موازنة بين تفسير أبي المظفر السمعاني وأبي محمد البغوي وسر التشابه

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع المقرئ
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

المقرئ

New member
إنضم
22/04/2004
المشاركات
72
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعتذر عن طول الغياب بسبب فقدان الرقم السري حتى أنقذني الله بشيخنا عبد الرحمن الشهري فحل المشكلة وهذا هو سبب الانقطاع

ــــــــ

من يقرأ في تفسير البغوي ( ت 516هـ ) وتفسير السمعاني ( 489هـ ) يلحظ تشابها كبيرا جدا في المادة العلمية وأعلم أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحم الله قال إن تفسير البغوي مختصر من الثعلبي لكنه صان تفسيره من الأحاديث الموضوعة والآراء المبتدعة ، ولاشك أن في تفسير البغوي ماليس في تفسير الثعلبي

وقبل أن أدلف في ذكر أمثلة أحيطك علما بما يلي :

1 - الإمامان على عقيدة سلفية
2 - الإمامان نصرا السنة حتى قال الذهبي عن أبي المظفر :سير أعلام النبلاء ج19/ص116
[ وله الأمالي في الحديث تعصب لأهل الحديث والسنة والجماعة وكان شوكا في أعين المخالفين وحجة لأهل السنة )

وأما البغوي فعلى اسمه : محيي السنة وقصة التسمي بها لا تخفى على شريف علمكم

3 - الإمامان شافعيا المذهب
وقد كان أبو المظفر حنفيا ثم انتقل إلى المذهب الشافعي قال الذهبي : سير أعلام النبلاء ج19/ص116
وتحول شافعيا وأظهر ذلك في سنة ثمان وستين فاضطرب أهل مرو وتشوش العوام حتى وردت الكتب من الأمير ببلخ في شأنه والتشديد عليه فخرج من مرو ورافقه ذو المجدين أبو القاسم الموسوي وطائفة من الأصحاب وفي خدمته عدة من الفقهاء فصار إلى طوس وقصد نيسابور فاستقبله الأصحاب استقبالا عظيما أيام نظام الملك وعميد الحضرة أبي سعد فأكرموه وأنزل في عز وحشمة وعقد له مجلس التذكير في مدرسة الشافعية وكان بحرا في الوعظ حافظا فظهر له القبول واستحكم أمره في مذهب الشافعي ثم عاد إلى مرو ودرس بها في مدرسة الشافعية وقدمه النظام على أقرانه وظهر له الأصحاب وخرج إلى أصبهان وهو في ارتقاء )
4 - المعاصرة زمانا ومكانا
لا أريد الإطالة فهي لا تستحق هذا ولكن لأبين لكم ما ثار في عقلي وأنا أفكر في هذا الأمر

ولنر التشابه الكبير بين التفسيرين والسؤال الذي أريد أن أتحاور مع المشايخ فيه من الذي استفاد من الآخر وهل تكلم أحد عن هذه النقطة فإني لم أر أحد تكلم فيها

أمثلة :

1 - قوله تعالى ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين )

تفسير السمعاني ج1/ص67
فسجدوا إلا إبليس قال بعضهم إبليس مشتق من الإبلاس وهو اليأس من الخير ...و..اختلفوا في إبليس والذي قاله ابن عباس وأكثر المفسرين أنه كان من الملائكة وقال الحس كان من الجن لقوله تعالى كان من الجن ففسق عن أمر ربه ولأنه خلق من النار والملائكة خلقوا من النور ولأن له ذرية ولا ذرية للملائكة والأصح أنه كان من الملائكة لأن خطاب السجود كان مع الملائكة وأما قوله كان من الجن قيل إن فرقة من الملائكة ...)
تفسير البغوي ج1/ص63
فقيل إبليس لأنه أبس من رحمة الله تعالى أي يئس واختلفوا فيه فقال ابن عباس وأكثر المفسرين كان إبليس من الملائكة وقال الحسن كان من الجن ولم يكن من الملائكة وقال الحسن كان من الجن ولم يكن من الملائكة لقوله تعالى إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه فهو أصل الجن كما أن آدم أصل الإنس ولأنه خلق من النار والملائكة خلقوا من النور ولأن له ذرية ولا ذرية للملائكة والأول أصح لأن خطاب السجود كان مع الملائكة وقوله كان من الجن أي من الملائكة )

والتشابه كبير ولا شك إلا أني اخترت عبارة أكثر المفسرين لوضوح الحكم في التشابه فقد لا تجدها عند غيرهما

2 - قوله تعالى ( ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أو يحاجوكم عند ربكم قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم )

تفسير السمعاني ج1/ص332

قوله - تعالى - ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم أي لا تصدقوا إلا من تبع دينكم واللام فيه زائدة كما قال قال عسى أن يكون ردف لكم أي ردفكم وهذا في اليهود أيضا قالوا لا تصدقوا إلا من وافقكم في ملتكم ثم ابتدأ الله تعالى فقال قل إن الهدى هدى الله أي إن البيان بيان الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أي ولا يحاجونكم عند ربكم فإن الحجة لكم عليهم وليست لهم عليكم عند الله وقتا محمد بن يزيد المبرد في الآية تقديم وتأخير قوله ولا تؤمنوا أي لا تصدقوا أن يؤتى أحد مثل مل أوتيتم من الدلالات والآيات من المن والسلوى ونحوه
تفسير البغوي ج1/ص316
ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم هذا متصل بالأول من قول اليهود بعضهم لبعض ولا تؤمنوا أي ولا تصدقوا إلا لمن تبع دينكم أي وافق ملتكم واللام في من صلة أي لا تصدقوا إلا لمن تبع دينكم اليهودية كقوله تعالى قل عسى أن يكون ردف لكم أي ردفكم قل إن الهدى هدى الله هذا خبر من الله تعالى أن البيان بيانه ثم اختلفوا فيه فمنهم من قال هذا كلام معترض بين كلامين وما بعده متصل بالكلام الأول إخبار عن قول اليهود لبعض ومعناه ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم ولا تؤمنوا أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم من العلم والكتاب والحكمة والآيات من المن والسلوى

