من هو شارح الجزرية الذي يصفه الملا بالشارح اليمني؟

ايت عمران

New member
إنضم
17/03/2008
المشاركات
1,470
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
المغرب
من هو الشارح اليمني؟​
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
أما بعد؛ فالشارح اليمني هو أحد شراح الجزرية قطعا، وقد ذكره الشيخ علي القاري سبع عشرة مرة، واصفا إياه باليمني ثنتا عشرة مرة، وباليماني خمس مرات.
وكان يظن كثيرون(1) أنه بحرق المتقدمة ترجمته، إلى أن من الله علي بالحصول على شرحي بحرق؛ الصغير والكبير، فعرضت نقولات الشيخ القاري عليهما؛ فإذا هي غير موجودة، بل مختلفة عما فيهما، وتوصلت إلى أن الشيخ القاري إذا نقل عن الشيخ بحرق سماه باسمه (بحرق)، وهو ينقل من شرحه الكبير الذي تقدم أن اسمه «تحفة القاري والمقري».
تيقنت أن هذا اليمني ليس بحرقا، وطفقت كلما عثرت على شرح للجزرية مخطوط أو مطبوع عرضت عليه نقولات الشيخ القاري عن الشارح اليمني، إلى أن عثرت بمكتبة الملك عبدالعزيز على شرح منسوب لمجهول؛ فإذا هو شرح صاحبنا.
بيد أن المشكلة لم تُحلَّ بعد، فاستأنفت البحث عن نسخ أخرى لهذا الشرح؛ فوجدت نسخة في مكتبة الملك عبد العزيز أيضا، ثم أخرى في مكتبة الحرم المدني، ثم أخرى وجدتها ضمن مخطوطات عندي، مصدرها معهد الثقافة والدراسات الشرقية بجامعة طوكيو، ثم أخرى في مكتبة المسجد الأقصى(2)، والغريب أنها كلها مجهولة المؤلف، وكلها تبدأ بالبسملة ثم شرح البيت الأول دون أي مقدمة.
تصفحت النسخ الأربع على أمل العثور فيها، أو في طُررها، على ما يرشد إلى مؤلفها، أو إلى عصر تأليفها، فلم أظفر بشيء من ذلك.
ثم خضت رحلة أخرى في تراجم اليمنيين؛ عَلِّي أظفر فيهم بمن شرح المقدمة الجزرية، وبدأت بتلامذة الإمام ابن الجزري فمن بعدهم، ثم ركزت على من عاصر الشيخ القاري، ثم من أقام بمكة منهم، فلم أجد غير بحرق.
ثم نظرت في كثير من الشروح؛ بغية الوقوف على من نقل عن هذا الشارح غير الشيخ القاري، فلم أجد أيضا.
وقد ساورني - لفترة - احتمالُ أن يكون هذا اليمني هو الشيخُ شحاذةُ اليمني المتردِّدُ اسمه كثيرا في أسانيد القراءات، وواجهني عدم وجود ترجمة له رغم شهرته، إلا أن هذا الاحتمال كاد يرتفع لَمَّا وقفت على شرح أحد تلامذته، وهو سراج الدين المستكاوي(3)، الذي أخذ عنه الجزرية، وذكره في كتابه مرارا(4)، ونقل من لفظه فوائد، وكان يعظمه كثيرا، ويدعو له بالرحمة والمغفرة، لكنه لم يذكر له شرحا على الجزرية، وأتوقع أن لو كان له لنقل عنه كما نقل عن غيره؛ أمثالِ عبدِ الدائم الأزهري الذي سلخ شرحه سلخا، وطاش كبري زاده.
ولعل الأيام القادمة تحمل بشرى رفع الإبهام عن هذا الشارح الهام؛ فتسرع أيدي الباحثين إلى إخراج شرحه محققا. يسر الله ذلك قريبا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) منهم شيخنا الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد في شرح المقدمة الجزرية: 127، وأخوه الدكتور سالم في تحقيقه لجهد المقل: 203، ومحققو المنح الفكرية - على كثرتهم - في تعليقهم على ذكر الشيخ القاري للشارح اليمني.
(2) وهذه لم أحصل عليها، إنما رأيتها في فهرس المكتبة منذ مدة، ونسبت فيه لمجهول، لكن الفهرس تميز بذكره لمطلع المخطوطات وخاتمتها، فكانا موافقين تماما لما في النسخ الأربع التي لدي. ومع الأسف ضاع مني هذا الفهرس.
(3) لم أعثر له على ترجمة رغم بحثي الحثيث، وقد سمى نفسه في مقدمة كتابه (ص 105): محمود بن عمر بن علي الشهير بالمستكاوي الخانكي، وذكر هناك (ص 107) إجازة شيخه شحاذة اليمني له بالجزرية، وفيها نص الشيخ شحاذة أنه أجازه بها في اثني جمادى الأول سنة سبع وسبعين وتسع مئة. وهذا كل ما يعرف عنه حتى الآن.
(4) ينظر: شرح المقدمة الجزرية له: 105، 109، 133، 171، 181، 188، 205.


