د.عبدالمجيد إحدادن
New member
مَن القشيري صاحب [التيسير في علم التفسير] : لأبي القاسم أَمْ لأبي النصر ؟
لعدة قرون ظل الخلط بين القشيري الأب أبي القاسم عبد الكريم والقشيري الابن أبي النصر عبد الرحيم في ميدان التفسير. ذلك أن الإمامين الجليلين كليهما كتبا تفسيرا كبيرا للقرآن الكريم أصبح فيما بعد مصدرا لكثير من المفسرين.
نبذة عن حياة الإمام القشيري :
عبد الكريم ابن هوازن ابن عبد الملك ابن طلحة ابن محمد المعروف بأبي القاسم القشيري ولد في عام 375-986 في قرية استوا – بضم التاء – المتواجدة في ناحية نيسابور ، العاصمة القديمة لخراسان. نسبة القشيري ترجع في أرجح الأقوال إلى قبيلة يمنية [ تنتهي إلى قشير ابن كعب ] . أما والدته فهي من قبيلة بني سليم . فقد أباه وهو لا يزال صغيرا، لكنه استطاع أن ينتقل إلى نيسابور رغبة في طلب علم الاستيفاء – و ذلك لأن قريته كانت تشكو من ارتفاع الضرائب - . عندما وصل إليها حضر مجلس أبي علي الدقاق [ توفي 405-1021 ] فصادف هوى في نفسه فاعتنق التصوف كسلوك إلى الله . أعجب الشيخ الدقاق بهذا الفتى فقربه إليه و نصحه أن يجمع بين علوم الحقيقة و علوم الشريعة . و توطدت العلاقة بينهما حينما تزوج القشيري بابنة الدقاق فاطمة [ توفيت 480-1087 ] و التي كانت عابدة و عالمة بالحديث .
بعد دراسة الأدب على يد أبي القاسم اليمني ، طلب الفقه عند الشافعي أبي بكر محمد الطوسي [ ت 420-1029 ] و علم الكلام و أصول الفقه على يدي أبي بكر ابن فورك [ ت 406-1015 ] و أبي اسحاق الاسفرائيني [ ت 418-1027 ] و الحديث مع أبي الحسن ابن بشران و أبي الحسن الخفاف [ت 392-1001 ] . سافر إلى بغداد و الحجاز لطلب الحديث ، و عقد لنفسه مجلس الإملاء في بغداد عام 437-1045 و في نيسابور عام 455-1063 إثر عودته من المنفى . يجب التنبيه أيضا إلى أن أبي عبد الرحمن محمد ابن الحسين ابن موسى الأزدي السلمي [ ت 412-1021 ] كان من شيوخ القشيري في طريق التصوف و كذا في علم الحديث . يمكن الإشارة إلى أن القشيري رغم تصوفه و تفرغه للعلم إلا أنه كان يهوى الفروسية حتى برع فيها و كان يحسن كتابة الخط المنسوب .
يعرف عن القشيري ذوده عن المذهب الأشعري و ذلك في كتاباته و مواقفه الجريئة أمام سلطان السلاجقة . فلا يمكن ذكر الفتنة التي تعرض لها الأشاعرة في تلك الفترة دون ذكر اسمه و اسم الجويني . بعد أن وقعت نيسابور تحت الهيمنة السلجوقية استطاع الوزير الكندري أن يؤلب ضد الأشاعرة _ الشافعية السلطان نفسه طغرلبك [ في الحكم بين 1038-1063 ] فأمر بلعنهم على المنابر . كانت مسألة خلق القرآن التي ظننا أنها انتهت و خمدت نيرانها تثير الفتنة و القتال بين المسلمين . كتب القشيري رسالة وجيزة سماها شكاية أهل السنة بحكاية ما نالهم من المحنة دفاعا عن أبي الحسن الأشعري و مذهبه، وهي رسالة حفظها لنا تاج الدين السبكي في الطبقات . بعد محاولة يائسة لإقناع السلطان السلجوقي و تفنيد ادعاءات الكندري رمي به في السجن بضعة أيام، لكن أنصاره استخرجوه بالقوة و لم يجد بدا من الهجرة إلى بغداد ليبقى فيها عشرة أعوام . في منفاه أكرمه الخليفة العباسي القائم بأمر الله [ ولي الخلافة بين 1031-1075 ] و عقد مجلسا للوعظ و الحديث . بعد أن استطاع الوزير نظام الملك [ ت 485-1092 ] أن يعيد توازن القوى بين الأشاعرة و الأحناف و خاصة بعد إعدام الكندري عاد القشيري إلى نيسابور عام 456 هـ و عاش فيها إلى أن توفاه الله يوم الأحد 16 ربيع الثاني 465 هـ الموافق لـ 30 ديسمبر 1072 م و دفن قريبا من ضريح شيخه الدقاق .