3 - قوله تعالى ( ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم )
تفسير البغوي ج1/ص294
ذرية اشتقاقها من ذرا بمعنى خلق وقيل من الذر لأنه استخراجهم من صلب آدم كالذر ويسمى الأولاد والآباء ذرية فالأولاد ذرية لأنه ذراهم والآباء ذرية لأنه ذرا الأبناء منهم قال الله تعالى وآية لهم أنا حملنا ذريتهم أي آباءهم ذرية نصب على معنى واصطفى ذرية بعضها من بعض أي بعضها من ولد بعض وقيل بعضها من بعض في التناصر وقيل بعضها على دين بعض والله سميع عليم 35

تفسير السمعاني ج1/ص311
مشتق من ذرأ بمعنى خلق وقيل هو من الذر لأنه خلقهم واستخرجهم من صلب آدم كالذر والأبناء يسمون ذرية وكذلك الأباء قال الله تعالى وآية لهم أنا حملنا ذريتهم ... في الفلك المشحون يعني آباءهم والأبناء ذرية لأنه ذرأهم والآباء ذرية لأنه ذرأ الأبناء منهم بعضها من بعض في التناصر وقيل في التناسل

إلى غير ذلك من التشابه الظاهر في النصوص مع جزمي بأن أحدهما قد يزيد على الآخر في موضع هذا لا شك فيه وهو أمر ظاهر ولكني أتكلم عن الاستفادة

فما رأي الشيوخ الأفاضل ؟
ودمتم مفيدين
 
قد يقول قائل إن الجميع استفاد من تفسير أبي إسحاق الثعلبي ( ت 427هـ)
ولاشك أن هذا وارد قوي جدا
ولكن لا يمنع هذا أن يكون إما البغوي أو السمعاني استفاد أحدهما من الآخر بدليل هذه الزيادات التي اتفق عليها المفسران كما مثلت لك قبل دون أن يذكرها الثعلبي رحم الله الجميع

ولو نظرنا إلى مثال آخر بين التفاسير الثلاثة لاتضح لك هذا :
قوله تعالى ( ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون )

تفسير البغوي ج3/ص238
ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث يعني ما يحدث الله من تنزيل شيء من القرآن يذكرهم ويعظهم به قال مقاتل يحدث الله الأمر بعد الأمر وقيل الذكر المحدث ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم وبينه من السنن والمواعظ سوى القرآن وأضافه إلى الرب عز وجل لأنه قال بأمر الرب


تفسير الثعالبي ج6/ص269
مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْر مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَث يعني ما يحدث الله تعالى من تنزيل شيء من القرآن يذكّرهم ويعظهم به إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ لا يعتبرون ولا يتّعظون قال مقاتل يحدث الله الأمر بعد الأمر وقال الحسن بن الفضل الذكر هاهنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم يدلّ عليه قوله في سياق الآية هَلْ هذا إلاّ بَشَرٌ مِثْلُكُم ولو أراد الذكر بالقرآن لقال هل هذا إلاّ أساطير الأوّلين ودليل هذا التأويل أيضاً قوله وَيَقولونَ إِنّهُ لَمَجْنونٌ وَمَا هُوَ إلاّ ذِكرٌ لِلعالَمِينَ يعني محمداً عليه السلام

تفسير السمعاني ج3/ص367
ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث استدل المعتزلة بهذا على أن القرآن مخلوق وقالوا كل محدث مخلوق والجواب عنه أن معنى قوله محدث أي محدث تنزيله ذكره الأزهري وغيره ويقال أنزل في زمان بعد زمان قال الحسن البصري كلما جدد لهم ذكرا استمروا على جهلهم وذكر النقاش في تفسيره أن الذكر المحدث هاهنا ما ذكره النبي وبينه من السنن والمواعظ

ومثال آخر :
قوله تعالى ( فل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا )

تفسير الثعالبي ج6/ص101
إلَى ذِي العَرْشِ سَبِيلا فالتمست الزلفة عنده قال قتادة يقول لو كان الأمر كما يقولون إذا لعرفوا الله فضله ومقربته عليهم فامضوا ما يقربهم إليه وقال الآخرون إذا لطلبوا مع الله منازعة وقتالاً كفعل ملوك الدنيا بعضهم ببعض

تفسير السمعاني ج3/ص243
إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا فيه قولان أحدهما إذا لطلبوا إلى ذي العرش سبيلا بالتقرب إليه والآخر وهو الأصح إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا بالمفازة والمغالبة وطلب الملك وهذا مثل قوله تعالى لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا

تفسير البغوي ج3/ص116
إلى ذي العرش سبيلا بالمبالغة والقهر ليزيلوا ملكه كفعل ملوك الدنيا بعضهم ببعض وقيل معناه لطلبوا إلى ذي العرش سبيلا بالتقرب إليه قال قتادة لعرفوا الله بفضله وابتغوا ما يقربهم إليه والأول أصح

والتشابه كبير في جدا حتى في الترجيح

لكن ضربت هذا المثال لأبين أننا نستطيع أن نستفيد من هذه الفائدة أننا نصحح مطبوع تفسير البغوي

ففي تفسير البغوي في النسخة المحققة كما ترى ( المبالغة ) وفي تفسير أبي المظفر ( المغالبة ) على الصواب
 
الجواب وفقك الله للخير والصواب
من واقع التتبع لهما وغيرهما من كتب أخرى
في تفسير السور الطوال الثلاث الأولى
هو أنها كلها مختصرات من الكشف والبيان للثعلبي رحمه الله
ولكن يفترقون في أن لكل مختصر منهجية وموضوعات يرى أهميتها في التفسير
والكلام يطول تفصيله وهذه خلاصته في عجالة
والسلام عليكم ورحمة الله
 
