أبو إسحاق الحضرمي
New member
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
من الكتب الشهيرة المنظومة في علم الفواصل وعد الآي (ناظمة الزهر) للإمام الشاطبي رحمه الله
وقد وقعت لديَّ بعض التساؤلات حول هذه المنظومة، ومن ذلك:
من الكتب الشهيرة المنظومة في علم الفواصل وعد الآي (ناظمة الزهر) للإمام الشاطبي رحمه الله
وقد وقعت لديَّ بعض التساؤلات حول هذه المنظومة، ومن ذلك:
أولاً: أنَّ الإمامين الذهبي وابن الجزري رحمهما الله تعالى لم يذكراها في ترجمة الإمام الشاطبي رحمه الله، وذكرا له اللامية والرائية، يقول الإمام الذهبي رحمه الله في ترجمة الشاطبي: وقد سارت الركبان بقصيدتيه، حرز الأماني وعقيلة أتراب القصائد، اللتين في القراءات والرسم، وحفظهما خلق لا يحصون؛ وخضع لهما فحول الشعراء وكبار البلغاء، وحذاق القراء. ولقد أودع وأوجز وسهل الصعب.ا.هـ. من معرفة القراء الكبار.
وقال الإمام ابن الجزري رحمه الله في ترجمة الشاطبي: ونظم قصيدتيه اللامية والرائية بها –أي القاهرة-. وقال: ورحل فاستوطن قاهرة مصر وأقرأ بها القرآن وبها ألف قصيدته هذه يعني: الشاطبية, وذكر أنه ابتدأ أولها بالأندلس إلى قوله: "جعلت أبا جاد" ثم أكملها بالقاهرة انتهى، قلت: ومن وقف على قصيدتيه علم مقدار ما آتاه الله في ذلك خصوصًا اللامية التي عجز البلغاء من بعده عن معارضتها, فإنه لا يعرف مقدارها إلا من نظم على منوالها .... إلخ.ا.هـ من غاية النهاية.
فكيف يتفق الإمامان الذهبي وابن الجزري على عدم ذكر هذه المنظومة للإمام الشاطبي ؟! سؤال يحتاج إجابة أهل الاختصاص.
ثانياً: اعتنى الإمام السخاوي رحمه الله بشرح منظومتي شيخه اللامية والرائية، ولم نجد له شرحاً على الناظمة، بل ألَّف السخاوي في علم العدد ضمن كتابه "جمال القراء وكمال الإقراء" ولم نره يشير إلى هذه المنظومة، وهي لشيخه، والطالب غالباً يحتفي بذكر علم شيخه والنقل عنه. وهذا التساؤل بحاجة إلى إجابة أهل التخصص.
ثالثاً: مع شهرة الإمام الشاطبي في علم القراءات وما يتعلَّق بها، نجد أنَّ اللامية والرائية قد حظيت بشروح كثيرة قديمة، بدءاً بتلاميذه إلى عصرنا هذا. بينما أقدم شرح وصلنا في شرح الناظمة -والله أعلم- هو "لوامع البدر فى بستان ناظمة الزهر" لـ عبد الله بن صالح بن إسماعيل الأيوبي، وهو متوفَّى سنة 1252 هـ. وقد أخبر أن الناظمة ليس لها شرح قبل شرحه لها فقال: "لما رأيت القصيدة الموسومة بناظمة الزهر المعزية إلى الإمام أبي القاسم فيره بن خلف بن أحمد الرعيني الشاطبي في فن عد آيات المثاني نظماً وجيزاً مختصراً، وحجماً صغيراً معتبراً، وقد أخبأ فيها جذور الأزهار، وأخفى في أرضها كنوز الأسرار، وقد سمعت ممن أدركته من الشيوخ أن ليس لها شرح فضلاً عن الشروح، فيحتاج كل مقرئ إلى كشف رموزاتها، وبيان إعرابها ولغاتها، فشمرت ذيلي لاجتناء عيونها وبذلت جهدي لفتح كنوزها...". ا.هـ.
ومثله المقرئ اليماني: محمد بن أحمد بن حسن بن أحمد سعيد بن إسماعيل زايد الصنعاني من مواليد سنة 1277 هـ، في شرحه على الناظمة قال: وقد وصلت إليَّ هذه المنظومة في عد الآي مختومة، ولم أسمع بشرح لها مذكور، ولا كتاب يحل دقائقها مسطور، ... إلخ. ا.هـ.
