لعلك تقصد الذين ينكرون ظواهر الشريعة ، مثل إنكار دلالة الآيات القرآنية الظاهرة الواضحة التي تدل عليها في لغة العرب ، وصرفها إلى معانٍ باطنية لا تقبلها لغة القرآن ، ولم يقل بها المفسرون من أهل القرون المفضلة . ومثل إنكار الزكاة الشرعية مثلاً ، والزعم بأنَّ المقصود بها تزكية النفس فقط .
وأما وجه دلالة الآية على هذا المعنى فكأَنَّ مستنبطَه التفت إلى تقسيم الله من يستمع إلى أمثال القرآن الكريم إلى صنفين :
1- صنف فهم معناها الذي تدل عليه فآمن بها وبما فيها .
2- صنف كفر بها وبما فيها ، واعتذر بأنه لم يفهم المعاني المقصودة منها ، (وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا) فأصبح المعنى الصحيح الذي فهمه المؤمنون معنىً غامضاً عند المكذبين ، ولذلك ذهبوا يطلبون المعنى الباطن الذي يقولون به ولا تدل عليه الآيات . ولذلك وصفهم الله بأنهم (الذين كفروا) .
والله أعلم .
وليتك تذكر لنا من هو الذي ذكر هذا المعنى من المفسرين ، لكي ننظر في سياق كلامه ، فقد يكون أبان عن كيفية فهمه لهذا المعنى ، فسؤالك فيه نقص في هذه الإبانة .
بارك الله فيك .