خلف القشيري سبعة أولاد عرفوا بالعلم و العبادة . و يعتبر ولده الرابع أبو النصر عبد الرحيم (ت، 514-1120) أشهرهم. و هو الذي درّس في المدرسة النظامية بعد أن كان تلميذا للجويني . لكن تعصبه لمذهب الأشعرية أدى إلى إشعال نار الفتنة بين أنصاره و الحنابلة مما أدى إلى الاقتتال بينهم . استطاع نظام الملك أن يسكن هذه الفتنة بعزل ابن القشيري عن التدريس في النظامية .
مما لا شك فيه أن أبا النصر القشيري ألف تفسيرا للقرآن الكريم ، وذلك لأن المصادر التاريخية ذكرته أكثر مما ذكرت تفسير القشيري الأب ، مما أدى إلى الخلط بينهما. و قد استدل به القرطبي أكثر من مرة في تفسيره و كذا ابن حجر العسقلاني في فتح الباري و غيرهما . .
مؤلفات القشيري الأب:
يعرف عن القشيري عدد لا بأس به من المؤلفات ، منها ما طبع و منها ما يزال مخطوطا و منها ما فقد. مجاله المفضل هو التصوف و التفسير و العقيدة. من هذه المؤلفات :
_ الرسالة : المعروفة بالرسالة القشيرية في علم التصوف و هي التي عرف بها القشيري . ترجمت إلى عدة لغات منها التركية، الفارسية ، الألمانية ، الإنجليزية و الفرنسية …الخ. و قد ذيلها زكريا الأنصاري بحاشية شرح فيها المصطلحات الصوفية التي وردت فيها. هذه الرسالة تناول فيها القشيري أهم المصطلحات الصوفية من مقامات و أحوال ، و كذا نبذة عن حياة ثلة من شيوخ التصوف و أقوالهم. و قد لقيت قبولا واسعا عند العامة و الأوساط العلمية لتميزها بالاختصار و الوضوح ، ناهيك عن كون مؤلفها معروفا بالاعتدال و طول باعه في العلوم الشرعية . و قد ذكر اا
_ لطائف الإشارات : و هو تفسير إشاري صوفي للقرآن الكريم . و هو أول تفسير كامل للقرآن بلغنا إلى هذا اليوم . طبعه في مصر الدكتور ابراهيم بسيوني و هي الطبعة العلمية المعتمدة . طبع طبعات أخرى في الأعوام الأخيرة و لكنها لم تعتمد مخطوطات أخر بل التزمت إلى حد ما طبعة بسيوني. كتبه القشيري عام 434 – 1042 . ذكره السيوطي في طبقات المفسرين و رفع من قيمته .
