السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعتذر عن طول الغياب بسبب فقدان الرقم السري حتى أنقذني الله بشيخنا عبد الرحمن الشهري فحل المشكلة وهذا هو سبب الانقطاع
ــــــــ
من يقرأ في تفسير البغوي ( ت 516هـ ) وتفسير السمعاني ( 489هـ ) يلحظ تشابها كبيرا جدا في المادة العلمية وأعلم أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحم الله قال إن تفسير البغوي مختصر من الثعلبي لكنه صان تفسيره من الأحاديث الموضوعة والآراء المبتدعة ، ولاشك أن في تفسير البغوي ماليس في تفسير الثعلبي
وقبل أن أدلف في ذكر أمثلة أحيطك علما بما يلي :
1 - الإمامان على عقيدة سلفية
2 - الإمامان نصرا السنة حتى قال الذهبي عن أبي المظفر :سير أعلام النبلاء ج19/ص116
[ وله الأمالي في الحديث تعصب لأهل الحديث والسنة والجماعة وكان شوكا في أعين المخالفين وحجة لأهل السنة )
وأما البغوي فعلى اسمه : محيي السنة وقصة التسمي بها لا تخفى على شريف علمكم
3 - الإمامان شافعيا المذهب
وقد كان أبو المظفر حنفيا ثم انتقل إلى المذهب الشافعي قال الذهبي : سير أعلام النبلاء ج19/ص116
وتحول شافعيا وأظهر ذلك في سنة ثمان وستين فاضطرب أهل مرو وتشوش العوام حتى وردت الكتب من الأمير ببلخ في شأنه والتشديد عليه فخرج من مرو ورافقه ذو المجدين أبو القاسم الموسوي وطائفة من الأصحاب وفي خدمته عدة من الفقهاء فصار إلى طوس وقصد نيسابور فاستقبله الأصحاب استقبالا عظيما أيام نظام الملك وعميد الحضرة أبي سعد فأكرموه وأنزل في عز وحشمة وعقد له مجلس التذكير في مدرسة الشافعية وكان بحرا في الوعظ حافظا فظهر له القبول واستحكم أمره في مذهب الشافعي ثم عاد إلى مرو ودرس بها في مدرسة الشافعية وقدمه النظام على أقرانه وظهر له الأصحاب وخرج إلى أصبهان وهو في ارتقاء )
4 - المعاصرة زمانا ومكانا
لا أريد الإطالة فهي لا تستحق هذا ولكن لأبين لكم ما ثار في عقلي وأنا أفكر في هذا الأمر
ولنر التشابه الكبير بين التفسيرين والسؤال الذي أريد أن أتحاور مع المشايخ فيه من الذي استفاد من الآخر وهل تكلم أحد عن هذه النقطة فإني لم أر أحد تكلم فيها
أمثلة :
1 - قوله تعالى ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين )
تفسير السمعاني ج1/ص67
فسجدوا إلا إبليس قال بعضهم إبليس مشتق من الإبلاس وهو اليأس من الخير ...و..اختلفوا في إبليس والذي قاله ابن عباس وأكثر المفسرين أنه كان من الملائكة وقال الحس كان من الجن لقوله تعالى كان من الجن ففسق عن أمر ربه ولأنه خلق من النار والملائكة خلقوا من النور ولأن له ذرية ولا ذرية للملائكة والأصح أنه كان من الملائكة لأن خطاب السجود كان مع الملائكة وأما قوله كان من الجن قيل إن فرقة من الملائكة ...)
