من يعرض على ما بين القرآن الكريم واللغة العربية من العلاقة ؟

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع السبط
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

السبط

New member
إنضم
20/07/2004
المشاركات
5
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
الرياض
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
السلام عليكم أيها الأخوة في الله ورحمة الله وبركاته...

أود أن أشكر لكم هذا الجهد الذي يعنى بأهم كتاب ومنهج على وجه الأرض والذي به يثبت الحق ويزهق الباطل ولو كره الكافرون،

وأرجو أن تتقبلوا تحياتي وأنا أزوركم للمرة الأولى ككاتب بعد أن زرت الموقع ككقارئ منذ حين...

أود أن أطرح سؤالا مفصلا بدلا من كتابة رأي

والسؤال هو:

أيها يهيمن على الآخر القرآن أم اللغة العربية؟

أيها يجب أن يعرض على الآخر القرآن أم اللغة العربية؟

هل القرآن مستغن بذاته ومنزله عن أي شيء آخر أم هو مفتقر لغيره؟

هل القرآن يصلح بمفرده لقيادة الأمة أفرادا وجماعات، أم أنه لا يصلح إلا بغيره؟


والسلام
 
مرحباً بكم أخي الكريم السبط بين محبيك في هذا الملتقى العلمي قارئاً وكاتباً ، وشكر الله لك دعائك وحسن ظنك.
أما الأسئلة التي تفضلتم بها وفقكم الله حول علاقة اللفة العربية بتفسير القرآن الكريم ، فهو موضوع قديم حديث ، كتب فيه العلماء قديماً وحديثاً ، كتابات ما بين مختصر ومطول. وممن كتب في ذلك الدكتور مساعد الطيار وفقه الله في رسالته للدكتوراه بعنوان :(التفسير اللغوي للقرآن الكريم). وقد طبع هذا الكتاب في دار ابن الجوزي ، ولدى الموقع نسخة الكترونية مهداة من المؤلف لعلنا نضعها قريباً في مكتبة شبكة التفسير إن شاء الله.
وسؤالك عن أيهما يهيمن على الآخر : القرآن الكريم ، أم اللغة العربية ؟ وبقية الأسئلة . تحتاج إلى أجوبة فيها شيء من البسط أخي السبط . وفي ظني أن الاختصار مدعاة إلى الإخلال.
غير أنه يمكن أن يقال : إن اللغة العربية كأي لغة أخرى ، بنيت قواعدها بعد أن تم جمع تراث هذه اللغة من كلام أهلها الذين يتكلمونها. فهي سماعية في الدرجة الأولى . ولذلك يعد دليل :(هكذا قالت العرب) من أوثق أدلة النحويين. لأن اللغة أخذت عنهم ، وبعض العلل لم تظهر للعلماء فبقيت سماعية.
غير أن اللغة العربية دون سائر اللغات قد حظيت بخصوصية نزول القرآن الكريم بها ، وكون النبي صلى الله عليه وسلم من العرب ، فكان الحفاظ على القرآن الكريم وما دار حوله حافزاً للعلماء لوضع قواعد النحو والعربية. وكان القرآن الكريم هو أقوى أدلة هؤلاء العلماء. غير أن القرآن الكريم ليس هو كل كلام العرب ، بل هناك ما تكلمت به العرب مما ليس في القرآن الكريم ، فرجع فيه العلماء إلى كلام العرب شعراً ونثراً ، وبنوا عليه قواعدهم ومذاهبهم في اللغة والنحو ، وقد كان للشعر النصيب الأوفر في ذلك ، حتى كثرت الشواهد الشعرية عند النحويين والمفسرين كثرة ملحوظة ، لكثرة التراث الشعري المحفوظ عن العرب.
هذا كل ما في الأمر أخي السبط .
فالقرآن له التقدمة ولا شك ، ولكن إذا لم يكن فيه الشاهد المراد ، فلا بد من الانتقال لغيره. وهذا في مسائل اللغة كما هو عنوان الموضوع. وأما الحاجة إلى غير القرآن في فهمه فهذا هو الواقع ، فتأمل كتب التفسير لترى الأدوات التي استعان بها المفسرون من اللغة وغيرها كأسباب النزول والتاريخ وغيرها لتوضيح المقصود بالآيات القرآنية ، التي لا يفهم المراد منها دون الاستعانة بالتفسير الصحيح لفهمها.
ولا شك أن للموضوع تفصيلات لعل الدكتور مساعد الطيار يتفضل بإبرازها والحديث عنها ، أو الدلالة على مظانها.