-التيسير في علم التفسير : و يعرف أيضا بـ التفسير الكبير ، و هو تفسير كامل للقرآن لا يزال مخطوطا . قال عنه السيوطي أنه من أحسن التفاسير . هذا التفسير هو أول ما كتبه القشيري [ عام 410 – 1019 ] و اهتم فيه بالجانب اللغوي و أسباب النزول و الحديث …الخ . و هذا التفسير رجح المستشرق ريتر كونه من تأليف ابن القشيري : أبي النصر عبد الرحيم [ توفي 514 هـ – 1120 ] أما التفسير الكبير فهو من تأليف القشيري الأب . و هو ما يعتقده المستشرق بوورينج [ Bowering . G] بعد مقارنة مخطوطة ليدن [Leiden] تحت رقم 1659 و مخطوطة جامعة اسطنبول [ Istanbul universitesi] تحت رقم 3228 . و هو قول وارد خاصة إذا علمنا أن أبا النصر القشيري قد ذكره السيوطي في طبقات المفسرين و السبكي في الطبقات الكبرى و ابن خلكان كمفسر للقرآن .
المراجع
عن حياة القشيري يمكن الرجوع إلى :
- ابن عساكر ، تبيين كذب المفتري ، مطبعة التوفيق ، دمشق ، 1347 ، ص. 271-276 .
- شمس الدين الذهبي ، سير أعلام النيلاء ، مؤسسة الرسالة ، 1993، ج 18 ، ص 227-233 .
- تاج الدين السبكي ، طبقات الشافعية الكبرى مطبعة هجر ، 1992، ج 5 ، ص 153-162 .
- ابن خلكان ، وفيات الأعيان ، دار الثقافة، 1968، ج 3 ، ص 207-208 .
- ابراهيم بسيوني ، الإمام القشيري ، سيرته آثاره ، مذهبه في التصوف ، مجمع البحوث الإسلامية، 1972.
- و الترجمة الألمانية للرسالة القشيرية [ وهي ترجمة ممتازة و موثقة ] ، ريشارد غرامليش
- Das sendschreiben al-Qushayris uber das sufitum, Franz Steiner, Verlag Wiesbaden GMBH, 1989.
أبو الفرج ابن الجوزي : المنتظم ، دار صادر، 1939، ج 8، ص 157.
هذا النوع من الخط العربي بدأ في بغداد في القرن الثالث للهجرة على يد ابن مقلة [ ت 328-940 ] ثم بعد ذلك مع ابن البواب [ 413-1022 ] و ياقوت المستعصمي .
السيوطي : طبقات المفسرين ، ج 1 ، ص 65. ابن خلكان : وفيات الأعيان ، ج 3 ، 208 .
رغم أسبقية تفسير سهل التستري و حقائق التفسير لعبد الرحمن السلمي إلا أن حجم الآيات التي تعرض لها القشيري يفوق بكثير التفسيرين المذكورين . و تفسير جعفر الصادق [ توفي 148-765 ] و إن كان بعضه مطبوعا إلا أنه يبقى غير كامل [ طبعه بول نويه تحت عنوان :
le tafsir mystique attribué à Ja ‘far as-Sadiq, édition critique, mélanges de l’université saint-Joseph , tome XLIII .
السيوطي : طبقات المفسرين ، ص 126 . و ذكره أيضا : تاج الدين السبكي ، طبقات الشافعية الكبرى ، ج 5 ، ص 159 . شمس الدين الذهبي ، سير أعلام النبلاء ، ج 18 ، ص 229 .
ذكر ابراهيم بسيوني في مقدمته لكتاب التحبير في التذكير للقشيري أنه صور المخطوطة السوفياتية لهذا التفسير ليتولى طبعه بعد ذلك ، لكننا لم نعثر في بحوثنا عن أية طبعة لهذا الكتاب القيم . المخطوطة الأخرى موجودة في جامعة اسطنبول [ تحت رقم 3228 A].
المصدر السابق : ص 126 و ذكره أيضا : ابن خلكان ، وفيات الأعيان ، ج 3 ، ص 206 . الذهبي ، سير أعلام النبلاء ، ج 18، ص 229 . .
Bowering . G ; The light verse : Qur’anic text and sufi interpretation, ORIENS ( Journal de la société internationale d’études orientales ) , Volume 36, Brill, Lieden, 2001, pp. 113-144.
Bowering . G ; The mystical vision of existence in classical islam , the Qur’anic hermeneutics of the sufi Sahl at-Tustari , Walter de Gruyter, Berlin-New York, 1980, p. 31.
المرجع السابق .
