مواضع الاتفاق بين أتباع الرسل من معارضي الرسل

عمر المقبل

New member
إنضم
06/07/2003
المشاركات
805
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
سبق أن طرحت موضوعاً ـ في هذا الملتقى المبارك ـ عنوانه :
مواضع الاتفاق بين الأنبياء في القرآن ، وهو على هذا الرابط :
http://vb.tafsir.net/showthread.php?t=1172&highlight=%E3%E6%C7%D6%DA+%C7%E1%C7%CA%DD%C7%DE+%C8%ED%E4

وقد أثرى الإخوة الكرام الموضوع بمشاركاتهم المفيدة .

ومن خلال التأمل فيما يمر بي أثناء قراءة القرآن ،وجدت موضوعاً لا يقل فائدة عن هذا الموضوع ،وهو
[ مواضع الاتفاق بين أتباع الرسل من معارضي الرسل ].

ومن جوانب أهمية هذا الموضوع :

1 ـ تتبع أوجه الاتفاق يكشف عن اتفاق طرق أهل الإيمان وإن اختلفت أزمانهم ،وتباعدت أقطارهم.

2 ـ الاستفادة من هذه المواضع في الدعوة إلى الله ؛ إذ هذه المواضع فيها اختلاف بسبب اختلاف المواقف ،وتنوع الأجوبة والإيرادات من قبل أعداء الرسل .

إلى غير ذلك من الجوانب التي قد تظهر للمتأمل .

ولعلي أبدأ بهذا الموضع ـ راجياً ـ من الإخوة الكرام مراعاة تسلسل الموضع من حيث الترقيم ؛ لنستفيد من هذا عند نهاية الموضوع :

الموضع الأول :

قوة هؤلاء في دينهم ،وثباتهم عليه ،وعدم اكتراثهم بما يقال لهم من الملأ من صد عن الحق ،أو تثبيط عن الدعوة ،والصبر على تبعات الرسالة ،ومن أمثلة ذلك :
قول أتباع صالح عليهم الصلاة والسلام ـ لما قال لهم الملأ (أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ [الأعراف/75]) ـ فأجابوا : ( قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ [الأعراف/75]).
ونظيره ما جاء في قصة طالوت ومن معه : (فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) [البقرة/249]).

وأما ثبات السحرة الذين آمنوا بموسى عليه الصلاة والسلام ،ووقوفهم في وجه التهديدات الفرعونية فأظهر من أن تسرد الآيات فيه .
 
جزاكم الله خيراً أبا عبدالله على ما تقدمونه لنا من موضوعات وأفكار قيمة نفع الله بها ، وبارك لكم في علمكم وبصيرتكم .
هذا الموضوع قد طرقه أخونا الدكتور محمد بن عبدالعزيز المسند الأستاذ المساعد بكلية المعلمين بالرياض في رسالته للماجستير وهي بعنوان ..

6_1495945b12c54a28e5.jpg

وقد تعرض لأساليبهم في القرآن الكريم فوجدها تبلغ حوالي 190 أسلوباً منها الظاهر ومنها الخفي المستتر . ومنها المشترك بين أعداء المرسلين ومنها من اختص به قوم دون قوم .
وهذه الرسالة قد طبعت في مؤسسة الرسالة عام 1422هـ .
وقد ذكر من الأساليب المشتركة في كيد المرسلين :
أولاً : أساليب في الكيد والمكر .
- المغالطة ولبس الحق بالباطل .
- المجادلة بالباطل .
- الإلحاد في آيات الله .
- قطع ما أمر الله به أن يوصل.
- افتراء الكذب على الله .
- التلاعب بأحكام الله .
الإفساد في الأرض.
وذكر غيرها ..

ثانياً : أساليب في التولي والإعراض .
- التعامي والتصامام عن سماع الحق.
- ثني الصدور استخفاءً.
- ثني الأعطاف استكباراً.
- النكوص على الأعقاب .
-التولي على الأدبار .
- الانصراف .
- الفرار .
وغيرها .

ثالثاً : تبرير المواقف .
- الاحتجاج باتباع دين الآباء .
- الاحتجاج بالقرون الأولى .
- الاحتجاج بعدم الفهم .
وغيرها .

رابعاً : أساليب في التعنت والعناد .
- التعجيز وطلب المستحيل.
- إنكار البينات الواضحات.
- استعجال العذاب .
الأمر بطرد الضعفاء.
وغيرها.

خامساً : أساليب في إثارة الشكوك .
وذكر تحتها أساليب كثيرة .