تنبيه: هذا جزء من مبحث كنت كتبته في بحثي للماجستير.
 
شكر الله لكم هذه التوضيح والتتبع والتقصي للوصول إلى النتيجة الصحيحة
بخصوص عناية قراء اليمن بالمقدمة الجزرية فالذي وقفتُ عليه -مع بحثي القاصر- أن الذين تولَّوا شرحها اثنان منهم، هما:
الشيخ محمد بن عمر بحرق رحمه الله في شرحيه المذكورين.
والشيخ يحيى بن محمد شاكر رحمه الله ت: 1370هـ
في شرحه "الكلمات المرضية في ضابط الجزرية"
إلا أنَّ الثاني متأخر عن العلامة الملا علي قارئ رحمه الله
أمَّا استشهادهم بأبيات الجزرية في كتبهم فهي كثيرة بدءاً بتلامذة الإمام ابن الجزري اليمنيين
وأمَّا قراءتها وإقرائها فوقفتُ على شيء من ذلك في هذا الجانب، ولم أقف على من قرأها على الناظم
 
وقد ساورني - لفترة - احتمالُ أن يكون هذا اليمني هو الشيخُ شحاذةُ اليمني المتردِّدُ اسمه كثيرا في أسانيد القراءات، وواجهني عدم وجود ترجمة له رغم شهرته، إلا أن هذا الاحتمال كاد يرتفع لَمَّا وقفت على شرح أحد تلامذته، وهو سراج الدين المستكاوي(3)، الذي أخذ عنه الجزرية، وذكره في كتابه مرارا(4)، ونقل من لفظه فوائد، وكان يعظمه كثيرا، ويدعو له بالرحمة والمغفرة، لكنه لم يذكر له شرحا على الجزرية، وأتوقع أن لو كان له لنقل عنه كما نقل عن غيره؛
إضافة إلى ما قلتم لو كان هو شحاذة اليمني لما أطلق عليه (اليماني)، فالظاهر أن (اليمني) و(اليماني) نسبة إلى اليمن وليس لقباً، والله أعلم.
 
إضافة إلى ما قلتم لو كان هو شحاذة اليمني لما أطلق عليه (اليماني)، فالظاهر أن (اليمني) و(اليماني) نسبة إلى اليمن وليس لقباً، والله أعلم.
هو كما قلتم أحسن الله إليكم.
وأيضا، فإن المتبادر هو النسبة إلى البلد أسوة بآخرين نسبهم إلى بلدانهم كالشارح المصري والشارح الرومي.
 
ولعل الأيام القادمة تحمل بشرى رفع الإبهام عن هذا الشارح الهام؛ فتسرع أيدي الباحثين إلى إخراج شرحه محققا. يسر الله ذلك قريبا.
رجع أخي الفاضل الشيخ عمرو بن عبد العظيم من رحلته إلى تركيا، وهو زميلي في الدراسة وكذا في ملتقى أهل التفسير، فاتصل بي حاملا تلك البشرى المرجوة، أخبرني بأنه حصل على ما يرفع الإبهام عن الشارح اليمني، وهي نسخة خطية رآها في السليمانية، مكتوب عليها اسم المؤلف...
لا أستطيع أن أصف لكم السعادة التي غمرتني وقتها، وطفق يدور في خيالي أمور أمثال: من سيحقق الكتاب؟ وهل حققه أحد؟ وهل سيتنازل أخي عمرو عن تحقيقه؟....
طلبت من أخي عمرو أن يطلعني على النسخة، وهي - للتذكير - النسخة السادسة، فكانت المفاجأة الأولى أنه لم يصور منها إلا اللوحة الأولى التي خط عليها اسم المؤلف! التمست منه أن يرسلها، فأرسلها من ساعته عبر الشبكة، ولما اكتحلت عيني برؤيتها، وكنا على اتصال مباشر عبر النت، كانت المفاجأة الثانية؛ رأيت مكتوبا أعلى اللوحة بخط مغاير لخط النسخة على ما يبدو: (الشرح لليماني على الجززى).
فعرفت فورا أن لا جديد، وأن القراءة الصحيحة لما كتب (الشرح لليماني على الجزري)، وكأن أخي، وبسبب النشوة البحثية الأولية، قرأه: (الشرح لليماني عليٍّ الجززي).
أحسست وقتها أن حسرة كبيرة أصابت أخي عمروا، وأحسست بأن حبل فرحي بالشارح انقطع مؤقتا، ونسيت نفسي وأخذت أسلي أخي.