ابن خلكان : وفيات الأعيان ، ج 3 ، ص 208 .
لعدة قرون ظل الخلط بين القشيري الأب أبي القاسم عبد الكريم والقشيري الابن أبي النصر عبد الرحيم في ميدان التفسير. ذلك أن الإمامين الجليلين كليهما كتبا تفسيرا كبيرا للقرآن الكريم أصبح فيما بعد مصدرا لكثير من المفسرين.
نبذة عن حياة الإمام القشيري :
عبد الكريم ابن هوازن ابن عبد الملك ابن طلحة ابن محمد المعروف بأبي القاسم القشيري ولد في عام 375-986 في قرية استوا – بضم التاء – المتواجدة في ناحية نيسابور ، العاصمة القديمة لخراسان. نسبة القشيري ترجع في أرجح الأقوال إلى قبيلة يمنية [ تنتهي إلى قشير ابن كعب ] . أما والدته فهي من قبيلة بني سليم . فقد أباه وهو لا يزال صغيرا، لكنه استطاع أن ينتقل إلى نيسابور رغبة في طلب علم الاستيفاء – و ذلك لأن قريته كانت تشكو من ارتفاع الضرائب - . عندما وصل إليها حضر مجلس أبي علي الدقاق [ توفي 405-1021 ] فصادف هوى في نفسه فاعتنق التصوف كسلوك إلى الله . أعجب الشيخ الدقاق بهذا الفتى فقربه إليه و نصحه أن يجمع بين علوم الحقيقة و علوم الشريعة . و توطدت العلاقة بينهما حينما تزوج القشيري بابنة الدقاق فاطمة [ توفيت 480-1087 ] و التي كانت عابدة و عالمة بالحديث .
بعد دراسة الأدب على يد أبي القاسم اليمني ، طلب الفقه عند الشافعي أبي بكر محمد الطوسي [ ت 420-1029 ] و علم الكلام و أصول الفقه على يدي أبي بكر ابن فورك [ ت 406-1015 ] و أبي اسحاق الاسفرائيني [ ت 418-1027 ] و الحديث مع أبي الحسن ابن بشران و أبي الحسن الخفاف [ت 392-1001 ] . سافر إلى بغداد و الحجاز لطلب الحديث ، و عقد لنفسه مجلس الإملاء في بغداد عام 437-1045 و في نيسابور عام 455-1063 إثر عودته من المنفى . يجب التنبيه أيضا إلى أن أبي عبد الرحمن محمد ابن الحسين ابن موسى الأزدي السلمي [ ت 412-1021 ] كان من شيوخ القشيري في طريق التصوف و كذا في علم الحديث . يمكن الإشارة إلى أن القشيري رغم تصوفه و تفرغه للعلم إلا أنه كان يهوى الفروسية حتى برع فيها و كان يحسن كتابة الخط المنسوب .
يعرف عن القشيري ذوده عن المذهب الأشعري و ذلك في كتاباته و مواقفه الجريئة أمام سلطان السلاجقة . فلا يمكن ذكر الفتنة التي تعرض لها الأشاعرة في تلك الفترة دون ذكر اسمه و اسم الجويني . بعد أن وقعت نيسابور تحت الهيمنة السلجوقية استطاع الوزير الكندري أن يؤلب ضد الأشاعرة _ الشافعية السلطان نفسه طغرلبك [ في الحكم بين 1038-1063 ] فأمر بلعنهم على المنابر . كانت مسألة خلق القرآن التي ظننا أنها انتهت و خمدت نيرانها تثير الفتنة و القتال بين المسلمين . كتب القشيري رسالة وجيزة سماها شكاية أهل السنة بحكاية ما نالهم من المحنة دفاعا عن أبي الحسن الأشعري و مذهبه، وهي رسالة حفظها لنا تاج الدين السبكي في الطبقات . بعد محاولة يائسة لإقناع السلطان السلجوقي و تفنيد ادعاءات الكندري رمي به في السجن بضعة أيام، لكن أنصاره استخرجوه بالقوة و لم يجد بدا من الهجرة إلى بغداد ليبقى فيها عشرة أعوام . في منفاه أكرمه الخليفة العباسي القائم بأمر الله [ ولي الخلافة بين 1031-1075 ] و عقد مجلسا للوعظ و الحديث . بعد أن استطاع الوزير نظام الملك [ ت 485-1092 ] أن يعيد توازن القوى بين الأشاعرة و الأحناف و خاصة بعد إعدام الكندري عاد القشيري إلى نيسابور عام 456 هـ و عاش فيها إلى أن توفاه الله يوم الأحد 16 ربيع الثاني 465 هـ الموافق لـ 30 ديسمبر 1072 م و دفن قريبا من ضريح شيخه الدقاق .
