محمد كالو
New member
- إنضم
- 30/03/2004
- المشاركات
- 297
- مستوى التفاعل
- 1
- النقاط
- 18
- الإقامة
- تركيا
- الموقع الالكتروني
- www.facebook.com
حرص الإسلام على حماية العناصر الأساسية في البيئة : الأرض والماء والهواء ، وذلك لخير الإنسان وحماية نفسه وتأمين ضروراته وحاجاته ، لأنه محور البيئة ولب قضاياها ، وللمحافظة على جمال هذه الطبيعة ، التي جعلها الله تعالى آية يستدل بها على وجود الله تبارك وتعالى وقدرته وتدبيره وبيان نعمته .
بدأ الإنسان حياته على الأرض يحمي نفسه من عوامل الطبيعة ، وانتهى به الأمر بأن يحمي الطبيعة من نفسه ، والإنسان هو الذي دفع أثمن ما لديه ضريبة للتقدم الصناعي ، فاعتلت صحته وعانى من أمراض عديدة بسبب تلوث الماء الذي يشربه ، والغذاء الذي يقتات به ، والهواء الذي يتنشقه.
ففي كل يوم تلقي آلاف المداخن والمصانع ومحطات توليد الطاقة الكهربائية بآلاف الأطنان من الغازات والغبار والمخلفات والنفايات ، والتي تلوث الماء والهواء والغذاء والتربة عن طريق إفسادها للخواص الطبيعية والكيميائية لعناصر البيئة ، وقد تزايد الاهتمام الدولي بالقضايا البيئية ، خصوصاً بعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية أن 90% من الأمراض الخبيثة ترجع إلى عوامل بيئية نتيجة لنشاطات الإنسان.
كيف ينظر الإسلام إلى البيئة :
تقوم نظرة الإسلام للبيئة على الحماية ومنع الإفساد بغية المحافظة على الموارد الطبيعية وتعميرها ، ويتجلى في فكرة إحياء الموات وعمارة الأرض بالزراعة والغرس والبناء ، قال الله تعالى : هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها ( ) .
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله : (( ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة )) ( ).
ولعل أروع تشبيه لرسول الله لحماية البيئة من العبث والإفساد ، ما رواه البخاري عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي قال : (( مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً )) ( ) .
وأدل آية في القرآن الكريم على تلوث البيئة وأسبابها ونتائجها ، هي قول الله تبارك وتعالى : ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ( )
عبارة ( ظهر الفساد ) تتضمن كل المعاني المادية والمعنوية التي تنتج عن سلوك الإنسان التخريبي في الطبيعة والمجتمع ، والتلوث بمعناه الواسع أقرب إلى مفهوم الفساد ، وقد تقدم لفظ البر على البحر تأكيداً لحقيقة موضوعية وهي : أن نشاط الإنسان بدأ في البر أولاً ثم امتدَّ إلى البحر .
( بما كسبت أيدي الناس ) أي بالذي جمعته أيدي الناس وعملته نتيجة سعيها للكسب الجشع ، فالمصانع والمعامل ومحطات الطاقة الذرية ووسائط النقل الجوية والبرية والبحرية ، وطرائق استثمار الخيرات في البر والبحر كالزراعة والصيد والتعدين والإنشاء والتعمير كلها وسائل وسبل للكسب ، وهذه السبل أصبحت مصدراً لتلوث البيئة من الماء والهواء والتراب .
( ليذيقهم بعض الذي عملوا ) أفضل كلمة تعبر عن هذه المعاني المختلفة هي " ليذيقهم " عمل الإنسان الأسمدة والمبيدات الكيميائية وذاق التسمم من بعضها ، وعمل الأشعة ليستخدمها لصالحه فدفع ثمن ذلك جزءاً من صحته ، وعمل وسائط النقل لتريحه في الانتقال ، ولكن تشهد الطرقات مئات الكوارث والمجازر من حوادث السير ، ولولا هذا الذي يذوقه الإنسان من بعض ما عملته يداه ، لما تنبه إلى خطورة ما يقدم عليه من تخريب للأنظمة البيئية ، فبدأ يدق ناقوس الخطر لحماية البيئة( ).
ومن الآيات التي تنوه إلى تلوث البيئة قول الله تعالى :
وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِين ( ) ، والفساد في الأرض : هو أن نجعل عقولنا هي الحاكمة ، فلا نتأمل في ميزان الكون الذي خلقه الله تعالى وأبدعه وأحسن به إلى البشر ، نمضي بعقولنا القاصرة نخطط ، ونقطع الأشجار ونرمي مخلفات المصانع في الأنهار فتفسدها ، وتصبح الحياة سلسلة لا تنتهي من الشقاء .
وكذلك قول الله تعالى :
وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَاد ( ) وهكذا نرى أن الله تعالى يعبر عن تلوث البيئة بالفساد ، وهي كلمة عامة وشاملة .
و أيضاً قول الله تعالى :
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَينَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُون ( ) ، نرش الأرض بالمواد الكيماوية السامة ، فيذهب صفو الماء ويصبح كدراً ، وضاراً وملوثاً ومسموماً ،ثم نأكله فتظهر فينا الأمراض المستعصية ، هذا البغي والطمع ليزداد المحصول الزراعي ، إنما هو على أنفسنا نحن.
أما تلوث الماء فالماء شريان الحياة ، أمر الرسول بالمحافظة على هذا العنصر الفعال ، الذي هو أهون موجود وأعز مفقود ، عن أبي هريرة أن رسول الله قال :
(( لا يبولنَّ أحدكم في الماء الراكد ثم يغتسل منه )) ( ).
أما تلوث الهواء ، فلقد جاءت الشريعة الإسلامية تحث على نظافة البيئة بشكل عام ، والهواء بشكل خاص ، لأن فساد الهواء وحصول الخلل في مكوناته ضرر ينال الكائنات كلها ، والإسلام ينهى عن كل ما يسيء لنقاء الهواء ولو كان مباحاً ، ونـهى النبي عن أكل الثوم والبصل عند دخول المسجد للعبادة ، حرصاً على نقاء الهواء الذي يستنشقه المصلون .
عن جابر بن عبد الله قال قال النبي : (( من أكل ثوماً أو بصلاً فليعتزلنا أو ليعتزل مسجدنا وليقعد في بيته )) ( ).
أما التربة فعن حذيفة قال قال رسول الله : (( فُضِّلْنا على الناس بثلاث : جُعلت صفوفنا كصفوف الملائكة ، وجعلت لنا الأرض كلها مسجداً ، وجعلت تربتها لنا طهوراً إذا لم نجد الماء )) ( ) ومن ثمَّ ينبغي علينا أن نعاملها بالاحترام الذي تستحقه المساجد ، وأن نحافظ على نقائها وبقائها طاهرة مقدسة.
ولقد وقفت كثيراً عند قوله تعالى : وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون ( ) والسرابيل : هي الثياب ، وكنت أتساءل عن السر في إشارة الله تعالى إلى أنه رزقنا ثياباً تقي من الحر مع أن البرد أولى بالاتقاء ، وكنت أدرك أن وراء كلمات علام الغيوب أسراراً بالغة الأهمية .
فلما قرأتُ تقارير الأبحاث الطبية : أن التعرض لحرارة الشمس يسبب الإصابة بالسرطان ، والذي يؤدي إلى الموت ، أدركتُ السر الرباني في تخصيص تفضله علينا بالثياب وقاية من الحر ، مع أن الناس ينـزعون إلى التجرد من الثياب في الحر ( ) .
مناخ الخوف والخطر :
وتوجه علماء البيئة إلى البشرية بالتحذير التالي : نحن الموقعين أدناه كبار أعضاء المجتمع العلمي نحذر البشرية جمعاء مما يرتقبنا في المستقبل من أخطار.
وأعربت رئيسة وزراء النروج عن قلقها فقالت : إن تغير المناخ يمثل الخطر الثاني على البشرية بعد الحروب النووية ، ويطلق البعض عليه مناخ الخوف.
وكارثة خليج ( ميناماتا ) في اليابان حيث لقي أكثر من / 000,100 / مائة ألف شخص حتفهم ، إضافة إلى نصف مليون من الأسماك ، ومئات الألوف من الطيور والحيوانات الداجنة ، السبب في ذلك يعود إلى التلوث الزئبقي.
في الماضي كانت الطبيعة وحدها تلوث البيئة ، واليوم معظم مشاكل البيئة من عدوان الإنسان على أنظمة الحياة.
والإنسان يعيش ضمن أنظمة رئيسة ثلاثة :
1 ـ النظام البيولوجي : وهو المحيط الحيوي من الهواء والماء والأرض.
2 ـ النظام التقني : وهو النظام المصنوع لتحقيق الرفاهية والترف.
3 ـ النظام الاجتماعي : ويديرها الإنسان لتدبير شؤونه الداخلية والخارجية.
والتفاعل بين هذه المنظومات الثلاث ، هو الذي يضخ الدماء في شرايين المجتمع المنظم ، ويجب أن لا يطغى نظام على آخر وبذلك يتحقق التوازن الدقيق ، أما مشكلات البيئة فتنجم عن فشل هذا التفاعل بين عناصر هذه الأنظمة الثلاث أو تعارضها ، والسبب هو الإنسان وقيامه بالعدوان عليها( ).
الصحارى تزحف ، والأراضي الزراعية الخصبة تتراجع ، والهواء والماء يزدادان تلوثاً ، والانفجار السكاني وشيك الوقوع ، ما لم تغير البشرية من أسلوبها ونمط حياتها ، وكثير من الأنواع الحيوانية والنباتية تنقرض وتـزول ، والموارد المعدنية ومصادر الطاقة تستنـزف ، والمناخ يشهد تحولاً نحو السخونة ، وطبقة الأوزون آخذة بالنضوب والتلف.
كل هذه المشاكل نجمت عن إخلال الإنسان المعاصر بالتوازن البيئي من خلال سعيه لتحقيق أعلى مستوى من التقدم والرفاهية اعتماداً على العقل البشري القاصر ، مستبعداً العاطفة نحو الطبيعة.
لقد تعددت كوارث البيئة الناتجة عن قصر نظر البشر وتشبثهم بالربح العاجل على حساب الخسارة من مدخرات المستقبل.
إن عملية تأمين سلامة الكوكب الأزرق الحي تحتاج إلى مؤازرة قادة الصناعة والأعمال ، وعون القادة المدنيين وكافة الاختصاصيين في علوم الطبيعة والمجتمع والاقتصاد والسياسة للقيام بهذه المهمة الصعبة.
وقد أثار البروفسور " فرانسوا رامادا " من جامعة باريس في قمة الأرض تساؤلاً مهماً حين قال : بأي حق منح الجنس البشري نفسه السلطة في أن يمارس خلال نصف القرن المقبل عملية إبادة جماعية غير مسبوقة في التاريخ سوف تؤدي إلى انقراض عدة ملايين من الأنواع الحية ؟ ( ) .
من أعطاهم الحق في تهديد وجود ملايين الكائنات الحية التي تشاركنا الحياة على الأرض ؟
ألا يعلمون أن التكالب على الموارد الطبيعية الحية يهدد ـ ضمن ما يهدد ـ مصالحهم هم أنفسهم ، وإذا نفد ما يتكالبون عليه ونضب كيف تسير أعمالهم ؟
وماذا يتركون لأبنائهم و أحفادهم ؟
إن استمرار وجودنا نحن البشر في الحياة رهن بوجود التنوع الأحيائي صحيحاً معافى.
وقد قال أحد دعاة صون التنوع الأحيائي : ثمة احتمال لأن يكون علاج مرض ( الإيدز ) موجوداً في أحد نباتات الغابة الاستوائية المطيرة التي لا نعرفها ، فهل نستمر في الأنشطة المدمرة لهذا الموئل الغني ، لينقرض ذلك النبات المنقذ ، قبل أن نضع أيدينا عليه ؟؟!
دور الأحزمة الخضراء في تنقية البيئة :
تطلق النباتات وخاصة الأشجار إلى الجو الأوكسجين وغاز ثاني أوكسيد الكربون ، وفي مناطق الغابات والأحزمة الخضراء وجد أنه لتكوين متر واحد من المادة الخشبية الجافة تستهلك الأشجار 83,1 طن من غاز ثاني أوكسيد الكربون وتطلق 23, 1 طن من الأوكسجين ، وبذلك يخفف إنتاج متر واحد مكعب من المادة الخشبية من وجود غاز CO2 من الجو ، كما يضيف إلى الغلاف الغازي كمية من الأوكسجين التي تسهم في تنقية الهواء.
أما الكيلو متر المربع الواحد المزروع بنبات الحور ذي الأوراق المسطحة الملساء والقامة الباسقة ، فيعطي خلال فصل النمو الواحد نحو 1200 طن من الأوكسجين ، وفي نفس الوقت يقوم بامتصاص 1640 طناً من ثاني أوكسيد الكربون .
إضافة لذلك تلعب الأشجار والمسطحات النباتية والأحزمة الخضراء دوراً مهماً في عملية تأين الهواء حيث تزيد نسبة الأيونات السالبة في الهواء ، وتنعكس إيجاباً على نشاط الإنسان والحيوان وعلى مقاومة الإنسان للأمراض .
وكذلك إفراز مواد مختلفة ذات تأثير مثبط أو قاتل للبكتريا( ) ، فالمواد الطيارة التي تفرزها أشجار الصنوبر تثبط وتميت أحياناً عصيات السل والدفتيريا ، كما أن إفرازات الآس والكينا والعرعر والزيزفون والحور لها تأثير على البكتيريا والفيروسات.
كما أن فائدة دخان نبات الرمث في الشفاء من الزكام معروفة ، وليس ذلك بجديد بل أَنشد أَبو حنيفة :
إِذا يقولون: ما أَشْفَى؟ أَقُولُ لَهُمْ: دُخَانُ رِمْثٍ من التَّسْرِيرِ يَشْفِينِي
مـما يَضُمُّ إِلـى عُمْرانَ حاطِبُهُ من الجُنَيـْبَةِ، جَزْلاً غَيْرَ مَوْزُون( )
كما أن المواد الطيارة التي تفرزها أشجار الخروع تعد مادة تنفر منها حشرات البعوض( ).
