مَـوضُـوعٌ في علوم القرآن اقترحهُ الإمامُ السيوطي للباحثين.

إنضم
20/01/2006
المشاركات
1,245
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
المدينة المنورة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن اتبع هداه إلى يوم الدين
وبعد:

فإن من علوم القرآن المهمَّة - التي تخفى على كثير من غير المشتغلين بهذا العلم الشريف - علمَ الموصول في اللفظ والمفصول في المعنى.

وعلى هذا العلمِ يعتمدُ المهرةُ بكتاب الله تعالى في معرفة الوقف والابتداء , بل يحتاجه المتفقهةُ في استنباط الأحكام كما في مسالة اشتراط الخوف في قصر المسافر, ويحصل به حل إشكالات ومعضلاتٍ كثيرةٍ في غير ما فنٍّ كما نبه لذلك السيوطي والزركشي وغيرهما عليهم رحمة الله وبركاته.

فهل امتثل باحثٌ لاقتراح السيوطي وشهادته لهذا العلم بالجدارة بالإفراد في التصنيف؟
 
وقد بحث جزاكم الله خيرا

وقد بحث جزاكم الله خيرا

أحسن الله إليكم قد امتثلت لاقتراح السيوطي وبحثت الموضوع في رسالة ماجستير نوقشت في مكة قبل أكثر من عامين والكتاب في مراحل الطبع الأخيرة بإذن الله تعالى
 
بارك الله فيكم أخي الكريم . والأمر كما ذكرت الأخت خلود بارك الله فيها فقد قامت بدراسة هذا الموضوع في رسالتها للماجستير وأوفته حقه من البحث مشكورة ، ولعل الكتاب يطبع قريباً بإذن الله .
 
أحسن الله إليكم قد امتثلت لاقتراح السيوطي وبحثت الموضوع في رسالة ماجستير نوقشت في مكة قبل أكثر من عامين والكتاب في مراحل الطبع الأخيرة بإذن الله تعالى

ماشاء الله، والموضوع مهم جدا، ولا شك زاخر بالفوائد، فهنيئا لك اختياره، وهنيئا لك خروجه مقدما لينتفع طلبة العلم به.

وحبذا التكرم بعرض موجز عنه، ليفيد من لم يصله الكتاب منه. وبارك الله سائر جهودك، وجزاك كل خير.
 
الحمد لله الذي هداني لهذا
وما توفيقي إلا بالله

وفيكم جميعا بارك.
أشكر للشيخين الكريمين ما تفضلا به، وأسأل الله تعالى أن أكون قد وفقت لخدمة هذا الموضوع.
وعسى الله أن يتقبله قبولا حسنا، وأن يعفو عما فيه من الخلل والزلل.
وسأقدم - بإذن الله تعالى- عرضا موجزا عن البحث متى يسر الله ذلك.
 
وفق الله أختنا " خلود " وكل أخواتنا الباحثات في كل ما يخدم الإسلام والمسلمين .
لو تتكرم الأخت بذكر عنوان الرسالة كاملاً نكن لها من الشاكرين .
 
عنوان الرسالة ـ بعد إعدادها للطباعة ـ : الموصول لفظا المفصول معنى في القرآن الكريم من أول سورة يس إلى آخر القرآن الكريم جمعا ودراسة
 
ويمكن أن نوسع دائرة الاقتراح لتشمل دراسة الموصول لفظا المفصول معنى في الحديث أيضا؛ فإن علم الموصول لفظا المفصول معنى يصح أن يكون من علوم الحديث كما هو من علوم القرآن. إذ يمكن استخراج أنواع لعلوم الحديث بمقارنتها بعلوم القرآن الكريم كما أشار لذلك فضيلة الشيخ د. محمد بازمول في شرحه لقول شيخ الإسلام ابن تيمية - في "مقدمة في أصول التفسير" عند حديثه عن جهتي الخطأ في التفاسير التي اعتنت بالاستدلال- : (وهذا كما أنه وقع في تفسير القرآن فإنه وقع أيضا في تفسير الحديث).