وقال الإمام المخللاتي في القول الوجيز: حيث لم أقف لها على شرح يزيل الإشكال ولا يرفع عنها ما هو من أمثال الجبال ... إلخ.ا.هـ.
فهذه بعض التساؤلات تذاكرنا فيها مع بعض أهل التخصص قبل عدَّة ليال، فأحببتُ مشاركة إخواننا المتخصصين بالملتقى للإجابة على هذه التساؤلات، ويوجد غير ما ذكرتُ هنا لكنني آثرت تأخير بقيتها حتى يجاب عن هذه الثلاثة ثم أردفها بثلاثة أخر، وأسأل الله تعالى أن يجعل هذا النقاش مفتاح خير ومعرفة وفائدة.
كتبه: أبو إسحاق الحضرمي
الرياض: 18 /12/ 1433 هـ
وقال الإمام ابن الجزري رحمه الله في ترجمة الشاطبي: ونظم قصيدتيه اللامية والرائية بها –أي القاهرة-. وقال: ورحل فاستوطن قاهرة مصر وأقرأ بها القرآن وبها ألف قصيدته هذه يعني: الشاطبية, وذكر أنه ابتدأ أولها بالأندلس إلى قوله: "جعلت أبا جاد" ثم أكملها بالقاهرة انتهى، قلت: ومن وقف على قصيدتيه علم مقدار ما آتاه الله في ذلك خصوصًا اللامية التي عجز البلغاء من بعده عن معارضتها, فإنه لا يعرف مقدارها إلا من نظم على منوالها .... إلخ.ا.هـ من غاية النهاية.
فكيف يتفق الإمامان الذهبي وابن الجزري على عدم ذكر هذه المنظومة للإمام الشاطبي ؟! سؤال يحتاج إجابة أهل الاختصاص.
ثانياً: اعتنى الإمام السخاوي رحمه الله بشرح منظومتي شيخه اللامية والرائية، ولم نجد له شرحاً على الناظمة، بل ألَّف السخاوي في علم العدد ضمن كتابه "جمال القراء وكمال الإقراء" ولم نره يشير إلى هذه المنظومة، وهي لشيخه، والطالب غالباً يحتفي بذكر علم شيخه والنقل عنه. وهذا التساؤل بحاجة إلى إجابة أهل التخصص.
ثالثاً: مع شهرة الإمام الشاطبي في علم القراءات وما يتعلَّق بها، نجد أنَّ اللامية والرائية قد حظيت بشروح كثيرة قديمة، بدءاً بتلاميذه إلى عصرنا هذا. بينما أقدم شرح وصلنا في شرح الناظمة -والله أعلم- هو "لوامع البدر فى بستان ناظمة الزهر" لـ عبد الله بن صالح بن إسماعيل الأيوبي، وهو متوفَّى سنة 1252 هـ. وقد أخبر أن الناظمة ليس لها شرح قبل شرحه لها فقال: "لما رأيت القصيدة الموسومة بناظمة الزهر المعزية إلى الإمام أبي القاسم فيره بن خلف بن أحمد الرعيني الشاطبي في فن عد آيات المثاني نظماً وجيزاً مختصراً، وحجماً صغيراً معتبراً، وقد أخبأ فيها جذور الأزهار، وأخفى في أرضها كنوز الأسرار، وقد سمعت ممن أدركته من الشيوخ أن ليس لها شرح فضلاً عن الشروح، فيحتاج كل مقرئ إلى كشف رموزاتها، وبيان إعرابها ولغاتها، فشمرت ذيلي لاجتناء عيونها وبذلت جهدي لفتح كنوزها...". ا.هـ.
ومثله المقرئ اليماني: محمد بن أحمد بن حسن بن أحمد سعيد بن إسماعيل زايد الصنعاني من مواليد سنة 1277 هـ، في شرحه على الناظمة قال: وقد وصلت إليَّ هذه المنظومة في عد الآي مختومة، ولم أسمع بشرح لها مذكور، ولا كتاب يحل دقائقها مسطور، ... إلخ. ا.هـ.
وقال الإمام المخللاتي في القول الوجيز: حيث لم أقف لها على شرح يزيل الإشكال ولا يرفع عنها ما هو من أمثال الجبال ... إلخ.ا.هـ.
كتبه: أبو إسحاق الحضرمي
الرياض: 18 /12/ 1433 هـ