مشكلة الأوزون :
الأوزون : غاز أزرق باهت غير ثابت ذو رائحة واخزة ، متفجر ، سام بالنسبة للإنسان حتى في تركيزاته الضعيفة، يستخدم لتنقية الهواء وتعقيم الماء ، ورمزه الكيماوي ( O3 ) أي : الجزيئة الواحدة تحتوي ثلاث ذرات ، وهو مركب مؤكسد جداً ، سرعان ما يتحد مع الغازات الأخرى ويتحول إلى مركبات ثابتة ، ويتشكل الأوزون في الهواء تحت تأثير الأشعة الشمسية والبرق.
تم اكتشاف الأوزون عام / 1840 / ، والفضل في اكتشافه يعود إلى العالم الكيميائي الألماني " شونباين " ثم جاء الكيميائي الإيرلندي " توماس آندروز " وأثبت أنه شكل من أشكال الأوكسجين ، اشتقاقاً من الكلمة الإغريقية ( أوزية ) أي : ذو رائحة.
ظل الأوزون عبر التاريخ البشري متوازناً في تناقصه وتلفه ، إلى أن جاء إنسان القرن العشرين فأربك هذه الطبيعة وساهم في تدميرها وأخلَّ بتوازنها.
أهمية طبقة الأوزون :
تأتي أهمية طبقة الأوزون في أنها درع واق يحمي الكرة الأرضية من وصول الأشعة فوق
البنفسجية والأشعة تحت الحمراء ( ).
ونحن البشر أكثر تضرراً من بين الكائنات الحية بهذا النوع من الخطر من الأشعة ، حيث لا يغطي جلدنا حراشف أو صوف أو وبر أو ريش ، وتؤدي هذه الأشعة إلى تخريب الجزيئات الأساسية للحياة ، وخاصة جزيئات الحمض النووي( ) الريبي المنقوص الأوكسجين / D.N.A / الموجود في كل خلية ( ).
والسبب في حدوث ثقب الأوزون، تلك الملوثات البيئية والفعاليات البشرية والتكنولوجية بما تطلقه من مواد مدمرة لطبقة الأوزون .
يشترك عدد كبير من المواد في الهجوم على الأوزون وتدميره ، ومن أشهر هذه المواد الفريونات ، مواد كلور ، فلور ، كربون ( F.CI.C )( ) وهي موجودة في خدمة أهداف التنمية .
هذه المواد تستخدم في الرذاذات والثلاجات وأجهزة التبريد والتكييف ، أو كوسيط لإنتاج الرغوة ، أو كمنظفات للقطع الإلكترونية، أو الأبخرة المضغوطة في قارورات العطر،ففي الدنمرك يعاني 2% من السكان مرض ( الإكزيما )( ) بسبب هذه العطور .
ممنوع دخول المتعطرين :
وفي مقاطعة ( مارين ) بولاية كاليفورنيا الأمريكية ، يحرص الأزواج على مراجعة زوجاتهم وتحذيرهن عند دعوتهن لتناول العشاء في أحد مطاعم المقاطعة ، ألاّ يستخدمن العطور ، لأن المطعم واحد من المحلات العامة التي تحظر دخول المتعطرين إليها ، ولأن إحصائيات رسمية تقول : بأن ثلث سكان الولايات المتحدة الأمريكية يعانون من بعض المشاكل الصحية مثل الصداع وحساسية الجلد ، كنتيجة مباشرة لاستخدام العطور.
وفي مدينة ( هاليفاكس ) ( )يرفض معظم وحدات الدواوين العامة التعامل مع ذوي العطور الفوّاحة ، ويحظر على الموظفين التعطر قبل الخروج إلى العمل !
كما يحرص بعض أصحاب الأعمال الخاصة على تعليق لافتات تعلن أن مكاتبهم خالية من العطور !
كل هذه التحذيرات من العطور لأن صناعتها تعتمد على أكثر من خمسة آلاف مركب كيميائي ، منها 95 % مشتقات بترولية ، وتشتمل على مركبات مسرطنة ، وأخرى مثبطة للجهاز العصبي المركزي ، ومؤثرة على الجهاز التنفسي ، ومسببة لأنواع من تفاعلات الحساسية( ).
بالإضافة إلى الفريونات هناك أكثر من ثلاثين مادة تساهم في الاعتداء على طبقة الأوزون مثل: كبريت الهيدروجين الناتج عن المحروقات النفطية وأوكسيد البتريك ، وكذلك العوامل الطبيعية لها دور كبير وإسهام في النشاط البركاني وحرائق الغابات والغازات الناتجة عنها ،حيث يحرم الأرض من الأشجار التي هي عامل هام في تخليص المناخ الأرضي من غاز ثاني أوكسيد الكربون إذ يقوم بتحويله إلى أوكسجين ، وترفع نسبة الرطوبة وتلطف الجو.
يضاف إلى ذلك الصواريخ والطائرات الأسرع من الصوت ، التي يخترق طبقة
الستراتوسفير ( )والتفجيرات النووية فوق سطح الأرض.
كل ذلك يؤدي إلى ثقوب في طبقة الأوزون وعدم التئامها ، حيث إن الصاروخ الواحد يحطم / 30 / طن من غاز الأوزون ، ومكوك الفضاء عند الإطلاق ينتج / 178 / طن من الكلور ، تصعد ذرات الكلور الحرة إلى أعلى الغلاف وتبدأ عملها المخرب( ).
غاز الأوزون نعمة ونقمة :
تواجد الأوزون نعمة كبيرة في طبقة الستراتوسفير حيث يحمينا من الأشعة القاتلة ، وهي الأشعة فوق البنفسجية ، وقد غفل كثير من الناس عن وجوده أيضاً في الهواء الذي نستنشقه على سطح الأرض على ارتفاع لا يتجاوز أمتاراً منها فهو من هذا المنطلق يعد أحد ملوثات البيئة.
وتركيز الأوزون في الهواء بدأ في المدن الصناعية والبلاد المزدحمة بالسيارات التي تنتج غاز ثاني أوكسيد النتروجين من عوادمها ( ).
وفي عام 1992 م قام عدد من كبار البيئيين بعرض خرائط على الرئيس ( بوش ) توضح ثقب أوزون فوق ولاية ( مين ) حيث كان ، بعدها قال بوش : بعد أن رأيت هذه الخرائط فإنني أعجب أنني لا أزال حياً !
وما موجات الحر التي ألهبت الكويت صيف عام 1993 م والتي بلغت ( 55 ) درجة مئوية ، وجعلت الخروج من البيوت محفوفاً بالخطر ، إلا نقص الأوزون في الغلاف الجوي والناتجة عن استخدام مواد كلور فلور كربون في أجهزة التكييف ، والتي يستعملها الكويتيون كثيراً في منازلهم وسياراتهم.
وثقب الأوزون يفتح سنوياً منذ أواخر السبعينات فوق القطب الجنوبي ، ويغلق سنوياً خلال الصيف الجنوبي ، فأنت تقرأ في جرائد شهر أكتوبر ( لقد فتح ثقب الأوزون ! ) ولكنك لا تقرأ أبداً في جرائد شهر يناير ( لقد أغلق ثقب الأوزون ! )
حادثة تشرنوبل النووية :
كان السادس والعشرون من نيسان عام 1986 م يوماً مشؤوماً في حياة الاتحاد السوفييتي / سابقاً / عندما وقعت حادثة انفجار مفاعل تشرنوبل في أوكرانيا وكان الأخطر في تاريخ العالم المعاصر .
لقد انصهر قلب المفاعل نتيجة أخطاء في التصميم وعدم توفر ضوابط الأمان ، فخرجت سحابة هائلة من الغاز والغبار المشع غطت سماء المنطقة ، فقتل على الفور / 32 / شخصاً وتمَّ ترحيل / 100 / ألف شخص ، وأعلنت منطقة محظورة مساحتها / 3000 / كم2
جاء في تقرير لإحدى منظمات الأمم المتحدة ، أن آثار الإشعاع الناتج عن هذا الانفجار قد وصل إلى أجواء فنلندة والسويد ثم أجواء ألمانيا وفرنسا والنرويج وشمال إيطاليا وتركيا، وتساقط الغبار الذري على نوع من الأشينات ، ولم تتأثر هذه الأشينات بهذا الغبار الذري، ولكن قطعان الرنة ( ) تغذت على هذه الأشينات التي تجذبها بألوانها البرتقالية والصفراء وأدى ذلك إلى موت أكثر من / 70 / ألف حيوان.
إلا أن انفجار تشرنوبل لم يكن الأولى من نوعها ولا الأخيرة ، فقد حصل انفجار في مفاعل " ويندسكيل " في بريطانيا 1957 م.
وحادث مماثل لمفاعل " ثري مايل أيلند " في الولايات المتحدة عام 1992 م ، ولكن حادثة تشرنوبل كانت أخطرها على الإطلاق ، ورغم انقضاء سنوات عديدة منذ وقوعها فما زالت آثارها المدمرة مستمرة.
وتعاني روسيا البيضاء من معظم المشاكل ، إذ يقدر المختصون أن 70% من الإشعاع المتسرب قد أصابها وحدها ، وأن 40% من مساحة تربتها أصبحت ملوثة بالإشعاع ، وبذلك فحوالي مليونين ونصف مليون من البشر ـ وهم سكانها ـ يعيشون تحت أخطر الظروف البيئية دون أن يشعروا بذلك ، ولعل أفدح الأخطاء التي قارفتها الحكومة ـ التي كانت جديدة أثناء الكارثة ـ هو صمتها المطبق في البداية ، وتعتيمها الإعلامي ، مما ترك المواطنين عرضة للإشعاع المباشر.
وقد وصفت الصحف الحادثة قائلة : إن الإشعاع النووي ظل يتسرب من المفاعل المعطوب على مدى سبعة أشهر كاملة كما يتسرب دخان الغول من فوهة القارورة .
وما زالت التربة الملوثة تزرع إلى اليوم ، ومن ثم فالقمح والخضروات واللحوم والألبان أصبحت هي الأخرى مشعة.
ومن الخطأ الظن أن أخطار تشرنوبل مقتصرة على روسيا البيضاء أو الاتحاد السوفييتي ! فالواقع أن هذه الحادثة أصبحت بالفعل كارثة عالمية، فالإشعاع ينتقل مع الرياح وترسبه الأمطار .
حادثة بوبال الكيميائي :
حادث بوبال هز ضمير العالم ، وبوبال عاصمة ولاية هندية ، يوجد فيها مصنع تابع لشركة " كاربايد " الأمريكية ، تقوم بإنتاج مبيد حشري يدعى "كاربايد" ويدخل في تصنيع هذا المبيد مادة سامة جداً .
وقعت الكارثة واندفع غاز سام إلى الهواء ، وغطى مساحة كبيرة من الأرض بلغت
/ 40 / كم2 ، وعلى الفور توفي / 2000 / من الأشخاص وأصيب / 000,100 / بالتهابات شديدة بالعين والحنجرة ، ونفقت المواشي ، وولدت النساء أطفالاً موتى ( ).
استخدام المبيدات في الزراعة :
المبيدات : هي مجموعة من العوامل والأدوات الكيماوية منها والفيزيائية والبيولوجية التي تستعمل في عمليات القتل الجماعي لنوع معين أو أكثر من الكائنات الحية ، ويطلق على
المبيدات بالفرنسية ( بيست ) ومعناها : المادة المضادة للطفيليات.
والتلوث بالمبيدات الحشرية ظاهرة حديثة لم يعرفها الإنسان إلا في النصف الثاني من القرن العشرين ، ويؤدي الإسراف في استخدامها ، إلى تلوث التربة الزراعية .
لقد تعرضت المحاصيل الزراعية لخسائر فادحة أثرت سلبياً على اقتصاد الدول ونموها ، كاجتياح الجراد للمناطق الزراعية أو إصابة المحاصيل مثل دودة القطن ، وعفنة البطاطس الذي حدث في إيرلندة عام 1840م ، وأدى إلى وفاة مليون شخص بسبب المجاعة ، وهجرة مليون آخر إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
ومرض البيوض الذي يصيب النخيل المثمر ، حيث أتلف خلال قرن واحد 80% من حقول النخيل المغربية.
ومرض ( الفيلوكسرا ) الذي أصاب الكروم في فرنسا عام 1865م وأدى إلى خسائر فادحة قدرت بعشر مليارات من الفرنكات( ) .
ولكثرة هذه الآفات استعمل الإنسان المبيدات والمضادات للأعشاب والحشرات ، ومن أجل جشعه الزائد استعمل مخصبات وأسمدة لزيادة الإنتاج والمحصول، ونتيجة للاستعمال المفرط والخاطئ لهذه الأسمدة والمبيدات ، فإن كمية كبيرة من هذه السموم تبقى في التربة دون انحلال زمناً طويلاً ،فمنها ما يمتصها النبات ، ومنها مع هطول الأمطار أو الري تتسرب إلى طبقات الأرض مسببة تلوثاً للمياه الجوفية والسطحية ، أو تبخر بفعل حرارة الشمس مسببة تلوث الهواء المحيط.
فالثورة الخضراء التي أحدثتها التكنولوجيا في الزراعة خلال فترة الستينات والسبعينات من القرن العشرين ، بدأت تواجه خطر الثورة المضادة بدعوة جديدة للعودة إلى الطبيعة ، وإقامة أنظمة زراعية بيئية تحاكي الطبيعة.
فالباحثة الهندية ( فانداناشيفا ) تعتبر " الثورة الخضراء " تخبطاً علمياً أوقع أضراراً فادحة اقتصادية وبيئية وحتى ثقافية، وتصبح الثورة على الثورة الخضراء قفزة نحو المستقبل في نظر العالم الإيطالي ( ميغويل التييري ) حيث يعلن أن التنمية البيئية المستديمة غير ممكنة التحقق من دون تغيير الأحكام الأساسية التي تحدد ما ينتج وكيف ينتج ولمن ينتج.
