(نادوا يا مالك ) لماذا لم ينادوا ربهم بدلاً من مالك ؟!

إنضم
03/03/2009
المشاركات
28
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
السلام عليكم
جاء في الكتاب الكريم عن المجرمين في جهنم أعاذنا الله منها:

وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ

فلماذا لم ينادوا ربهم ؟
هل لازال معتقد الوسيط بينهم وبين الله في قلوبهم قائم؟
 
ورد في (تأويلات أهل السنة ) للماتريدي (ت:333ه) في تفسير الآية 77 من سورة الزخرف : " كأنهم يقولون : سل ربك ليقض علينا بالموت .
يفزعون أولا إلى المؤمنين ، وهو قولهم : { أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله قالوا إن الله حرّمهما على الكافرين } [ الأعراف : 50 ]
فلما أيِسوا من ذلك يفزعون إلى الله تعالى ، يسألون الرجوع إلى المحنة ليعملوا غير الذي عملوا بقولهم { ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل } [ فاطر : 37 ]
فلما أيسوا من ذلك يفزعون إلى مالك ليسأل ربه ليقضي عليهم بالموت ، فقال : { إنكم ماكثون } وهو ما قال عز وجل : { لا يُقضى عليهم فيموتوا ولا يُخفّف عنهم من عذابها } الآية [ فاطر : 36 ] ."
 
السلام عليكم
إن الله سبحانه لايكلم أهل النار " قَالَ ٱخْسَئُواْ فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ " المؤمنون 108 ،
ولذلك الكلام يكون من خلال الملائكة وهم خزنة النار
والله أعلم
أما قولك
فلماذا لم ينادوا ربهم ؟
هل لازال معتقد الوسيط بينهم وبين الله في قلوبهم قائم؟
الكلام إلى الله أو من الله إلى بشر معلوم أنه لايكون مباشرة بلا حجاب.
والدعاء .... قد علموا أن دعائهم فى ضلال "قَالُوۤاْ أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِٱلْبَيِّنَاتِ قَالُواْ بَلَىٰ قَالُواْ فَٱدْعُواْ وَمَا دُعَاءُ ٱلْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ " غافر 50 .
وهم هنا لايوسطون الملائكة ... كما يظن الذين يتخذون وسطاء -
بل هم يحملون مالك رسالة .. وقد رد عليهم فى الحال ما أمره ربه أن يقول لهم " إنكم ماكثون "
 
هم لم يعرفوا المالك فنادوا يامالك ..!!!!
ما أجمل هذا الرد !!
حقا لو عرفوا المالك ما نادوا يا مالك!!
أخي الحبيب "باعشن" : وهل تعتقد أنهم كانوا صادقين في دعواهم أنها وسائط بينهم وبين الله ؟
لك أن تقف عند آخر قوله تعالى:
{أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ.} [الزمر:3]
 
