بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
اما بعد
يمكن الوقوف عند جمالية الحروف في التعبير القراني من خلال تحديد مناسبة الاية باعتبار سابقتها في الحديث عن مشاهد يوم القيامة والجزاء الابدي لكل انسان ومكلف والتعريض بالجبابرة والمتكبرين .
فجاءت الاية تعاضدها في بيان نهاية المكلف وتقرير نجاته في الدنيا والاخرة مبينةً سبيلاً من سبل النجاة وهي الذكرى تمثلت باسلوب التوكيد تقريرا لهذه الحقيقة وقرعا لقلوبهم لاجل الالتفات اليها, وبين القران الكريم سبيل ذلك في امرين :
1- استحضار القلب لما فيه من بوادر قبول الايمان والاستعداد الفطري لتلقي تكاليف الوحي لذا قدم القلب لان الاصل شهود القلب لنوازل الذكرى اي الانتفاع منها لذا حبب الايمان اليه.
2- عطف السمع لانه بوابة لدخول الذكرى الى القلب ,وان اشد ما ينتفع الانسان به او يتاثر به هو السماع , ولما كانت قلوب الكافرين او المعرضين قاسية استعمل (او)ليبين ان سماعهم كان سماع الاعراض والانكار وليس سماع التدبر , فلو جاء التعبير مثلا بالواو لافاد سرعة التاثير وانتقال الموعظة والذكرى الى قلوبهم كما في قوله تعالى(وقالوا سمعنا وهم لا يسمعون)اي سماع الاذن دون القلب والعمل، وهذا من باب اقامة الحجة على المنكرين لذا ختم بقوله (وهو شهيد)، ومن جهة اخرى اراد القران الكريم ان يكشف لنا عن طرق تلقى العلم والانتفاع به من خلال ذكر القلب والسمع ليجمع بين الايمان والعمل تميزا له من الكافر والمنافق .
والله اعلم