والذين يتعاملون مع المبيدات مباشرة دون اتخاذ الإجراءات الواقية تؤثر على صحتهم ، مسببة حدوث إصابات سرطانية ، كما يمكن أن تنشأ طفرات جينية ينتج عنها تشوهات في الأجيال القادمة مثل : التشقق في سقف الحلق والشفاه والولادة المنغولية وعدم وجود أطراف أو تشوه في تكوينها.
الخلل في توازن السلسلة الغذائية :
إن الإفراط في استعمال المبيدات والسموم ،يحدث خللاً في توازن السلسلة الغذائية ، فالنمس يقتات بالحيوانات الصغيرة والطيور والزواحف كما ينقضُّ على الأفاعي السامة ويفتك بها، والقيوط : يقتات بالقوارض فهو من الحيوانات المفيدة ، ويقتات العنكبوت بالحشرات ، والخلد : يقتات بالديدان ، والراقون : حيوان يقتات أيضاً بالحشرات ومن غريب عاداته أنه يغمس طعامه في الماء وكأنه يغسله قبل أكله ،
والذباب : يقتات بالقاذورات وله بعض المنافع فهو يختار من بين الحشرات الضارة فيهلكها ، وينقي الهواء بالتهامه المواد العضوية الفاسدة، وهو مصدر هام لغذاء الأسماك ، وله أثر محمود في عملية تأبـير النبات وتلقيحه.
والنمل يقتات بالحشرات التي تقتات على النباتات ، كالبق مثلاً فإنها تنتج مفرزات سكرية تجذب النمل ، وبعض البق النباتي يحافظ عليها من قبل النمل بنفس القدر الذي يعتني به الناس بالأبقار من أجل ألبانها ولحمها ( ) .
وكذلك الذئب يقتات على الثعلب ، والثعلب يأكل القنفذ ، والقنفذ يصيد الأفعى ، والأفعى تأكل العصفور ، والعصفور يتغذى على الجراد ، والجراد يلتهم الزنبور ، والزنبور يقتل النحلة ، والنحلة تبلع الذبابة ، والذبابة تقضي على البعوضة ( )، وهكذا خلق الله تعالى الحياة ، بهذه السلسلة الغذائية ، فسبحان مقسم الأرزاق ، قال الشاعر :
لكل شيء آفة من جنسه حتى الحديد سطا عليه المبردُ
ولقد ظهر كتاب اسمه " الربيع الهادئ " مؤلفه ( راشل كارسون ) الذي اعتبره بعضهم مرافعة قاسية ضد المبيدات.
وحسب رأي المؤلف فإن الحيوانات والنباتات قد تكبدت خسائر لا تعوض بفعل المبيدات.
لأنها تقتل الأعداد الطبيعية للحشرات وبذلك يفقد الإنسان سلاحاً بيولوجياً هاماً ليس له تأثير سلبي على البيئة.
وختم كتابه بالتساؤل : عما إذا كان الإنسان قد قرر العيش وسط صحراء هادئة عقيمة ؟
الأمطار الحمضية :
وفي حمى صعود التصنيع ، راحت آلات المصانع النهمة ومحركات السيارات وغيرها تحرق مزيداً من الوقود ، وتطلق أكاسيد الكبريت والنيتروجين السامة في الهواء ، واتحدت هذه الأكاسيد مع بخار الماء ليهطل على الأرض مطراً حامضياً ، مما جعل غابات ألمانيا المسماة بالسوداء ـ لفرط كثافة خضرتها ـ تموت متفحمة ، وبدأ علماء الألمان في البحث عن أسباب موت الغابة ، وألقوا باللوم على فرنسا على أساس أن السبب في ذلك هو حرق فحم محطات توليد الطاقة ، الذي أدى إلى تلوث الهواء فوق الغابة السوداء بأكسيد الكبريت ، ولكن بعد فترة بدأ الألمان في البحث مرة أخرى فاكتشفوا أن في هواء الغابة السوداء نسبة كبيرة من أكسيد النترات المتصاعدة من مصانع صناعة السيارات الشهيرة في ألمانيا.
كما تسبب الضبخان ( ضباب + دخان ) المتكون بالطريقة ذاتها من قتل ثلاثة آلاف إنسان في لندن وحدها عام 1951م.
أما الأمطار الحمضية فإنها تؤدي إلى موت الأسماك ، ولذلك أصدرت الحكومة الكندية عام 1979م تقريراً يبين أن / 5000 / من بحيراتها معرضة لفناء أسماكها خلال عشرين عاماً.
من فضائح صفقات النفايات الصناعية :
تنتهز بعض شركات غربية فقر بعض الدول في العالم الثالث ، فتعقد معها صفقات مشبوهة، تستقبل الدول الفقيرة بمقتضاها النفايات مقابل ترضية مادية متواضعة ، ولن تقتصر المخاطر الناجمة عن هذه الساسة الرعناء على الدول الفقيرة فقط ، بل سوف يهدد كوكب الأرض برمته.
وقد تواترت الأنباء عن فضائح تتعلق بتخزين النفايات في بعض الدول العالم الثالث ، تحدثت الصحف الغربية في منتصف السبعينات عن الرئيس المصري آنذاك أنه أبدى استعداده لتخزين نفايات الغرب المشعة في الصحارى المصرية وذلك لكسب تعاطف العالم الغربي.
لقد أصبح حجم النفايات في الدول الصناعية الغنية يؤرق الحكام والمحكومين على حد سواء ،ويتردد السؤال التالي : إلى أين بكل هذا الكم الهائل من النفايات ؟
وهناك اتفاق مبرم بين حكومة ألمانيا الغربية والحكومة الفرنسية ، يقضي بأن تجمع الدولتان نفايتهما المشعة معاً لخزنهما في احدى الدولتين فترة زمنية ، ثم تنقل النفايات بعدها إلى الدولة أخرى ، وقد ظلت النفايات المشعة حتى اليوم مخزونة في الأراضي الفرنسية وكلما حان موعد نقلها للأراضي الألمانية نشطت سوق المساومة بينهما ، وفي كل مرة ترضى ألمانيا بدفع ترضية مالية أكبر من سابقتها مقابل أن تبقى النفايات في الأراضي الفرنسية ( ).
ومعظم النفايات الخاصة غير مشعة ، والقليل منها يصدر إشعاعاً ، وتحتوي الكرة الأرضية بطبيعتها على قدر من العناصر المشعة ، وكان العالم الفرنسي ( بيكاريل ) أول من اكتشف ظاهرة الإشعاع في خام يحتوي على الراديوم عام 1896م ، والإشعاع صورة من صور الطاقة ، لذلك بمجرد الإعلان عن هذا الكشف الجديد وجه العلماء جهودهم لدراسة أسلوب لاستثمار هذه الطاقة.
واستطاع العلماء أن يجعلوا من العناصر غير المشعة على الأرض إلى عناصر مشعة ، وقد كانت العالمة الفرنسية ( كوري ) التي ماتت بسبب تعرضها أثناء بحوثها للإشعاع ، هي أول من نجح في إنتاج عنصر مشع من آخر غير مشع وذلك عام 1934م.
ومنذ ذلك الحين وكميات المواد المشعة في ازدياد مستمر، ومخاطر الإشعاع على الإنسان كثيرة منها ، أنه يدمر الكريات البيضاء، ويدمر الطحال والعقد اللمفاوية ، ويتسبب في سرطان الرئة ، وسرطان الجلد ، ويؤدي إلى العقم ، ويشوه الأجنة ، ويحور العوامل الوراثية ، وغالباً ما يفضي إلى الموت.
لذا ينبغي معالجة هذه النفايات بأساليب تجنبنا شرورها ، والطريقة المتبعة بصورة مشروعة تتلخص في تحويل هذه النفايات إلى صور صلبة ثم حقنها في جوف الأرض في طبقة جيولوجية معروفة بجفافها وثباتها ، ويا حبذا لو كانت غنية بملح الطعام لضمان الجفاف عبر عشرات الألوف من السنين .
ولزيادة الأمان تلجأ بعض المؤسسات إلى عزل هذه النفايات المركزة بصب غلاف من الإسمنت أو غيره من المواد حولها بإحكام ، وذلك قبل حقنها في جوف الأرض.
ومثل هذه التقنية مكلفة للغاية ، لذلك تعمد دول الغرب الصناعي إلى استثمار الدول الفقيرة كأفريقيا لتجعلها سلة قمامة لنفاياتها .
ويشاع أن فيروس ( الإيدز ) قد استنبط باستعمال الهندسة الوراثية في مختبرات وزارة الدفاع الأمريكية ، كأحد أساليب الحرب البيولوجية ، فلما أرادوا تجربته على الإنسان الأفريقي فقدوا السيطرة عليه تماماً ، ولا يتوافر الدليل على صدق هذه الادعاءات ، وربما تكون مختلقة من أساسها.
وقد نشرت صحيفة ( وست أمريكا ) أن دولاً مثل الكونغو وغينيا بيساو وغينيا الاستوائية وبنين قد تعهدت فيما بينها على استقبال حوالي عشرة ملايين طن من النفايات الخاصة سنوياً .
وهناك من الدول الفقيرة من ترضى بثمن بخس فشركة ( سيسكو ) ومقرها في جبل طارق ، لا تدفع لحكومة بنين إلا دولارين ونصف الدولار للطن الواحد ، إضافة إلى نصف دولار " بقشيشاً " بنص العقد ، ولقد كافأت الحكومة الفرنسية بنبن على هذه الصفقة بأن ضمنت لها معونات اقتصادية على مدى ثلاثين عاماً مقبلاً .
إن كانت الشركات الغربية التي تعاقدت مع الدول الفقيرة الأفريقية قد أضفت على أعمالها قدراً من الشرعية الزائفة ، وذلك بعقود مشبوهة ، فكثيراً ما تلجأ شركات أخرى إلى أساليب غير شرعية( ).
الفساد في البحر :
لما أفرط الجشعون في اصطياد ثعالب البحر من مياه كاليفورنيا طمعاً في فرائها ، وراحت جثث ثعالب البحر المسلوخة تغطي رمال الشاطئ على امتداد أميال عديدة ، ولأن ثعالب البحر كانت تتغذى على القنافذ البحرية فإن الأخيرة تزايدت أعدادها باطراد ، ولكونها تتغذى على نوع من الأعشاب البحرية العملاقة التي تشكل غابات كثيفة تحت الماء ، فقد اختفت هذه الغابات في بطون القنافذ ، وبغياب القنافذ فقدت الأسماك غذاءها العشبي والملاذات التي كانت تضع فيها بيضها.
وهكذا عمَّ البؤس والكآبة شواطئ كاليفورنيا كلها ، بسبب العبث بعنصر واحد من عناصر البيئة البحرية الطبيعية.
استعمال البحر سلة للنفايات :
وتعمد كثير من الدول المتقدمة إلى استخدام البحر مقلباً لنفايات الصرف الصحي ، مستفيدة من آلية عمل البحر بتياراته ورياحه وأمواجه .
أما النفايات الأخرى غير القابلة للهضم ( كالنفايات الصناعية ) فإن جميع هذه الدول متفقة على منع استخدام الوسط البحري مقلباً لها ، لتسببها في القضاء على الحياة البحرية.
ولكن تسريب النفط إلى البحار ، فإن أسوأ حوادث تسرب للنفط في البحار قد وقعت في الخليج وعلى يد العراقيين ، وذلك عندما هاجمت طائراتهم بعض آبار البترول البحرية الإيرانية في عام 1983 م خلال حربهم ضدَّ إيران.
وأحرق العراقيون أكثر من /500 / بئر بتـرولي من أفضل النفط في العالم ، في حرب الخليج الثانية ، بالإضافة إلى تسريبهم لكميات ضخمة من النفط الخام إلى مياه الخليج ، تراوحت من 4 إلى 65 مليون طن من زيت البترول ، وحرق 67 مليون طن زيت خام أثناء إشعال آبار البترول والتي استمرت / 250 / يوماً تقريباً ، هذه النيران التي ارتفعت ألسنتها في صحراء الكويت ، أضافت إلى الغلاف الجوي للأرض كميات هائلة
من الغازات السامة والسناج ، ومن الصعب تقدير النتائج لهذا الفعل الإجرامي قبل مرور سنوات طويلة.
وربما مرض النهر أو مات :
وكما مات البحر الميت فإن هناك أنهاراً تموت ، والموت هنا هو موت الكائنات الحية التي تعيش في الأنهار ، بفعل المواد السامة التي تلقى فيها .
حتى أصبح علماء البيئة يتحدثون عن أنهار ميتة وأنهار ماتت ثم بعثت مرة أخرى ، كنهر
( التايمز ) البريطانية ، ونهر (الراين ) في غرب القارة الأوربية .
والبيئة النهرية من الناحية ( البيولوجية ) لا تختلف عن بيئة اليابسة إلا في نوعية الأحياء ، وتعيش في الأنهار كما تعيش على اليابسة ، مجموعة من النباتات والحيوانات والميكروبات التي يعتمد بعضها على بعض ، ومن ثم فهناك قدر من التوازن بين أعدادها ، وتقوم الطحالب في الأنهار مقام النباتات على اليابسة ، فهذه الأحياء الخضراء هي التي توفر المادة العضوية الأولية غذاء للأحياء الأخرى في البيئتيْن.
والأسمدة التي ترش في الحقول تذوب في الماء ، فتغسلها الأمطار في مياه النهر عند المناطق الزراعية الملاصقة للشاطئ ، مما ينجم عنه نمو الطحالب بغزارة فيه ، لذلك ينبغي أن يلزم المزارعون بعدم رش الأسمدة في المناطق المتاخمة للشاطئ بعمق خمسة أمتار على الأقل.