وفقكم الله لما يحب ويرضى.
 
ولك جزيل الشكر والامتنان على هذه الأريحية البادية بين ثنايا ردكم البليغ...
وحيث أن الموضوع كما ذكرت كثير التشعب فلن أعلق على كل النقاط الوادرة رعاية للاختصار وبحثا عن الفائدة،
اقتباس(فرجع فيه العلماء إلى كلام العرب شعراً ونثراً ، وبنوا عليه قواعدهم ومذاهبهم في اللغة والنحو ، وقد كان للشعر النصيب الأوفر في ذلك ، حتى كثرت الشواهد الشعرية عند النحويين والمفسرين كثرة ملحوظة ، لكثرة التراث الشعري المحفوظ عن العرب.)
فالحاجة التي دعت العلماء إلى إيراد الشواهد الشعرية أو النثرية لإثبات ما ذهبوا إليه أدل دليل على عدم وجود الاتفاق المطلق عليه وإلا لما احتاج أحدهم إلى ذكر شواهد وأدلة، (فإذا وصل بنا الزمان أن نذكر دليلا على أن نبينا المصطفى اسمه محمد علمنا أن من أهل الزمان من يعتد به وله رأي آخر) أما نحن الآن فلا نطلب الدليل على اسم النبي لعدم وجود مشكك معتد به في هذه الحقيقة، فإذا كان الحال كذلك فمن الجائز أن يقع بين أيدينا الخطأ والصواب فيما أثر عن علماء اللغة والتفسير، وعندما ننظر تلك النظرة الرسالية للقرآن فهو الغاية من كل هذا البحث وأن فهمه والعمل بتوجيهاته للنجاة من العذاب والفوز بالجنة هي ما يطمح إليه المتقون، جاز لنا أن نقف على مثل هذا الإشكال الذي يفضي إلى لبس الباطل بلباس الحق ولبس الحق بلباس الباطل نتيجة لاختلاف الفهم المبني على اختلاف علماء اللغة في فهم اللغة في الزمان الغابر.
(ما نصحك من أمَّنك) فالتخويف من الوقوع في الخطأ أولى من التأمين من الوقوع فيه، الخوف من الفشل أولى من الثقة في النجاح.
إن غايتي ليست للجدل المحض وإنما للفت النظر وطلب النجاة
(وقد كان للشعر النصيب الأوفر في ذلك) لو عرضت هذه المقولة على القرآن لوجدنا قول الله العزيز (وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ) فهل تحذرني هذه الآيات أم ترغبني، وعلى سبيل التحذير أسير فهل في أنا مخطئ؟
(وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا) أشكل العرب على هذه النص الشريف عند نزوله حتى قال امرؤ القيس إني رجل كبارا، فلو لم يقل ذلك لبقيت العرب على إنكارها، أما المسلم فسيقول الحق بأن ما جاء به الله هو الحق وإن لم تعلم العرب به فهو العالم المطلق وهم القاصرون على ما يعلمون وفوق كل ذي علم عليم، وهناك مثل قرآني على ذلك: علم نوح (ع) بما لا يدع مجال للشك عنده بأن ابنه من أهله، وعلم الله العليم بأن ذلك الابن ليس من أهله، فليس لنوح أن يحاجَّ الله في علمه وهو العليم المطلق بل عليه أن يذعن ويرمي ما علمه وتيقن منه وراء ظهره ثقة بعلم الله واطلاعه (قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ)، والنتيجة هي أنه إذا قال الله وأنكر العرب فصدق الله وكذب العرب.
فهل يعرض الصدق الصرف على ما يحتمل خطؤه، وهل من الكمال في القرآن وهو كتاب الهدى أن يحتاج إلى من يهدي لهداه أو أن يعتمد في فهمه على وجود غيره؟ وإذا كان غيره ضروري لفهمه فقد وجب حفظه لألا تنتقض الحجة الربانية بإنزاله هدى للعالمين.