والرسالة حافلة بالتفاصيل حول هذا الموضوع ، وكل مبحث تحته الاستدلال بالآيات فيه وشرحها وبيانها .
 
أشكر لكم أبا عبدالله هذه الإضافة القيمة ،والتي لو لم يكن منها إلا الوقوف على هذه الرسالة التي لم أعلم بها إلا منكم ،وما هي بأول بركاتكم.

لكن ألا ترى معي ـ أخي ـ أن موضوع الكتاب يختلف عن موضوعي الذي طرحته ،ذلك أن بحث الدكتور محمد ـ بناءً على ما أوردتموه ـ يتعلق بأساليب المجرمين في التصدي لدعوة الرسل ،وموضوعي يتعلق بطريقة أتباع الرسل في الرد على الملأ ،فهو ـ في نظري ـ أقرب ما يكون إلى العكس .

باختصار : الموضوع الذي طرحتُه يدور في فلك المؤمنين ،وبحث د.محمد يدور في فلك المجرمين .

بانتظار إطلالتكم المفيدة ،وبقية الإخوة ليحكموا بيننا ، وإلا فالموعد المحكمة (ابتسامة) !!
 
صدقت رعاك الله !
وقد قرأته وأنا مشغول الذهن وأنا أعمل في ترتيب مكتبتي ، ففهمت من العنوان أنك تتحدث عن مواضع اتفاق معارضي الرسل ، وتذكرتُ كتاب الأخ محمد المسند فتناولته وكتبتُ - على عجلٍ - ما كتبتُ ، لكن لما تأملتُ كلامك الآن ظهر لي خطأ مداخلتي بنسبة 100% فمعذرة أخي العزيز ، ومعذرة من الإخوة القراء . ولعلي أستبعدُ مشاركتي السابقة وما تبعها بعد أن تطلع على اعترافي بالخطأ وسوء الفهم ! وجزاك الله خيراً .
 
أشكرك ـ أخي الكريم ـ على هذه المداخلة المليئة بالأدب العلمي ،والتواضع الجم ـ الذي هو ثمرة من ثمار العلم ـ ولا يستغرب على مثلك .

ولا أرى أن تحذفها ، بل أبقها لتكون نبراساً ودرساً يستفيد منه الجميع في السنوات القامة ؛ وليتعلم الجميع أنه لا أحد أكبر من أن يعتذر عن خطأه مهما عظمت مكانته العلمية ،ولا أحد أصغر من أن يعتذر له مهما كان مستواه العلمي قليلاً .

ودعني أقول ـ أبا عبدالله ـ : إن من أعظم مزايا هذا المنتدى العلمي الشامخ هو تحلي أهله ـ في جملتهم ـ بأدب العلم ،وهدوء العبارة ،وهذا ما لم أجده في غير هذا المنتدى العلمي ، فبارك الله فيه ،وفي أهله والقائمين عليه.
 
نموذج من الادب العلمي الرفيع وقد نقلته في بحث لي عن ادب العلماء المعاصرين
 
الموضوع طريف جدًا ، وإن كان لا يرقى ـ في نظركم ـ إلى أن يكون رسالة علمية ، فلا أقل من أن يكون بحث ترقية ، لذا اقترح أن يتبنى الموضوع في بحث علمي .
هذا ، ولقد ذكَّرني استنباط هذا الموضوع بقول ابن مسعود رضي الله عنه : ( من أراد العلم فليثور القرآن ؛ فإن فيه علم الأولين والآخرين ) .
 
الموضع الثاني :
لعل من أهم الصفات المشتركة بين أتباع الرسل ، هي حرصهم على الوقوف مع رسلهم ،وتشجيعهم على القيام بمهامهم التي بعثوا لأجلها ،ومن ذلك :
قول الرجلين من أتباع موسى عليه الصلاة والسلام : (قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (23) [المائدة/23]).

ومن ذلك ـ بل هو مثال بليغ في نظري ـ قوله تعالى في سورة آل عمران :
(وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (148) [آل عمران/146-148]


وعلى الاحتمال يمكن أن يدخل قوله تعالى ـ في شأن أبتاع طالوت ـ : (قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) [البقرة/249، 250]).


يتبع ـ إن شاء الله ـ
 
ومما يلتحق بالموضع الثاني :
قوله تعالى في شأن الحواريين ـ : (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52) [آل عمران/52])

وأوضح منه ـ ما في سورة الصف ـ : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14) [الصف/14]).
 
عودة
أعلى