ويموت النهر إذا ألقينا فيه مباشرة مواد سامة ، فهي تقتل الأسماك على الفور ، وهنا يقال : إن النهر قد مات ، أما إذا ألقينا كميات كبيرة على غير العادة من مواد عضوية غير سامة في النهر ، فسوف تتغذى البكتيريا على هذه المواد وتتضاعف أعدادها بصورة مذهلة ، فيختل الميزان السائد بين أعداد الأحياء في النهر ، وهنا يقال : إن النهر مريض ، وكذلك الأمر لو ألقينا بأطنان من السكر مثلاً ـ وهو مادة غذائية مثالية ـ فنحن في الواقع نسمم النهر أيضاً بما قد يفضي إلى موته .
وهذه مشكلة ساخنة في هذه الأيام ، لأن محاصيلنا الزراعية تروى بمياه الأنهار ، ونحن نأكل هذه المحاصيل في النهاية ، ونقدم منها علفاً لماشيتنا ، والمياه الملوثة تنتج محاصيل زراعية ملوثة ، أضف إلى ذلك أن الأنهار هي إحدى أهم مصادر الأسماك التي أصبحت تمثل جانباً مهماً من غذاء الإنسان .
فما الذي يدفع بكثيرين من إخواننا في الإنسانية إلى الاستغلال الجائر للأنظمة البيئية بشراهة ؟
هل لأن البشر لا يقنعون بما لديهم ، كما قال أرسطوطاليس : إن جشع الإنسان لا يرتوي ؟!
أم أن السبب في ذلك هو أن الأحفاد أغنى من الأجداد ؟
إن من حقنا أن نحصل على احتياجاتنا ، ولكن ليس على حساب مستقبل أبنائنا وأحفادنا !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش والمراجع :
ـ هود : 61 .
ـ رواه البخاري في كتاب المزارعة باب فضل الزرع والغرس إذا أكل منه برقم : / 2152 / ومسلم في كتاب المساقاة باب فضل الغرس والزرع برقم : / 2901 / والترمذي في كتاب الأحكام عن رسول الله باب ما جاء في فضل الغرس برقم : / 1303 / وأحمد في مسند أنس بن مالك برقم : / 12038 / والدارمي في كتاب البيوع باب في فضل الغرس برقم : / 2496 / .
ـ رواه البخاري في كتاب الشركة باب هل يقرع في القسمة والاستهام فيه برقم : / 2313 / والترمذي في كتاب الفتن عن رسول الله برقم : / 2099 / وأحمد في مسند النعمان بن بشير برقم : / 17647 / .
ـ الروم : 41 .
ـ مجلة نهج الإسلام ، العدد 63 رمضان 1416 هـ 1996 م ، تلوث البيئة فساد في البر والبحر ، محمد
فيض الله الحامدي : 160.
ـ القصص : 77 .
ـ البقرة : 205 .
ـ يونس : 23 .
ـ رواه البخاري في كتاب الوضوء باب البول في الماء الدائم برقم : / 232 / ومسلم في كتاب الطهارة باب النهي عن البول في الماء الراكد برقم : / 424 / وأبو داود في كتاب الطهارة باب البول في الماء الراكد برقم : / 63 / والنسائي في كتاب الطهارة باب التهي عن البول في الماء الراكد برقم : / 221 / وابن ماجه في كتاب الطهارة وسننها باب النهي عن البول في الماء الراكد برقم :/ 338 / وأحمد في مسند أبي هريرة برقم : / 7213 / والدارمي في كتاب الطهارة باب الوضوء من الماء الراكد برقم : / 724 / .
ـ رواه البخاري في كتاب الأذان باب ما جاء في الثوم الني والبصل والكراث برقم : / 808 / ومسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة باب نهي من أكل ثوماً أو بصلاً أو كراثاً برقم : / 875 / وأبو داود في كتاب الأطعمة باب في أكل الثوم برقم : / 3326 / وأحمد في مسند جابر بن عبد الله برقم : / 14760 / .
ـ رواه مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة برقم : / 811 ، وأحمد في مسند حذيفة بن اليمان برقم : / 22167 / .
ـ النحل : 81 .
ـ مجلة الدعوة الأسبوعية العدد : 1515 ، 9 جمادى الآخرة 1416 هـ قراءة في كتاب الموضة في التصور الإسلامي المؤلفة : الزهراء فاطمة بنت عبد الله ، إعداد وعرض : عائشة الودعاني: 35.
ـ انظر : قضايا البيئة المعاصرة ، نصر حسن حيدر ، الطبعة الأولى 1418هـ 1998م : 4 .
ـ مجلة العربي ، العدد 445 ديسمبر 1995م ، الأشينات .. لغز الإنذار المبكر لتلوث الهواء ، محسن حافظ.
ـ البكتيريا : طفيليات مسببة للأمراض في عالمي النبات والحيوان جميعاً، ولكنها قد تكون عظيمة النفع, بل ضرورية, من نواح أخرى، فهي تساعد على صنع الزبدة والجبن والخل, وعلى إنتاج بعض الفيتامينات, وتستخدم في صنع الأسيتون, وكلها منافع ذات شأن, ولكنها تبدو تافهة إذا قيست بنشاطات البكتيريا الموجودة في التربة والهواء والماء، ذلك أن البكتيريا, بوصفها من عوامل الفساد, تكفل هي وبعض الفطريات الأخرى استمرار الدورات العضوية التي بواسطتها يتوفر الكربون والنيتروجين والأملاح المعدنية للأجيال الجديدة من الكائنات الحية، ولولا نشاط البكتيريا لتعذر على النباتات الخضراء نفسها أن تتكاثر وتتجدد بسبب من افتقارها إلى الكربون.
ـ التَّسْرِيرُ: موضع في بلاد غاضرة ، والجنيبة: ثِنْيٌ من التسرير
ـ انظر مجلة العربي ، العدد 426 ، مايو 1994 م ، درع حيوي ضد التلوث ، د. عواد الجدي.
ـ انظر : قضايا البيئة المعاصرة ، نصر حسن حيدر ، الطبعة الأولى 1418هـ 1998م : 25 ، والأشعة فوق البنفسجية : هي موجات إشعاع واقعة وراء الطرف البنفسجي من الطيف المنظور، أطوالها أقصر من أطوال الضوء المرئي وأطول من أطوال أشعة أكس، وإنما ينطلق الإشعاع فوق البنفسجي من الشمس بيد أن الغلاف الجوي يمتص جانباً كبيراً منه; وما يصل الأرض من هذا الإشعاع غير مؤذ نسبياً، ومهما يكن من أمر فإن في الإمكان إحداث الإشعاع فوق البنفسجي صنعياً ، والواقع أن فرط التعرض له كثيراً ما ينـزل بالكائنات الحية أذى كبيراً, ومن هنا كان استخدامه في إبادة الجراثيم.
والأشعة تحت الحمراء : هي موجات إشعاع واقعة تحت الطرف الأحمر من الطيف المنظور، أطوالها أكبر من أطوال الضوء المرئي ولكنها أقصر من أطوال الموجات اللاسلكية، والإشعاع تحت الأحمر يستخدم في التصوير الفوتوغرافي لأنه يمكننا من تصوير الأشياء التي لا ترى بالعين المجردة، وهو يستخدم أيضاً في عمليات التسخين والتجفيف, وفي صناعة الورق بغية إزالة الرطوبة منه، وتتميز الأشعة تحت الحمراء, إلى ذلك, بقدرتها على اختراق الضباب.
ـ الحمض النووي : مركب كيميائي معقد موجود في جميع الخلايا الحية، والأحماض النووية تتألف من الحمض الفوسفوري, وبعض المواد السكرية والقواعد العضوية، وهي تتحكم في الوراثة تحكماً كبيراً .
ـ انظر : قضايا البيئة المعاصرة ، نصر حسن حيدر ، الطبعة الأولى 1418هـ 1998م : 27.
ـ الكلور : عنصر غازي أصفرمخضر شديد السمية. رمزه Cl . رقمه الذري 17. وزنه الذري 35,4، نقطة انصهاره 103 مئوية تحت الصفر، نقطة غليانه 34 مئوية تحت الصفر، ثقله النوعي 1,56، والكلور عظيم النشاط كيميائياً, ومن أجل ذلك فإنه لا يوجد في الطبيعة حراً، وهو يتحد مع الفلزات واللافلزات، وهو يستخدم اليوم في صنع العقاقير الطبية, وتكرير السكر, وتنقية الماء, وفي صنع مسحوق التبييض, واللدائن, ومبيدات الحشرات ومطفئات الحريق، حضره الكيميائي السويدي كارل ولهم شايلي
(عام 1774) من حمض الهيدروكلوريك وثاني أكسيد المنغنيز وظل يعتبر مركباً إلى أن أقام السير همفري دايفي الدليل على استحالة حله (عام 1810).
والفلور : عنصر لافلزي هو عبارة عن غاز شديد السمية, أصفر شاحب, نفاذ الرائحة, مهرئ, سريع الالتهاب إلى حد بعيد، يتحول بالتبريد إلى سائل أصفر، لا يوجد حراً في الطبيعة, ولكن متحداً بالفلوريت, الذي يعتبر مصدره الأساسي, وبماء البحر والعظام والأسنان - ولو بمقادير قليلة – أيضاً، والفلور أشد العناصر تفاعلاً، وهو يتحد مع جميع العناصر باستثناء الهليوم والنيون والأرجون، عزله عام 1886 الكيميائي الفرنسي هنري مواسان، رمزه F رقمه الذري 9، وزنه الذري 18,99، نقطة انصهاره 2196 مئوية تحت الصفر، نقطة غليانه 188 مئوية تحت الصفر، ثقله النوعي 1,7، له استخدامات كثيرة في الكيمياء العضوية، ويستعان به اليوم للوقاية من نخر الأسنان عند الأطفال، وقد يضاف إلى مياه الشرب بغية مكافحة هذا البلاء.
والكربون : عنصر لا فلزي متوافر في الطبيعة حراً ومركباً، موجود في جميع الكائنات الحية، وهو أساسي للحياة، والحيوانات إنما تستمد الطاقة من طريق أكسدة المركبات الكربونية التي يشتمل عليها غذاؤها، رمزه C، رقمه الذري 6، وزنه الذري 12,01، نقطة انصهاره 3550 مئوية، نقطة غليانه 4827 مئوية، وللكربون أشكال تآصلية ثلاثة, هي الماس, والغرافيت, والكربون الأسود، وهناك أكثر من نصف مليون مركب كيميائي تشتمل على الكربون, ومن أجل ذلك نشأ فرع خاص من علم الكيمياء يعنى بدراسة المركبات الكربونية ويعرف ب- الكيمياء العضوية ، وفي عام 1961 اختير نظير الكربون 12 Carbon-21 معياراً تقاس على أساسه الأوزان الذرية لجميع العناصر الأخرى, وبذلك حل محل الأكسجين في هذا المجال.
ـ الأكزيما ويقال لها النملة : التهاب جلدي بعضه حاد وبعضه مزمن يصيب الوجه واليدين بخاصة، يتميز بالحكة واحمرار الجلد وظهور بثور لا تلبث أن تكسوها قشور وحراشف، والنملة لا تعدي, ولا يعرف سببها على وجه الضبط. ويذهب بعض العلماء إلى أنها استهدافية المنشأ، ومن أنواعها ما ينشأ عن احتكاك اليدين بالمواد الكيميائية، وهي تعالج, كما تعالج ضروب الاستهداف كلها, بالبحث عن السبب ثم اجتنابه، وأيا ما كان, ففي الإمكان التخفيف من وطأة النملة أو الأكزما باللجوء إلى بعض المسكنات، وقد لجئ في السنوات الأخيرة إلى الاستعانة على الأكزما ببعض المستحضرات الإستيرويدية Steroid Preparations فأثبتت فائدتها إلى حد كبير.
ـ هاليفاكس : مدينة في الجزء الشمالي من إنكلترا، تقع على مبعدة 32 كيلومتراً إلى الشمال الشرقي من مدينة مانتشستر، أسست في عهد السكسون.سكانها 115,000ن.
وهاليفاكس : عاصمة مقاطعة نوفا سكوتيا في كندا وكبرى مدنها أيضاً ، أسسها البريطانيون, عام 1749. سكانها 175,000ن.
ـ مجلة العربي ، العدد 511 يونيو 2001م ، ممنوع دخول المتعطرين !! ، رجب سعد السيد .
ـ يتكون الغلاف الجوي الغازي الذي يحيط بالكرة الأرضية من عدة أغلفة وهي : 1 ـ طبقة التروبوسفير
2 ـ الستراتوسفير 3 ـ الميروسفير 4 ـ الإينوسفير 5 ـ الإيكزوسفير أي الطبقة الخارجية .
ـ انظر : قضايا البيئة المعاصرة ، نصر حسن حيدر ، الطبعة الأولى 1418هـ 1998م : 30 بتصرف.
ـ انظر : قضايا البيئة المعاصرة ، نصر حسن حيدر ، الطبعة الأولى 1418هـ 1998م : 32 بتصرف.
ـ الرنة : أيل من جنس "رنجيفر" Rangifer ورتبة مزدوجات الأصابع، موطنه الأصقاع الشمالية من أوروبا وآسيا وأميركا، وقد دجن في أوروبا منذ قرون عديدة، يبلغ ارتفاعه حتى الكتفين متراً واحداً, ويبلغ وزنه نحواً من تسعين كيلو غراماً، ويتميز من سائر الأيائل بأن لذكوره وإناثه قروناً; بيد أن قرون ذكوره أضخم من قرون إناثه، وهو يحيا جماعات جماعات, ويقتات بالأعشاب في المقام الأول.
ـ انظر : قضايا البيئة المعاصرة ، نصر حسن حيدر : 69 .
ـ انظر : المصدر السابق : 126.
ـ انظر : ما هو علم البيئة ، د.ف. أوين ، ترجمة : باسل الطباع ، منشورات وزارة الثقافة بدمشق ، 1975م : 148 .
ـ انظر حياة الحيوان الكبرى ، كمال الدين الدميري ، دار الكتب العلمية ، بيروت : 1 / 222 .
ـ انظر مجلة العربي ، العدد 362 يناير 1989 م ، النفايات السامة والصفقات المشبوهة ، د. سمير رضوان .