خلف القشيري سبعة أولاد عرفوا بالعلم و العبادة . و يعتبر ولده الرابع أبو النصر عبد الرحيم (ت، 514-1120) أشهرهم. و هو الذي درّس في المدرسة النظامية بعد أن كان تلميذا للجويني . لكن تعصبه لمذهب الأشعرية أدى إلى إشعال نار الفتنة بين أنصاره و الحنابلة مما أدى إلى الاقتتال بينهم . استطاع نظام الملك أن يسكن هذه الفتنة بعزل ابن القشيري عن التدريس في النظامية .
مما لا شك فيه أن أبا النصر القشيري ألف تفسيرا للقرآن الكريم ، وذلك لأن المصادر التاريخية ذكرته أكثر مما ذكرت تفسير القشيري الأب ، مما أدى إلى الخلط بينهما. و قد استدل به القرطبي أكثر من مرة في تفسيره و كذا ابن حجر العسقلاني في فتح الباري و غيرهما . .
مؤلفات القشيري الأب:
يعرف عن القشيري عدد لا بأس به من المؤلفات ، منها ما طبع و منها ما يزال مخطوطا و منها ما فقد. مجاله المفضل هو التصوف و التفسير و العقيدة. من هذه المؤلفات :
_ الرسالة : المعروفة بالرسالة القشيرية في علم التصوف و هي التي عرف بها القشيري . ترجمت إلى عدة لغات منها التركية، الفارسية ، الألمانية ، الإنجليزية و الفرنسية …الخ. و قد ذيلها زكريا الأنصاري بحاشية شرح فيها المصطلحات الصوفية التي وردت فيها. هذه الرسالة تناول فيها القشيري أهم المصطلحات الصوفية من مقامات و أحوال ، و كذا نبذة عن حياة ثلة من شيوخ التصوف و أقوالهم. و قد لقيت قبولا واسعا عند العامة و الأوساط العلمية لتميزها بالاختصار و الوضوح ، ناهيك عن كون مؤلفها معروفا بالاعتدال و طول باعه في العلوم الشرعية . و قد ذكر اا
_ لطائف الإشارات : و هو تفسير إشاري صوفي للقرآن الكريم . و هو أول تفسير كامل للقرآن بلغنا إلى هذا اليوم . طبعه في مصر الدكتور ابراهيم بسيوني و هي الطبعة العلمية المعتمدة . طبع طبعات أخرى في الأعوام الأخيرة و لكنها لم تعتمد مخطوطات أخر بل التزمت إلى حد ما طبعة بسيوني. كتبه القشيري عام 434 – 1042 . ذكره السيوطي في طبقات المفسرين و رفع من قيمته .
-التيسير في علم التفسير : و يعرف أيضا بـ التفسير الكبير ، و هو تفسير كامل للقرآن لا يزال مخطوطا . قال عنه السيوطي أنه من أحسن التفاسير . هذا التفسير هو أول ما كتبه القشيري [ عام 410 – 1019 ] و اهتم فيه بالجانب اللغوي و أسباب النزول و الحديث …الخ . و هذا التفسير رجح المستشرق ريتر كونه من تأليف ابن القشيري : أبي النصر عبد الرحيم [ توفي 514 هـ – 1120 ] أما التفسير الكبير فهو من تأليف القشيري الأب . و هو ما يعتقده المستشرق بوورينج [ Bowering . G] بعد مقارنة مخطوطة ليدن [Leiden] تحت رقم 1659 و مخطوطة جامعة اسطنبول [ Istanbul universitesi] تحت رقم 3228 . و هو قول وارد خاصة إذا علمنا أن أبا النصر القشيري قد ذكره السيوطي في طبقات المفسرين و السبكي في الطبقات الكبرى و ابن خلكان كمفسر للقرآن .
