عمر المقبل
New member
- إنضم
- 06/07/2003
- المشاركات
- 805
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في كتابه القيم (الوابل الصيب ، ص / 36)
الالتفات المنهي عنه في
الالتفات المنهي عنه في
الصلاة قسمان :
أحدهما :
التفات القلب عن الله عز وجل الى غير الله تعالى .
الثاني :
التفات البصر .
وكلاهما منهي عنه !
ولا يزال الله مقبلاً على عبده ما دام العبد مقبلاً على صلاته ، فإدا التفت بقلبه أو بصره أعرض الله تعالى عنه .
وقد سئل رسول الله عن التفات الرجل في صلاته ؟ فقال : "اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد".
وفي أثر يقول الله تعالى : إلى خير مني ؟ إلى خير مني ؟!
ومثل من يلتفت في صلاته ببصره أو بقلبه مثل :
رجل قد استدعاه السلطان ، فأوقفه بين يديه !!
وأقبل يناديه ، و يخاطبه ..
وهو في خلال ذلك ـ يلتفت عن السلطان يميناً و شمالاً !!!
وقد انصرف قلبه عن السلطان ، فلا يفهم ما يخاطبه به ؛ لأن قلبه ليس حاضراً معه ، فما ظن هذا الرجل أن يفعل به السلطان ؟!
أفليس أقل المراتب ـ فى حقه ـ أن ينصرف من بين يديه ممقوتاً مبعداً قد سقط من عينيه ؟!
فهذا المصلي لا يستوى ، والحاضر القلب ، المقبل على الله تعالى فى صلاته ..
الذي قد أشعر قلبه عظمة من هو واقف بين يديه !
فامتلا قلبه من هيبته ، وذلت عنقه له ..
واستحى من ربه تعالى أن يقبل على غيره ، أو يلتفت عنه ، وبين صلاتيهما
ـ كما قال حسان بن عطية ـ :
"إن الرجلين ليكونان في الصلاة الواحدة ، وإن مابينهما ـ في الفضل ـ
كما بين السماء والأرض !!
وذلك : أن احدهما مقبل على الله عز وجل ، والآخر ساه غافل !!
فإدا أقبل العبد على مخلوق مثله ، وبينه حجاب ، لم يكن إقبالا ولا تقريباً !
فما الظن بالخالق عز وجل ؟!
وإذا اقبل على الخالق عز وجل ، وبينه وبينه حجاب الشهوات والوساوس ..
والنفس مشغوفة بها ، ملأى منها !!
فكيف يكون ذلك إقبالاً وقد ألهته الوساوس والأفكار ؟
وذهبت به كل مذهب ؟!
والعبد اذا قام في الصلاة غار الشيطان منه !!
فإنه قدم قام في أعظم مقام ..
وأقربه ..
وأغيظه للشيطان ..
وأشده عليه ..
فهو يحرص ، ويجتهد أن لا يقيمه فيه ..
بل لايزال به يعده ، ويمنيه ، وينسيه ..
و يجلب عليه بخيله ورجله ..
حتى يهون عليه شان الصلاة ..
فيتهاون بها فيتركها !!
فإن عجز عن ذلك منه ، و عصاه العبد ، وقام في ذلك المقام ..
أقبل عدو الله تعالى حتى يخطر بينه وبين نفسه ..
ويحول بينه وبين قلبه ..
فيذكره في الصلاة مالم يذكر قبل دخوله فيها ..
حتى ربما كان قد نسي الشيئ والحاجة ، وأيس منها !!
فيذكره إياها في الصلاة ؛ ليشغل قلبه بها ، ويأخذه عن الله عز وجل ..
قيقوم فيها بلا قلب !!
فلا ينال من إقبال الله تعالى وكرامته وقربه ما يناله المقبل على ربه عز وجل ، الحاضر بقلبه في صلاته !!
فينصرف من صلاته مثل ما دخل فيها ...
بخطاياه ..
وذنوبه ..
وأثقاله ..
لم تخف عنه بالصلاة !!!
فإن الصلاة إنما تكفر سيئات من أدى حقها ..
وأكمل خشوعها ..
ووقف بين يدي الله تعالى بقلبه وقابله ..
فهذا إذا انصرف منها :
وجد خفة من نفسه ..
