لكي نواصل الحديث حول نشأ التفسير لابن وهب الذي يتمثل جزء من جامعه
أود أن أذكر بمنتهى الايجاز ما جاء في هذه السلسلة تحت هذا العنوان من النتائج :
انّ الأخطاء التي وقع فيها الناسخ تبين لنا أنه اعتمد عند كتابة نسخته في حلقة عيسى بن مسكين بالقيروان ( عام 290 ) على نسختين سابقتين على نسخته :
على كتاب (أي نسخة) سحنون
وعلى كتاب (أي نسخة) عيسى بن مسكين . وهذا الأخير رواية متأخرة على رواية سحنون عن ابن وهب اذ أخذها ابن مسكين من تلاميذ ابن وهب .
هذا , ومن ناحية أخرى ذكرت أنّ هذه الأخطاء المبينة أعلاه ترجع الى خطأ الناسخ ويسمى ( بالعبور من سطر الى سطر آخر ) عند قراءة الأصل ونسخه .
أما النقاد -وهم بعض المستشرقين الكرام- فلا يهتمون بهذه الظاهرة بل يعتبرون المقابلات المذكورة ضمن المخطوط وفي آخره رواية للنص فقط ويتجاهلون بذلك
وجود النسختين , أي نسخة سحنون عن ابن وهب ونسخة ابن مسكين عن تلاميذ ابن وهب عن ابن وهب . ذلك لاثبات نظريتهم ( الخاطئة) ولتأكيدها التي تقول انّ كتابة التفسير وعلومه لا ترجع الا الى القرن الثالث الهجري . وأما ما ينسب الى القرن الثاني الهجري فلا أساس له في رواية العلوم كتابة .
هذا القول يبدو في النظرة الأولى مقبولا , لكن للنظرة الأولى فقط... اذ ليس لدينا نسخة ولا أوراق متبقية من كتب ابن وهب بخط يده .
لكن لدينا منهجية المقارنة بين النصوص القديمة , وهي معروفة بالأبحاث حول تطورات العلموم في الأدبيات الأوروبية القديمة , ومن هنا وليست غريبة على
من يقوم بدراسات النصوص القديمة.... يونانية ( على سبيل المثال) كانت أو عربية !
بين يدينا نسخة من الجامع لابن وهب كتبت على الورق البردي ( البردية) وهي محفوظة في دار الكتب المصرية : قد نشر الكتاب بجميع مصورات الأصل عام 1939 بالقاهرة . أما رواية هذه النسخة فهي ترجع الى رواية حرملة بن يحيى ( ت 244 ) , أي كان معاصرا لسحنون ( ت 240 ) , ورويت نسخته بعده عام 276 في اسنا في مصر .
لقد قارنت هذه النسخة حرفا حرفا بما عثرت عليه من أوراق من الجامع لابن وهب بالقيروان برواية المذكورة ( سحنون عن ابن وهب) فوجدت أنّ الأحاديث في آخر النسخة المصرية تتمشى حرفا حرفا بما في النسخة القيروانية كما وجدت أن ترتيب الأحاديث الموجدوة في كلتى النسختين وهو هو ! أما النسخة القيروانية فهي تكمل النسخة المصرية المبتورة في آخرها بعدة أحاديث وأبواب !
الفرق الوحيد بين النسختين القيروانية والمصرية هو رواية الكتاب :
رواية حرملة بن يحيى عن ابن وهب....وكتب على البردية في اسنا
رواية سحنون عن ابن وهب ....وكتب على الرق بالقيروان .
ليس بين النصين تشابه بل النص هو هو! ومعنى ذلك أنّ نص التفسير يعود بلا شك الى تأليف ابن وهب حتى ولو لم يكن لدينا كتاب بخط يد المؤلف . كلا الراويين اعتمدا في نصف الأول من القرن الثالث الى مصدر واحد وهو كتاب ابن وهب .
هذه القراءة للنصين المصري على البردية والقيرواني على الرق تفرض نفسها على من
ينظر الى هذه النصوص بغير نظريات مسبقة في الموضوع كما هو الحال عند البعض...للأسف .
أما تلك الفئة من المستشرقين فهي لا تزل يتساءل عن (عمر) هذه النصوص في تفسير القرآن ولم تزل مترددا أن تنسبها الى مؤلف الكتاب , وهو ابن وهب .
أما ابن وهب مؤلفا فانّه يذكر عدة مصادر في تفسيره , منها محدثي مصر والمدينة والشأم بأسانيدهم . فاذا وضعنا في عين الاعتبار أن النشأة العلمية لابن وهب قد بدأت في الأعوام ما بعد عام 144 ( حسب أخبار التراجم ) فانه لأغلب على الظن أنه قام بجمع تفسير الآيات القرآنية عن شيوخه في القرن الثاني الهجري , وهو الأنشطة الأدبية العلمية في ذلك العصر التي يرفضها بعض المستشرقين لأسباب لا علة لها .
أمّا هذا الرد على هؤلاء الباحثين فسينشر قريبا في مجلة المستشرقين في نهاية هذا العام تقريبا اذ قد تم تصحيح المسودة له قبل شهر .
أما رد الفعل من الجانب الآخر على ما جاء ذكره هنا ملخصا فهو موضوع آخر ....