قال د. بازمول:
(هذا أصل مهم، كل ما تكلم به العلماء في القرآن؛ مثله يأتي في الحديث، ألم يقل رسول الله : "إلا إني أوتيت القرآن ومثله معه" ؟ إلا ما اختص به القرآن مما دل الدليل على اختصاصه) إلى أن قال: (هذا الأصل مهم جدا ينبغي أن يتنبه له طلاب العلم، فإنه يعينهم على فهم السنة وعلى فتح أنواع كثيرة من أنواع الحديث غائبة عن الأذهان. وهناك أنواع كثيرة من أنواع الحديث غائبة عن الأذهان يمكن استخراجها من خلال مقارنتها بعلوم القرآن، يأتي للنوع من علوم القرآن الموجود في علوم القرآن ويستخرج مثله في السنة، وكان عند الشيخ بكر أبو زيد- رحمه الله- مشروع اسمه [مد علوم الحديث] يعني: زيادته) أ.هـ. 1.

وإذا كان العلم بالموصول لفظا المفصول معنى يحصل به حل إشكالات وكشف معضلات كما قال السيوطي 2؛ فإن مما يزيل الإشكال في فهم الحديث حمله على أنه من الموصول لفظا المفصول معنى.

ومما قد يصلح مثالا لذلك:

حديث ابن مسعود  عن النبي  أنه قال: "كان الكتاب الأول نزل من باب واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف، زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال" فإن قوله : " سبعة أحرف، زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال" هو من الموصول لفظا المفصول معنى على أحد القولين، فقد اتصل قوله : " سبعة أحرف" بقوله: "زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال" لفظا وانفصل معنى، إذ ليس قوله : "زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال" تفسيرا للسبعة الأحرف، بل هو تفسير لما تقدم ذكره "من سبعة أبواب". وهذا إذا فسرنا معنى الأحرف الواردة في الحديث بأنها اللغات التي نزل عليها القرآن، والتي ورد ذكرها في الأحاديث.

قال الداني في "جامع البيان": (في السبعة الأحرف التي ذكرها  في هذا الخبر وجهان:
أحدهما: أنها غير السبعة الأحرف التي ذكرها في الأخبار المتقدمة. وذلك من حيث فسرها في هذا الخبر فقال: زاجر، وآمر، وحلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وأمثال. وأمر أمته أن يحلوا حلاله ويحرموا حرامه، ويفعلوا ما أمروا به، وينتهوا عما نهوا عنه، ويعتبروا بأمثاله، ويعملوا بحكمه، ويؤمنوا بمتشابهه. ثم أكد ذلك بأن أمرهم أن يقولوا: آمنا به كل من عند ربنا. فدل ذلك كله على أن هذه الأحرف غير تلك الأحرف التي هي اللغات والقراءات ...
والوجه الثاني: أن السبعة الأحرف في هذا الخبر هي السبعة الأحرف المذكورة في الأخبار المتقدمة، التي هي اللغات والقراءات. ويكون قوله: "زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال" تفسيرا للسبعة أبواب التي هي من الجنة، لا تفسيرا للسبعة الأحرف؛ لأن العامل إذا عمل بها وانتهى إلى حدودها استوجب بذلك الجنة. وكلا الوجهين في تأويل الحديث بين ظاهر وعلى الأول أكثر العلماء) 3.