وأحسسَّ باثقال قد وضعت عنه ..
فوجد نشاطا وراحة وروحاً ...
حتى يتمنى أنه لم يكن خرج منها ..
لأنها قرة عينه ..
ونعيم روحه ..
وجنة قلبه ..
ومستراحه في الدنيا ..
فلا يزال كأنه في سجن ،وضيق ، حتى يدخل فيها ...
فيستريح بها لا منها ..
فالمحبون يقولون :
نصلي فنستريح بصلاتنا ـ كما قال إمامهم وقدوتهم ونبيهم :
"يا بلال أرحنا بالصلاة ، ولم يقل : أرحنا منها" ...
وقال : "جعلت قرة عيني في الصلاة" ...
فمن جعلت قرة عينه في الصلاة ، كيف تقر عينه بدونها ؟!
وكيف يطيق الصبر عنها ؟!
فصلاة هذا الحاضر بقلبه ـ الذي قرة عينه في الصلاة ـ هي التي تصعد ، ولها نور وبرهان ..
حتى يستقل بها الرحمن عز وجل ، فتقول :
حفظك الله تعالى كما حفظتني
وأما صلاة المفرط ، المضيع لحقوقها ، وحدودها ، وخشوعها ...
فإنها تلف كما يلف الثوب الخلق ، ويضرب بها وجه صاحبها ، وتقول :
ضيعك الله كما ضيعتني
انتهى كلامه رحمه الله ..
والسؤال :
هل أنت تلتفت ـ بعد هذا ـ في صلاتك ؟!
والله .. إننا لمحرومون ـ إلا من رحم الله ـ من أعظم نعيم في الدنيا ..
وهو الأنس بالله ،والتلذذ بحلاوة مناجاته ..
ولا طريق أعظم من طريقين :
الصلاة ..
و
قراءة القرآن بتعقل وتفهم وتدبر ـ قدر الإمكان ..
فمن جمع الله له الثنتين ـ التدبر في الصلاة ـ
فأجزم ـ وأسأل الله أن يذيقني وإياكم لذتها ـ
أن من وجدها فقد تعجل شيئاً من نعيم الجنة قبل دخولها ...
نسأل الله ألا يحرمنا فضله ..
أحدهما :
التفات القلب عن الله عز وجل الى غير الله تعالى .
الثاني :
التفات البصر .
وكلاهما منهي عنه !
ولا يزال الله مقبلاً على عبده ما دام العبد مقبلاً على صلاته ، فإدا التفت بقلبه أو بصره أعرض الله تعالى عنه .
وقد سئل رسول الله عن التفات الرجل في صلاته ؟ فقال : "اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد".
وفي أثر يقول الله تعالى : إلى خير مني ؟ إلى خير مني ؟!
ومثل من يلتفت في صلاته ببصره أو بقلبه مثل :
رجل قد استدعاه السلطان ، فأوقفه بين يديه !!
وأقبل يناديه ، و يخاطبه ..
وهو في خلال ذلك ـ يلتفت عن السلطان يميناً و شمالاً !!!
وقد انصرف قلبه عن السلطان ، فلا يفهم ما يخاطبه به ؛ لأن قلبه ليس حاضراً معه ، فما ظن هذا الرجل أن يفعل به السلطان ؟!
أفليس أقل المراتب ـ فى حقه ـ أن ينصرف من بين يديه ممقوتاً مبعداً قد سقط من عينيه ؟!
فهذا المصلي لا يستوى ، والحاضر القلب ، المقبل على الله تعالى فى صلاته ..
الذي قد أشعر قلبه عظمة من هو واقف بين يديه !
فامتلا قلبه من هيبته ، وذلت عنقه له ..
واستحى من ربه تعالى أن يقبل على غيره ، أو يلتفت عنه ، وبين صلاتيهما
ـ كما قال حسان بن عطية ـ :
"إن الرجلين ليكونان في الصلاة الواحدة ، وإن مابينهما ـ في الفضل ـ
كما بين السماء والأرض !!
وذلك : أن احدهما مقبل على الله عز وجل ، والآخر ساه غافل !!
فإدا أقبل العبد على مخلوق مثله ، وبينه حجاب ، لم يكن إقبالا ولا تقريباً !
