بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
أحباء قلبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ربما هي الزيارة الأولى إلى باريس.. مع أني كثير السفر إلى فرنسا بحكم الابحاث العلمية المشتركة مع بعض الزملاء الرياضيين هناك.. وقد قضيت الثلث الأول من رمضان هناك وكنت أفكر فقد أكون وحيدا بين الملايين الملحدة التي لا تعرف الله.. لكن أشياء عجيبة يشهدها كل مسلم يدخل باريس..
ربما تكون نظرتك الأولى على مشاهد الحيوانية حيث أدرت وجهك.. وأعجب أنك كلما أطرقت إلى الأرض وقلت أستغفر الله عرفوا أنك مسلم.. حتى من لا يتكلم العربية .. كلهم يعرفونها إذا ما سمعوها.. ويعرفون أنه لا ينطق بها إلا المسلم.. ويحدث هذا كلما جلست وسميت أو ذكرت بشفتيك محمدا صلى الله عليه وسلم.. فهذه من الأمور التي عجبت لها كلما ركبت الحافلة أو المترو.. لكن بمجرد أن تمضي يوما أو يومين وتسأل الناس عن المساجد .. وترى وجوها يملؤها نور الإيمان .. وتعرف المسلمين بسيماهم .. يرتاح قلبك وتراجع نفسك ..
أنا سأحدثكم عن موقفين عجيبين أثرا في كثيرا..
- في ذات صباح.. توجهت كعادتي أريد الباص في رحلة جديدة.. وفي محطة الباص لفت نظري امرأة سوداء متحجبة وتحمل في يدها كتاب خطه بالعربية تراجعه.. عرفت أنها مسلمة فسلمت عليها أريد أن أستوضحها ماذا تفعل بالكتاب.. فإذا هي أحد المشاركين في دورة تكوينية في اللغة العربية.. سألتها عن عمرها كم هو فقالت أنها تبلغ الخامسة والخمسين من العمر.. من جمهورية مالي.. وهي تعمل بفرنسا ووجدت الفرصة كي تتعلم اللغة العربية حتى يسهل عليها حفظ كتاب الله.. استوضحتها إن كانت الدورة بالمجان أم لا فقالت لا.. هنا كل شيء بمقابل.. حتى المسلمون نسوا العمل في سبيل الله.. يأتينا أساتذة أصحاب تجربة من كل مكان لكن بمقابل.. صحيح أننا نستفيد.. لكن قليل هي ثقافة الجهاد بالدرهم وبالمال.. ونحن ملزمون أن ندفع حتى إن كنا في حاجة إلى هذا المال.. فالحاجة للدين أكبر وأهم يا أخي... كانت كلماتها ضربات موجعة لقلبي.. أبواب الجهاد مفتوحة في كل بلد لمن أراد.. أهم من كل شيء أن تنتشر ثقافة المحبة بين المسلمين.. أن يظهر اليقين في أننا كالجسد الواحد.. أعرف أنها مسؤوليتي ومسؤولية كل مسلم يستطيع الذهاب إلى هناك أن يدرس هؤلاء العربية ويحفظ القرآن مجانا في سبيل الله.. لعل الله ييسر.
- وكنت في كل ليلة من ليالي رمضان التي قضيتها هناك، أفطر ثم أخرج للصلاة ولحضور التراويح.. كان المترو والباصات شبه مخصص للمسلمين.. ترى ذلك في المحطات.. بعد الفطور كل المحطات مكتظة بالمسلمين يريدون صلاة التراويح في المساجد.. كنت أسلم على المسلمين وأحادثهم.. من الجزائر والمغرب وتونس وكل مكان.. وفي احدى هذه الليالي.. ونحن خارجون من المسجد إثر صلاة التراويح.. لفت نظري امرأة أخرى من مالي كانت تتحدث عن الاسلام.. وقفت أستمع إليها.. فسلمت.. قلت لها أتجيدين العربية.. فقالت لي بالفرنسية.. لا.. ولكني أقرأ القرآن بالعربية.. قلت لها وهل تفهمين كلماته.. قالت أجل.. وكيف أقرؤه إن لم أكن أفهمه.. قلت لها وهل تقرئين غيره.. قالت لا أجيد غيره.. أنا لا أجيد العربية في الأصل.. قلت لها : اريد أن اسألك.. مالذي يجعل أهل العربية من المسلمين يغفلون عن القرآن.. ويهتم به الأعاجم.. فقالت كلاما عجيبا سأحاول ترجمته : يا أخي.. القرآن نزل بالعربية لكنه لم ينزل للعرب.. المعني به الناس كلهم وليس فقط العرب.. والعرب هم جزء من الذين أنزل إليهم القرآن.. وقد لا يستوعبوه مع أنه بلغتهم.. وقد يستوعبه ويفقهه غيرهم مع أنه ليس بلغتهم.. أنا سأعطيك الدليل من القرآن.. ثم سألتني مبتسمة : أقرأت القرآن ؟؟؟ قلت لها : أكيد.. قالت : لابد أنك قرأت أنه نور.. والنور ينفذ إلى القلوب لا إلى الألسن.. فمن نفذ نور القرآن إلى قلبه اهتم به وفهمه حتى إن لم يكن ينطق العربية.. ومن لم ينفذ ذلك النور إلى قلبه فنسأل الله لنا وله الهداية... لكم التعليق
يغفر الله لي ولكم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
أحباء قلبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ربما هي الزيارة الأولى إلى باريس.. مع أني كثير السفر إلى فرنسا بحكم الابحاث العلمية المشتركة مع بعض الزملاء الرياضيين هناك.. وقد قضيت الثلث الأول من رمضان هناك وكنت أفكر فقد أكون وحيدا بين الملايين الملحدة التي لا تعرف الله.. لكن أشياء عجيبة يشهدها كل مسلم يدخل باريس..
