يقول العالم الهندي وحيدالدين خان :
نعرف قطعاً أن أحدا عندما يحرك لسانه ليتكلم ، فهو يحرك بالتالي موجات في الهواء كتلك الموجات التي تحدث في الماء الساكن عندما نرمي فيه بقطعة من الحجر .
ولقد ثبت قطعياً أن هذه الموجات تبقى كما هي في الأثير إلى الأبد، بعد حدوثها للمرة الأولى ، ومن الممكن - من حيث المنطق العلمي - سماعها مرة أخرى ، ولكن العلم الحديث عاجز حتى الآن عن إعادة هذه الأصوات أو بعبارة أصح عاجز عن أن يضبط هذه الموجات مرة أخرى مع أنها لا تزال تتحرك في الفضاء من زمن بعيد ، ولم يبد علماء الفيزياء اهتماماً خاصاً بهذا المجال حتى الآن ، وذلك بعد أن سلموا – نظرياً – بإمكان إيجاد آلة لالتقاط أصوات الزمن الغابر .
إن علماء العصر لم ينجحوا بعد في اختراع آلة تفرق بين أصوات الزمن القديم ، ولولا ذلك لأمكننا سماع تاريخ كل عصر وزمان بأصواته .
وليس هذا معنى لقوله تعالى : ( مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )
وإنما تقريب لعقل غير المسلم ، فلا تظل عقيدة الإيمان بالآخرة بعيدة عن القياس ، وتأسيس في العقل الباطن بأن كل ماينطق به الإنسان يسجل وسيحاسب عليه في الآخرة !
انتهى كلامه الذي اختصرته بتصرف .
السلام عليكم
يكون هذا القول صحيحا فى حالة كون الغلاف الجوى اللازم لانتقال الأصوات لانهائيا ليستوعب كل هذه الأصوات وفى حالة عدم وجود تداخلات موجية يمحو بعضها بعضا
أما والحال على غير ذلك فلا يمكن فيزيائيا استرجاع الأصوات السابقة
بالنسبة للآية
يبدو وصف " رقيب عتيد " أنه لواحد وليس لاثنين .... أرجوأن يتكرم أحد الأخوة ويفيدنا عن تخريج علماء النحو لتعدد الصفات بدون عطف .
إن الموجة لها حدود تنتهي عندها
فالموجة الصوتية تبدأ قوية ثم كل ما بعدت عن مصدر الصوت كل ما ضعفت وفي النهاية تتلاشى
أما رقيب عتيد فهو كما ذكر أخونا مصطفى وصف لشخص واحد.
القول بالإضمحلال أدق من القول بالتلاشي :
إن عملية الكلام يخرج عنها من الجسم طاقات ثلاث ، طاقاتان من الموجات الصوتية تسمى إحداهما الطاقة الميكانيكية ( المتحركه ) والأخرى الستاتيكية ( الساكنة أو الثابتة ) وتختلفان في حجم الذبذبة ، والتعبير العلمي الصحيح الذي ينبغي أن يقال في مصيرهما أنهما يضمحلان إلى مالانهاية ، وإنهما كلما ابتعدتا عسر قياسهما إلى درجة لا تستطيع فيها الآلات المستخدمة في وقتنا الحاضر من قياسها ، فتعتبر أقرب قياس إلى الصفر عمليا وليس نظريا !
ويصدر عن عملية الكلام أيضا طاقة كهروطاسية أو كهرومغناطسية من الدماغ ، وإمكانية قياس هذه الطاقة أكثر تطورا وإن بعدت مسافات طويلة ، لذلك لا يقال أنها تتلاشى ، بل ذهب بعض الفيزيائيين إلى توجيه البحوث في قياس مثل هذه الطاقة الآتية من الفضاء الخارجي إلى الأرض ، ويرون أن ذلك أجدى من ملاحقة ماخرج منها باتجاه الفضاء من أجل قياسها !
وبذلك اخوتي الأفاضل ترون أنه لازال احتجاج الشيخ وحيد الدين قائما وثابتا ...
أما القول بعدم إمكانية الإستيعاب لكل الموجات الصوتية التي تصدر عن المخلوقات ، فلم أفهم هذا الكلام ؟!
وأما القول بعدم إمكانية فرز الأصوات ؟!
فإن علماء الفيزياء المختصين بفرز الأصوات ، تمكنوا من فرز أصوات اختلطت ، وهم يحققون في ذلك المجال كشفا بعد كشف .