ليت أخي عمروا أخذا بيانات الكتاب وافية، بل ليته صور النسخة كاملة، على الأقل كنا نعرف متى خطت النسخة؟ وما الدافع وراء إطلاق وصف (اليماني) على الشارح؟ ومتى أطلق عليه ذلك الوصف؟.
على كل حال فالنسخة - كأخواتها – خلت من أي مقدمة، والله ييسر من يكشف لغزها.
 
جزى الله تعالى الشيخ عمرو الديب خيراً، فقد أخبرني بذلك بالمسجد النبوي لما قابلته قبل أيام قليلة مضت
وقد أفرحني لمَّا أطلعني على منظومة كنَّا نعدها من المفقودات لأحد مقرئ اليمن
جزاه الله عن القراءات وأهلها خيراً
 
جزاكم الله خيرا أخي الحبيب أبي إسحاق الحضرمي على ما ذكرتموه. ونأمل أن هذه المنظومة تحقق ليستفيد منها الباحثون.
وبارك الله في أخي الحبيب محمد ايت عمران على إبداعه في وصف حالنا نحن الاثنين عندما اطلعته على اللوحة اﻷولى من الشرح اليماني على الجزرية. وأعتذر منه فكم كنت أود أن أكتشف من هو اليماني. وللعلم فإني لما قرأتها: علي الجززي. قرأها معي ولم ينتبه للخطأ أيضا أخي محمد سيف حيث كان معي وقتها في تركيا.
وكم وقع لي من إحباط أثناء التعامل مع مكتبات المخطوطات. وأحكي لك أخي محمد عن موقف صار لي في تركيا أيضا. وهو أني وجدت وأنا أبحث نسخة مخطوطة كتب عليها: الموضح لابن خيرون، ففرحت فرحا شديدا ثم قمت وأنا في المكتبة فسجدت سجدة شكر لله على توفيقي لاكتشاف هذا المخطوط ﻷني كنت أعلم أنه مفقود.
فلما قمت من السجود ورجعت أمام الحاسوب قال لي أخي محمد سيف- وكان يجلس بجواري- لعله الموضح لابن أبي مريم. فسكت سكتة المصدوم خوفا أن يكون كلامه صحيحا. فقلت اﻵن سنعرف فتصفحته فإذا هو كتاب ابن أبي مريم. فأحبطت إحباطا شديدا. ولكن سرعان أن قلت: قدر الله وما شاء فعل.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشرح المذكور منسوب في أكثر من نسخة لعلاء الدين الطرابلسي ومنها نسختا الظاهرية ونسخة تركية بدياربكر وغيرها
وفي نسخة مغنيسيا بتركيا نسبت لشارح يمني دون ذكر اسمه
واما نسخة تركية بمديرية المكتبات بانقرة فالشرح منسوب لمحمد بن يدوس بن عباس الشافعي
وعلما أن الشرح له نسخ كثيرة
فلعل في هذا مايفيدكم
وفقكم الله
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشرح المذكور منسوب في أكثر من نسخة لعلاء الدين الطرابلسي ومنها نسختا الظاهرية ونسخة تركية بدياربكر وغيرها
وفي نسخة مغنيسيا بتركيا نسبت لشارح يمني دون ذكر اسمه
واما نسخة تركية بمديرية المكتبات بانقرة فالشرح منسوب لمحمد بن يدوس بن عباس الشافعي
وعلما أن الشرح له نسخ كثيرة
فلعل في هذا مايفيدكم
وفقكم الله
هذا مفيد جدا بارك الله فيكم، وأحسن إليكم.
 
عودة
أعلى