فواز منصر الشاوش
New member
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
إخواني الكرام لم أفهم مراد الطبري رحمه الله بقوله: (فإن من شأنها - أي العرب- التأليفَ بين الكلامين يتقارب معنياهما، وإن اختلفا في بعض وجوههما)، وأسوق لكم تمام عبارته:
قال رحمه الله عند قوله تعالى: (فإن كان له إخوة فلأمه السدس) النساء11
(فإن قال قائل: وكيف قيل في الأخوين إخوة، وقد علمتَ أن للأخوين في منطق العرب مثالًا لا يشبه مثال الإخوة في منطقها؟ قيل: إن ذلك وإن كان كذلك، فإن من شأنها التأليفَ بين الكلامين يتقارب معنياهما، وإن اختلفا في بعض وجوههما، فلما كان ذلك كذلك، وكان مُستفيضًا في منطقها منتشراً مستعملًا في كلامها: ضربتُ من عبد الله وعمرو رؤوسهما، وأوجعتُ من أخويك ظهورهما، وكان ذلك أشدَّ استفاضةً في منطقها من أن يقال: أوجعت منهما ظهريهما، وإن كان مقولًا: أوجعت ظهريهما... فلما كان ما وصفتُ من إخراج كلِّ ما كان في الإنسان واحدًا إذا ضُمَّ إلى الواحد منه آخرُ من إنسان آخر، فصار اثنين من اثنين، بلفظ الجمع، أفصح في منطقها وأشهر في كلامها، وكان الأخوان شخصين كلُّ واحد منهما غير صاحبه من نفسين مختلفين، أشبه معنياهما معنى ما كان في الإنسان من أعضائه، واحدًا لا ثاني له، فأُخرج أنثاهما بلفظ أنثى العضوين اللذين وصفت، فقيل: إخوة في معنى الأخوين، كما قيل ظهور في معنى الظهرين، وأفواه في معنى فموين، وقلوب في معنى قلبين)أهـ
وجزاكم الله خيرا
إخواني الكرام لم أفهم مراد الطبري رحمه الله بقوله: (فإن من شأنها - أي العرب- التأليفَ بين الكلامين يتقارب معنياهما، وإن اختلفا في بعض وجوههما)، وأسوق لكم تمام عبارته:
قال رحمه الله عند قوله تعالى: (فإن كان له إخوة فلأمه السدس) النساء11
(فإن قال قائل: وكيف قيل في الأخوين إخوة، وقد علمتَ أن للأخوين في منطق العرب مثالًا لا يشبه مثال الإخوة في منطقها؟ قيل: إن ذلك وإن كان كذلك، فإن من شأنها التأليفَ بين الكلامين يتقارب معنياهما، وإن اختلفا في بعض وجوههما، فلما كان ذلك كذلك، وكان مُستفيضًا في منطقها منتشراً مستعملًا في كلامها: ضربتُ من عبد الله وعمرو رؤوسهما، وأوجعتُ من أخويك ظهورهما، وكان ذلك أشدَّ استفاضةً في منطقها من أن يقال: أوجعت منهما ظهريهما، وإن كان مقولًا: أوجعت ظهريهما... فلما كان ما وصفتُ من إخراج كلِّ ما كان في الإنسان واحدًا إذا ضُمَّ إلى الواحد منه آخرُ من إنسان آخر، فصار اثنين من اثنين، بلفظ الجمع، أفصح في منطقها وأشهر في كلامها، وكان الأخوان شخصين كلُّ واحد منهما غير صاحبه من نفسين مختلفين، أشبه معنياهما معنى ما كان في الإنسان من أعضائه، واحدًا لا ثاني له، فأُخرج أنثاهما بلفظ أنثى العضوين اللذين وصفت، فقيل: إخوة في معنى الأخوين، كما قيل ظهور في معنى الظهرين، وأفواه في معنى فموين، وقلوب في معنى قلبين)أهـ
وجزاكم الله خيرا