هو أنها كلها مختصرات من الكشف والبيان للثعلبي رحمه الله
والسلام عليكم ورحمة الله

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبارك الله فيك على مشاركتك

والسؤال الذي يحتاج إلى رأيك هل استفاد أحدهما - السمعاني والبغوي - من الآخر هذا هو السؤال

فإني أرى أن بين التفسيرين تشابها يجعلني أقول بأن أحدهما اطلع على تفسيير الآخر ولكن أيهما ؟
 
مرحباً بالأ خ العزيز المقرئ مرة أخرى بعد هجران طويل على حد قول علقمة :
[poem=font="Traditional Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ذَهَبتَ مِنَ الهِجرانِ في غَيرِ مَذهَبِ = وَلَم يَكُ حَقّاً كُلُّ هَذا التَجَنُّبِ[/poem]
وأرجو أن نرى من لطائفك وفوائدك ما ننتفع به جميعاً وفقك الله لكل خير .

وأما هذه اللطيفة العلمية التي تفضلتم بطرحها للنقاش، فقد كنتُ قرأتُ في تفسير البغوي مرةً في أحد المواضع وأنا أترجم له في برنامج أهل التفسير فوقعتُ على كلامٍ مر علي بنصه في تفسير أبي المظفر السمعاني من قبلُ فرجعت له فإذا هو بنصه، فانقدح في ذهني ما تفضلتم به ووازنتُ بينهما في تفسير عددٍ من السور المتوسطة والقصار فظهر لي تشابهٌ لا بأس بينهما .
ولم أجد في كلام من كتب في منهجيهما الإشارة إلى هذا الأمر والتحقيق فيه ، وإنما ينصون على أن تفسير الثعلبي رحمه الله (الكشف والبيان) كان من مصادر كل منهما كما تفضل الدكتور محمد العواجي ، وهذا صحيح أيضاً لمكانة الثعلبي الكبيرة التي كان يحظى بها في عصره وبعده بخلاف مكانته اليوم بين طلبة العلم، فقد تركه الكثيرون ولم يعد أحدٌ يوصي به .
وقد رجعتُ حينها إلى عددٍ لا بأسَ به من تراجم البغوي خاصة لعلي أحظى بإشارةٍ إلى استفادته من السمعاني كون السمعاني أقدم منه وقد توفي قبله لكنني لم أجد من نص على هذا والبحث لا يزال مفتوحاً في كتب التراجم فقد تجد من ينص على هذه المسألة ويتضح الأمر .
لكن الذي يبدو لي - والله أعلم - أن تفسير السمعاني كان بين يدي الإمام البغوي رحمه الله وهو يكتب تفسيره ، وقد استفاد منه في كتابة تفسيره ولذا ظهر هذا التشابه بينهما، ولا سيما مع توافقهما في المذهب الفقهي والعقدي رحمهما الله .
وذلك إذا علمنا أن البغوي رحمه الله قد ولد سنة 433هـ وشرع في تأليف تفسيره تقريباً سنة 464هـ وعمره فوق الثلاثين بقليل واستمر في تاليف تفسيره مدة طويلة ، في حين توفي السمعاني سنة 489هـ وبقي بعده البغوي سبعاً وعشرين سنة ، حيث توفي سنة 516هـ . وليس هذا دليلاً قاطعاً ، غير أنه من باب الاستئناس لهذا الميل وإن كان القطع متعذراً حتى توجد بينة ، ولم أستطع بعدُ معرفة متى شرع السمعاني في تفسيره وانتهى منه، وفي ظني أن هذه المعلومة سوف تقرب النتيجة بإذن الله فلعل أحد الباحثين ينشط للنظر في هذه المسألة ، والله الموفق سبحانه وتعالى.

وبارك الله فيك على إثارة مثل هذه الفوائد التي تعزز من فائدة القراءة والاستفادة من تفسيريهما النافعين .
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
شكرا مشايخي الأعزاء
ولعل هذا الكلام يحثنا على معرفة مصادر التفسير بشكل أدق بالتتبع والمتابعة وتفحص سير ومؤلفات هؤلاء المفسرين رحمهم الله
ولذا فإن التأليف في التفسير من أصعب العلوم لكثرة موارده وكثرة مخرجاته
وأنا لازلت أستبعد نقل البغوي من السمعاني مباشرة مالم يرد على ذلك دليل مادي واضح الدلالة
وأقول من تجربة خضتها أربع سنوات في ثلاث سور (البقرة وآل عمران والنساء) إن سر التشابه والاتفاق أحيانا بين هؤلاء (البغوي ، السمعاني ، الكواشي ، الغزي ، قوام السنة الأصبهاني ، الرازي ، الزمخشري ، القرطبي ، أبي حيان ، .. وغيرهم) هو اعتمادهم بشكل كبير على نص الثعلبي رحمه الله وهذا بالتتبع لها مع المخطوط
لكن انفرد كل واحد منهم باختيار وميول نمّاها في كتابته واشتهر بها عن غيره
فالبغوي تميز بأنه يروي الأحاديث بسنده وترك روايات الثعلبي (بينما ذكر الروايات التي أوردها الثعلبي بنصها القرطبي والزمخشري والرازي ولذا لتخريجها عليك أولا بالكاف الشافي لابن حجر ثم الزيلعي - تخريجهما لأحاديث الكشاف ، ثم الفتح السماوي للمناوي في تخريج أحاديث البيضاوي ، وهي كلها بسندها عند الثعلبي رحمه الله
ولذا فإن الثعلبي جمع أصول كتب وصحف التفسير وما يتعلق به من علوم بغض النظر عن كلام العلماء فيها صحة وضعفا وقوة ذلك .
والرواية التي ذكرها لكتاب معاني القرآن أتم من النسخة المطبوعة المتداولة فهي برواية أخرى
وكثيراً ما ينسب العلماء المتقدمون للفراء كلاما لاتجده في المطبوعة وهو في الثعلبي بسنده إلى الفراء في معاني القرآن
وهذا بالتتبع ..
فخذ هذه الفائدة ..
وأرجو أن ينبري بعضنا لثل هذه التتبعات فهي تصل لنا بعض ما نجده من حيرةٍ واشتباهٍ وانقطاع
ولا تستعجلوا بالحكم على المؤلفين عامةً ولاسيما المفسرين منهم خاصةً
وكم سمعت من زملائي كثيرا من تلك الأحكام المتعجلة (هذا مختصر من هذا) بلا دليل ولاحجة ، بل عند التتبع تتضح الفروق وتبين الأمور
جزاكم الله خيرا
ولولا أنني تتبعت ذلك بنفسي ومع مجموعة من طلاب الجامعة سويا ما تعجلت به
أسأل الله أن يعفو ويغفر لي خطئي وزللي
وأن يجزي مشايخنا وزملائنا في هذا الملتقى خير الجزاء ويبارك في أعمارهم وأعمالهم وأموالهم وأولادهم أن أتاحوا لنا هذه الفرص النادرة للإستفادة من بعضنا
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم ونفع بكم إضافات مفيدة جزاكم الله خيرا