قال ابن الجزري:
(فإن قيل: فما تقول في الحديث الذي رواه الطبراني من حديث عمر بن أبي سلمة المخزومي أن النبي  قال لابن مسعود : "إن الكتب كانت تنزل من السماء من باب واحد، وإن القرآن أنزل من سبعة أبواب على سبعة أحرف حلال وحرام، ومحكم ومتشابه، وضرب أمثال، وآمر وزاجر، فأحل حلاله وحرم حرامه، واعمل بمحكمه وقف عند متشابهه، واعتبر أمثاله، فإن كلا من عند الله وما يذكر إلا أولو الألباب ؟
فالجواب عنه من ثلاثة أوجه :

أحدها: أن هذه السبعة غير السبعة الأحرف التي ذكرها النبي  في تلك الأحاديث، وذلك من حيث فسرها في هذا الحديث فقال: حلال وحرام إلى آخره وأمر بإحلال حلاله وتحريم حرامه إلى آخره، ثم أكد ذلك بالأمر بقول آمنا به كل من عند ربنا، فدل على أن هذه غير تلك القراءات .

الثاني: أن السبعة الأحرف في هذا الحديث هي هذه المذكورة في الأحاديث الأخرى التي هي الأوجه والقراءات، ويكون قوله حلال وحرام إلى آخره تفسيرا للسبعة الأبواب. والله أعلم.

الثالث: أن يكون قوله: حلال وحرام إلى آخره لا تعلق له بالسبعة الأحرف ولا بالسبعة الأبواب، بل إخبار عن القرآن، أي هو كذا وكذا واتفق كونه بصفات سبع كذلك)4 .

فعلى الوجه الأول الذي ذكره الداني، وابن الجزري لا يعد الحديث من الموصول لفظا المفصول معنى؛ لأن قوله: حلال وحرام إلى آخره تفسير للأحرف.
أما على الوجهين الثاني، والثالث فإن الحديث من الموصول لفظا المفصول معنى؛ لانفصال قوله: حلال وحرام إلى آخره عن الأحرف السبعة، إذ ليس بتفسير لها.
هذا، والله تعالى أعلم.


1 انظر: "شرح مقدمة في أصول التفسير"، طبعة دار الإمام أحمد، ص177-179.
2 "الإتقان في علوم القرآن"، ط.مجمع الملك فهد، ج2، ص576.
3 انظر:ج1، ص18.
4 "النشر في القراءات العشر"، ط. دار الكتاب العربي، ج1، ص25.
 
أولاً : أبارك لأختي الكريمة الأديبة " خلود " صدور رسالتها المذكورة مطبوعة ، نفع الله بها طلاب العلم ، وجعلها في ميزان حسناتها ، ويسر لها إردافها برسالة الدكتوراه إن شاءالله .
وقبل أن أذكر تعليقي ومداخلتي أقول : يعجبني كثيراً شعر عمر بن أبي ربيعة رحمه الله ، وخاصة بيته الذائع :
[align=center]" ليت هنداً أنجزتنا ما تعد "[/align]
أما المداخلة فهي :
في النفس شيء من تطبيق هذا الموضوع " المفصول لفظاً الموصول معنى " على الحديث الشريف ، لأسباب أهمها عندي الآن :
كيف نعرف لفظ النبي النبي صلى اله عليه وسلم للكلمة : هل نطق بها رفعاً أو نصباً أو جراً ، وهذا معروف أنه مهم جداً لبيان وصله من فصله ، خاصة وأن علماء الحديث لم يهتموا بهذا غالباً حسب علمي القاصر في ذلك .
وعليه لو أخذنا الحديث المذكور فأسأل :
كيف نطق النبي صلى الله عليه وسلم كلمة :" حلال وحرام إلى آخره " ؟؟ ومعرفة ذلك مهمة جداً ، وبدونها لا يصح التشبيه بينه وبين تطبيقه على الآيات القرآنية لوجود الفارق وأي فارق .
والله أعلم .
 
.
" الموصول لفظا المفصول معنى في القرآن الكريم من أول سورة يس إلى آخر القرآن الكريم جمعا ودراسة"

موضوع يستحق القراءة ونشكر الأخت خلود على إعداده ونسأل الله تعالى أن يرزقها العلم النافع ولعلنا عما قريب نسعد بالاطلاع على هذا السفر الجديد في المكتبة القرآنية .