ربما تكون نظرتك الأولى على مشاهد الحيوانية حيث أدرت وجهك.. وأعجب أنك كلما أطرقت إلى الأرض وقلت أستغفر الله عرفوا أنك مسلم.. حتى من لا يتكلم العربية .. كلهم يعرفونها إذا ما سمعوها.. ويعرفون أنه لا ينطق بها إلا المسلم.. ويحدث هذا كلما جلست وسميت أو ذكرت بشفتيك محمدا صلى الله عليه وسلم.. فهذه من الأمور التي عجبت لها كلما ركبت الحافلة أو المترو.. لكن بمجرد أن تمضي يوما أو يومين وتسأل الناس عن المساجد .. وترى وجوها يملؤها نور الإيمان .. وتعرف المسلمين بسيماهم .. يرتاح قلبك وتراجع نفسك ..
أنا سأحدثكم عن موقفين عجيبين أثرا في كثيرا..
- في ذات صباح.. توجهت كعادتي أريد الباص في رحلة جديدة.. وفي محطة الباص لفت نظري امرأة سوداء متحجبة وتحمل في يدها كتاب خطه بالعربية تراجعه.. عرفت أنها مسلمة فسلمت عليها أريد أن أستوضحها ماذا تفعل بالكتاب.. فإذا هي أحد المشاركين في دورة تكوينية في اللغة العربية.. سألتها عن عمرها كم هو فقالت أنها تبلغ الخامسة والخمسين من العمر.. من جمهورية مالي.. وهي تعمل بفرنسا ووجدت الفرصة كي تتعلم اللغة العربية حتى يسهل عليها حفظ كتاب الله.. استوضحتها إن كانت الدورة بالمجان أم لا فقالت لا.. هنا كل شيء بمقابل.. حتى المسلمون نسوا العمل في سبيل الله.. يأتينا أساتذة أصحاب تجربة من كل مكان لكن بمقابل.. صحيح أننا نستفيد.. لكن قليل هي ثقافة الجهاد بالدرهم وبالمال.. ونحن ملزمون أن ندفع حتى إن كنا في حاجة إلى هذا المال.. فالحاجة للدين أكبر وأهم يا أخي... كانت كلماتها ضربات موجعة لقلبي.. أبواب الجهاد مفتوحة في كل بلد لمن أراد.. أهم من كل شيء أن تنتشر ثقافة المحبة بين المسلمين.. أن يظهر اليقين في أننا كالجسد الواحد.. أعرف أنها مسؤوليتي ومسؤولية كل مسلم يستطيع الذهاب إلى هناك أن يدرس هؤلاء العربية ويحفظ القرآن مجانا في سبيل الله.. لعل الله ييسر.
- وكنت في كل ليلة من ليالي رمضان التي قضيتها هناك، أفطر ثم أخرج للصلاة ولحضور التراويح.. كان المترو والباصات شبه مخصص للمسلمين.. ترى ذلك في المحطات.. بعد الفطور كل المحطات مكتظة بالمسلمين يريدون صلاة التراويح في المساجد.. كنت أسلم على المسلمين وأحادثهم.. من الجزائر والمغرب وتونس وكل مكان.. وفي احدى هذه الليالي.. ونحن خارجون من المسجد إثر صلاة التراويح.. لفت نظري امرأة أخرى من مالي كانت تتحدث عن الاسلام.. وقفت أستمع إليها.. فسلمت.. قلت لها أتجيدين العربية.. فقالت لي بالفرنسية.. لا.. ولكني أقرأ القرآن بالعربية.. قلت لها وهل تفهمين كلماته.. قالت أجل.. وكيف أقرؤه إن لم أكن أفهمه.. قلت لها وهل تقرئين غيره.. قالت لا أجيد غيره.. أنا لا أجيد العربية في الأصل.. قلت لها : اريد أن اسألك.. مالذي يجعل أهل العربية من المسلمين يغفلون عن القرآن.. ويهتم به الأعاجم.. فقالت كلاما عجيبا سأحاول ترجمته : يا أخي.. القرآن نزل بالعربية لكنه لم ينزل للعرب.. المعني به الناس كلهم وليس فقط العرب.. والعرب هم جزء من الذين أنزل إليهم القرآن.. وقد لا يستوعبوه مع أنه بلغتهم.. وقد يستوعبه ويفقهه غيرهم مع أنه ليس بلغتهم.. أنا سأعطيك الدليل من القرآن.. ثم سألتني مبتسمة : أقرأت القرآن ؟؟؟ قلت لها : أكيد.. قالت : لابد أنك قرأت أنه نور.. والنور ينفذ إلى القلوب لا إلى الألسن.. فمن نفذ نور القرآن إلى قلبه اهتم به وفهمه حتى إن لم يكن ينطق العربية.. ومن لم ينفذ ذلك النور إلى قلبه فنسأل الله لنا وله الهداية... لكم التعليق
يغفر الله لي ولكم