ولاشك أن ما رقمتم متين وسديد

ويبقى أن المسألة إنما هي استفادة ونقل من الآخر وهذه لا تنقص أحدهما

ولعلي أضيف فيما بعد بعض النقولات التي تسند هذا أيضا لتكون محل البحث والنظر


بارك الله فيكم
 
الأمر الذي لا غبار عليه ـ ولا سيما لمن عمل في تحقيق كتب التفسير ـ يخلص الى ما خلص إليه الأخ العواجي من أن المفسرين يقتبسون عن الذين سبقوهم ، وبعضهم يشير إلى ذلك صراحة ، وبعضهم يشير الى ذلك مجملا في مقدمة تفسيره ، وبعضهم لا يذكر ذلك . ولو رجعنا الى قول السمعاني لوجدنا أصول كلامه في كتب المفسرين الذين سبقوه أيضاً .
 
من الباحثين الذين بحثوا منهج أبي المظفر السمعاني الصديق الكريم الدكتور خالد واصل وفقه الله .
وقد تعرض لبحث هذه المسألة في بحثه وهذا هو الجزء المتعلق بالموضوع من الرسالة بنصه كما بعثه لي على بريدي مشكوراً :

[align=center]المبحث الخامس
مميزات تفسيره، وآراء العلماء فيه، وأثره في المفسرين بعده[/align]

تقدم معنا في المبحث الأول من هذا الفصل أقوال العلماء في تفسير أبي المظفر، وثناؤهم عليه فمنهم من وصفه بأنه تفسير حسن مليح، استحسنه كل من طالعه، ومنهم من أثنى عليه بأنه جيد حسن أو أنه كتاب نفيس.
وهذا الثناء من هؤلاء العلماء لتفسيره إدراكاً منهم بقيمته وأهميته، فقد جمع ميزات كثيرة، تفتقر إليها كثير من كتب التفسير، فمن ذلك:

1. أنه تفسير متوسط الحجم، ليس بالطويل الممل، ولا بالقصير المخل، بأسلوب مختصر ينصبُّ على غاية واحدة، وهي تفسير كتاب الله وإيضاح معناه دون الخروج عن ذلك بالاستطراد في العلوم والفنون الأخرى، ومع هذا فإنه يُعنى بالعلوم التي تخدم ذلك الهدف ولا يهملها تماماً، بل يورد منها ما يفيد القارئ ويقرب المعنى دون إفراط أو تفريط.

2. يسلك السبيل القويم في المعاني فيفسر القرآن بالمأثور في القرآن أو الحديث بأقوال الصحابة، ويستأنس بأقوال التابعين والمجتهدين من المفسرين.

3. أنه يعرض تفسير الآيات بأسلوب سهل موجز، في لغة عذبة سهلة فصيحة، مع تحاشي ما ولع به كثير من المفسرين من المصطلحات المنطقية والفلسفية، أو الإغراق في النكت البلاغية والعلوم التي لا تتعلق بالتفسير مباشراً.

4. سعة الاطلاع، مع دقة التحقيق لدى أبي المظفر في جانب غريب مفردات القرآن من حيث شرحها، وبيان أصولها واشتقاقها، بالإضافة إلى غزارة الشواهد الشعرية والنثرية التي حشدها للاستشهاد على ما يقول، بحيث أنه لو جمع ذلك لخرج كتاب لطيف دقيق في غريب القرآن.

5. من أهم مميزات تفسيره تقريره لعقيدة أهل السنة والجماعة الصافية وانتصاره لها، مع التصدي لأهل البدع والأهواء؛ بدحض شبهاتهم ورد أباطيلهم.

6. عنايته بإيراد التساؤلات التي قد تشكل في فهم الآيات مع الإجابة عليها بأسلوب سلس واضح مقنع.

7. يتعرض للقراءات من غير إسراف ويوجهها، كما يورد الشاذ منها ويوجهها أحياناً.

8. يحشد ما يروى في الآية من أسباب النزول؛ بلفظ موجز- مع أنه تفسير متوسط-. كما يورد الناسخ والمنسوخ من الآيات.

9. عدم التوسع في القصص الإسرائيلية كما توسع بعض المفسرين _كالثعلبي وغيره_ وإن كان يؤخذ عليه إيرادها مع غرابتها ؛كما سيأتي.

10. يظهر بوضوح اهتمامه بالآراء الفقهية فيوردها كثيراً عند كل مناسبة في الآيات المفسرة لكن دون توسع.

وسيأتي في الفصول القادمة _إن شاء الله تعالى_ تفصيل تلك الميزات، وضرب الأمثلة عليها.