ولكن هل تم تناول هذا الموضوع من خلال جمع آخر من سور القرآن العظيم؟

والله الموفق
 
[align=center]رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه

ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا
[/align]
أشكر للشيخين الفاضلين: د. الجكني، ود.خضر ما تفضلا به.
ثم هذا الوعد – الذي أشار إليه د. الجكني حفظه الله- يسر الله إنجازه.

أما بعد
فإن أحق ما صُرفت إلى علمه العناية، وبُلْغَت في معرفته الغاية، ما كان لله في العلم به رضىً، وللعالم به إلى سبيل الرشاد هدى.
وإن أجمعَ ذلك لبَاغِيه، كتابُ الله الذي لا ريب فيه، وتنـزيله الذي لا مِرْية فيه.

وكما أن القرآن الكريم أفضل من كل كلام سواه؛ فعلومه أفضل من كل علم عداه.

قال ابن الجوزي – رحمه الله -: "لما كان القرآن العزيز أشرف العلوم؛ كان الفهم لمعانيه أوفى الفهوم؛ لأن شرف العلم بشرف المعلوم".

ومن تلكم العلوم الشريفة علم الموصول لفظاً المفصول معنى؛ لأن به يتُوصل إلى الفهم الصحيح للآيات القرآنية، وإزالة ما قد يعرض للقارئ من لبس، وإيهام في فهم المعاني.

وفي كلام العلماء قديماً ما يدل على هذا العلم.
فقد أدرج الزركشي - رحمه الله - هذا العلم ضمن علم المناسبات، تحت فصلٍ قال في مقدمته: "وقد يكون اللفظ متصلا بآخر، والمعنى على خلافه".
ثم عاد فذكر هذا العلم بأحد أفراده - وهو المدرج - فقال: "هذا النوع سميته بهذه التسمية، بنظير المدرج من الحديث، وحقيقته في أسلوب القرآن: أن تجيء الكلمة إلى جنب أخرى كأنها معها، وهي في الحقيقة غير متعلقة بها.

ونص السيوطي- رحمه الله - على تسمية هذا العلم، وأفرد له النوع التاسع والعشرين.


ويدل على أهمية الموضوع أمور:
1- أن به تُفَسَّر الآيات القرآنية، وتوضح معانيها.

2- أن به يُرفع اللبس الذي قد يعرض للقارئ لكتاب الله تعالى في حال لم تتبين له المواضع التي يتصل فيها اللفظ وينفصل المعنى.
قال السيوطي: "وبه يحصل حل إشكالات، وكشف معضلات كثيرة".

ورغم تلكم المكانة العظيمة، والشأن الرفيع لهذا العلم إلا أنه لم يفرد بالتصنيف؛ لذا صار من المهم البحث في هذا الموضوع، وإفراده بكتاب مستقل أعان الله على ذلك، فاشتمل الكتاب على بابين:

[align=center]الباب الأول : الدراسة النظرية
مبادئ علم الموصول لفظاً المفصول معنى.[/align]


وتحته خمسة فصول:
الفصل الأول: تعريف الموصول لفظاً المفصول معنى، ونشأته.وتحته مبحثان:
المبحث الأول : تعريف الموصول لفظاً المفصول معنى في اللغة، والاصطلاح.
المبحث الثاني : نشأة علم الموصول لفظاً المفصول معنى.

الفصل الثاني: أنواع الموصول لفظاً المفصول معنى.وتحته مبحثان:
المبحث الأول: أنواع الموصول لفظاً المفصول معنى من حيث الموقع من الآيات.
المبحث الثاني: أنواع الموصول لفظاً المفصول معنى من حيث المتفق عليه، والمختلف فيه.

الفصل الثالث: علاقة علم الموصول لفظاً المفصول معنى بغيره من علوم القرآن الكريم.

