موارد توجيه القراءات القرآنية د. عبد الرحيم بن عبد الله الشنقيطي (فيديو + تقرير)

إنضم
18/09/2014
المشاركات
372
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
المملكة العربية
بسم1
موارد توجيه القراءات القرآنية
د.عبد الرحيم بن عبد الله الشنقيطي


ضمن السلسلة العلمية "مجالس أكاديمية" عقدت كلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية المجلس التاسع بعنوان:
موارد توجيه القراءات القرآنية
لفضيلة الشيخ الدكتور/ عبد الرحيم بن عبد الله عمر الشنقيطي، الأستاذ المشارك بقسم القراءات بالكلية،
وذلك يوم الأربعاء 18 / 2 / 1436هـ بعد صلاة العشاء.
ذكر فضيلته في مستهل المجلس أن علم التوجيه أحد علوم القراءات التي اعتنى بها العلماء قديمًا وحديثًا، وأنه عرف بعدة مصطلحات، منها: التوجيه، والتعليل، ومعاني القراءات، والاحتجاج، وغيرها.
وبين فضيلته أن الذي استقر عليه الاصطلاح في الوقت الحاضر هو (التوجيه)، ومعناه اللغوي يرجع إلى أمرين: الوجهة، والقوة، ومنهما يتركب المعنى الاصطلاحي الذي هو "إيراد الوجه المناسب لحال القراءة تقوية لها".
وقسم فضيلته موارد التوجيه إلى ثلاثة أقسام:
1. موارد شرعية.
2. موارد لغوية.
3. موارد لا لغوية ولا شرعية.

وأوضح أن الموارد الشرعية هي:
1. القرآن الكريم، ويشمل:
- النظائر، وهي رد المختلف فيه إلى المتفق عليه، مثاله القراءتان في قوله تعالى: (ملك يوم الدين).
- السياق السابق أو اللاحق أو هما، مثاله القراءتان في قوله تعالى: (وما الله بغافل عما تعملون ومن حيث).
- الرسم، ويقصد به موافقة القراءة للرسم العثماني، مثاله القراءتان في قوله تعالى: (سارعوا إلى مغفرة من ربكم).
- رؤوس الآي، ومن أمثلته إمالة الكلمات الواوية في رؤوس الآي من السور الإحدى عشرة لحمزة والكسائي.
2. السنة النبوية، فقد وردت أحاديث تشهد لبعض القراءات ،كالذي ورد في قراءة قوله تعالى: (هل تَستطيع ربَّك).
3. الأحكام الفقهية، مثالها قراءة التشديد في قوله تعالى: (ولا تقربوهن حتى يطَّهَّرن)؛ فوجود المذهب الفقهي المعروف في المسألة دليل على أن هناك نصًّا شرعيًّا في ذلك، وذاك النص هو القراءة المعروفة.

وبين أن الموارد اللغوية هي أكثر ما يوجد في التوجيه، وتشمل الآتي:
1. اللغة والمعنى، كالتذكير والتأنيث، والخطاب والغيبة، والإفراد والتثنية والجمع، وأمثلتها كثيرة.
2. النحو، وهذا له أمثلة كثيرة، وفيه مناقشات بين العلماء، وكلام لبعض النحويين في رد بعض القراءات، وينبه على أن من رد بعض القراءات إنما أراد الدفاع عن القراءات لا تضعيفها، حيث إنه لم يقف على ما يدعمها ولم تثبت عنده.
3. الصرف، وأكثر مباحثه تكون في أبواب الأصول؛ كالهمز، والإظهار والإدغام، والفتح والإمالة.
4. البلاغة، ومن أمثلته القراءة بالأمر في قوله تعالى: (قال اعلم أن الله على كل شيء قدير)، إذ استشكلت بأن الشخص لا يأمر نفسه ولا ينهاها، ووجهت بما يسمى التجريد في علم البديع، وهو مألوف ومطروق في العربية.
5. الاشتقاق، وهو رد الألفاظ إلى أصولها، ومثاله قول الشاطبي رحمه الله:
وفيها وتحت الفتح قل فتثبتوا ***من الثبت والغير البيان تبدلا
6. كلام العرب شعرًا ونثرًا، ومن أمثلة الشعر الاحتجاج لقراءة: (إنه من يتقي) بقول الشاعر:
ألم يأتيك والأنباء تنمي *** بما لاقت لبون بني زياد

وأضاف فضيلته أن الموارد التي ليست شرعية ولا لغوية، تشمل أشياء، منها:
1. الأصالة والعروض، مثاله جواز البداءة بهمزة الوصل أو باللام في مثل: (الأرض) لأصحاب النقل.
2. التاريخ والأحداث، مثاله ما وجهت به القراءتان في قوله تعالى: (إن صدوكم عن المسجد الحرام).
3. العقل، كتوجيههم وقف حمزة وهشام على الهمز المتطرف.

وختم فضيلته ببيان مقاصده من هذه الدراسة، وذكر منها:
· بيان أن التوجيه لا يقتصر على الموارد اللغوية كما يعتقد بعض طلاب العلم.
· الوقوف على جهود العلماء في توجيههم للقراءات بمختلف العلوم.
· أن الطالب إذا عرف العلة رسخت القراءة في ذهنه، وكان محصنًا من شبهات المستشرقين وغيرهم.
· حث طالب العلم على العناية بكل العلوم التي ذكرت في موارد التوجيه.

ثم فَتح مدير اللقاء، الشيخ/ عمرو عبد العظيم الديب، المجال للحاضرين، فأثروا الموضوع بمداخلات قيمة، ختم بعدها اللقاء بالسحب على كتاب "الدر المصون في علوم الكتاب المكنون" للعلامة أحمد بن يوسف السمين الحلبي رحمه الله.
 
عودة
أعلى