11.أنه مصدر مهم لبعض تفاسير المتقدمين في القرن الرابع الهجري -والتي هي اليوم إما مخطوطة لم تطبع ؛أو أنها في حكم المفقود؛ مثل تفسير القفال الشاشي ،والنقاش ، والأزهري ، وأحمد بن فارس ،وغيرهم – حيث أفاد أبوالمظفر منها ؛ وبذلك حفظ لنا بعض نصوصها ؛ مما يمكننا من الوقوف على بعض مناهجها .

أما أثره في المفسرين من بعده، فلم أقف على كتاب تفسير يصرح بالنقل عنه وإيراد أقواله، إلا أنه نُقل عنه في العلوم الأخرى خصوصاً في جانب العقيدة والرد على أهل الأهواء، وتقدم بعض ذلك عند ترجمته([1]) خصوصاً نقول تلميذه الحافظ أبي القاسم الأصبهاني في كتابه "الحجة في بيان المحجة" لكثير من الأحاديث والآثار والآراء لأبي المظفر، ولأبي القاسم هذا كتبٌ في التفسير([2]) لم أقف عليها، ولكنني أرجح أنه نقل عن شيخه أبي المظفر كثيراً في تفاسيره، كما نقل عنه في كتاب العقيدة.

وأيضاً مما يذكر في هذا الجانب الاتفاق الكبير بين تفسير أبي المظفر السمعاني وتفسير أبي محمد الحسين بن مسعود البغوي (ت 516هـ) الموسوم بـ"معالم التنزيل" في كثير من المسائل، حتى أن بعض النصوص في تفسير السمعاني لا توجد في أي تفسير سوى تفسير البغوي([3])، بل إن المحققَيْن لطبعة دار الوطن اعتمدا في بعض النصوص التي سقطت من المخطوطتين _اللتين اعتمدا عليها في التحقيق_ أو لم تتضح لهما على إتمامها من تفسير البغوي([4]).

وحيث أن البغوي لم يصرح بالإفادة عن السمعاني، بل ولم يُذكر أبو المظفر السمعاني ضمن مشايخ البغوي فيما وقفت عليه من تراجم البغوي([5])، كما أن كلا هذين العَلمَين عاشا في عصر متقارب. فإنه ينقدح في الذهن احتمالان قويان:

الأول: أنهما أفادا من مصدر واحد إما من شيخ واحد أو من كتاب واحد.

الثاني: أن البغوي أفاد من أبي المظفر السمعاني دون أن يصرح بذلك في تفسيره، أيضاً بإحدى طريقتين: إما منه مباشرة، أو وقف على تفسيره وأفاد منه .

ومما يقوي هذين الاحتمالين:

1. أن كلاهما عاش في القرن الخامس الهجري.

2. أن كلاهما عاش في إقليم واحد وهو خراسان، بل في مدينتين متقاربتين، فالسمعاني من مرو الشاهجان قصبة ذلك الإقليم، والبغوي نسبة إلى بلدة بين "مرو" و "هراة" يقال لها: "بغشور"([6]) أو "بغ"([7]) التي ولد فيها، لكن قضى معظم حياته وتوفي في مرو الروذ القريبة جداً من مرو الشاهجان([8]).

ثم إن كلاً من الاحتمالين يتفرع عنهما احتمالان أيضاً، فتكون المحصلة أربعة احتمالات نعرضها ونناقشها فيما يلي:

أولاً/ التقاء البغوي بالسمعاني والتتلمذ عليه، والإفادة منه مباشرة.

ويعضد هذا الاحتمال أمران:

أ- فارق السن: حيث أن أبا المظفر ولد عام 426هـ وتوفي عام 489هـ _كما تقدم_، بينما البغوي قيل أنه ولد عام 433هـ، وقيل عام 436هـ([9]) وتوفي عام 516هـ باتفاق المؤرخين، ولكن تدل إشارة الذهبي بأنه توفي وله بضع وسبعون سنة على أنه ولد بعد هذين التاريخين، وربما في العقد الخامس من ذلك القرن، مما يجعل احتمال التقاء البغوي بالسمعاني في الثلاثينات من عمره _وهي من أواخر مراحل الطلب احتمالاً قوياً_، وأبو المظفر في أوج شهرته العلمية في خراسان بعد تحوله إلى المذهب الشافعي.

ب- عند قراءتي لبعض أسانيد البغوي في تفسيره، وجدت كثيراً من الأحاديث يرويه عن شيخه عبد الواحد المليحى، والذي بدوره يصرح في بعضها أنه سمعها من شيخه أبو منصور السمعاني([10]) (ت 450هـ)، وأبو منصور هذا هو والد أبي المظفر، مما يدل على أن مشايخ البغوي هم من أقران أبي المظفر، مما يقوي احتمال كون أبي المظفر أحد هؤلاء المشايخ([11]).

لكن يبقى هذا الاحتمال ضعيفاً وذلك لعدم ذكر المؤرخين والمترجمين لذلك، كما أن شهرتهما ومكانتهما السامية في المذهب الشافعي تأبى أن يُغفل المترجمون ذلك، أو حتى مجرد الإشارة إليه- لا سيما أبو سعد السمعاني حفيد أبي المظفر،-مع توفر الدواعي، وانتفاء الموانع، والله أعلم.

ثانياً/ إفادتهما معاً من شيخ واحد:

ويعضد هذا الاحتمال _كما يعضد الاحتمال الأول أيضاً_ رحلة البغوي إلى مرو الشاهجان والأخذ عن علمائها، بل صرح بذلك في مقدمة تفسيره فقال: "وأما تفسير الكلبي فقد قرأت بمرو على الشيخ أبي عبد الله محمد بن الحسن المروزي في شهر رمضان سنة 464هـ..." ([12])، بل إن أبا المظفر يتفق مع البغوي في اثنين من المشايخ _مما وقفت عليه_ هما:

الشيخ المعمر الحافظ أبو بكر بن أبي الهيثم الترابي المروزي (ت 463هـ)([13]).

والحافظ أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن النيسابوري (ت 470هـ)([14]).