ـ انظر مجلة العربي ، العدد 362 يناير 1989م ، النفايات السامة والصفقات المشبوهة ، د. سمير رضوان .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[align=center][align=center][align=center]زوروا موقعنا على الشبكة :
muhhmdkalo.jeeran.com/images/[/align][/align][/align]
بدأ الإنسان حياته على الأرض يحمي نفسه من عوامل الطبيعة ، وانتهى به الأمر بأن يحمي الطبيعة من نفسه ، والإنسان هو الذي دفع أثمن ما لديه ضريبة للتقدم الصناعي ، فاعتلت صحته وعانى من أمراض عديدة بسبب تلوث الماء الذي يشربه ، والغذاء الذي يقتات به ، والهواء الذي يتنشقه.
ففي كل يوم تلقي آلاف المداخن والمصانع ومحطات توليد الطاقة الكهربائية بآلاف الأطنان من الغازات والغبار والمخلفات والنفايات ، والتي تلوث الماء والهواء والغذاء والتربة عن طريق إفسادها للخواص الطبيعية والكيميائية لعناصر البيئة ، وقد تزايد الاهتمام الدولي بالقضايا البيئية ، خصوصاً بعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية أن 90% من الأمراض الخبيثة ترجع إلى عوامل بيئية نتيجة لنشاطات الإنسان.
كيف ينظر الإسلام إلى البيئة :
تقوم نظرة الإسلام للبيئة على الحماية ومنع الإفساد بغية المحافظة على الموارد الطبيعية وتعميرها ، ويتجلى في فكرة إحياء الموات وعمارة الأرض بالزراعة والغرس والبناء ، قال الله تعالى : هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها ( ) .
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله : (( ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة )) ( ).
ولعل أروع تشبيه لرسول الله لحماية البيئة من العبث والإفساد ، ما رواه البخاري عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي قال : (( مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً )) ( ) .
وأدل آية في القرآن الكريم على تلوث البيئة وأسبابها ونتائجها ، هي قول الله تبارك وتعالى : ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ( )
عبارة ( ظهر الفساد ) تتضمن كل المعاني المادية والمعنوية التي تنتج عن سلوك الإنسان التخريبي في الطبيعة والمجتمع ، والتلوث بمعناه الواسع أقرب إلى مفهوم الفساد ، وقد تقدم لفظ البر على البحر تأكيداً لحقيقة موضوعية وهي : أن نشاط الإنسان بدأ في البر أولاً ثم امتدَّ إلى البحر .
( بما كسبت أيدي الناس ) أي بالذي جمعته أيدي الناس وعملته نتيجة سعيها للكسب الجشع ، فالمصانع والمعامل ومحطات الطاقة الذرية ووسائط النقل الجوية والبرية والبحرية ، وطرائق استثمار الخيرات في البر والبحر كالزراعة والصيد والتعدين والإنشاء والتعمير كلها وسائل وسبل للكسب ، وهذه السبل أصبحت مصدراً لتلوث البيئة من الماء والهواء والتراب .
( ليذيقهم بعض الذي عملوا ) أفضل كلمة تعبر عن هذه المعاني المختلفة هي " ليذيقهم " عمل الإنسان الأسمدة والمبيدات الكيميائية وذاق التسمم من بعضها ، وعمل الأشعة ليستخدمها لصالحه فدفع ثمن ذلك جزءاً من صحته ، وعمل وسائط النقل لتريحه في الانتقال ، ولكن تشهد الطرقات مئات الكوارث والمجازر من حوادث السير ، ولولا هذا الذي يذوقه الإنسان من بعض ما عملته يداه ، لما تنبه إلى خطورة ما يقدم عليه من تخريب للأنظمة البيئية ، فبدأ يدق ناقوس الخطر لحماية البيئة( ).
ومن الآيات التي تنوه إلى تلوث البيئة قول الله تعالى :
وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِين ( ) ، والفساد في الأرض : هو أن نجعل عقولنا هي الحاكمة ، فلا نتأمل في ميزان الكون الذي خلقه الله تعالى وأبدعه وأحسن به إلى البشر ، نمضي بعقولنا القاصرة نخطط ، ونقطع الأشجار ونرمي مخلفات المصانع في الأنهار فتفسدها ، وتصبح الحياة سلسلة لا تنتهي من الشقاء .
وكذلك قول الله تعالى :
وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَاد ( ) وهكذا نرى أن الله تعالى يعبر عن تلوث البيئة بالفساد ، وهي كلمة عامة وشاملة .
و أيضاً قول الله تعالى :
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَينَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُون ( ) ، نرش الأرض بالمواد الكيماوية السامة ، فيذهب صفو الماء ويصبح كدراً ، وضاراً وملوثاً ومسموماً ،ثم نأكله فتظهر فينا الأمراض المستعصية ، هذا البغي والطمع ليزداد المحصول الزراعي ، إنما هو على أنفسنا نحن.
أما تلوث الماء فالماء شريان الحياة ، أمر الرسول بالمحافظة على هذا العنصر الفعال ، الذي هو أهون موجود وأعز مفقود ، عن أبي هريرة أن رسول الله قال :
(( لا يبولنَّ أحدكم في الماء الراكد ثم يغتسل منه )) ( ).
أما تلوث الهواء ، فلقد جاءت الشريعة الإسلامية تحث على نظافة البيئة بشكل عام ، والهواء بشكل خاص ، لأن فساد الهواء وحصول الخلل في مكوناته ضرر ينال الكائنات كلها ، والإسلام ينهى عن كل ما يسيء لنقاء الهواء ولو كان مباحاً ، ونـهى النبي عن أكل الثوم والبصل عند دخول المسجد للعبادة ، حرصاً على نقاء الهواء الذي يستنشقه المصلون .
عن جابر بن عبد الله قال قال النبي : (( من أكل ثوماً أو بصلاً فليعتزلنا أو ليعتزل مسجدنا وليقعد في بيته )) ( ).
أما التربة فعن حذيفة قال قال رسول الله : (( فُضِّلْنا على الناس بثلاث : جُعلت صفوفنا كصفوف الملائكة ، وجعلت لنا الأرض كلها مسجداً ، وجعلت تربتها لنا طهوراً إذا لم نجد الماء )) ( ) ومن ثمَّ ينبغي علينا أن نعاملها بالاحترام الذي تستحقه المساجد ، وأن نحافظ على نقائها وبقائها طاهرة مقدسة.
ولقد وقفت كثيراً عند قوله تعالى : وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون ( ) والسرابيل : هي الثياب ، وكنت أتساءل عن السر في إشارة الله تعالى إلى أنه رزقنا ثياباً تقي من الحر مع أن البرد أولى بالاتقاء ، وكنت أدرك أن وراء كلمات علام الغيوب أسراراً بالغة الأهمية .
فلما قرأتُ تقارير الأبحاث الطبية : أن التعرض لحرارة الشمس يسبب الإصابة بالسرطان ، والذي يؤدي إلى الموت ، أدركتُ السر الرباني في تخصيص تفضله علينا بالثياب وقاية من الحر ، مع أن الناس ينـزعون إلى التجرد من الثياب في الحر ( ) .
مناخ الخوف والخطر :
وتوجه علماء البيئة إلى البشرية بالتحذير التالي : نحن الموقعين أدناه كبار أعضاء المجتمع العلمي نحذر البشرية جمعاء مما يرتقبنا في المستقبل من أخطار.
وأعربت رئيسة وزراء النروج عن قلقها فقالت : إن تغير المناخ يمثل الخطر الثاني على البشرية بعد الحروب النووية ، ويطلق البعض عليه مناخ الخوف.
وكارثة خليج ( ميناماتا ) في اليابان حيث لقي أكثر من / 000,100 / مائة ألف شخص حتفهم ، إضافة إلى نصف مليون من الأسماك ، ومئات الألوف من الطيور والحيوانات الداجنة ، السبب في ذلك يعود إلى التلوث الزئبقي.
في الماضي كانت الطبيعة وحدها تلوث البيئة ، واليوم معظم مشاكل البيئة من عدوان الإنسان على أنظمة الحياة.
والإنسان يعيش ضمن أنظمة رئيسة ثلاثة :
1 ـ النظام البيولوجي : وهو المحيط الحيوي من الهواء والماء والأرض.
2 ـ النظام التقني : وهو النظام المصنوع لتحقيق الرفاهية والترف.
3 ـ النظام الاجتماعي : ويديرها الإنسان لتدبير شؤونه الداخلية والخارجية.
والتفاعل بين هذه المنظومات الثلاث ، هو الذي يضخ الدماء في شرايين المجتمع المنظم ، ويجب أن لا يطغى نظام على آخر وبذلك يتحقق التوازن الدقيق ، أما مشكلات البيئة فتنجم عن فشل هذا التفاعل بين عناصر هذه الأنظمة الثلاث أو تعارضها ، والسبب هو الإنسان وقيامه بالعدوان عليها( ).
الصحارى تزحف ، والأراضي الزراعية الخصبة تتراجع ، والهواء والماء يزدادان تلوثاً ، والانفجار السكاني وشيك الوقوع ، ما لم تغير البشرية من أسلوبها ونمط حياتها ، وكثير من الأنواع الحيوانية والنباتية تنقرض وتـزول ، والموارد المعدنية ومصادر الطاقة تستنـزف ، والمناخ يشهد تحولاً نحو السخونة ، وطبقة الأوزون آخذة بالنضوب والتلف.
كل هذه المشاكل نجمت عن إخلال الإنسان المعاصر بالتوازن البيئي من خلال سعيه لتحقيق أعلى مستوى من التقدم والرفاهية اعتماداً على العقل البشري القاصر ، مستبعداً العاطفة نحو الطبيعة.
لقد تعددت كوارث البيئة الناتجة عن قصر نظر البشر وتشبثهم بالربح العاجل على حساب الخسارة من مدخرات المستقبل.
إن عملية تأمين سلامة الكوكب الأزرق الحي تحتاج إلى مؤازرة قادة الصناعة والأعمال ، وعون القادة المدنيين وكافة الاختصاصيين في علوم الطبيعة والمجتمع والاقتصاد والسياسة للقيام بهذه المهمة الصعبة.
وقد أثار البروفسور " فرانسوا رامادا " من جامعة باريس في قمة الأرض تساؤلاً مهماً حين قال : بأي حق منح الجنس البشري نفسه السلطة في أن يمارس خلال نصف القرن المقبل عملية إبادة جماعية غير مسبوقة في التاريخ سوف تؤدي إلى انقراض عدة ملايين من الأنواع الحية ؟ ( ) .
من أعطاهم الحق في تهديد وجود ملايين الكائنات الحية التي تشاركنا الحياة على الأرض ؟
ألا يعلمون أن التكالب على الموارد الطبيعية الحية يهدد ـ ضمن ما يهدد ـ مصالحهم هم أنفسهم ، وإذا نفد ما يتكالبون عليه ونضب كيف تسير أعمالهم ؟
وماذا يتركون لأبنائهم و أحفادهم ؟
إن استمرار وجودنا نحن البشر في الحياة رهن بوجود التنوع الأحيائي صحيحاً معافى.
وقد قال أحد دعاة صون التنوع الأحيائي : ثمة احتمال لأن يكون علاج مرض ( الإيدز ) موجوداً في أحد نباتات الغابة الاستوائية المطيرة التي لا نعرفها ، فهل نستمر في الأنشطة المدمرة لهذا الموئل الغني ، لينقرض ذلك النبات المنقذ ، قبل أن نضع أيدينا عليه ؟؟!
دور الأحزمة الخضراء في تنقية البيئة :
تطلق النباتات وخاصة الأشجار إلى الجو الأوكسجين وغاز ثاني أوكسيد الكربون ، وفي مناطق الغابات والأحزمة الخضراء وجد أنه لتكوين متر واحد من المادة الخشبية الجافة تستهلك الأشجار 83,1 طن من غاز ثاني أوكسيد الكربون وتطلق 23, 1 طن من الأوكسجين ، وبذلك يخفف إنتاج متر واحد مكعب من المادة الخشبية من وجود غاز CO2 من الجو ، كما يضيف إلى الغلاف الغازي كمية من الأوكسجين التي تسهم في تنقية الهواء.
أما الكيلو متر المربع الواحد المزروع بنبات الحور ذي الأوراق المسطحة الملساء والقامة الباسقة ، فيعطي خلال فصل النمو الواحد نحو 1200 طن من الأوكسجين ، وفي نفس الوقت يقوم بامتصاص 1640 طناً من ثاني أوكسيد الكربون .
إضافة لذلك تلعب الأشجار والمسطحات النباتية والأحزمة الخضراء دوراً مهماً في عملية تأين الهواء حيث تزيد نسبة الأيونات السالبة في الهواء ، وتنعكس إيجاباً على نشاط الإنسان والحيوان وعلى مقاومة الإنسان للأمراض .
وكذلك إفراز مواد مختلفة ذات تأثير مثبط أو قاتل للبكتريا( ) ، فالمواد الطيارة التي تفرزها أشجار الصنوبر تثبط وتميت أحياناً عصيات السل والدفتيريا ، كما أن إفرازات الآس والكينا والعرعر والزيزفون والحور لها تأثير على البكتيريا والفيروسات.
كما أن فائدة دخان نبات الرمث في الشفاء من الزكام معروفة ، وليس ذلك بجديد بل أَنشد أَبو حنيفة :
إِذا يقولون: ما أَشْفَى؟ أَقُولُ لَهُمْ: دُخَانُ رِمْثٍ من التَّسْرِيرِ يَشْفِينِي
مـما يَضُمُّ إِلـى عُمْرانَ حاطِبُهُ من الجُنَيـْبَةِ، جَزْلاً غَيْرَ مَوْزُون( )
كما أن المواد الطيارة التي تفرزها أشجار الخروع تعد مادة تنفر منها حشرات البعوض( ).
