من نعم الله علينا في هذا العصر أن أصبح التواصل سهلاً ميسراً ، فبإمكان المرء وهو في بيته أن يتواصل مع من يعرفه ومن لا يعرفه وبينهم آلاف الأميال .
فالفيس بوك والتويتر وبرامج المحادثات وغيرها من التقنيات قد سهلت طرق التواصل بشكل مذهل، وصار للمرء عائلة أخرى إن صح التعبير يتواصل معها يومياً عبر الفيس بوك والتويتر وماشابهها.
هذا التواصل شمل طلبة العلم والدعاة إلى الله أيضاً، وأصبح غالبهم يغشون هذه المواقع، ولهم العديد من الصداقات، ويخوضون العديد من الحوارات والنقاشات.
وهذا جميل وحسن إن كان الإنسان يملك العلم الذي يؤهله، والأسلوب الذي يتقنه بعد الاستعانة بالله عز وجل وقوة الديانة .
لكن المشكلة التي أود الحديث - وهي أمر ملاحظ خصوصاً في التويتر- أن الكثير من الشباب الذين لا زالوا في بداية طريق طلب العلم ينبرون ويخوضون غمار النقاشات والحوارات مع كثير من أهل البدع، وكثير من أهل الأفكار المنحرفة ، فبضغطة زر تستطيع التواصل مع مبتدع ومنحرف بدعوى النقاش والدعوة إلى الله .
وسرعان ما يتحول هذا النقاش إلى كابوس مزعج يقلق صاحبنا ، بفعل شبهة ألقيت عليه ولم يستطع ردها ! فلا هو الذي حرص على تنمية علمه وتقوية ديانته والحرص على ما يتقنه حاليا من أمر الدعوة إلى الله ، ولا هو بالذي سلم من ضرر نقاش أهل البدع والأفكار المنحرفة .
والمتأمل لكلام سلفنا الصالح يجد كثير من وصاياهم تحث على عدم مجالسة أهل الأهواء والبدع ، بل ويشددون في هذا الأمر كثيراً .
ولنتأمل معاً جملة من وصاياهم حول خطورة مجالسة ومناقشة أهل الأهواء والبدع :
قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه : ( لا تجالس أهل الأهواء ، فإن مجالستهم ممرضة للقلوب ).
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ( لا تمكن صاحب هوى من أذنيك فيقذف فيهما داء لا شفاء له ) .
وقال ابن سيرين رحمه الله واصفا خطر مجالستهم وحال المرء بعد أن يجالسهم : ( لو أني أعلم أن أحدكم يقوم من عندهم كما جلس لم أبال ) .
وما أجمل ما قال ابن بطة رحمه الله : ( فالله الله معشر المسلمين لا يحملن أحدا منكم حسن ظنه بنفسه وبما عهده من معرفته بصحة مذهبه على المخاطرة بدينه في مجالسة بعض أهل هذه الأهواء فيقول : أداخله لأناظره ، أو لأستخرج منه مذهبه ، فإنهم أشد فتنة من الدجال ، وكلامهم ألصق من الجرب ، وأحرق للقلوب من اللهب ، ولقد رأيت جماعة من الناس كانوا يلعنونهم ويسبونهم ، فجالسوهم على سبيل الإنكار والرد عليهم ، فما زالت بهم المباسطة وخفيٌ المكر ودقيق الكفر ، حتى صبوا إليهم ) .
فلابد لنا أن نتبرأ من حولنا وقوتنا وعلمنا، وأن نلجأ إلى الله عز وجل وننطرح بين يديه أن يثبت قلوبنا وأن يعصمنا من الزيغ والضلال .
يقول الله عز وجل : (( مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي ))[الأعراف:178] فتأمل : ( من يهد الله ) لا من يهده فهمه أو علمه أو معرفته.
ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي : ( يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم ... ) وطلب العلم والفهم والازدياد منه لمجابهة أهل الابتداع نوع من الاستهداء ، فلا بد أن نلجأ في طلبه إلى الله عز وجل . وكم من شخص كان يغرف من بحور العلم ، ثم زاغ عن طريق النور والهدى إلى طريق الانحراف والشقاء ، بل ربما ألحد عياذا بالله.
فلنراجع أنفسنا ، ولننتبه لقلوبنا ، فهي الملوك والثروة التي ينبغي أن نحفظها من مسالك الشبهات ، وظلام الانحرافات ، حتى نصل إلى بر الأمان. وأخيرا أجدني مضطر للتنبيه على أن كلامي هذا لنفسي المقصرة أولا ثم لإخواني الذين مازالوا في بداية طريق طلب العلم .
وأما من رزقه الله علما وحجة ومنطقاً قوياً وديانة متينة تؤهله للدخول معهم في نقاش وحوار فليستعن بالله أولا ثم ليبدأ الاحتساب على أهل الضلال فالسلف رحمهم الله لهم أيضا نصوص تحث على مناقشة أهل الأهواء ورد شبهاتهم وضلالهم، وأما من لم يكن أهلا لذلك فالسلامة السلامة لا يعدلها شيء.