ولا يلزم من إفادتهما من شيخ واحد _في تفسير اتفاق تفسيريهما في كثير من المسائل_ أن يكونا التقيا في مجلس واحد، كما أن هذين الشيخين عرفا بالحديث، ولم يعرفا بالتفسير، مما يضعف احتمال إفادة أبي المظفر والبغوي منهما في التفسير والله أعلم.

ثالثاً/ إفادتهما معاً من كتاب واحد:

وهو احتمال قوي، خصوصاً تفسير الثعلبي، الذي يعتبر تفسير البغوي مختصراً له، بل إن البغوي أورد في مقدمة تفسيره رواية تفسير الثعلبي عن أحد تلاميذه([15]). وحيث أن السمعاني لم يصرح في ثنايا تفسيره بالإفادة من الثعلبي -ولم أقف على مقدمة لتفسيره تكشف شيئاً من ذلك لكن رجحت في المبحث السابق احتمال إفادة السمعاني منه-بالإضافة إلى الاتفاق الكبير بين تفاسير الثعلبي والسمعاني والبغوي في بعض المسائل.([16])

لكن تبقى نصوص أخرى في تفسير السمعاني لا توجد في تفسير الثعلبي ولا في غيره _سوى البغوي([17]) مما يرجح الاحتمال التالي والأخير_ بالإضافة إلى هذا الاحتمال.

رابعاً/ إفادة البغوي من تفسير السمعاني:

ويرجح هذا الاحتمال _بالإضافة لما سبق_ فارق الوفاة بينهما _والتي تصل إلى 27 سنة_ وهي فترة كافية لأن يطلع البغوي على تفسير السمعاني ويفيد منه، وإن لم يصرح البغوي بذلك، لكنه أمر يقع كثيراً بين المتقدمين، يفيد بعضهم من كتب بعض دون تصريح، ويبقى الأمر مجرد احتمال، والجزم بذلك من خلال ما وقفت عليه من المعطيات من المحال، والله أعلم بحقيقة الحال.


--- الحواشي -------------------------------

(1) ينظر ص 63 .
(2) ينظر ص 54 .
(1) ذكر ذلك د/ عبد القادر منصور في تحقيقه تفسير السمعاني (لسورتي الفاتحة والبقرة) 1/ 333، ولقد استعرضت ذلك ووقفت على كثير من تلك النصوص.
(2) انظر مثلاً: 1/ 163، 170.
(3) ينظر مثلاً "رسالة البغوي ومنهجه في التفسير" ص 35- 39، لعفاف عبد الغفور حميد. دار الفرقان – عمان: الأردن. ط1 1402هـ/ 1982م.
(4) فالنسبة إليها شاذة على خلاف الأصل كما قال أبو سعد السمعاني في الأنساب: 2/ 273- 276.
(5) ينظر معجم البلدان: 1/ 467- 468.
(6) ينظر سير أعلام النبلاء: 19/ 441- 442.
(1) ينظر مقدمة محققي تفسير البغوي: 1/ 16.
(2) ينظر مثلاً تفسير البغوي (بتحقيق النمر و ضميريه): 1/ 39، 40، 41، 42، 43.
(3) أما العكس وهو احتمال إفادة السمعاني من البغوي فهو بعيد جداً نظراً لفارق السن بينهما كما أن الفارق بين وفاتهما تصل إلى 27 سنة!! بالإضافة إلى أن هذا الاحتمال – البعيد جداً- يسقط بما سقط به الاحتمال السابق.
(4) ينظر تفسير البغوي: 1/ 36 وكذلك ينظر فيه: 1/ 37 ففيها ذكر لعدد من علماء مرو الذين أخذ عنهم البغوي.
(5) ينظر الأنساب: 3/ 30- 31، كما ذكر ذلك الذهبي في ترجمته لابن أبي الهيثم في سير أعلام النبلاء: 18/ 25، وينظر: ص 41 من هذه الرسالة. هذا وقد رجح د/ عبد القادر منصور محقق تفسير السمعاني لسورتي الفاتحة والبقرة أن السمعاني والبغوي التقيا في مجلس شيخها ابن أبي الهيثم الترابي، لكن يترجح هذا إذا تكررت رحلة طلب البغوي إلى مرو= =أما إن كانت رحلة واحدة وهي التي صرح بأنها كانت عام 464هـ فإن ذلك ينتقض ! إذ أن أبا المظفر كان غائباً حينئذ من مرو في رحلته الطويلة للحج والتي استمرت من عام 461هـ إلى عام 468هـ كما تقدم من تحقيق السبكي لذلك. كذلك فإن أبا الهيثم الترابي عمر طويلاً وتوفي وله 96 سنة _كما ذكر الذهبي_ فيقوى احتمال سماع أبي المظفر منه قبل البغوي بزمن.
ينظر ص من هذه الرسالة، وسير أعلام النبلاء: 18/ 252.
(1) ينظر البغوي ومنهجه في التفسير: ص 35- 39، ومقدمة محققي تفسير البغوي: 1/ 17، وص من هذه الرسالة.
(2) تفسير البغوي: 1/ 34.
(3) ينظر أمثلة لذلك في تفسير سورتي الفاتحة والبقرة للسمعاني بتحقيق: د. عبد القادر منصور: 2/ 37، 63، 67، 71، 98، 117، 206 وغيرها.
(4) ينظر مثاله في المرجع السابق: 2/ 115- 120، وتفسير البغوي: 1/ 177- 178 وذلك عند تفسير قوله تعالى: )إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر ....( الآية 164 من سورة البقرة.




شكر الله للدكتور خالد واصل هذه المشاركة ، ولعلها تضيف جديداً في هذا الموضوع .
 