مشكلة الأوزون :
الأوزون : غاز أزرق باهت غير ثابت ذو رائحة واخزة ، متفجر ، سام بالنسبة للإنسان حتى في تركيزاته الضعيفة، يستخدم لتنقية الهواء وتعقيم الماء ، ورمزه الكيماوي ( O3 ) أي : الجزيئة الواحدة تحتوي ثلاث ذرات ، وهو مركب مؤكسد جداً ، سرعان ما يتحد مع الغازات الأخرى ويتحول إلى مركبات ثابتة ، ويتشكل الأوزون في الهواء تحت تأثير الأشعة الشمسية والبرق.
تم اكتشاف الأوزون عام / 1840 / ، والفضل في اكتشافه يعود إلى العالم الكيميائي الألماني " شونباين " ثم جاء الكيميائي الإيرلندي " توماس آندروز " وأثبت أنه شكل من أشكال الأوكسجين ، اشتقاقاً من الكلمة الإغريقية ( أوزية ) أي : ذو رائحة.
ظل الأوزون عبر التاريخ البشري متوازناً في تناقصه وتلفه ، إلى أن جاء إنسان القرن العشرين فأربك هذه الطبيعة وساهم في تدميرها وأخلَّ بتوازنها.
أهمية طبقة الأوزون :
تأتي أهمية طبقة الأوزون في أنها درع واق يحمي الكرة الأرضية من وصول الأشعة فوق
البنفسجية والأشعة تحت الحمراء ( ).
ونحن البشر أكثر تضرراً من بين الكائنات الحية بهذا النوع من الخطر من الأشعة ، حيث لا يغطي جلدنا حراشف أو صوف أو وبر أو ريش ، وتؤدي هذه الأشعة إلى تخريب الجزيئات الأساسية للحياة ، وخاصة جزيئات الحمض النووي( ) الريبي المنقوص الأوكسجين / D.N.A / الموجود في كل خلية ( ).
والسبب في حدوث ثقب الأوزون، تلك الملوثات البيئية والفعاليات البشرية والتكنولوجية بما تطلقه من مواد مدمرة لطبقة الأوزون .
يشترك عدد كبير من المواد في الهجوم على الأوزون وتدميره ، ومن أشهر هذه المواد الفريونات ، مواد كلور ، فلور ، كربون ( F.CI.C )( ) وهي موجودة في خدمة أهداف التنمية .
هذه المواد تستخدم في الرذاذات والثلاجات وأجهزة التبريد والتكييف ، أو كوسيط لإنتاج الرغوة ، أو كمنظفات للقطع الإلكترونية، أو الأبخرة المضغوطة في قارورات العطر،ففي الدنمرك يعاني 2% من السكان مرض ( الإكزيما )( ) بسبب هذه العطور .
ممنوع دخول المتعطرين :
وفي مقاطعة ( مارين ) بولاية كاليفورنيا الأمريكية ، يحرص الأزواج على مراجعة زوجاتهم وتحذيرهن عند دعوتهن لتناول العشاء في أحد مطاعم المقاطعة ، ألاّ يستخدمن العطور ، لأن المطعم واحد من المحلات العامة التي تحظر دخول المتعطرين إليها ، ولأن إحصائيات رسمية تقول : بأن ثلث سكان الولايات المتحدة الأمريكية يعانون من بعض المشاكل الصحية مثل الصداع وحساسية الجلد ، كنتيجة مباشرة لاستخدام العطور.
وفي مدينة ( هاليفاكس ) ( )يرفض معظم وحدات الدواوين العامة التعامل مع ذوي العطور الفوّاحة ، ويحظر على الموظفين التعطر قبل الخروج إلى العمل !
كما يحرص بعض أصحاب الأعمال الخاصة على تعليق لافتات تعلن أن مكاتبهم خالية من العطور !
كل هذه التحذيرات من العطور لأن صناعتها تعتمد على أكثر من خمسة آلاف مركب كيميائي ، منها 95 % مشتقات بترولية ، وتشتمل على مركبات مسرطنة ، وأخرى مثبطة للجهاز العصبي المركزي ، ومؤثرة على الجهاز التنفسي ، ومسببة لأنواع من تفاعلات الحساسية( ).
بالإضافة إلى الفريونات هناك أكثر من ثلاثين مادة تساهم في الاعتداء على طبقة الأوزون مثل: كبريت الهيدروجين الناتج عن المحروقات النفطية وأوكسيد البتريك ، وكذلك العوامل الطبيعية لها دور كبير وإسهام في النشاط البركاني وحرائق الغابات والغازات الناتجة عنها ،حيث يحرم الأرض من الأشجار التي هي عامل هام في تخليص المناخ الأرضي من غاز ثاني أوكسيد الكربون إذ يقوم بتحويله إلى أوكسجين ، وترفع نسبة الرطوبة وتلطف الجو.
يضاف إلى ذلك الصواريخ والطائرات الأسرع من الصوت ، التي يخترق طبقة
الستراتوسفير ( )والتفجيرات النووية فوق سطح الأرض.
كل ذلك يؤدي إلى ثقوب في طبقة الأوزون وعدم التئامها ، حيث إن الصاروخ الواحد يحطم / 30 / طن من غاز الأوزون ، ومكوك الفضاء عند الإطلاق ينتج / 178 / طن من الكلور ، تصعد ذرات الكلور الحرة إلى أعلى الغلاف وتبدأ عملها المخرب( ).
غاز الأوزون نعمة ونقمة :
تواجد الأوزون نعمة كبيرة في طبقة الستراتوسفير حيث يحمينا من الأشعة القاتلة ، وهي الأشعة فوق البنفسجية ، وقد غفل كثير من الناس عن وجوده أيضاً في الهواء الذي نستنشقه على سطح الأرض على ارتفاع لا يتجاوز أمتاراً منها فهو من هذا المنطلق يعد أحد ملوثات البيئة.
وتركيز الأوزون في الهواء بدأ في المدن الصناعية والبلاد المزدحمة بالسيارات التي تنتج غاز ثاني أوكسيد النتروجين من عوادمها ( ).
وفي عام 1992 م قام عدد من كبار البيئيين بعرض خرائط على الرئيس ( بوش ) توضح ثقب أوزون فوق ولاية ( مين ) حيث كان ، بعدها قال بوش : بعد أن رأيت هذه الخرائط فإنني أعجب أنني لا أزال حياً !
وما موجات الحر التي ألهبت الكويت صيف عام 1993 م والتي بلغت ( 55 ) درجة مئوية ، وجعلت الخروج من البيوت محفوفاً بالخطر ، إلا نقص الأوزون في الغلاف الجوي والناتجة عن استخدام مواد كلور فلور كربون في أجهزة التكييف ، والتي يستعملها الكويتيون كثيراً في منازلهم وسياراتهم.
وثقب الأوزون يفتح سنوياً منذ أواخر السبعينات فوق القطب الجنوبي ، ويغلق سنوياً خلال الصيف الجنوبي ، فأنت تقرأ في جرائد شهر أكتوبر ( لقد فتح ثقب الأوزون ! ) ولكنك لا تقرأ أبداً في جرائد شهر يناير ( لقد أغلق ثقب الأوزون ! )
حادثة تشرنوبل النووية :
كان السادس والعشرون من نيسان عام 1986 م يوماً مشؤوماً في حياة الاتحاد السوفييتي / سابقاً / عندما وقعت حادثة انفجار مفاعل تشرنوبل في أوكرانيا وكان الأخطر في تاريخ العالم المعاصر .
لقد انصهر قلب المفاعل نتيجة أخطاء في التصميم وعدم توفر ضوابط الأمان ، فخرجت سحابة هائلة من الغاز والغبار المشع غطت سماء المنطقة ، فقتل على الفور / 32 / شخصاً وتمَّ ترحيل / 100 / ألف شخص ، وأعلنت منطقة محظورة مساحتها / 3000 / كم2
جاء في تقرير لإحدى منظمات الأمم المتحدة ، أن آثار الإشعاع الناتج عن هذا الانفجار قد وصل إلى أجواء فنلندة والسويد ثم أجواء ألمانيا وفرنسا والنرويج وشمال إيطاليا وتركيا، وتساقط الغبار الذري على نوع من الأشينات ، ولم تتأثر هذه الأشينات بهذا الغبار الذري، ولكن قطعان الرنة ( ) تغذت على هذه الأشينات التي تجذبها بألوانها البرتقالية والصفراء وأدى ذلك إلى موت أكثر من / 70 / ألف حيوان.
إلا أن انفجار تشرنوبل لم يكن الأولى من نوعها ولا الأخيرة ، فقد حصل انفجار في مفاعل " ويندسكيل " في بريطانيا 1957 م.
وحادث مماثل لمفاعل " ثري مايل أيلند " في الولايات المتحدة عام 1992 م ، ولكن حادثة تشرنوبل كانت أخطرها على الإطلاق ، ورغم انقضاء سنوات عديدة منذ وقوعها فما زالت آثارها المدمرة مستمرة.
وتعاني روسيا البيضاء من معظم المشاكل ، إذ يقدر المختصون أن 70% من الإشعاع المتسرب قد أصابها وحدها ، وأن 40% من مساحة تربتها أصبحت ملوثة بالإشعاع ، وبذلك فحوالي مليونين ونصف مليون من البشر ـ وهم سكانها ـ يعيشون تحت أخطر الظروف البيئية دون أن يشعروا بذلك ، ولعل أفدح الأخطاء التي قارفتها الحكومة ـ التي كانت جديدة أثناء الكارثة ـ هو صمتها المطبق في البداية ، وتعتيمها الإعلامي ، مما ترك المواطنين عرضة للإشعاع المباشر.
وقد وصفت الصحف الحادثة قائلة : إن الإشعاع النووي ظل يتسرب من المفاعل المعطوب على مدى سبعة أشهر كاملة كما يتسرب دخان الغول من فوهة القارورة .
وما زالت التربة الملوثة تزرع إلى اليوم ، ومن ثم فالقمح والخضروات واللحوم والألبان أصبحت هي الأخرى مشعة.
ومن الخطأ الظن أن أخطار تشرنوبل مقتصرة على روسيا البيضاء أو الاتحاد السوفييتي ! فالواقع أن هذه الحادثة أصبحت بالفعل كارثة عالمية، فالإشعاع ينتقل مع الرياح وترسبه الأمطار .
حادثة بوبال الكيميائي :
حادث بوبال هز ضمير العالم ، وبوبال عاصمة ولاية هندية ، يوجد فيها مصنع تابع لشركة " كاربايد " الأمريكية ، تقوم بإنتاج مبيد حشري يدعى "كاربايد" ويدخل في تصنيع هذا المبيد مادة سامة جداً .
وقعت الكارثة واندفع غاز سام إلى الهواء ، وغطى مساحة كبيرة من الأرض بلغت
/ 40 / كم2 ، وعلى الفور توفي / 2000 / من الأشخاص وأصيب / 000,100 / بالتهابات شديدة بالعين والحنجرة ، ونفقت المواشي ، وولدت النساء أطفالاً موتى ( ).
استخدام المبيدات في الزراعة :
المبيدات : هي مجموعة من العوامل والأدوات الكيماوية منها والفيزيائية والبيولوجية التي تستعمل في عمليات القتل الجماعي لنوع معين أو أكثر من الكائنات الحية ، ويطلق على
المبيدات بالفرنسية ( بيست ) ومعناها : المادة المضادة للطفيليات.
والتلوث بالمبيدات الحشرية ظاهرة حديثة لم يعرفها الإنسان إلا في النصف الثاني من القرن العشرين ، ويؤدي الإسراف في استخدامها ، إلى تلوث التربة الزراعية .
لقد تعرضت المحاصيل الزراعية لخسائر فادحة أثرت سلبياً على اقتصاد الدول ونموها ، كاجتياح الجراد للمناطق الزراعية أو إصابة المحاصيل مثل دودة القطن ، وعفنة البطاطس الذي حدث في إيرلندة عام 1840م ، وأدى إلى وفاة مليون شخص بسبب المجاعة ، وهجرة مليون آخر إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
ومرض البيوض الذي يصيب النخيل المثمر ، حيث أتلف خلال قرن واحد 80% من حقول النخيل المغربية.
ومرض ( الفيلوكسرا ) الذي أصاب الكروم في فرنسا عام 1865م وأدى إلى خسائر فادحة قدرت بعشر مليارات من الفرنكات( ) .
ولكثرة هذه الآفات استعمل الإنسان المبيدات والمضادات للأعشاب والحشرات ، ومن أجل جشعه الزائد استعمل مخصبات وأسمدة لزيادة الإنتاج والمحصول، ونتيجة للاستعمال المفرط والخاطئ لهذه الأسمدة والمبيدات ، فإن كمية كبيرة من هذه السموم تبقى في التربة دون انحلال زمناً طويلاً ،فمنها ما يمتصها النبات ، ومنها مع هطول الأمطار أو الري تتسرب إلى طبقات الأرض مسببة تلوثاً للمياه الجوفية والسطحية ، أو تبخر بفعل حرارة الشمس مسببة تلوث الهواء المحيط.
فالثورة الخضراء التي أحدثتها التكنولوجيا في الزراعة خلال فترة الستينات والسبعينات من القرن العشرين ، بدأت تواجه خطر الثورة المضادة بدعوة جديدة للعودة إلى الطبيعة ، وإقامة أنظمة زراعية بيئية تحاكي الطبيعة.
فالباحثة الهندية ( فانداناشيفا ) تعتبر " الثورة الخضراء " تخبطاً علمياً أوقع أضراراً فادحة اقتصادية وبيئية وحتى ثقافية، وتصبح الثورة على الثورة الخضراء قفزة نحو المستقبل في نظر العالم الإيطالي ( ميغويل التييري ) حيث يعلن أن التنمية البيئية المستديمة غير ممكنة التحقق من دون تغيير الأحكام الأساسية التي تحدد ما ينتج وكيف ينتج ولمن ينتج.
والذين يتعاملون مع المبيدات مباشرة دون اتخاذ الإجراءات الواقية تؤثر على صحتهم ، مسببة حدوث إصابات سرطانية ، كما يمكن أن تنشأ طفرات جينية ينتج عنها تشوهات في الأجيال القادمة مثل : التشقق في سقف الحلق والشفاه والولادة المنغولية وعدم وجود أطراف أو تشوه في تكوينها.
