أبو فهر السلفي
New member
- إنضم
- 26/12/2005
- المشاركات
- 770
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
يمكننا تقسيم تاريخ الإسلاميين(السلفيين والإخوان) في مصر إلى ثلاث حقب:
الحقبة الأولى: من سقوط الدولة العثمانية وحتى قيام حركة الضباط الأحرار عام 1952م.
في هذه الحقبة الأولى تأسست الجمعية الشرعية كمؤسسة دينية اجتماعية ذات خلفية أزهرية، وتأسست جماعة أنصار السنة المحمدية كمؤسسة دينية اجتماعية ذات خلفية سلفية تيمية وهابية.
وتأسست جماعة الإخوان المسلمين كمؤسسة دينية اجتماعية حركية سياسية تجمع بين الإرث الإصلاحي للأفغاني ومحمد عبده ومحمد بن عبد الوهاب من خلال القنطرة الإصلاحية السلفية الممثلة في رشيد رضا مع مكونات ثقافية أخرى متنوعة.
وظهرت حركة شباب محمد الذين اعترضوا على بطء انتقال البنا إلى مرحلة المواجهة مع الحكومات.
الحقبة الثانية: من قيام دولة الضباط الأحرار وحتى مصرع السادات عام 1981.
في هذه الحقبة الثانية تمت محاصرة نفوذ الجمعية الشرعية وأنصار السنة تمهيداً لدمجهما في مؤسسة واحدة دمجاً أدى لإضعافهما؛ نتيجة للخلافات الفكرية والعقدية بين الجماعتين، واستولت الدولة الفاشية العسكرية على مساحات العمل الديني والمجتمعي بتدجينها للأزهر واستحداثها لتنظيمات متعددة موالية لها. وتم القضاء على قوة الإخوان المسلمين بتغييبهم في السجون.
وفي مرحلة السجون هذه نفسها بدأت تتكون أفكار ورؤى حول الموقف من الحكومة والدولة وتقييم المجتمع على أسس معيارية لم تكن بهذا الظهور والوضوح في الحقبة السابقة، وأنتجت مرحلة السجون عندما التقت مع بعض الشباب خارج السجن في أواخر الخمسينات والستينات مجموعات إسلامية تبنت بعض الأفكار في مسائل الإيمان والكفر والموقف من الدولة وبدأت في تكوين عدة جماعات على رأسها جماعة المسلمين(التكفير والهجرة)، و التوقف والتبين ومجموعات جهادية تتبنى خيار القتال للدولة.
بالتوازي مع تكون هذه الجماعات والمجموعات الجهادية نشأ في الجامعات الإسلامية تيار إسلامي مستقل عن كل ما سبق اصطلح على تسميته بالجماعة الإسلامية، وظلت هذه الجماعة تمارس عملاً دعوياً مستقلاً في الجامعات إلى أن بدأت في التشظي في الفترة من منتصف السبعينات إلى مقتل السادات ، وتشظت إلى ثلاث مجموعات :
الأولى: مجموعة تبنت الخيار الجهادي. وتحالف جزء منها مع جزء من المجموعات الجهادية التي تأسست أواخر الستينات وأوائل السبعينات فشارك هذا الحلف في التخطيط لاغتيال السادات واغتالوه بالفعل.
الثانية: مجموعة انضمت إلى رموز الإخوان المسلمين الخارجين من السجن أول السبعينات والساعين لإعادة بناء التنظيم.
الثالثة: من رفضوا الانضمام لهذين التيارين وهم مجموعة صغيرة في الإسكندرية كان لهم ميل للعمل الجماعي والدعوة واعتراضات على منهج المجموعتين الإخوانية والجهادية، ولهم خلفية تيمية وهابية من خلال قنطرة أنصار السنة المحمدية أحياناً وبالاطلاع المباشر أحياناً أخرى، وهم من شكلوا فيما بعد سلفية الإسكندرية.
وبالتوازي مع كل هذا كان هناك شباب مستقل لم ينضم لأحد المجموعات الثلاث ولا اشتغال له سوى بالتعلم وتكوين رؤاه الخاصة منهم من بقي في مصر ومنهم من سافر خارجها وكان منهم بعد ذلك بعض رموز السلفية العلمية والحركية القاهرية وأحدهم صار أول رأس للمدخلية في مصر.
الحقبة الثالثة: من مصرع السادات وحتى الآن.
هدأت الأمور نسبياً إلى منتصف الثمانينات وبعدها بدأت المواجهات بين الفصيلين الجهاديين اللذين تشكلا في مرحلة اعتقالات مقتل السادات وما بعدها (الجهاد-الجماعة الإسلامية)، وبالتوازي مع هذه المواجهات واصل الإخوان وسلفية الإسكندرية بناء قاعدتهم وبنيتهم التنظيمية والفكرية، وبدا الإخوان في التوسع في المشاركة السياسية في الانتخابات البرلمانية وانتخابات النقابات وأندية أعضاء هيئات التدريس، وتوسعت أنصار السنة والجمعية الشرعية في إنشاء فروع لها في المحافظات مع توسع في الأعمال الخيرية والاستثمارية الدعوية، وبدأ مشايخ السلفية العلمية ومشايخ القاهرة نشاطهم في الدعوة والتعليم والتأليف مستقلين أحياناً وتحت غطاء أنصار السنة أحياناً أخرى.
من بداية التسعينات إلى منتصفها اختتمت المواجهة مع الممجموعات الجهادية بهجرة من بقي حياً من رموز وأفراد هذه الجماعات وسجن من لم يستطع الخروج من مصر من الرموز والأفراد.
واستمر نشاط الإخوان وسلفية الإسكندرية كما هو مع توسع أكثر ساعد عليه انشغال الدولة بمعركتها مع التيارات الجهادية.
من منتصف التسعينات بدأت الدولة التصعيد ضد الإخوان المسلمين بتزوير الانتخابات ضدهم واتهامهم في قضايا متعددة جميعها تحت مظلة انتمائهم لجماعة محظورة الوضع الذي استمر حتى قيام ثورة يناير.
في الفترة نفسها بدأت مواجهة فكرية بين رأس المدخلية في مصر ومشايخ السلفية في القاهرة ولم تهدأ سوى بعد توقيف مشايخ القاهرة عن الدعوة ثم سجنهم مطلع الألفية الجديدة، وبدأ ظهور رموز مدخلية جديدة، وحدث هذا بالتوازي مع ضربة أمنية اعتقل فيها أهم كوادر سلفية الإسكندرية في المحافظات مع بعض رموزها من الإسكندرية نفسها.
زاد التضييق على الجميع بعد أحداث سبتمبر باستثناء انفراجة يسيرة في القنوات الفضائية الإسلامية بعد منتصف العقد الأول من الألفية قبل أن تغلق هذه القنوات قبل الثورة بشهور.
ثم كانت ثورة يناير وانكسر القيد.