تفسير البغوي ج1/ص63
فقيل إبليس لأنه أبس من رحمة الله تعالى أي يئس واختلفوا فيه فقال ابن عباس وأكثر المفسرين كان إبليس من الملائكة وقال الحسن كان من الجن ولم يكن من الملائكة وقال الحسن كان من الجن ولم يكن من الملائكة لقوله تعالى إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه فهو أصل الجن كما أن آدم أصل الإنس ولأنه خلق من النار والملائكة خلقوا من النور ولأن له ذرية ولا ذرية للملائكة والأول أصح لأن خطاب السجود كان مع الملائكة وقوله كان من الجن أي من الملائكة )
والتشابه كبير ولا شك إلا أني اخترت عبارة أكثر المفسرين لوضوح الحكم في التشابه فقد لا تجدها عند غيرهما
2 - قوله تعالى ( ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أو يحاجوكم عند ربكم قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم )
تفسير السمعاني ج1/ص332
قوله - تعالى - ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم أي لا تصدقوا إلا من تبع دينكم واللام فيه زائدة كما قال قال عسى أن يكون ردف لكم أي ردفكم وهذا في اليهود أيضا قالوا لا تصدقوا إلا من وافقكم في ملتكم ثم ابتدأ الله تعالى فقال قل إن الهدى هدى الله أي إن البيان بيان الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أي ولا يحاجونكم عند ربكم فإن الحجة لكم عليهم وليست لهم عليكم عند الله وقتا محمد بن يزيد المبرد في الآية تقديم وتأخير قوله ولا تؤمنوا أي لا تصدقوا أن يؤتى أحد مثل مل أوتيتم من الدلالات والآيات من المن والسلوى ونحوه
تفسير البغوي ج1/ص316
ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم هذا متصل بالأول من قول اليهود بعضهم لبعض ولا تؤمنوا أي ولا تصدقوا إلا لمن تبع دينكم أي وافق ملتكم واللام في من صلة أي لا تصدقوا إلا لمن تبع دينكم اليهودية كقوله تعالى قل عسى أن يكون ردف لكم أي ردفكم قل إن الهدى هدى الله هذا خبر من الله تعالى أن البيان بيانه ثم اختلفوا فيه فمنهم من قال هذا كلام معترض بين كلامين وما بعده متصل بالكلام الأول إخبار عن قول اليهود لبعض ومعناه ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم ولا تؤمنوا أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم من العلم والكتاب والحكمة والآيات من المن والسلوى
3 - قوله تعالى ( ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم )
تفسير البغوي ج1/ص294
ذرية اشتقاقها من ذرا بمعنى خلق وقيل من الذر لأنه استخراجهم من صلب آدم كالذر ويسمى الأولاد والآباء ذرية فالأولاد ذرية لأنه ذراهم والآباء ذرية لأنه ذرا الأبناء منهم قال الله تعالى وآية لهم أنا حملنا ذريتهم أي آباءهم ذرية نصب على معنى واصطفى ذرية بعضها من بعض أي بعضها من ولد بعض وقيل بعضها من بعض في التناصر وقيل بعضها على دين بعض والله سميع عليم 35
تفسير السمعاني ج1/ص311
مشتق من ذرأ بمعنى خلق وقيل هو من الذر لأنه خلقهم واستخرجهم من صلب آدم كالذر والأبناء يسمون ذرية وكذلك الأباء قال الله تعالى وآية لهم أنا حملنا ذريتهم ... في الفلك المشحون يعني آباءهم والأبناء ذرية لأنه ذرأهم والآباء ذرية لأنه ذرأ الأبناء منهم بعضها من بعض في التناصر وقيل في التناسل
إلى غير ذلك من التشابه الظاهر في النصوص مع جزمي بأن أحدهما قد يزيد على الآخر في موضع هذا لا شك فيه وهو أمر ظاهر ولكني أتكلم عن الاستفادة
فما رأي الشيوخ الأفاضل ؟
ودمتم مفيدين
أعتذر عن طول الغياب بسبب فقدان الرقم السري حتى أنقذني الله بشيخنا عبد الرحمن الشهري فحل المشكلة وهذا هو سبب الانقطاع
ــــــــ
من يقرأ في تفسير البغوي ( ت 516هـ ) وتفسير السمعاني ( 489هـ ) يلحظ تشابها كبيرا جدا في المادة العلمية وأعلم أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحم الله قال إن تفسير البغوي مختصر من الثعلبي لكنه صان تفسيره من الأحاديث الموضوعة والآراء المبتدعة ، ولاشك أن في تفسير البغوي ماليس في تفسير الثعلبي
وقبل أن أدلف في ذكر أمثلة أحيطك علما بما يلي :
1 - الإمامان على عقيدة سلفية
2 - الإمامان نصرا السنة حتى قال الذهبي عن أبي المظفر :سير أعلام النبلاء ج19/ص116
[ وله الأمالي في الحديث تعصب لأهل الحديث والسنة والجماعة وكان شوكا في أعين المخالفين وحجة لأهل السنة )
وأما البغوي فعلى اسمه : محيي السنة وقصة التسمي بها لا تخفى على شريف علمكم
3 - الإمامان شافعيا المذهب
وقد كان أبو المظفر حنفيا ثم انتقل إلى المذهب الشافعي قال الذهبي : سير أعلام النبلاء ج19/ص116
وتحول شافعيا وأظهر ذلك في سنة ثمان وستين فاضطرب أهل مرو وتشوش العوام حتى وردت الكتب من الأمير ببلخ في شأنه والتشديد عليه فخرج من مرو ورافقه ذو المجدين أبو القاسم الموسوي وطائفة من الأصحاب وفي خدمته عدة من الفقهاء فصار إلى طوس وقصد نيسابور فاستقبله الأصحاب استقبالا عظيما أيام نظام الملك وعميد الحضرة أبي سعد فأكرموه وأنزل في عز وحشمة وعقد له مجلس التذكير في مدرسة الشافعية وكان بحرا في الوعظ حافظا فظهر له القبول واستحكم أمره في مذهب الشافعي ثم عاد إلى مرو ودرس بها في مدرسة الشافعية وقدمه النظام على أقرانه وظهر له الأصحاب وخرج إلى أصبهان وهو في ارتقاء )
4 - المعاصرة زمانا ومكانا
لا أريد الإطالة فهي لا تستحق هذا ولكن لأبين لكم ما ثار في عقلي وأنا أفكر في هذا الأمر
ولنر التشابه الكبير بين التفسيرين والسؤال الذي أريد أن أتحاور مع المشايخ فيه من الذي استفاد من الآخر وهل تكلم أحد عن هذه النقطة فإني لم أر أحد تكلم فيها
أمثلة :
1 - قوله تعالى ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين )
تفسير السمعاني ج1/ص67
فسجدوا إلا إبليس قال بعضهم إبليس مشتق من الإبلاس وهو اليأس من الخير ...و..اختلفوا في إبليس والذي قاله ابن عباس وأكثر المفسرين أنه كان من الملائكة وقال الحس كان من الجن لقوله تعالى كان من الجن ففسق عن أمر ربه ولأنه خلق من النار والملائكة خلقوا من النور ولأن له ذرية ولا ذرية للملائكة والأصح أنه كان من الملائكة لأن خطاب السجود كان مع الملائكة وأما قوله كان من الجن قيل إن فرقة من الملائكة ...)
