حتى أضع القراء في الصورة أشير إلى أن كلام الإمام أبي حيان يتعلق بقوله تعالى: {وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا} الأحزاب 13
وحسب بحثي المتواضع لم ترد نسبة هذه القراءة على هذا الشكل إلا عند أبي حيان في البحر، ونقلها عنه الألوسي في روح المعاني.والغريب أن السمين الحلبي تلميذ أبي حيان عندما وصف هذه القراءة في الدر المصون اختصر في نسبتها، فقطع علي الطريق؛ إذ أنني عادة ما أعود إليه عندما يشكل علي شيء من القراءات والإعراب في البحر المحيط.ورأيي الأولي أن يكون قول أبي حيان: "وإسماعيل بن سليمان عن ابن كثير" تصحف في النسخ عن: "وإسماعيل وسليمان عن ابن كثير" فيكون المقصود: إسماعيل بن عبد الله القسط (أو إسماعيل بن مسلم المخزومي)، وسليمان بن المغيرة القيسي، وهؤلاء الثلاثة تتلمذوا لابن كثير ورووا عنه الحروف.
والعلم عند الله تعالى.