الآية أخي الكريم قال العلماء بعمومها .
الآية أخي الكريم قال العلماء بعمومها .
الحديث الذي أشار إليه الشيخ الحبيب أبو عبد الله الشهري حفظه الله تعالى:
- عن علقمة قال: «لعن عبدالله الواشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله. فقالت أم يعقوب: ما هذا؟ قال عبدالله: ومالي لا ألعن من لعن رسول اللهصل1 وفي كتاب الله؟ قالت: والله لقد قرأت ما بين اللوحين فما وجدته. فقال: والله لئن قرأتيه لقد وجدتيه (وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فانتهوا)
[1]
-وهناك حيث من أحاديث رسول اللهصل1 يدل على عموم الآية :
عن سعيد بن جبير يحدث أنه سمع ابن عمررضي الله عنه وابن عباسرضي الله عنها أنهما شهدا على رسول اللهصل1: أنه نهى عن الدباء والحنتم والمزفت والنقير، ثم تلا رسول الله صل1 هذه الآية:( وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فانتهوا.)"
[2]
وقد قال بعموم الآية جم غفير من أهل العلم ، منهم :
- قال الإمام عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى في قوله تعالى: (وما آتاكم الرسول ..الآية) :" وهذا شامل لأصول الدين وفروعه، وظاهره وباطنه، وأن ما جاء به الرسولصل1 يتعين على العباد الأخذ به واتباعه، ولا تحل مخالفته، وأن نصّ الرسولصل1 على حكم الشيء كنصّ الله تعالى، لا رخصة لأحد ولا عذر له في تركه، ولا يجوز تقديم قول أحد على قوله".
[3]
وقال الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى: "والحق أن هذه الآية عامة في كل شيء يأتي به رسول اللهصل1 من أمر أو نهي أو قول أوفعل، وإن كان السبب خاصّاً فالاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، وكل شيء أتانا به من الشرع فقد أعطانا إياه وأوصله إلينا، وما أنفع هذه الآية وأكثر فائدتها".[4]
- وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى :" فإذا اتبع الناس ما في الكتاب عملوا بكل ما أمرهم النبيصل1 به لقوله تعالى: (وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ.. الآية)."
[5]
- وقال الإمام الشنقيطي رحمه الله تعالى: "صرح تعالى في هذه الآية الكريمة يعني : قوله تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) : أن اتباع نبيهصل1 موجب لمحبته جلّ وعلا ذلك المتبع، وذلك يدل على أن طاعة رسوله هي عين طاعته تعالى، وصرح بهذا المدلول في قوله تعالى:( مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ)،وقال تعالى:( وَمَاآَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا )
- وقال أيضا : وعلى كل حال فلا شك أن القرآن فيه بيان كل شيء. والسنة كلها تدخل في آية واحدة منه. وهي قوله تعالى:( وَمَاآَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)
[6]
- وقال الإمام القاري رحمه الله تعالى : "ومن جملة كتاب الله العمل بأحاديث رسول اللهصل1 لقوله سبحانه:( وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا )
[7]
- وقال الإمام صديق حسن خان رحمه الله تعالى : وأمر عباده أيضا في محكم كتابه باتباع ما جاء به رسول اللهصل1 فقال:( وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْه فانتهوا)، وهذه أعم آية في القرآن وأبينها في الأخذ بالسنة المطهرة.
[8]
- وقال أيضا : ولم يبعث الله إلى هذه الأمة إلا نبياً واحداً أمرهم باتباعه ونهاهم عن مخالفته فقال: (وَمَاآَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا.)
[9]
وقال الإمام المباركفوري رحمه الله تعالى في مقدمة تحفة الأحوذي : "فهذه الآية الكريمة نص صريح في أن كل ما أتانا به رسول اللهصل1 وبلغه إلينا من الأوامر وغيرها، سواء كانت مذكورة في الكتاب أي: القرآن المجيد، أو السنة أي: الأحاديث النبوية الثابتة المحكمة؛ واجب علينا امتثاله والعمل به، وكذا كل ما نهانا عنه من المنهيات والمنكرات المبينة في الكتاب أو السنة؛ واجب علينا الاجتناب منه والانتهاء عنه.
[10]
وغير هؤلاء من العلماء وقد آثرت الاختصار والله ولي التوفيق.
[1]أخرجه الأئمة: أحمد (1/433-434)، والبخاري (10/461/5939)، ومسلم (3/1678/2125)، وأبو داود (4/397-399/4169)، والترمذي (5/96-97/2782) مختصراً، والنسائي (8/523-524/5114)، وابن ماجه (1/640/1989) رحمهم الله تعالى.
[2]أخرجه الأئمة رحمهم الله تعالى : أحمد (1/352)، والنسائي (8/709-710/5659) ، والحاكم (2/483) وصححه ووافقه الذهبي. وأخرجه دون ذكر الآية: مسلم (3/1580-1581/1997)، وأبو داود (4/92-93/3690) .
[3]تيسير الكريم (7/332-333).
[4]فتح القدير (5/282-283).
[5]فتح الباري (5/454).
[6]أضواء البيان (3/306).
[7]المرقاة (10/517).
[8] فتح البيان( 3/342)
[9]فتح البيان (4/328)
[10](1/34).