وتحته تمهيد، وستة مباحث:
المبحث الأول: علاقة علم الموصول لفظاً المفصول معنى بعلم التفسير.
المبحث الثاني: علاقة علم الموصول لفظاً المفصول معنى بعلم الوقف والابتداء.
المبحث الثالث: علاقة علم الموصول لفظاً المفصول معنى بعلم القراءات.
المبحث الرابع: علاقة علم الموصول لفظاً المفصول معنى بعلم مشكل القرآن الكريم. المبحث الخامس: علاقة علم الموصول لفظاً المفصول معنى بعلم المناسبات.
المبحث السادس: علاقة علم الموصول لفظاً المفصول معنى بعلم الفواصل ورؤوس الآي.

الفصل الرابع: ضوابط معرفة الموصول لفظاً المفصول معنى.وتحته مبحثان:
المبحث الأول: الضوابط النقلية.
المبحث الثاني: الضوابط الاجتهادية.

الفصل الخامس: فضل علم الموصول لفظاً المفصول معنى، وأهميته، وثمراته، وفوائده.وتحته مبحثان:
المبحث الأول: فضل علم الموصول لفظاً المفصول معنى، وأهميته .
المبحث الثاني: ثمرات علم الموصول لفظاً المفصول معنى، وفوائده.

[align=center]الباب الثاني: الدراسة التطبيقية[/align]

وفيها جمع الآيات القرآنية التي هي من الموصول لفظاً المفصول معنى، مرتبة وفق ترتيبها في المصحف، وإيراد كلام المفسرين فيها، مع الدراسة والتعليق. وقد سلكت في ذلك مسلك الموازنة بين أقوال المفسرين. واعتمدت ثمانية عشر تفسيراً للموازنة بين أقوال أصحابها. والتفاسير هي:
1- "جامع البيان".
2- "بحر العلوم".
3- "تفسير القرآن" للسمعاني.
4- "معالم التنزيل".
5- "الكشاف".
6- "المحرر الوجيز".
7- "زاد المسير".
8- "التفسير الكبير".
9- "الجامع لأحكام القرآن".
10- "مدارك التنزيل".
11- "التسهيل لعلوم التنزيل".
12- "البحر المحيط".
13- "تفسير القرآن العظيم".
14- "فتح القدير".
15- "محاسن التأويل".
16- "تيسير الكريم الرحمن".
17- "أضواء البيان".
18- "التحرير والتنوير".

[align=center]نتائج البحث:[/align]
1- الموصول لفظاً المفصول معنى هو: مجيء الآية، أو الآيات في السورة الواحدة على نظم واحد في اللفظ، يوهم اتصال المعنى.
فيشترط في مواضع هذا العلم أن تكون موهمة، ولا يشترط أن يقع فيها الإشكال، فقد تكون مشكلة، وقد لا تكون.

2- نشأ هذا العلم في العهد النبوي مع تَنَزُّل القرآن الكريم. ومرَّ في نشأته بأربع مراحل:
أ- المرحلة الأولى: امتزاج هذا العلم مع التفسير في عهد الصحابة.
ب- المرحلة الثانية: تداخل هذا العلم مع علم الوقف والابتداء.
ت- المرحلة الثالثة: ظهور هذا العلم في مصنفات علوم القرآن.
فتارة يأتي هذا العلم باسم أحد أفراده وهو (المدرج) ، وتارة يأتي باسم (الموصول لفظا المفصول معنى) كما هو عند السيوطي الذي يُعَدُّ أول من أفرد هذا العلم بنوع من أنواع علوم القرآن.

وينبغي التنبه إلى أن تسميته بالمدرج لا تعني أنه ليس من كلام الله، إذ قد يُتَوهم ذلك من التسمية، مقارنة له بالمدرج في الحديث، والأمر ليس كذلك، إنما سمي مدرجاً لأنه حكاية عن غير الله تعالى، ولا يخرجه هذا عن أنه كلام الله تعالى.

ث- المرحلة الرابعة: إفراد هذا العلم بالتصنيف.
لم يُفْرَد هذا العلم بالتصنيف. يدل على ذلك أمور:
الأول: أنَّ الزركشي والسيوطي - رحمهما الله- لم يذكرا مُصَـنَّفَاً ولا مُصَـنِّفَاً فيه. فهذا الفعل منهما - والذي هو خلاف ما انتهجاه في كتابيهما غالبا- يدل على عدم وجود مصنفات أفردت هذا العلم بالتصنيف.