دائما مفيد شيخنا عبد الرحمن نفع الله بك

سبحان الله أرى أننا اتفقنا في بعض الأفكار وهذا من الغرائب ولا والله رأت عيناي كلامه ولا سمعت به من قبل

وأشار إلى ما أشرت إليه من قبل وهو أنهما اتفقا في أشياء لا تكاد تجدها عن غيرهما

إلا أن الشيخ محمد العواجي إلى أن هناك مصادر مخطوطة قد يكون اتفقا في النقل معها وهذا يبقى احتمال وارد

لكن أعجبني منطق السبر والتقسيم عند الشيخ الواصل نفع الله به

وعندي سؤال أعتذر عن الإزعاج به

وهو : هل طبعت رسالته وهل هي كاملة وحبذا بعض التعريف بها
 
وهو : هل طبعت رسالته وهل هي كاملة وحبذا بعض التعريف بها

حسب علمي أنها لم تطبع ، وليست كلها عندي ، وإنما تذكرت الموضوع أثناء حديث هاتفي معه فقال سأرسل لك ما يتعلق بالموضوع من البحث ، وعلى كل حال قد سجلته في الملتقى ، ولعله يكمل الجواب بنفسه متى سنحت له الفرصة . وجزاك الله خيراً على هذه الفوائد فأنت فطرتها .
 
فضيلة الشيخ عبدالرحمن أين أجد رسالة الدكتور خالد واصل وهل أجدها في أي من جامعات الرياض ؟
وهل الدكتور خالد واصل هو مدير تحرير مجلة معهد الامام الشاطبي للدراسات القرآنية ؟ ليمكن التواصل معه مباشرة في شأن رسالته .
 
فضيلة الشيخ عبدالرحمن أين أجد رسالة الدكتور خالد واصل وهل أجدها في أي من جامعات الرياض ؟
وهل الدكتور خالد واصل هو مدير تحرير مجلة معهد الامام الشاطبي للدراسات القرآنية ؟ ليمكن التواصل معه مباشرة في شأن رسالته .

الرسالة - إن لم أكن واهماً - تقدم بها الأخ خالد إلى جامعة أم درمان الإسلامية في السودان ، والدكتور خالد واصل يعمل باحثاً في مركز الدراسات القرآنية بمعهد الإمام الشاطبي بجدة . ويمكنني تزويديك بهاتفه الجوال إن شئت التواصل معه .
 
هذه رسالة ماجستير تعرضت لمنهج الإمام أبي المظفر السمعاني في الترجيحات من خلال كتابه تفسير القرآن للباحث فهد الغامدي .. عثرت عليها في موقع صيد الفوائد ولم أقرأها بعدُ .
 
تصفحت المقالة على عجل فاستللت لكم هذه النقول لعل فيها ما يساهم في جواب السؤال:

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (أَخْبَرَنَا أَبُو إسماعيلَ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الوَاعِظُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إسماعيلَ القَفَّالُ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُوسَى بْنِ خَلَفٍ الرَّسَعَنِيُّ، نا عُثْمَانُ بْنُ الصَّيَّادِ، نا سُفْيَانُ, عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وَمِسْعَرٌ عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي المغربِ: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ}
زَادَ مِسْعَرٌ: فَمَا رَأَيْتُ إِنْسَاناً أَحْسَنَ قِرَاءَةً مِنْهُ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَن ابْنِ نُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مِسْعَرٍ) [الوسيط: 4/522]
قالَ أَبُو الْمُظَفَّرِ مَنْصُورُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّمْعَانِيُّ (ت: 489هـ): (وقد ثَبَتَ بروايةِ الْبَرَاءِ بنِ عازِبٍ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قرأَ هذه السورةَ في صلاةِ المغرِبِ. خَرَّجَه مسلمٌ في كتابِه). [تفسير القرآن: 6/253]
-قلت: (قولُ السَّمْعَاني رَحِمَهُ الله: (خرَّجَهُ مُسْلِمٌ في كِتَابِهِ) وَهْمٌ، ولعلَّ سَبَبَهُ الخلطُ بينَ الروايةِ التي أخرجَهَا الواحدي وهي شاذَّةٌ، وقولِ الواحديِّ خَرَّجَهُ مُسْلِمٌ.
ومسلمٌ خرَّجَ أصلَ الحديثِ كما تقدَّم ذِكْرُه، وفيه أن القراءةَ بها كانت في صلاةِ العشاءِ وليسَ المغرب.
وممَّا يزيدُ الأمرَ بياناً أنَّ الجماعةَ قد رَووا هذا الحديثَ مِنْ طُرُقٍ كثيرةٍ عَن عَدِيِّ بنِ ثابتٍ الأنصارِيِّ عنِ البراءِ بنِ عازِبٍ رَضِيَ اللهُ عنْهُ وكلُّهَا مُتَّفِقَةٌ على أنَّ القراءةَ بها كانتْ في صلاةِ العِشَاءِ، والحديثُ واحدٌ ومخرَجُه واحِدٌ، والواحدي رواه من هذا المخرَجِ أيضاً عن عَدِيِّ بنِ ثابتٍ الأنصاريِّ عن البراءِ رضي الله عنه، فالحمل في الشذوذِ على الطريقِ الذي ذَكَرَهُ الواحديُّ رَحِمَهُ اللهُ).


فهذا يبين أن تفسير الواحدي (ت:468 هـ) كان من مراجع أبي المظفر السمعاني رحمه الله في تفسيره ومنزع هذا الاستنتاج ظاهر لمن تأمله
فالحديث ذكره الواحدي، ولم يذكره الثعلبي
وأما البغوي فقد ذكره بإسناده موافقاً لرواية الجماعة
 

  • قال الشيخ د. عبد الرحمن الشهري
الذي يبدو لي - والله أعلم - أن تفسير السمعاني كان بين يدي الإمام البغوي رحمه الله وهو يكتب تفسيره ، وقد استفاد منه في كتابة تفسيره ولذا ظهر هذا التشابه بينهما، ولا سيما مع توافقهما في المذهب الفقهي والعقدي رحمهما الله .
وذلك إذا علمنا أن البغوي رحمه الله قد ولد سنة 433هـ وشرع في تأليف تفسيره تقريباً سنة 464هـ وعمره فوق الثلاثين بقليل واستمر في تاليف تفسيره مدة طويلة ، في حين توفي السمعاني سنة 489هـ وبقي بعده البغوي سبعاً وعشرين سنة ، حيث توفي سنة 516هـ . وليس هذا دليلاً قاطعاً ، غير أنه من باب الاستئناس لهذا الميل وإن كان القطع متعذراً حتى توجد بينة ، ولم أستطع بعدُ معرفة متى شرع السمعاني في تفسيره وانتهى منه، وفي ظني أن هذه المعلومة سوف تقرب النتيجة بإذن الله فلعل أحد الباحثين ينشط للنظر في هذه المسألة ، والله الموفق سبحانه وتعالى.