السلام عليكم
الموجات سواءا كانت صوتية أو كهرو مغناطيسية ؛ إذا تعارضت فى الاتجاه يلاشى بعضها بعضا
أما علماء فرز الأصوت ففرزوا صوت الضايط الذى أمر باطلاق النار على متظاهرين وذلك من خلال تسجيل سجله أحد الصحفيين فى ميدان التحرير .. مثلا ؛ أما فرز الأصوات من الماضى ففى أفلام الخيال العلمى كآلة الزمن وماشابه
تصور أن يفرز صوت فرعون موسى من أصوات فراعنة العصر الحديث ...فكيف ؟!!!ليس هناك شريط تسجيل يجمعهما
والنصوص النقلية تقول أن أقوالهم تسجل كتابة " كراما كاتبين "
وإذا اعتبرت استنساخ العمل " إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون " وتسجيله هو فى الصورة التى قال بها الشيخ . أى يسجل على طبقات الجو أو الفضاء فإن طائرة أو مكوك فضاء سيمزق بعضاً من النسخ التى سيمر يها فى مساره
ولذلك ففكرة التسجيل المادى هذه غير مقبولة
حبيبنا الأخ مصطفى
لست محيطا بقصة الضابط ولا أفلام الخيال التي أشرت إليها ! وما ذكرته لك عن جهود علماء فرز الأصوات حقيقة لا خيال ! ولذلك أكرر بأن الموجات الكهرومغناطيسية التي تصدر عن الدماغ عند التفكير بإتيان قول أو فعل هي قابلة للقياس ولا تفنى - علميا - وقابلة للفرز والقراءة - نظريا - ولا اعلم ما يحدث لها إن وافق مرور جسم صلب بها في الفضاء ، وسأستقصي هذه الجزئية وأعرض أمام أنظاركم النتيجة بإذن الله .
السلام عليكم
إن كانت الموجات الكهرومغناطيسية التى تصدر عن الدماغ هى التى لاتفنى إذن فهى ليست أصوات ... فلننس مسألة الأصوات .
وأما الموجات الكهرومغناطيسية فسأستقصيها معك ؛ رغم علمى أن الأصل أنها تتلاشى ويفنى بعضها بعضا
أخى الكريم
عندما قرأت هذا الرأى منذ زمن - قبل النت وهذا التطور الكبير - بهرت به ؛ ولكنى مع شيء من التفكير وجدته غير مقبول.
حياك الله
أخي الفاضل مصطفى ، قد يكون سابق انبهارك يرجع لحداثة علم في سن الشباب آنذاك - وكلنا ذلك الرجل - أولخطأ في فهم وتقدير وجه احتجاج الشيخ وحيدالدين بالنظرية العلمية محل التمحيص !
فالرجل لا يدعي أن ما ساقه هو معنى للملائكة الحفظة المكلفين بكتابة أعمال العبد كما ورد في الآية ، فهو لم يقل هذا أبدا - ولا أفترض أنك تقوله - لكنه يحاول إقامة الحجة على منكري عرض الأعمال في الآخرة ، فيقول : إن كان المخلوقين من علماء أهل الدنيا يرون أن ذلك علميا ممكن ، لزم الإيمان بأن الخالق عزوجل قادر على جمع أعمال العباد وفرزها فتعرض ويحاسب كل عبد بما اجترح من خير أو شر ، وهذا أسلوب لا يستنكر وقد ورد في القرآن في عدة مواضع منها قوله تعالى : ( وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِىَ خَلْقَهُۥ ۖ قَالَ مَن يُحْىِ ٱلْعِظَٰمَ وَهِىَ رَمِيمٌ ، قُلْ يُحْيِيهَا ٱلَّذِىٓ أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٍ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ )
ونرجع الآن إلى مواصلة كلامنا عن الموجات التي تنتشر في الفضاء في كل الإتجاهات وليس وفق خط مستقيم ، وتنعكس عند اصطدامها بحواجز شتى ، وبالتالي هي في كل مكان، وأبسط مثال أنك تلتقط إشارات محطات راديو على مايسمى بالموجات القصيرة من كل أنحاء العالم ومن كل القارات رغم أن بثها ينطلق من نقطة واحدة من الأرض ، مع أنها عرضة لكل ما افترضته من عوارض !