أرجو الله أن يهدينا لعلم الكتاب الذي (قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا) وكلنا يعلم بأن ما كتب وقيل في علم القرآن لا يستنفذ من المداد المزعوم شيئاً فأين ذلك العلم وأين تلك الكلمات التامات وهل يكفينا جهد العلماء السابقين ومن تبعهم من المعاصرين فنقف عند ذلك والله يدعي وهو الحق بأن كلماته في هذا القرآن لو كتبت بماء البحار مضاعفة لاستنفذت البحار قبل أن تستنفذ تلك الكلمات، وبهذا علمنا أن ما جاء به العلماء أثابهم الله لا يعد نقطة في ذلك البحر، فعلينا أن نمخر عبابه بحثاً عن لبابه وعلومه فنحن خير أمة أخرجت للناس.

وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين
 
أخي الحبيب السبط وفقه الله.
[align=center]سارت مشرقةً وسرت مغرباً * شتان بين مشرق ومغربِ ![/align]
هناك - فيما يبدو لي - خلل في الفهم ، فلعلك تراجع معنى الآيات التي ذكرتها ، ووجه الاستدلال الذي ذهبت بها إليه وفقك الله. فنفي الشاعرية عن الرسول وذم الشعر القبيح لا يعني أكثر من ذلك ، وليس دليلاً على ذم الشعر مطلقاً والأمر في هذا يطول .
 
الشعر ديوان العرب

الشعر ديوان العرب

قل السيوطي في الإتقان 2/55 :

[color=990000]قال أبو بكر الأنباري‏:‏ قد جاء عن الصحابة والتابعين كثيراً الاحتجاج على غريب القرآن ومشكله بالشعر وأنكر جماعة لا علم لهم على النحويين ذلك‏.‏
وقالوا‏:‏ إذا فعلتم ذلك جعلتم الشعر أصلاً للقرآن‏.‏
قالوا‏:‏ وكيف يجوز أن يحتج بالشعر على القرآن وهومذموم في القرآن والحديث‏.‏
قال‏:‏ وليس الأمر كما زعموه من أنا جعلنا الشعر أصلاً للقرآن بل أردنا تبيين الحرف الغريب من القرآن بالشعر لأن الله تعالى قال إنا جعلناه قرآناً عربياً وقال بلسان عربي مبين
وقال ابن عباس‏:‏ الشعر ديوان العرب فإذا خفي علينا الحرف من القرآن الذي أنزله الله بلغة العرب رجعنا إلى ديوانها فلتمسنا معرفة ذلك منه‏.‏
ثم أخرج من طريق عكرمة عن ابن عباس قال‏:‏ إذا سألتموني عن غريب القرآن فالمسوه في الشعر فإن الشعر ديوان العرب
وقال أبو عبيد في فضائله‏:‏ حدثنا هشيم عن حصين بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عبد الرحمن بن عتبة عن ابن عباس أنه كان يسأل عن القرآن فينشد فيه الشعر‏.‏
قال أبو عبيد‏:‏ يعني كان يستشهد به على التفسير[/color]
 
رأى المستشرق الانجليزي Wansbrough (ودراسته حول القرآن لم تزل موضوع الحوار والنقاش الحد الى يومنا هذا) عدم وجود الشعر لتفسير ألفاظ معينة في كتب التفسير . طبعا في هذا القول نظر !
ان الشواهد بالشعر في تفسير الطبري (مثلا) كثيرة جدا فلم ير المفسرون في ذلك بأسا أو عيبا . فأقدم المصادر بين يدينا هو تفسير ابن وهب الذي يذكر الشعر لتوضيح ألفاظ القرآن مثل :
عزين
فومها
ردءا
بالساهرة

ويرى المستشرق المذكور أن الأخذ بأبيات الشعر من أجل توضيح بعض الألفاظ القرآنية وتفسيرها غير وارد الا في بداية القرن الثالث الهجري . وفي هذا الكلام نظر في طبيعة الحال . انّ القدماء لم يروا بأسا في تفسير غرائب القرآن بالشعر .

وفي كتاب الشعر والغناء من الجامع لابن وهب حديث عن عائشة :
الشعر كلام فمنه حسن ومنه قبيح . فخذ بالحسن وضع القبيح .
(أنظر أيضا : فتح الباري , ج 10 , ص 539 والسنن الكبرى للبيهقي ( طبعة الهند) , ج 10 , ص 239 و240 وغيرها ) .