السلام عليكم و رحمة الله تعلى و بركاته.
بالنسبة لعبارة الأخ صالح:"هم لم يعرفوا المالك فنادوا يامالك ..!!!!، فمراده بالمالك مالك الملك جل جلاله، و صدق في قيله، فإنهم لو عرفوا الله تعالى حق المعرفة و عبدوه حق العبادة، ما ولجوا النار و ما اضطروا إلى سؤال خازنها القضاء عليهم، نعوذ بالله من حال أهل النار.
أما بالنسبة لسؤال الأخ بايعقوب، فقد ذكر الإمام القرطبي في تفسيره عن محمد بن كعب القرضي أنه قال:" بلغني أو ذكر لي أن أهل النار استغاثوا بالخزنة فقال الله تعالى : { وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب } [ غافر : 49 ] فسألوا يوما واحدا يخفف عنهم في العذاب فردت عليهم : { أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال } [ غافر : 50 ] قال : فلما يئسوا مما عند الخزنة نادوا مالكا وهو عليهم وله مجلس في وسطها وجسور تمر عليها ملائكة العذاب فهو يرى أقصاها كما يرى أدناها فقالوا : ( يا مالك ليقض علينا ربك ) سألوا الموت قال : فسكت عنهم لا يجيبهم ثمانين سنة قال : والسنة ستون وثلثمائة يوم والشهر ثلاثون يوما واليوك كألف سنة مما تعدون ثم لحظ إليهم بعد الثمانين فقال : ( إنكم ماكثون ) وذكر الحديث ذكره ابن المبارك وفي حديث أبي الدرداء [ عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : فيقولون ادعوا مالكا فيقولون يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون ] قال الأعمش : نبئت أن بين دعائهم وبين إجابة مالك إياهم ألف عام خرجه الترمذي وقال ابن عباس : يقولون ذلك فلا يجيبهم ألف سنة ثم يقول إنكم ماكثون وقال مجاهد و نوف البكالي : بين ندائهم وإجابته إياهم مائة سنة وقال عبد الله بن عمرو : أربعون سنة ذكره ابن المبارك "-اهـ-.
و مما جاء في تفسير العلامة الشنقيطي رحمه الله تعالى:" قوْلُهُ - تَعَالَى - : وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ .
اللَّامُ فِي قَوْلِهِ : لِيَقْضِ لَامُ الدُّعَاءِ .
وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْمَعْنَى أَنَّ مُرَادَهُمْ بِذَلِكَ سُؤَالُ مَالِكٍ خَازِنِ النَّارِ أَنْ يَدْعُوَ اللَّهَ لَهُمْ بِالْمَوْتِ .
وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ أَمْرَانِ : الْأَوَّلُ : أَنَّهُمْ لَوْ أَرَادُوا دُعَاءَ اللَّهِ بِأَنْفُسِهِمْ أَنْ يُمِيتَهُمْ لَمَا نَادَوْا : يَا مَالِكُ ، وَلَمَا خَاطَبُوهُ فِي قَوْلِهِمْ : رَبُّكَ .
وَالثَّانِي : أَنَّ اللَّهَ بَيَّنَ فِي سُورَةِ «الْمُؤْمِنِ» أَنَّ أَهْلَ النَّارِ يَطْلُبُونَ مِنْ خَزَنَةِ النَّارِ أَنْ يَدْعُوا اللَّهَ لَهُمْ لِيُخَفِّفَ عَنْهُمُ الْعَذَابَ ، وَذَلِكَ فِي قَوْلِهِ - تَعَالَى - : وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ [40 \ 49] . وَقَوْلِهِ : لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ أَيْ لِيُمِتْنَا ، فَنَسْتَرِيحَ بِالْمَوْتِ مِنَ الْعَذَابِ .
وَنَظِيرُهُ قَوْلُهُ - تَعَالَى - : فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ [28 \ 15] أَيْ أَمَاتَهُ "-اهـ-.
و روى الهيثمي في مجمه الزوائد عن عبد الله بن عمر بن العاص رضي الله عنهما قال:"عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال إن أهل النار يدعون مالكا فلا يجيبهم أربعين عاما ثم يقول إنكم ماكثون ثم يدعون ربهم فيقولون ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون فلا يجيبهم مثل الدنيا ثم يقول اخسؤوا فيها ولا تكلمون ثم ييأس القوم فما هو إلا الزفير والشهيق تشبه أصواتهم أصوات الحمير أولها شهيق وآخرها زفير"، و قد صحح الحديث العلامة الألباني رحمه الله تعالى في صحيح الترغيب و الترهيب-ح رقم:3691-.
و لعل سؤالهم مالكا لأنه خازن النار و القائم عليها و كل الملائكة المكلفين بتعذيب أهلها تحت إمرته، فدعوه دون غيره، و لعلهم طمعوا في جوابهم إلى ما يريدون، و سؤالهم هذا لا يتنافى مع قوله تعالى قبل ذلك:" إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون لا يفتر عنهم و هم فيه مبلسون" و الإبلاس اليأس الشديد-و منه سمي إبليس ، و أبلس فلان إذا سكت غما كما قال صاحب مختار الصحاح-، فلا منفاة لأنه كما ذكر صاحب روح المعاني:"فأن أزمنة العذاب متطاولة و أحقابه ممتدة فتختلف بهم الأحوال فيسكنون أوقاتا لغلبة اليأس عليهم و علمهم أنه لا خلاص لهم و لو بالموت و يغوثون أوقاتا لشدة ما بهم".
عياذا بالله.
 
وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْمَعْنَى أَنَّ مُرَادَهُمْ بِذَلِكَ سُؤَالُ مَالِكٍ خَازِنِ النَّارِ أَنْ يَدْعُوَ اللَّهَ لَهُمْ بِالْمَوْتِ .


وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْمَعْنَى أَنَّ مُرَادَهُمْ بِذَلِكَ سُؤَالُ مَالِكٍ خَازِنِ النَّارِ أَنْ يَدْعُوَ اللَّهَ لَهُمْ بِالْمَوْتِ المصدر
إخواني الفضلاء ما قلته بدايةً هو الذي يميل إليه قلبي أن هؤلاء لم ينتفي عنهم تعلقهم بالوسطاء
 
عودة
أعلى