المراجع
عن حياة القشيري يمكن الرجوع إلى :
- ابن عساكر ، تبيين كذب المفتري ، مطبعة التوفيق ، دمشق ، 1347 ، ص. 271-276 .
- شمس الدين الذهبي ، سير أعلام النيلاء ، مؤسسة الرسالة ، 1993، ج 18 ، ص 227-233 .
- تاج الدين السبكي ، طبقات الشافعية الكبرى مطبعة هجر ، 1992، ج 5 ، ص 153-162 .
- ابن خلكان ، وفيات الأعيان ، دار الثقافة، 1968، ج 3 ، ص 207-208 .
- ابراهيم بسيوني ، الإمام القشيري ، سيرته آثاره ، مذهبه في التصوف ، مجمع البحوث الإسلامية، 1972.
- و الترجمة الألمانية للرسالة القشيرية [ وهي ترجمة ممتازة و موثقة ] ، ريشارد غرامليش
- Das sendschreiben al-Qushayris uber das sufitum, Franz Steiner, Verlag Wiesbaden GMBH, 1989.
أبو الفرج ابن الجوزي : المنتظم ، دار صادر، 1939، ج 8، ص 157.
هذا النوع من الخط العربي بدأ في بغداد في القرن الثالث للهجرة على يد ابن مقلة [ ت 328-940 ] ثم بعد ذلك مع ابن البواب [ 413-1022 ] و ياقوت المستعصمي .
السيوطي : طبقات المفسرين ، ج 1 ، ص 65. ابن خلكان : وفيات الأعيان ، ج 3 ، 208 .
رغم أسبقية تفسير سهل التستري و حقائق التفسير لعبد الرحمن السلمي إلا أن حجم الآيات التي تعرض لها القشيري يفوق بكثير التفسيرين المذكورين . و تفسير جعفر الصادق [ توفي 148-765 ] و إن كان بعضه مطبوعا إلا أنه يبقى غير كامل [ طبعه بول نويه تحت عنوان :
le tafsir mystique attribué à Ja ‘far as-Sadiq, édition critique, mélanges de l’université saint-Joseph , tome XLIII .
السيوطي : طبقات المفسرين ، ص 126 . و ذكره أيضا : تاج الدين السبكي ، طبقات الشافعية الكبرى ، ج 5 ، ص 159 . شمس الدين الذهبي ، سير أعلام النبلاء ، ج 18 ، ص 229 .
ذكر ابراهيم بسيوني في مقدمته لكتاب التحبير في التذكير للقشيري أنه صور المخطوطة السوفياتية لهذا التفسير ليتولى طبعه بعد ذلك ، لكننا لم نعثر في بحوثنا عن أية طبعة لهذا الكتاب القيم . المخطوطة الأخرى موجودة في جامعة اسطنبول [ تحت رقم 3228 A].
المصدر السابق : ص 126 و ذكره أيضا : ابن خلكان ، وفيات الأعيان ، ج 3 ، ص 206 . الذهبي ، سير أعلام النبلاء ، ج 18، ص 229 . .
Bowering . G ; The light verse : Qur’anic text and sufi interpretation, ORIENS ( Journal de la société internationale d’études orientales ) , Volume 36, Brill, Lieden, 2001, pp. 113-144.
Bowering . G ; The mystical vision of existence in classical islam , the Qur’anic hermeneutics of the sufi Sahl at-Tustari , Walter de Gruyter, Berlin-New York, 1980, p. 31.
المرجع السابق .
ابن خلكان : وفيات الأعيان ، ج 3 ، ص 208 .