على حد علمي ليست هناك دراسة مفصلة وشاملة تتناول هذه الظواهر في كتب التفسير : استخراج أبيات الشعر من التفاسير وتوثيقها في كتب الشعراء لفظا ومعنى من أجل تفسير غرائب القرآن .

موراني
 
الأخ الدكتور عبدالرحمن وفقك الله وشكر لك التفاتتك الطيبة
أتفق معك على ما أوردت وإن ما أردتُ من إيراد تلك الآيات هو ما ذكرتَ في مشاركتك فقلتَ (وليس دليلا على ذم الشعر مطلقاً) ما يعني أن في الشعر مذموماً ومحموداً وقلتُ (فهل يعرض الصدق الصرف على ما يحتمل خطؤه)...
كما أننا ونحن نفسر شعر الشعراء نعقب عليه بقولنا والمعنى في قلب الشاعر وذلك أننا برغم اتباعنا للغتنا العربية والتي هو يكتب على أسسها وبكلماتها لا نستطيع الجزم بمراده في بيت من الأبيات أو حتى في كامل القصيدة، وقد نفسر قوله على غير ما أراد، فلو كان الشاعر موجوداً لكفانا عناء التفسير، ونحن نقول عند تفسير القرآن والله أعلم ولكن الله حاضر (وهو معكم أينما كنتم) فسؤال الله عن مراد الآيات والاجتهاد لتحصيل ذلك أدعى لنيل العلم بها.
أسأل الله لي ولك وللمؤمنين التوفيق والسداد.
الأخ د. هشام عزمي وفقك الله وسددك إلى صراطه المستقيم
صدقت فيما نقلته، وأؤكد على ما قلت ونقلت ولكن ما أردته من طرحي يكمن في الإجابة بأمانة على مثل هذه الأسئلة:
1- هل من المحتمل أن يستطيع أحد أو أكثر أن يمحو كتاب الله العزيز من الوجود؟ والإجابة لا بالمطلق لوعد الله تعالى بحفظه.
2- هل من المحتمل أن يستطيع أحد أو أكثر أن يمحو كل كتب التاريخ والحديث واللغة والتفسير من الوجود؟ فما هي الإجابة برأيك؟ أما أنا فأرى ذلك ممكناً ولو بنسبة ضئيلة.
3- فإذا احتملنا ذلك، فهل سيبقى القرآن حجة في ذاته على الناس بدون وجود تلك الكتب والمصادر؟
فإن قلنا لا وقعنا في محذور.
وإن قلنا نعم ثبت لنا استقلال القرآن العظيم عن الحاجة لما يوضِّحه من غيره من الكتب مهما كانت درجة الثقة بها وبصاحبها، فإن عجزنا عن علمه فليس لأنه يحتاج إلى شرح معاني كلماته وإنما لقصور في إيماننا الذي منع أن نفقه كتاب ربنا (لا يمسه إلا المطهرون)
علينا بصدق أن نطهر قلوبنا من آفاتها حتى نكون أهلا لفقه كتاب الله العزيز (وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا)
ولك جزيل الشكر على ما أوردت

الأخ أهل القيروان وفقك الله وزاد في علمك وفهمك
أشكر لك مشاركتك وأرجو أن أصل بهذه الكلمات التاليات إلى أوضح فهم للفكرة، فإن القرآن كما أنزل الله (فيه تبيان لكل شيء) (وكل شيء فصلناه تفصيلا) في الكتاب وليس في غيره (قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مدداً) وقد مضى من القرون ما يكفي لنعلم أن الطريقة التي تناول بها الأولون القرآن ليست الأنجع فأين العلم الذي يَعِدُ به القرآن وأين العلم الذي أخرجناه منذ بدأنا في التدوين، فأيهما أولى بأن يلفت أنظارنا إليه أما يدعيه القرآن من غزارة العلم المكنون فيه؟ أم ما جاء به الأولون مشكورين وليس إلا نقطة في ذلك البحر الخضم؟
أما أنا فآخذ بالأولى وأسترشد بالثانية ولسان حالي (رب زدني علماً) رب علمني من لدنك علماً وفقهني في كتابك واجعلني ممن يقبل الحق كيف ما كان وأينما وجد حتى وإن خالف بعض ما تعلمت.
والله أعلم وعليكم مني السلام
 
عودة
أعلى