تفسير البغوي ج1/ص63
فقيل إبليس لأنه أبس من رحمة الله تعالى أي يئس واختلفوا فيه فقال ابن عباس وأكثر المفسرين كان إبليس من الملائكة وقال الحسن كان من الجن ولم يكن من الملائكة وقال الحسن كان من الجن ولم يكن من الملائكة لقوله تعالى إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه فهو أصل الجن كما أن آدم أصل الإنس ولأنه خلق من النار والملائكة خلقوا من النور ولأن له ذرية ولا ذرية للملائكة والأول أصح لأن خطاب السجود كان مع الملائكة وقوله كان من الجن أي من الملائكة )
والتشابه كبير ولا شك إلا أني اخترت عبارة أكثر المفسرين لوضوح الحكم في التشابه فقد لا تجدها عند غيرهما
2 - قوله تعالى ( ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أو يحاجوكم عند ربكم قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم )
تفسير السمعاني ج1/ص332
قوله - تعالى - ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم أي لا تصدقوا إلا من تبع دينكم واللام فيه زائدة كما قال قال عسى أن يكون ردف لكم أي ردفكم وهذا في اليهود أيضا قالوا لا تصدقوا إلا من وافقكم في ملتكم ثم ابتدأ الله تعالى فقال قل إن الهدى هدى الله أي إن البيان بيان الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أي ولا يحاجونكم عند ربكم فإن الحجة لكم عليهم وليست لهم عليكم عند الله وقتا محمد بن يزيد المبرد في الآية تقديم وتأخير قوله ولا تؤمنوا أي لا تصدقوا أن يؤتى أحد مثل مل أوتيتم من الدلالات والآيات من المن والسلوى ونحوه
تفسير البغوي ج1/ص316
ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم هذا متصل بالأول من قول اليهود بعضهم لبعض ولا تؤمنوا أي ولا تصدقوا إلا لمن تبع دينكم أي وافق ملتكم واللام في من صلة أي لا تصدقوا إلا لمن تبع دينكم اليهودية كقوله تعالى قل عسى أن يكون ردف لكم أي ردفكم قل إن الهدى هدى الله هذا خبر من الله تعالى أن البيان بيانه ثم اختلفوا فيه فمنهم من قال هذا كلام معترض بين كلامين وما بعده متصل بالكلام الأول إخبار عن قول اليهود لبعض ومعناه ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم ولا تؤمنوا أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم من العلم والكتاب والحكمة والآيات من المن والسلوى
3 - قوله تعالى ( ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم )
تفسير البغوي ج1/ص294
ذرية اشتقاقها من ذرا بمعنى خلق وقيل من الذر لأنه استخراجهم من صلب آدم كالذر ويسمى الأولاد والآباء ذرية فالأولاد ذرية لأنه ذراهم والآباء ذرية لأنه ذرا الأبناء منهم قال الله تعالى وآية لهم أنا حملنا ذريتهم أي آباءهم ذرية نصب على معنى واصطفى ذرية بعضها من بعض أي بعضها من ولد بعض وقيل بعضها من بعض في التناصر وقيل بعضها على دين بعض والله سميع عليم 35
تفسير السمعاني ج1/ص311
مشتق من ذرأ بمعنى خلق وقيل هو من الذر لأنه خلقهم واستخرجهم من صلب آدم كالذر والأبناء يسمون ذرية وكذلك الأباء قال الله تعالى وآية لهم أنا حملنا ذريتهم ... في الفلك المشحون يعني آباءهم والأبناء ذرية لأنه ذرأهم والآباء ذرية لأنه ذرأ الأبناء منهم بعضها من بعض في التناصر وقيل في التناسل
إلى غير ذلك من التشابه الظاهر في النصوص مع جزمي بأن أحدهما قد يزيد على الآخر في موضع هذا لا شك فيه وهو أمر ظاهر ولكني أتكلم عن الاستفادة
فما رأي الشيوخ الأفاضل ؟
ودمتم مفيدين