فالفيس بوك والتويتر وبرامج المحادثات وغيرها من التقنيات قد سهلت طرق التواصل بشكل مذهل، وصار للمرء عائلة أخرى إن صح التعبير يتواصل معها يومياً عبر الفيس بوك والتويتر وماشابهها.
هذا التواصل شمل طلبة العلم والدعاة إلى الله أيضاً، وأصبح غالبهم يغشون هذه المواقع، ولهم العديد من الصداقات، ويخوضون العديد من الحوارات والنقاشات.
وهذا جميل وحسن إن كان الإنسان يملك العلم الذي يؤهله، والأسلوب الذي يتقنه بعد الاستعانة بالله عز وجل وقوة الديانة .
لكن المشكلة التي أود الحديث - وهي أمر ملاحظ خصوصاً في التويتر- أن الكثير من الشباب الذين لا زالوا في بداية طريق طلب العلم ينبرون ويخوضون غمار النقاشات والحوارات مع كثير من أهل البدع، وكثير من أهل الأفكار المنحرفة ، فبضغطة زر تستطيع التواصل مع مبتدع ومنحرف بدعوى النقاش والدعوة إلى الله .
وسرعان ما يتحول هذا النقاش إلى كابوس مزعج يقلق صاحبنا ، بفعل شبهة ألقيت عليه ولم يستطع ردها ! فلا هو الذي حرص على تنمية علمه وتقوية ديانته والحرص على ما يتقنه حاليا من أمر الدعوة إلى الله ، ولا هو بالذي سلم من ضرر نقاش أهل البدع والأفكار المنحرفة .
والمتأمل لكلام سلفنا الصالح يجد كثير من وصاياهم تحث على عدم مجالسة أهل الأهواء والبدع ، بل ويشددون في هذا الأمر كثيراً .
ولنتأمل معاً جملة من وصاياهم حول خطورة مجالسة ومناقشة أهل الأهواء والبدع :
قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه : ( لا تجالس أهل الأهواء ، فإن مجالستهم ممرضة للقلوب ).
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ( لا تمكن صاحب هوى من أذنيك فيقذف فيهما داء لا شفاء له ) .
وقال ابن سيرين رحمه الله واصفا خطر مجالستهم وحال المرء بعد أن يجالسهم : ( لو أني أعلم أن أحدكم يقوم من عندهم كما جلس لم أبال ) .
وما أجمل ما قال ابن بطة رحمه الله : ( فالله الله معشر المسلمين لا يحملن أحدا منكم حسن ظنه بنفسه وبما عهده من معرفته بصحة مذهبه على المخاطرة بدينه في مجالسة بعض أهل هذه الأهواء فيقول : أداخله لأناظره ، أو لأستخرج منه مذهبه ، فإنهم أشد فتنة من الدجال ، وكلامهم ألصق من الجرب ، وأحرق للقلوب من اللهب ، ولقد رأيت جماعة من الناس كانوا يلعنونهم ويسبونهم ، فجالسوهم على سبيل الإنكار والرد عليهم ، فما زالت بهم المباسطة وخفيٌ المكر ودقيق الكفر ، حتى صبوا إليهم ) .
فلابد لنا أن نتبرأ من حولنا وقوتنا وعلمنا، وأن نلجأ إلى الله عز وجل وننطرح بين يديه أن يثبت قلوبنا وأن يعصمنا من الزيغ والضلال .
يقول الله عز وجل : (( مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي ))[الأعراف:178] فتأمل : ( من يهد الله ) لا من يهده فهمه أو علمه أو معرفته.
ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي : ( يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم ... ) وطلب العلم والفهم والازدياد منه لمجابهة أهل الابتداع نوع من الاستهداء ، فلا بد أن نلجأ في طلبه إلى الله عز وجل . وكم من شخص كان يغرف من بحور العلم ، ثم زاغ عن طريق النور والهدى إلى طريق الانحراف والشقاء ، بل ربما ألحد عياذا بالله.
فلنراجع أنفسنا ، ولننتبه لقلوبنا ، فهي الملوك والثروة التي ينبغي أن نحفظها من مسالك الشبهات ، وظلام الانحرافات ، حتى نصل إلى بر الأمان. وأخيرا أجدني مضطر للتنبيه على أن كلامي هذا لنفسي المقصرة أولا ثم لإخواني الذين مازالوا في بداية طريق طلب العلم .
وأما من رزقه الله علما وحجة ومنطقاً قوياً وديانة متينة تؤهله للدخول معهم في نقاش وحوار فليستعن بالله أولا ثم ليبدأ الاحتساب على أهل الضلال فالسلف رحمهم الله لهم أيضا نصوص تحث على مناقشة أهل الأهواء ورد شبهاتهم وضلالهم، وأما من لم يكن أهلا لذلك فالسلامة السلامة لا يعدلها شيء.