّ بالعلم ويسلِّم به فليس من الإنصاف أن يعد قدريا وإن كان معتزليا وكذلك سائر من أقر بالعلم وشموله من المتكلمين تحت أي مسمى انضووا.
وبالجملة فليست هذه الأمور من عقيدة الإسلام في القدر في شيء
عقيدة الإسلام في القدر تُفهم وتدرك بلا فلسفة وبلا مصطلحات وبلا "علماء" لأنها قضية إيمان لا قضية علم وكلام.
إنها فقط أن تؤمن أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك.
وقد فصلتها سورة آل عمران.
وظهر أثرها في حياة السلف الحق وهم صحابة محمدصل1 رضي الله عنهم



والله أعلم
 
عودة
أعلى