موراني
أود أن أذكر بمنتهى الايجاز ما جاء في هذه السلسلة تحت هذا العنوان من النتائج :
انّ الأخطاء التي وقع فيها الناسخ تبين لنا أنه اعتمد عند كتابة نسخته في حلقة عيسى بن مسكين بالقيروان ( عام 290 ) على نسختين سابقتين على نسخته :
على كتاب (أي نسخة) سحنون
وعلى كتاب (أي نسخة) عيسى بن مسكين . وهذا الأخير رواية متأخرة على رواية سحنون عن ابن وهب اذ أخذها ابن مسكين من تلاميذ ابن وهب .
هذا , ومن ناحية أخرى ذكرت أنّ هذه الأخطاء المبينة أعلاه ترجع الى خطأ الناسخ ويسمى ( بالعبور من سطر الى سطر آخر ) عند قراءة الأصل ونسخه .
أما النقاد -وهم بعض المستشرقين الكرام- فلا يهتمون بهذه الظاهرة بل يعتبرون المقابلات المذكورة ضمن المخطوط وفي آخره رواية للنص فقط ويتجاهلون بذلك
وجود النسختين , أي نسخة سحنون عن ابن وهب ونسخة ابن مسكين عن تلاميذ ابن وهب عن ابن وهب . ذلك لاثبات نظريتهم ( الخاطئة) ولتأكيدها التي تقول انّ كتابة التفسير وعلومه لا ترجع الا الى القرن الثالث الهجري . وأما ما ينسب الى القرن الثاني الهجري فلا أساس له في رواية العلوم كتابة .
هذا القول يبدو في النظرة الأولى مقبولا , لكن للنظرة الأولى فقط... اذ ليس لدينا نسخة ولا أوراق متبقية من كتب ابن وهب بخط يده .
لكن لدينا منهجية المقارنة بين النصوص القديمة , وهي معروفة بالأبحاث حول تطورات العلموم في الأدبيات الأوروبية القديمة , ومن هنا وليست غريبة على
من يقوم بدراسات النصوص القديمة.... يونانية ( على سبيل المثال) كانت أو عربية !
بين يدينا نسخة من الجامع لابن وهب كتبت على الورق البردي ( البردية) وهي محفوظة في دار الكتب المصرية : قد نشر الكتاب بجميع مصورات الأصل عام 1939 بالقاهرة . أما رواية هذه النسخة فهي ترجع الى رواية حرملة بن يحيى ( ت 244 ) , أي كان معاصرا لسحنون ( ت 240 ) , ورويت نسخته بعده عام 276 في اسنا في مصر .
لقد قارنت هذه النسخة حرفا حرفا بما عثرت عليه من أوراق من الجامع لابن وهب بالقيروان برواية المذكورة ( سحنون عن ابن وهب) فوجدت أنّ الأحاديث في آخر النسخة المصرية تتمشى حرفا حرفا بما في النسخة القيروانية كما وجدت أن ترتيب الأحاديث الموجدوة في كلتى النسختين وهو هو ! أما النسخة القيروانية فهي تكمل النسخة المصرية المبتورة في آخرها بعدة أحاديث وأبواب !
الفرق الوحيد بين النسختين القيروانية والمصرية هو رواية الكتاب :
رواية حرملة بن يحيى عن ابن وهب....وكتب على البردية في اسنا
رواية سحنون عن ابن وهب ....وكتب على الرق بالقيروان .
ليس بين النصين تشابه بل النص هو هو! ومعنى ذلك أنّ نص التفسير يعود بلا شك الى تأليف ابن وهب حتى ولو لم يكن لدينا كتاب بخط يد المؤلف . كلا الراويين اعتمدا في نصف الأول من القرن الثالث الى مصدر واحد وهو كتاب ابن وهب .
هذه القراءة للنصين المصري على البردية والقيرواني على الرق تفرض نفسها على من
ينظر الى هذه النصوص بغير نظريات مسبقة في الموضوع كما هو الحال عند البعض...للأسف .
أما تلك الفئة من المستشرقين فهي لا تزل يتساءل عن (عمر) هذه النصوص في تفسير القرآن ولم تزل مترددا أن تنسبها الى مؤلف الكتاب , وهو ابن وهب .
أما ابن وهب مؤلفا فانّه يذكر عدة مصادر في تفسيره , منها محدثي مصر والمدينة والشأم بأسانيدهم . فاذا وضعنا في عين الاعتبار أن النشأة العلمية لابن وهب قد بدأت في الأعوام ما بعد عام 144 ( حسب أخبار التراجم ) فانه لأغلب على الظن أنه قام بجمع تفسير الآيات القرآنية عن شيوخه في القرن الثاني الهجري , وهو الأنشطة الأدبية العلمية في ذلك العصر التي يرفضها بعض المستشرقين لأسباب لا علة لها .
أمّا هذا الرد على هؤلاء الباحثين فسينشر قريبا في مجلة المستشرقين في نهاية هذا العام تقريبا اذ قد تم تصحيح المسودة له قبل شهر .
أما رد الفعل من الجانب الآخر على ما جاء ذكره هنا ملخصا فهو موضوع آخر ....
موراني