أبو إسحاق الحضرمي
New member
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
هذا موضوع على غرر موضوعي : من اشتغلَّ بالإقراء ثم ترك أو نسي أو قطع القراءة أو امتنع من الإقراء الذي بدأته ، وعنونتُ له بهذا العنوان : مَنْ تصدَّر للإقراء أو التأليف في علم الإقراء أو أمَّ القوم مع صِغَرِ سنّه : جمعتُها من تراجم أهل العلم ، وأرجو من مشايخي وأحبتي ذكر ما تيسَّر لهم في ذلك ، وسأجعله مرتباً :
1) عمرو بن سلمة قال : كنا على حاضر فكان الركبان يمرو بنا راجعين من عند النبي صلى الله عليه و سلم فأدنوا منهم فأسمع حتى حفظت قرآنا قال : و كان الناس ينتظرون بإسلامهم فتح مكة فلما فتحت جعل الرجل يأتيه فيقول : يا رسول الله أنا وافد بني فلان و جئتك باسلامهم فانطلق أبي باسلام قومه فلما رجع قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : قدموا أكثرهم قرآنا قال : فنظروا و أنا لعلى حواء قال الدورقي حواء عظيم و قال أبو هاشم : حواء و قالا : فما وجدوا فيهم أحدا أكثر قرآنا مني فقدموني و أنا غلام فصليت بهم و علي بردة لي فكنت إذا ركعت أو سجدت فتبدو عورتي فلما صلينا تقول لنا عجوز دهرية :
غطوا عنا است قارئكم قال : فقطعوا لي قميصا قال : أحسبه قال : من معقد النحرين فذكر أنه فرح به فرحا شديدا قال الدروقي : قال ليؤمكم أكثركم قرآناً ) أخرجه الإمام في المسند وابن خزيمة في صحيحه .[FONT="]
[/FONT]
2) عبد الله بن عباس رضي الله عنهما كما في الصحيح، قال: (( كنتُ أُقرئُ رجالاً من المهاجرين منهم: عبد الرحمن بن عوف))، قال ابن الجوزي في" كشف المشكل ": فيه تنبيهٌ على أخذ العلم من أهله وإن صغرت أسنانُهم، أو قلَّت أقدارُهم، وقد كان حكيم بن حزامرضي الله عنه يقرأ على معاذ بن جبل رضي الله عنه ، فقيل له: تقرأ على هذا الغلام الخزرجي؟ قال: إنَّما أهلكنا التكبّر )) . الآداب الشرعية لابن مفلح 2/111-112.
3) محمد بن الحسين بن رزين بن موسى العامري ، قال الداوودي: فتصدَّر للإقراء والتدريس وعمره ثماني عشر سنة ) ، وقال أيضاً: وبرع في علم التفسير، وشارك في الخلاف والمنطق والحديث وصار من الفقهاء المقصودين للإفتاء) . انظر طبقات المفسرين 2/138-139.
4) محمد بن إسرائيل بن أبي بكر الدمشقي المعروف بالقصَّاع، قال ابن الجزري: أستاذٌ كبير عارف، محرر ناقلٌ محقق، اعتنى بهذا العلم أتمَّ عناية....ووَلِيَ مشيخة الإقراء بالتربة الأشرفية بعد أبي شامة) ويقول الذهبي: الأستاذ... المقرئ مصنّف المغني والاستبصار في القراءات والكتابات.....) وقال:كان شاباً ذكيّاً ، زكيّاً خيّراً، صالحاً متواضعاً، عني بهذا الشأن أتمَّ عناية وقرأ بالروايات الكثيرة.....) وقال: وقد جلس للإقراء ، وأقرأ الناس، وسمع الكثير، وعاجلته المنيَّة فمات قبل الكهولة..) توفي وعمره 35سنة ( غاية النهاية لابن الجزري 2/100.- معرفة القراء الكبار للذهبي 2/699 ) .
5) الإمام محمد بن محمد بن محمد بن الجزري، يقول الإمام السخاوي: وله تصانيف مفيدة كالنشر في القراءات العشر في مجلدين، والتقريب ومختصره، وتحبير التيسير في القراءات العشر، والتمهيد في التجويد، وهما مما ألَّفهما قديماً وله سبع عشرة سنة، كذلك نظم الهداية في تتمة العشرة، و سمَّاه الدُّرة ، وله ثمان عشرة سنة، وربما حفظها أو بعضها بعض شيوخه) الضوء اللامع للسخاوي 9/257.
يتبع - إن شاء الله تعالى -