الخلل في توازن السلسلة الغذائية :
إن الإفراط في استعمال المبيدات والسموم ،يحدث خللاً في توازن السلسلة الغذائية ، فالنمس يقتات بالحيوانات الصغيرة والطيور والزواحف كما ينقضُّ على الأفاعي السامة ويفتك بها، والقيوط : يقتات بالقوارض فهو من الحيوانات المفيدة ، ويقتات العنكبوت بالحشرات ، والخلد : يقتات بالديدان ، والراقون : حيوان يقتات أيضاً بالحشرات ومن غريب عاداته أنه يغمس طعامه في الماء وكأنه يغسله قبل أكله ،
والذباب : يقتات بالقاذورات وله بعض المنافع فهو يختار من بين الحشرات الضارة فيهلكها ، وينقي الهواء بالتهامه المواد العضوية الفاسدة، وهو مصدر هام لغذاء الأسماك ، وله أثر محمود في عملية تأبـير النبات وتلقيحه.
والنمل يقتات بالحشرات التي تقتات على النباتات ، كالبق مثلاً فإنها تنتج مفرزات سكرية تجذب النمل ، وبعض البق النباتي يحافظ عليها من قبل النمل بنفس القدر الذي يعتني به الناس بالأبقار من أجل ألبانها ولحمها ( ) .
وكذلك الذئب يقتات على الثعلب ، والثعلب يأكل القنفذ ، والقنفذ يصيد الأفعى ، والأفعى تأكل العصفور ، والعصفور يتغذى على الجراد ، والجراد يلتهم الزنبور ، والزنبور يقتل النحلة ، والنحلة تبلع الذبابة ، والذبابة تقضي على البعوضة ( )، وهكذا خلق الله تعالى الحياة ، بهذه السلسلة الغذائية ، فسبحان مقسم الأرزاق ، قال الشاعر :
لكل شيء آفة من جنسه حتى الحديد سطا عليه المبردُ
ولقد ظهر كتاب اسمه " الربيع الهادئ " مؤلفه ( راشل كارسون ) الذي اعتبره بعضهم مرافعة قاسية ضد المبيدات.
وحسب رأي المؤلف فإن الحيوانات والنباتات قد تكبدت خسائر لا تعوض بفعل المبيدات.
لأنها تقتل الأعداد الطبيعية للحشرات وبذلك يفقد الإنسان سلاحاً بيولوجياً هاماً ليس له تأثير سلبي على البيئة.
وختم كتابه بالتساؤل : عما إذا كان الإنسان قد قرر العيش وسط صحراء هادئة عقيمة ؟
الأمطار الحمضية :
وفي حمى صعود التصنيع ، راحت آلات المصانع النهمة ومحركات السيارات وغيرها تحرق مزيداً من الوقود ، وتطلق أكاسيد الكبريت والنيتروجين السامة في الهواء ، واتحدت هذه الأكاسيد مع بخار الماء ليهطل على الأرض مطراً حامضياً ، مما جعل غابات ألمانيا المسماة بالسوداء ـ لفرط كثافة خضرتها ـ تموت متفحمة ، وبدأ علماء الألمان في البحث عن أسباب موت الغابة ، وألقوا باللوم على فرنسا على أساس أن السبب في ذلك هو حرق فحم محطات توليد الطاقة ، الذي أدى إلى تلوث الهواء فوق الغابة السوداء بأكسيد الكبريت ، ولكن بعد فترة بدأ الألمان في البحث مرة أخرى فاكتشفوا أن في هواء الغابة السوداء نسبة كبيرة من أكسيد النترات المتصاعدة من مصانع صناعة السيارات الشهيرة في ألمانيا.
كما تسبب الضبخان ( ضباب + دخان ) المتكون بالطريقة ذاتها من قتل ثلاثة آلاف إنسان في لندن وحدها عام 1951م.
أما الأمطار الحمضية فإنها تؤدي إلى موت الأسماك ، ولذلك أصدرت الحكومة الكندية عام 1979م تقريراً يبين أن / 5000 / من بحيراتها معرضة لفناء أسماكها خلال عشرين عاماً.
من فضائح صفقات النفايات الصناعية :
تنتهز بعض شركات غربية فقر بعض الدول في العالم الثالث ، فتعقد معها صفقات مشبوهة، تستقبل الدول الفقيرة بمقتضاها النفايات مقابل ترضية مادية متواضعة ، ولن تقتصر المخاطر الناجمة عن هذه الساسة الرعناء على الدول الفقيرة فقط ، بل سوف يهدد كوكب الأرض برمته.
وقد تواترت الأنباء عن فضائح تتعلق بتخزين النفايات في بعض الدول العالم الثالث ، تحدثت الصحف الغربية في منتصف السبعينات عن الرئيس المصري آنذاك أنه أبدى استعداده لتخزين نفايات الغرب المشعة في الصحارى المصرية وذلك لكسب تعاطف العالم الغربي.
لقد أصبح حجم النفايات في الدول الصناعية الغنية يؤرق الحكام والمحكومين على حد سواء ،ويتردد السؤال التالي : إلى أين بكل هذا الكم الهائل من النفايات ؟
وهناك اتفاق مبرم بين حكومة ألمانيا الغربية والحكومة الفرنسية ، يقضي بأن تجمع الدولتان نفايتهما المشعة معاً لخزنهما في احدى الدولتين فترة زمنية ، ثم تنقل النفايات بعدها إلى الدولة أخرى ، وقد ظلت النفايات المشعة حتى اليوم مخزونة في الأراضي الفرنسية وكلما حان موعد نقلها للأراضي الألمانية نشطت سوق المساومة بينهما ، وفي كل مرة ترضى ألمانيا بدفع ترضية مالية أكبر من سابقتها مقابل أن تبقى النفايات في الأراضي الفرنسية ( ).
ومعظم النفايات الخاصة غير مشعة ، والقليل منها يصدر إشعاعاً ، وتحتوي الكرة الأرضية بطبيعتها على قدر من العناصر المشعة ، وكان العالم الفرنسي ( بيكاريل ) أول من اكتشف ظاهرة الإشعاع في خام يحتوي على الراديوم عام 1896م ، والإشعاع صورة من صور الطاقة ، لذلك بمجرد الإعلان عن هذا الكشف الجديد وجه العلماء جهودهم لدراسة أسلوب لاستثمار هذه الطاقة.
واستطاع العلماء أن يجعلوا من العناصر غير المشعة على الأرض إلى عناصر مشعة ، وقد كانت العالمة الفرنسية ( كوري ) التي ماتت بسبب تعرضها أثناء بحوثها للإشعاع ، هي أول من نجح في إنتاج عنصر مشع من آخر غير مشع وذلك عام 1934م.
ومنذ ذلك الحين وكميات المواد المشعة في ازدياد مستمر، ومخاطر الإشعاع على الإنسان كثيرة منها ، أنه يدمر الكريات البيضاء، ويدمر الطحال والعقد اللمفاوية ، ويتسبب في سرطان الرئة ، وسرطان الجلد ، ويؤدي إلى العقم ، ويشوه الأجنة ، ويحور العوامل الوراثية ، وغالباً ما يفضي إلى الموت.
لذا ينبغي معالجة هذه النفايات بأساليب تجنبنا شرورها ، والطريقة المتبعة بصورة مشروعة تتلخص في تحويل هذه النفايات إلى صور صلبة ثم حقنها في جوف الأرض في طبقة جيولوجية معروفة بجفافها وثباتها ، ويا حبذا لو كانت غنية بملح الطعام لضمان الجفاف عبر عشرات الألوف من السنين .
ولزيادة الأمان تلجأ بعض المؤسسات إلى عزل هذه النفايات المركزة بصب غلاف من الإسمنت أو غيره من المواد حولها بإحكام ، وذلك قبل حقنها في جوف الأرض.
ومثل هذه التقنية مكلفة للغاية ، لذلك تعمد دول الغرب الصناعي إلى استثمار الدول الفقيرة كأفريقيا لتجعلها سلة قمامة لنفاياتها .
ويشاع أن فيروس ( الإيدز ) قد استنبط باستعمال الهندسة الوراثية في مختبرات وزارة الدفاع الأمريكية ، كأحد أساليب الحرب البيولوجية ، فلما أرادوا تجربته على الإنسان الأفريقي فقدوا السيطرة عليه تماماً ، ولا يتوافر الدليل على صدق هذه الادعاءات ، وربما تكون مختلقة من أساسها.
وقد نشرت صحيفة ( وست أمريكا ) أن دولاً مثل الكونغو وغينيا بيساو وغينيا الاستوائية وبنين قد تعهدت فيما بينها على استقبال حوالي عشرة ملايين طن من النفايات الخاصة سنوياً .
وهناك من الدول الفقيرة من ترضى بثمن بخس فشركة ( سيسكو ) ومقرها في جبل طارق ، لا تدفع لحكومة بنين إلا دولارين ونصف الدولار للطن الواحد ، إضافة إلى نصف دولار " بقشيشاً " بنص العقد ، ولقد كافأت الحكومة الفرنسية بنبن على هذه الصفقة بأن ضمنت لها معونات اقتصادية على مدى ثلاثين عاماً مقبلاً .
إن كانت الشركات الغربية التي تعاقدت مع الدول الفقيرة الأفريقية قد أضفت على أعمالها قدراً من الشرعية الزائفة ، وذلك بعقود مشبوهة ، فكثيراً ما تلجأ شركات أخرى إلى أساليب غير شرعية( ).
الفساد في البحر :
لما أفرط الجشعون في اصطياد ثعالب البحر من مياه كاليفورنيا طمعاً في فرائها ، وراحت جثث ثعالب البحر المسلوخة تغطي رمال الشاطئ على امتداد أميال عديدة ، ولأن ثعالب البحر كانت تتغذى على القنافذ البحرية فإن الأخيرة تزايدت أعدادها باطراد ، ولكونها تتغذى على نوع من الأعشاب البحرية العملاقة التي تشكل غابات كثيفة تحت الماء ، فقد اختفت هذه الغابات في بطون القنافذ ، وبغياب القنافذ فقدت الأسماك غذاءها العشبي والملاذات التي كانت تضع فيها بيضها.
وهكذا عمَّ البؤس والكآبة شواطئ كاليفورنيا كلها ، بسبب العبث بعنصر واحد من عناصر البيئة البحرية الطبيعية.
استعمال البحر سلة للنفايات :
وتعمد كثير من الدول المتقدمة إلى استخدام البحر مقلباً لنفايات الصرف الصحي ، مستفيدة من آلية عمل البحر بتياراته ورياحه وأمواجه .
أما النفايات الأخرى غير القابلة للهضم ( كالنفايات الصناعية ) فإن جميع هذه الدول متفقة على منع استخدام الوسط البحري مقلباً لها ، لتسببها في القضاء على الحياة البحرية.
ولكن تسريب النفط إلى البحار ، فإن أسوأ حوادث تسرب للنفط في البحار قد وقعت في الخليج وعلى يد العراقيين ، وذلك عندما هاجمت طائراتهم بعض آبار البترول البحرية الإيرانية في عام 1983 م خلال حربهم ضدَّ إيران.
وأحرق العراقيون أكثر من /500 / بئر بتـرولي من أفضل النفط في العالم ، في حرب الخليج الثانية ، بالإضافة إلى تسريبهم لكميات ضخمة من النفط الخام إلى مياه الخليج ، تراوحت من 4 إلى 65 مليون طن من زيت البترول ، وحرق 67 مليون طن زيت خام أثناء إشعال آبار البترول والتي استمرت / 250 / يوماً تقريباً ، هذه النيران التي ارتفعت ألسنتها في صحراء الكويت ، أضافت إلى الغلاف الجوي للأرض كميات هائلة
من الغازات السامة والسناج ، ومن الصعب تقدير النتائج لهذا الفعل الإجرامي قبل مرور سنوات طويلة.
وربما مرض النهر أو مات :
وكما مات البحر الميت فإن هناك أنهاراً تموت ، والموت هنا هو موت الكائنات الحية التي تعيش في الأنهار ، بفعل المواد السامة التي تلقى فيها .
حتى أصبح علماء البيئة يتحدثون عن أنهار ميتة وأنهار ماتت ثم بعثت مرة أخرى ، كنهر
( التايمز ) البريطانية ، ونهر (الراين ) في غرب القارة الأوربية .
والبيئة النهرية من الناحية ( البيولوجية ) لا تختلف عن بيئة اليابسة إلا في نوعية الأحياء ، وتعيش في الأنهار كما تعيش على اليابسة ، مجموعة من النباتات والحيوانات والميكروبات التي يعتمد بعضها على بعض ، ومن ثم فهناك قدر من التوازن بين أعدادها ، وتقوم الطحالب في الأنهار مقام النباتات على اليابسة ، فهذه الأحياء الخضراء هي التي توفر المادة العضوية الأولية غذاء للأحياء الأخرى في البيئتيْن.
والأسمدة التي ترش في الحقول تذوب في الماء ، فتغسلها الأمطار في مياه النهر عند المناطق الزراعية الملاصقة للشاطئ ، مما ينجم عنه نمو الطحالب بغزارة فيه ، لذلك ينبغي أن يلزم المزارعون بعدم رش الأسمدة في المناطق المتاخمة للشاطئ بعمق خمسة أمتار على الأقل.
ويموت النهر إذا ألقينا فيه مباشرة مواد سامة ، فهي تقتل الأسماك على الفور ، وهنا يقال : إن النهر قد مات ، أما إذا ألقينا كميات كبيرة على غير العادة من مواد عضوية غير سامة في النهر ، فسوف تتغذى البكتيريا على هذه المواد وتتضاعف أعدادها بصورة مذهلة ، فيختل الميزان السائد بين أعداد الأحياء في النهر ، وهنا يقال : إن النهر مريض ، وكذلك الأمر لو ألقينا بأطنان من السكر مثلاً ـ وهو مادة غذائية مثالية ـ فنحن في الواقع نسمم النهر أيضاً بما قد يفضي إلى موته .