الثاني: قول السيوطي: "هو نوع مهم جدير بالتصنيف". وقوله هذا صريح في الحاجة لإفراد هذا العلم بالتصنيف.

الثالث:
لم أجد في المدونات التي عنيت بذكر أنواع العلوم ومؤلفاتها - أو ما يطلق عليها معاجم الكتب - ذكراً لـمُؤَلَّفٍ ولا مُؤَلِّفٍ أفرد هذا العلم بالتصنيف.
وأحسب - والله تعالى أعلم - أنَّ هذه الرسالة أول ما أفردت هذا العلم بالبحث. فأسأل الله العظيم، رب العرش الكريم أن يجعل هذا العمل خالصاً متقبلاً.

3- جاء في كلام السلف ما يدل على هذا العلم.

4- علم الموصول لفظاً المفصول معنى من أشرف العلوم وأفضلها، فبه يحصل بيان معاني آيات الله عز وجل، وبه يتضح ما يتم عنده الكلام، وبه يُرفع اللبس، وتزول الإشكالات.

5- مما يدل على مواضع هذا العلم عبارات، منها: هنا تم الكلام، وانقطع الكلام، وهذا مقطوع مما قبله.

6- يقع الموصول لفظا المفصول معنى داخل الآية، وبين آيتين، وبعد عدد من الآيات. ولا يقع بين السور.

7- هذا العلم قائم على الاختلاف في وقوع الانفصال في المعنى أصلاً، أو في تحديد موقعه؛ لذا تعد جُلُّ مواضع هذا العلم من المختلف فيه. إلا أن من المواضع ما اتفق على أنها من الموصول لفظا المفصول معنى.

8- يظهر هذا العلم عند بعض المفسرين أكثر من غيرهم. ومن هؤلاء المفسرين: السمرقندي، والسمعاني، والبغوي، وابن عطية، وابن الجوزي، والقرطبي، والشوكاني.

9- لمواضع هذا العلم درجتان:
الأولى: ما يكون من الموصول لفظا المفصول معنى وجوباً.
الثانية: ما يكون من الموصول لفظا المفصول معنى جوازاًً.

10- لعلم الموصول لفظاً المفصول معنىً علاقة بعدد من العلوم، كعلوم القرآن الكريم، وعلم النحو والإعراب، وغيرها.
أ- علاقته بالإعراب:
للإعراب المقبول مكانته من التفسير، وأثره العظيم في تحديد مواضع الموصول لفظا المفصول معنى. إلا أنه يتنبه هنا إلى أن القول بأن الموضع القرآني من مواضع هذا العلم بمجرد الاحتمال النحوي الإعرابي، دون النظر للمعنى؛ أمر غير مقبول، إذ ليس كل ما جاز إعراباً جاز تفسيراً.

ب- علاقته بعلم أسباب النزول:
متى صح في الآية سبب نزول يترتب عليه وقوع انفصال للمعنى فيها؛ فإن الموضع يكون من الموصول لفظاً المفصول معنى.

ت- علاقته بعلم التفسير:
مرجع هذا العلم إلى التفسير؛ لأن بيان وجود فصل للمعاني، وتحديد مواضع هذا الفصل في الآيات إنما هو قائم على فهم الآيات، وتفسيرها؛ ولذا تكون الآية من الموصول لفظاً المفصول معنى على تفسير، ولا تكون كذلك على تفسير آخر.

ث- علاقته بعلم الوقف والابتداء:
الموصول لفظا المفصول معنى أصل كبير في الوقف؛ لأنه قائم على فهم المعاني، وتحديد المواضع التي تنفصل عندها. ومعلوم أن الوقف أثر عن فهم المعنى.
ومعرفة الموصول لفظا المفصول معنى تعين على معرفة ما يُوقف عليه، وما يُبتدأ به.