[align=justify]كنت في بحث عن المجاز عند أئمة أهل السنة، فتوقفت عند الإمام (أبي المظفر السمعاني) ونظرت في ترجمته، وبحثت عن أقوال الباحثين في تفسيره، فوجدت هذا الموضوع عن التشابه بين تفسيري الإمامين السمعاني والبغوي، وجرت هذه المناقشات اللطيفة، واستوقفني القول السابق للشيخ الفاضل د.عبد الرحمن الشهري.
ولقد قرأت في ترجمته أنه كان قدريًا فرجع إلى مذهب أهل السنة، وحنفيًا فصار شافعيًا، وكان ذلك في سفرته إلى الحج سنة (462هـ) بتأثير من الإمام أبي القاسم سعد الزنجاني، قال حفيده أبو سعد السمعاني: ((انتقل بالحجاز في سنة اثنتين وستين وأربعمائة إلى مذهب الشافعي رحمه الله، وأخفى ذلك وما أظهره إلى أن وصل إلى مرو)). وقد أظهره سنة (468هـ)، قال في سير أعلام النبلاء: ((قال عبد الغافر في (تاريخه): هو وحيد عصره في وقته فضلاً وطريقة، وزهدًا وورعًا، من بيت العلم والزهد، تفقه بأبيه، وصار من فحول أهل النظر، وأخذ يطالع كتب الحديث، وحج ورجع، وترك طريقته التي ناظر عليها ثلاثين سنة، وتحول شافعيًا، وأظهر ذلك في سنة ثمان وستين)) وقال الذهبي: ((وقرأت بخط أبي جعفر الهمذاني الحافظ: سمعت أبا المظفر السمعاني يقول: كنت في الطواف، فوصلت إلى الملتزم، وإذا برجل قد أخذ بردائي، فإذا الإمام سعد، فتبسمت، فقال:أما ترى أين أنت؟! هذا مقام الأنبياء والأولياء، ثم رفع طرفه إلى السماء وقال: اللهم كما سقته إلى أعز مكان، فأعطه أشرف عز في كل مكان وزمان، ثم ضحك إلي، وقال:لا تخالفني في سرك، وارفع يديك معي إلى ربك، ولا تقولن البتة شيئًا، واجمع لي همتك حتى أدعو لك، وأمن أنت، ولا يخالفني عهدك القديم، فبكيت، ورفعت معه يدي، وحرك شفتيه، وأمنت، ثم قال: مر في حفظ الله، فقد أجيب فيك صالح دعاء الأمة، فمضيت وما شيء أبغض إلي من مذهب المخالفين)). وفي طبقات الشافعية للسبكي: ((وعن الحسن بن أحمد المروزي قال خرجت مع الشيخ أبي المظفر إلى الحج فكلما دخلنا بلدة نزل على الصوفية، وطلب الحديث من المشيخة، ولم يزل يقول في دعائه: اللهم بين لي الحق من الباطل. فلما دخلنا مكة نزل على أحمد بن علي بن أسد الكوجي ودخل في صحبة سعد الزنجاني، ولم يزل معه حتى صار ببركته من أصحاب الحديث)). وقال أبو سعد السمعاني في ذكر أبي القاسم علي بن محمد السمعاني: ((ولما انتقل أخوه جدنا الإمام أبو المظفر من مذهب أبي حنيفة إلى مذهب الشافعي رحمهما الله هجره أخوه أبو القاسم، وأظهر الكراهية، وقال: خالفت مذهب الوالد، وانتقلت عن مذهبه. فكتب كتابًا إلى أخيه وقال: ما تركت المذهب الذي كان عليه والدي رحمه الله في الأصول، بل انتقلت عن مذهب القدرية، فإن أهل مرو صاروا في أصول اعتقادهم إلى رأي أهل القدر)).
وهو في تفسيره يقرر مذهب أهل السنة، وينتصر لهم، ويرد على المبتدعة، وعلى القدرية.
ولا أدري عن منهجه الفقهي في تفسيره فلم أتتبع ذلك، لكن السبكي قال في طبقات الشافعية: ((وجميع تصانيفه على مذهب الشافعي رضي الله عنه ولم يوجد له شيء على مذهب أبي حنيفة)).
وعلى هذا فإن الإمام السمعاني لم يؤلف تفسيره إلا بعد أن انتهج منهج أهل السنة ورجع عن مذهب القدرية، وبعد أن أظهر انتقاله إلى مذهب الشافعي، وحصل ذلك في عام (468هـ). وإذا كان البغوي لم يشرع في تصنيف تفسيره إلا عام (464هـ) تقريبًا على ما أفاد به الشيخ عبد الرحمن، ولا أدري متى انتهى من تصنيفه، فإن السمعاني يكون قد صنف تفسيره بعد تصنيف البغوي لتفسيره أو أثناءه، فهل السمعاني هو الذي أخذ عن البغوي؟ أو أنهما وردا موردًا واحدًا؟ أرجو أن يكون ما ذكرته مفيدًا لأهل التفسير، والله أعلم.[/align]
 
شكر الله للدكتور يوسف العليوي هذه الإفادة التي لا تستغرب من مثله ، وهي إضافة قيمة للموضوع .
 
عودة
أعلى