وهذه مشكلة ساخنة في هذه الأيام ، لأن محاصيلنا الزراعية تروى بمياه الأنهار ، ونحن نأكل هذه المحاصيل في النهاية ، ونقدم منها علفاً لماشيتنا ، والمياه الملوثة تنتج محاصيل زراعية ملوثة ، أضف إلى ذلك أن الأنهار هي إحدى أهم مصادر الأسماك التي أصبحت تمثل جانباً مهماً من غذاء الإنسان .
فما الذي يدفع بكثيرين من إخواننا في الإنسانية إلى الاستغلال الجائر للأنظمة البيئية بشراهة ؟
هل لأن البشر لا يقنعون بما لديهم ، كما قال أرسطوطاليس : إن جشع الإنسان لا يرتوي ؟!
أم أن السبب في ذلك هو أن الأحفاد أغنى من الأجداد ؟
إن من حقنا أن نحصل على احتياجاتنا ، ولكن ليس على حساب مستقبل أبنائنا وأحفادنا !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش والمراجع :
ـ هود : 61 .
ـ رواه البخاري في كتاب المزارعة باب فضل الزرع والغرس إذا أكل منه برقم : / 2152 / ومسلم في كتاب المساقاة باب فضل الغرس والزرع برقم : / 2901 / والترمذي في كتاب الأحكام عن رسول الله باب ما جاء في فضل الغرس برقم : / 1303 / وأحمد في مسند أنس بن مالك برقم : / 12038 / والدارمي في كتاب البيوع باب في فضل الغرس برقم : / 2496 / .
ـ رواه البخاري في كتاب الشركة باب هل يقرع في القسمة والاستهام فيه برقم : / 2313 / والترمذي في كتاب الفتن عن رسول الله برقم : / 2099 / وأحمد في مسند النعمان بن بشير برقم : / 17647 / .
ـ الروم : 41 .
ـ مجلة نهج الإسلام ، العدد 63 رمضان 1416 هـ 1996 م ، تلوث البيئة فساد في البر والبحر ، محمد
فيض الله الحامدي : 160.
ـ القصص : 77 .
ـ البقرة : 205 .
ـ يونس : 23 .
ـ رواه البخاري في كتاب الوضوء باب البول في الماء الدائم برقم : / 232 / ومسلم في كتاب الطهارة باب النهي عن البول في الماء الراكد برقم : / 424 / وأبو داود في كتاب الطهارة باب البول في الماء الراكد برقم : / 63 / والنسائي في كتاب الطهارة باب التهي عن البول في الماء الراكد برقم : / 221 / وابن ماجه في كتاب الطهارة وسننها باب النهي عن البول في الماء الراكد برقم :/ 338 / وأحمد في مسند أبي هريرة برقم : / 7213 / والدارمي في كتاب الطهارة باب الوضوء من الماء الراكد برقم : / 724 / .
ـ رواه البخاري في كتاب الأذان باب ما جاء في الثوم الني والبصل والكراث برقم : / 808 / ومسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة باب نهي من أكل ثوماً أو بصلاً أو كراثاً برقم : / 875 / وأبو داود في كتاب الأطعمة باب في أكل الثوم برقم : / 3326 / وأحمد في مسند جابر بن عبد الله برقم : / 14760 / .
ـ رواه مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة برقم : / 811 ، وأحمد في مسند حذيفة بن اليمان برقم : / 22167 / .
ـ النحل : 81 .
ـ مجلة الدعوة الأسبوعية العدد : 1515 ، 9 جمادى الآخرة 1416 هـ قراءة في كتاب الموضة في التصور الإسلامي المؤلفة : الزهراء فاطمة بنت عبد الله ، إعداد وعرض : عائشة الودعاني: 35.
ـ انظر : قضايا البيئة المعاصرة ، نصر حسن حيدر ، الطبعة الأولى 1418هـ 1998م : 4 .
ـ مجلة العربي ، العدد 445 ديسمبر 1995م ، الأشينات .. لغز الإنذار المبكر لتلوث الهواء ، محسن حافظ.
ـ البكتيريا : طفيليات مسببة للأمراض في عالمي النبات والحيوان جميعاً، ولكنها قد تكون عظيمة النفع, بل ضرورية, من نواح أخرى، فهي تساعد على صنع الزبدة والجبن والخل, وعلى إنتاج بعض الفيتامينات, وتستخدم في صنع الأسيتون, وكلها منافع ذات شأن, ولكنها تبدو تافهة إذا قيست بنشاطات البكتيريا الموجودة في التربة والهواء والماء، ذلك أن البكتيريا, بوصفها من عوامل الفساد, تكفل هي وبعض الفطريات الأخرى استمرار الدورات العضوية التي بواسطتها يتوفر الكربون والنيتروجين والأملاح المعدنية للأجيال الجديدة من الكائنات الحية، ولولا نشاط البكتيريا لتعذر على النباتات الخضراء نفسها أن تتكاثر وتتجدد بسبب من افتقارها إلى الكربون.
ـ التَّسْرِيرُ: موضع في بلاد غاضرة ، والجنيبة: ثِنْيٌ من التسرير
ـ انظر مجلة العربي ، العدد 426 ، مايو 1994 م ، درع حيوي ضد التلوث ، د. عواد الجدي.
ـ انظر : قضايا البيئة المعاصرة ، نصر حسن حيدر ، الطبعة الأولى 1418هـ 1998م : 25 ، والأشعة فوق البنفسجية : هي موجات إشعاع واقعة وراء الطرف البنفسجي من الطيف المنظور، أطوالها أقصر من أطوال الضوء المرئي وأطول من أطوال أشعة أكس، وإنما ينطلق الإشعاع فوق البنفسجي من الشمس بيد أن الغلاف الجوي يمتص جانباً كبيراً منه; وما يصل الأرض من هذا الإشعاع غير مؤذ نسبياً، ومهما يكن من أمر فإن في الإمكان إحداث الإشعاع فوق البنفسجي صنعياً ، والواقع أن فرط التعرض له كثيراً ما ينـزل بالكائنات الحية أذى كبيراً, ومن هنا كان استخدامه في إبادة الجراثيم.
والأشعة تحت الحمراء : هي موجات إشعاع واقعة تحت الطرف الأحمر من الطيف المنظور، أطوالها أكبر من أطوال الضوء المرئي ولكنها أقصر من أطوال الموجات اللاسلكية، والإشعاع تحت الأحمر يستخدم في التصوير الفوتوغرافي لأنه يمكننا من تصوير الأشياء التي لا ترى بالعين المجردة، وهو يستخدم أيضاً في عمليات التسخين والتجفيف, وفي صناعة الورق بغية إزالة الرطوبة منه، وتتميز الأشعة تحت الحمراء, إلى ذلك, بقدرتها على اختراق الضباب.
ـ الحمض النووي : مركب كيميائي معقد موجود في جميع الخلايا الحية، والأحماض النووية تتألف من الحمض الفوسفوري, وبعض المواد السكرية والقواعد العضوية، وهي تتحكم في الوراثة تحكماً كبيراً .
ـ انظر : قضايا البيئة المعاصرة ، نصر حسن حيدر ، الطبعة الأولى 1418هـ 1998م : 27.
ـ الكلور : عنصر غازي أصفرمخضر شديد السمية. رمزه Cl . رقمه الذري 17. وزنه الذري 35,4، نقطة انصهاره 103 مئوية تحت الصفر، نقطة غليانه 34 مئوية تحت الصفر، ثقله النوعي 1,56، والكلور عظيم النشاط كيميائياً, ومن أجل ذلك فإنه لا يوجد في الطبيعة حراً، وهو يتحد مع الفلزات واللافلزات، وهو يستخدم اليوم في صنع العقاقير الطبية, وتكرير السكر, وتنقية الماء, وفي صنع مسحوق التبييض, واللدائن, ومبيدات الحشرات ومطفئات الحريق، حضره الكيميائي السويدي كارل ولهم شايلي
(عام 1774) من حمض الهيدروكلوريك وثاني أكسيد المنغنيز وظل يعتبر مركباً إلى أن أقام السير همفري دايفي الدليل على استحالة حله (عام 1810).
والفلور : عنصر لافلزي هو عبارة عن غاز شديد السمية, أصفر شاحب, نفاذ الرائحة, مهرئ, سريع الالتهاب إلى حد بعيد، يتحول بالتبريد إلى سائل أصفر، لا يوجد حراً في الطبيعة, ولكن متحداً بالفلوريت, الذي يعتبر مصدره الأساسي, وبماء البحر والعظام والأسنان - ولو بمقادير قليلة – أيضاً، والفلور أشد العناصر تفاعلاً، وهو يتحد مع جميع العناصر باستثناء الهليوم والنيون والأرجون، عزله عام 1886 الكيميائي الفرنسي هنري مواسان، رمزه F رقمه الذري 9، وزنه الذري 18,99، نقطة انصهاره 2196 مئوية تحت الصفر، نقطة غليانه 188 مئوية تحت الصفر، ثقله النوعي 1,7، له استخدامات كثيرة في الكيمياء العضوية، ويستعان به اليوم للوقاية من نخر الأسنان عند الأطفال، وقد يضاف إلى مياه الشرب بغية مكافحة هذا البلاء.
والكربون : عنصر لا فلزي متوافر في الطبيعة حراً ومركباً، موجود في جميع الكائنات الحية، وهو أساسي للحياة، والحيوانات إنما تستمد الطاقة من طريق أكسدة المركبات الكربونية التي يشتمل عليها غذاؤها، رمزه C، رقمه الذري 6، وزنه الذري 12,01، نقطة انصهاره 3550 مئوية، نقطة غليانه 4827 مئوية، وللكربون أشكال تآصلية ثلاثة, هي الماس, والغرافيت, والكربون الأسود، وهناك أكثر من نصف مليون مركب كيميائي تشتمل على الكربون, ومن أجل ذلك نشأ فرع خاص من علم الكيمياء يعنى بدراسة المركبات الكربونية ويعرف ب- الكيمياء العضوية ، وفي عام 1961 اختير نظير الكربون 12 Carbon-21 معياراً تقاس على أساسه الأوزان الذرية لجميع العناصر الأخرى, وبذلك حل محل الأكسجين في هذا المجال.
ـ الأكزيما ويقال لها النملة : التهاب جلدي بعضه حاد وبعضه مزمن يصيب الوجه واليدين بخاصة، يتميز بالحكة واحمرار الجلد وظهور بثور لا تلبث أن تكسوها قشور وحراشف، والنملة لا تعدي, ولا يعرف سببها على وجه الضبط. ويذهب بعض العلماء إلى أنها استهدافية المنشأ، ومن أنواعها ما ينشأ عن احتكاك اليدين بالمواد الكيميائية، وهي تعالج, كما تعالج ضروب الاستهداف كلها, بالبحث عن السبب ثم اجتنابه، وأيا ما كان, ففي الإمكان التخفيف من وطأة النملة أو الأكزما باللجوء إلى بعض المسكنات، وقد لجئ في السنوات الأخيرة إلى الاستعانة على الأكزما ببعض المستحضرات الإستيرويدية Steroid Preparations فأثبتت فائدتها إلى حد كبير.
ـ هاليفاكس : مدينة في الجزء الشمالي من إنكلترا، تقع على مبعدة 32 كيلومتراً إلى الشمال الشرقي من مدينة مانتشستر، أسست في عهد السكسون.سكانها 115,000ن.
وهاليفاكس : عاصمة مقاطعة نوفا سكوتيا في كندا وكبرى مدنها أيضاً ، أسسها البريطانيون, عام 1749. سكانها 175,000ن.
ـ مجلة العربي ، العدد 511 يونيو 2001م ، ممنوع دخول المتعطرين !! ، رجب سعد السيد .
ـ يتكون الغلاف الجوي الغازي الذي يحيط بالكرة الأرضية من عدة أغلفة وهي : 1 ـ طبقة التروبوسفير
2 ـ الستراتوسفير 3 ـ الميروسفير 4 ـ الإينوسفير 5 ـ الإيكزوسفير أي الطبقة الخارجية .
ـ انظر : قضايا البيئة المعاصرة ، نصر حسن حيدر ، الطبعة الأولى 1418هـ 1998م : 30 بتصرف.
ـ انظر : قضايا البيئة المعاصرة ، نصر حسن حيدر ، الطبعة الأولى 1418هـ 1998م : 32 بتصرف.
ـ الرنة : أيل من جنس "رنجيفر" Rangifer ورتبة مزدوجات الأصابع، موطنه الأصقاع الشمالية من أوروبا وآسيا وأميركا، وقد دجن في أوروبا منذ قرون عديدة، يبلغ ارتفاعه حتى الكتفين متراً واحداً, ويبلغ وزنه نحواً من تسعين كيلو غراماً، ويتميز من سائر الأيائل بأن لذكوره وإناثه قروناً; بيد أن قرون ذكوره أضخم من قرون إناثه، وهو يحيا جماعات جماعات, ويقتات بالأعشاب في المقام الأول.
ـ انظر : قضايا البيئة المعاصرة ، نصر حسن حيدر : 69 .
ـ انظر : المصدر السابق : 126.
ـ انظر : ما هو علم البيئة ، د.ف. أوين ، ترجمة : باسل الطباع ، منشورات وزارة الثقافة بدمشق ، 1975م : 148 .
ـ انظر حياة الحيوان الكبرى ، كمال الدين الدميري ، دار الكتب العلمية ، بيروت : 1 / 222 .
ـ انظر مجلة العربي ، العدد 362 يناير 1989 م ، النفايات السامة والصفقات المشبوهة ، د. سمير رضوان .
ـ انظر مجلة العربي ، العدد 362 يناير 1989م ، النفايات السامة والصفقات المشبوهة ، د. سمير رضوان .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[align=center][align=center][align=center]زوروا موقعنا على الشبكة :
muhhmdkalo.jeeran.com/images/[/align][/align][/align]