وبهذا لا يزال وجه إقامة الحجة على منكري الحساب في اليوم الآخر - الذي ساقه الشيخ وحيد الدين - قائما ثابتا .
هذا والله أعلم
السلام عليكم
نعم .. موجات تسرى فى الغلاف الجوى أو من خارجه بشدة معينة إلى مسافة معينة وزمن معين - إلى أجل - موجات الراديو والهواتف النقالة تسرى كموجات حاملة ذات تردد معين وشدة معينة ولمسافة معينة ؛ بعد هذه المسافة تضعف ولاتلتقط ؛ قد تقول لضعف اجهزة الاستقبال ! ولكنه بسبب تحكم الزمان والمكان فيها ؛ فإن هاتفتنى اليوم سمعتك ثم تتلاشى الموجة وتموت لأن لها أجل
أما رأى الشيخ أنه يمكن التقاط هذه المهاتفة غدا ؛ كيف ؟!
تفترض أن أحسب أن الموجة قطعت مسافة س كيلومتر من الآن حتى غدا - فى 24 - ساعة وانتظرها منتظر على أى نقطة على محيط الدائرة التى قطرها هذه المسافة - 24x 60x 60x 300000 كم فإنه يستطيع إلتقاطها
يبدو هذا مقبولا منطقيا فقط إن كان لها طاقة كامنة وقوة دفع تسبب لها هذا الزخم الأبدى ؛
وافتراض أن لها هذا الزخم يعنى هذا أن تستمر هذه الموجة للأبد وقد يلتقطها ملتقط على بعد 100 سنة ضوئية و200 و .... إلخ ؛ وتكون خالدة
وهذا يجعل أحدهم يفترض أن هذه الموجات تسجل بواسطة الملائكة عندما تصل إليهم فى السماء الدنيا ؛ وأن الملائكة لاتنزل هنا لتكتب مانقول ! أو أن يقول سيتم استرجاع الموجات يوم القيامة ولاداعى للكتابة .... وهذا مخالف لصحيح النصوص .
ثم رغم أنى طبيب لاأعلم أن الموجات الكهرومغناطيسية يشعها المخ أو الدماغ أثناء عملية التفكير ... هى تسرى فى داخله ... نعم ؛ أما أن يشعها .. فلا علم لى ؛
كذلك لو كان الأمر كذلك لالتقطتها الشياطين أو الملائكة ؛ ونحن نعلم أن مافى قلب الانسان لايطلع عليه ملك مقرب ولانبى مرسل
ربما الأمر يحتاج لاستقصاء ومراجعة
نسأل الله أن يهدينا سبلنا
والسلام عليكم
أخي مصطفى وفقه الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد :
فإني أتلطف في طلب إعادتك قراءة تعليقاتي السابقة ، كي أستطيع مواصلة الإفادة من علمكم أصح وأكثر .
لكنه يحاول إقامة الحجة على منكري عرض الأعمال في الآخرة ، فيقول : إن كان المخلوقين من علماء أهل الدنيا يرون أن ذلك علميا ممكن ، لزم الإيمان بأن الخالق عزوجل قادر على جمع أعمال العباد وفرزها فتعرض ويحاسب كل عبد بما اجترح من خير أو شر
قد يكون الأصح أن نقول : إن كان المخلوقين من علماء الدنيا يفرزون الأصوات المختلطة ، لزم الإيمان أن الخالق قادر أن يحيط بالناس علما مهما كثر عددهم واختلطت أصواتهم
أما كونه دليل على الجمع الأخروى للأعمال فبعيد ،حيث أن الكون سيعود إلى حالة الفطر الأولى التى تتلاشى فيها المادة والزمان والمكان حتى الموجات ... وتنشأ من جديد نشأة أخرى
والله أعلم
ثم إنه لاأحد ينكر عرض الأعمال فى الآخرة ؛ من ينكر ينكر الآخرة نفسها أو البعث من الموت ؛ وليس هناك من يؤمن أن هناك آخرة وبعث ثم ينكر عرض الأعمال والحساب ؛ حتى أمثال هذا الذى قال " وَمَآ أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنْقَلَباً " لاينكر عرض العمل - فى حال قيام الساعة التى ظنها لاتقوم - ولكنه يظن أن عمله حسن ، ويستحق عليه جنة خيرٌ من جنته فى الدنيا .