فما الظن بالخالق عز وجل ؟!
وإذا اقبل على الخالق عز وجل ، وبينه وبينه حجاب الشهوات والوساوس ..
والنفس مشغوفة بها ، ملأى منها !!
فكيف يكون ذلك إقبالاً وقد ألهته الوساوس والأفكار ؟
وذهبت به كل مذهب ؟!
والعبد اذا قام في الصلاة غار الشيطان منه !!
فإنه قدم قام في أعظم مقام ..
وأقربه ..
وأغيظه للشيطان ..
وأشده عليه ..
فهو يحرص ، ويجتهد أن لا يقيمه فيه ..
بل لايزال به يعده ، ويمنيه ، وينسيه ..
و يجلب عليه بخيله ورجله ..
حتى يهون عليه شان الصلاة ..
فيتهاون بها فيتركها !!
فإن عجز عن ذلك منه ، و عصاه العبد ، وقام في ذلك المقام ..
أقبل عدو الله تعالى حتى يخطر بينه وبين نفسه ..
ويحول بينه وبين قلبه ..
فيذكره في الصلاة مالم يذكر قبل دخوله فيها ..
حتى ربما كان قد نسي الشيئ والحاجة ، وأيس منها !!
فيذكره إياها في الصلاة ؛ ليشغل قلبه بها ، ويأخذه عن الله عز وجل ..
قيقوم فيها بلا قلب !!
فلا ينال من إقبال الله تعالى وكرامته وقربه ما يناله المقبل على ربه عز وجل ، الحاضر بقلبه في صلاته !!
فينصرف من صلاته مثل ما دخل فيها ...
بخطاياه ..
وذنوبه ..
وأثقاله ..
لم تخف عنه بالصلاة !!!
فإن الصلاة إنما تكفر سيئات من أدى حقها ..
وأكمل خشوعها ..
ووقف بين يدي الله تعالى بقلبه وقابله ..
فهذا إذا انصرف منها :
وجد خفة من نفسه ..
وأحسسَّ باثقال قد وضعت عنه ..
فوجد نشاطا وراحة وروحاً ...
حتى يتمنى أنه لم يكن خرج منها ..
لأنها قرة عينه ..
ونعيم روحه ..
وجنة قلبه ..
ومستراحه في الدنيا ..
فلا يزال كأنه في سجن ،وضيق ، حتى يدخل فيها ...
فيستريح بها لا منها ..
فالمحبون يقولون :
نصلي فنستريح بصلاتنا ـ كما قال إمامهم وقدوتهم ونبيهم :
"يا بلال أرحنا بالصلاة ، ولم يقل : أرحنا منها" ...
وقال : "جعلت قرة عيني في الصلاة" ...
فمن جعلت قرة عينه في الصلاة ، كيف تقر عينه بدونها ؟!
وكيف يطيق الصبر عنها ؟!
فصلاة هذا الحاضر بقلبه ـ الذي قرة عينه في الصلاة ـ هي التي تصعد ، ولها نور وبرهان ..
حتى يستقل بها الرحمن عز وجل ، فتقول :
حفظك الله تعالى كما حفظتني
وأما صلاة المفرط ، المضيع لحقوقها ، وحدودها ، وخشوعها ...
فإنها تلف كما يلف الثوب الخلق ، ويضرب بها وجه صاحبها ، وتقول :
ضيعك الله كما ضيعتني
انتهى كلامه رحمه الله ..
والسؤال :
هل أنت تلتفت ـ بعد هذا ـ في صلاتك ؟!
والله .. إننا لمحرومون ـ إلا من رحم الله ـ من أعظم نعيم في الدنيا ..
وهو الأنس بالله ،والتلذذ بحلاوة مناجاته ..
ولا طريق أعظم من طريقين :
الصلاة ..
و
قراءة القرآن بتعقل وتفهم وتدبر ـ قدر الإمكان ..
فمن جمع الله له الثنتين ـ التدبر في الصلاة ـ
فأجزم ـ وأسأل الله أن يذيقني وإياكم لذتها ـ
أن من وجدها فقد تعجل شيئاً من نعيم الجنة قبل دخولها ...
نسأل الله ألا يحرمنا فضله ..