ج- علاقته بعلم القراءات:
لعلم الموصول لفظاً المفصول معنى ارتباط وثيق بعلم القراءات؛ لأن لاختلاف القراءة أثر كبير في فهم المعنى، ومعرفة مايتصل منه، وما ينفصل. فيكون المعنى منفصلاً على قراءة، غير منفصل على قراءة أخرى.

ح- علاقته بعلم مشكل القرآن:
من أوجه دفع الإشكال عن الآية حملها على أنها من الموصول لفظاً المفصول معنى.

خ- علاقته بعلم المناسبات:
لا تباين بين علم الموصول لفظا المفصول معنى وعلم المناسبات، فيجوز أن يكون في الآية مناسبة من وجه، وانفصال للمعنى من وجه آخر.
ولأجل هذه العلاقة بين العلمين ألحق الزركشي هذا العلم بعلم المناسبات.

د- علاقته بعلم الفواصل ورؤوس الآي:
* كل موضع من مواضع الموصول لفظاً المفصول معنى يعد فاصلة – بمعنى ما ينفصل عنده الكلام-؛ لانفصال المعنى عنده. وليست كل فاصلة من الموصول لفظاً المفصول معنى؛ لأن من الفواصل ما يُوهِم، وما لا يوهم.
* مواضع الموصول لفظاً المفصول معنى تأتي على رؤوس الآي، وتأتي على غيرها.

11- لمعرفة مواضع هذا العلم ضوابط نقلية، وأخرى اجتهادية.

12- مواضع هذا العلم من أول سورة يس إلى آخر القرآن الكريم اثنان وتسعون موضعاً. منها سبعة مواضع متفق على أنها من الموصول لفظا المفصول معنى.

13- بعض السور لا تشتمل على مواضع لهذا العلم.
وسيأتي مزيد بيان - بإذن الله تعالى - لما تقدم ذكره مما يحتاج لبيان مع ذكر الأمثلة متى يسر الله ذلك.
كما سيأتي بقية حديث عن الموصول لفظا المفصول معنى في الحديث النبوي.

هذا، والله تعالى أجل وأعلم.


http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=18353
 
نشكر الأخت خلود على هذا الجهد الذي بذلته مشكورة في إعداد هذه الرسالة ونأمل أن تكون هذه الرسالة باكورة خير للباحثين من بعدها في مواصلة مسيرة العطاء العلمي من اجل استخراج الصدف الكامنة في كتاب الله عزوجل وأسأل الله ان ينفع بهذه الرسالة الباحثين والمهتمين، وأن يجعل ذلك في ميزان حسناتها إنه جواد كريم.
منصور علي سالم العمراني
 
أسأل الله ان ينفع بهذه الرسالة الباحثين والمهتمين، وأن يجعل ذلك في ميزان حسناتها إنه جواد كريم.

ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم
ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا
أحسن الله إليكم
وتقبل دعاءكم
وجزاكم خيرا



يعجبني كثيراً شعر عمر بن أبي ربيعة رحمه الله ، وخاصة بيته الذائع :
[align=center]" ليت هنداً أنجزتنا ما تعد "[/align]
[align=center]وإن كان لا يعجبني كثيرا شعر عمر بن أبي ربيعة عفا الله عنا وعنه -مع وافر الاحترام لشيخي د. الجكني- لكن عسى أن يكون في الوعد المنجز (المكتوب أعلاه) للنفوس شفاء مما تجد، فإن لم يكن ففي التتمة –بإذن الله- شفاء.[/align]
 
قد يكون

قد يكون

.
ولكن هل تم تناول هذا الموضوع من خلال جمع آخر من سور القرآن العظيم؟

أحسن الله إليكم
الرسالة سجلت في رمضان سنة 1425هـ، وتمت مناقشتها في ذي القعدة سنة 1427هـ، فقد تكون هناك دراسات مسجلة بعد سنة 1427هـ وإن لم يتأكد ذلك عندي
 
عودة
أعلى