أحمد الرويثي
New member
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الفضلاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد:
فهذه فائدة نفيسة رائعة من نفائس تفسير الإمام الطبري شيخ المفسرين
أحببت أن أنقلها إليكم
لنفهم آية من كتاب الله تعالى
ونقف على شيء من علو مكانة هذا الإمام الجليل المحقق
ونعرف قيمة تفسيره العظيم
هذه الفائدة حول الوعيد الشديد الموجّه إلى أهل الكتاب إن لم يؤمنوا برسول
الله محمد صلى الله عليه وسلم وما أنزل عليه
في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى
أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ مَفْعُولاً }النساء47
فمعلوم أن اليهود لم يؤمن منهم برسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قليل
فما الذي منع عنهم الوعيد الذي توعدهم الله به من طمس الوجوه وردها
على الأدبار أو لعنهم كما لُعن أصحاب السبت.
علماً بأن الله ختم الآية بقوله (وكان أمر الله مفعولاً) مما يفيد تأكد وقوع العذاب بهم في الدنيا
فلماذا لم يقع بهم الوعيد في الدنيا؟
هنا تتجلى نظرة الإمام الطبري الشاملة للسياق القرآني وعدم قصره النظر
على الآية الواحدة أو التي تليها
بل يمتد بصره إلى آيات بعدها إلى قوله تعالى: ( فمنهم من آمن به ومن صد
عنه وكفى بجنهم سعيرا)
فيقول رحمه الله رحمة واسعة:
((فإن قال قائل: فإن كان الأمر كما وصفت من تأويل الآية؛ فهل كان ما توعدهم به؟
قيل: لم يكن؛ لأنه آمن منهم جماعة، منهم عبد الله بن سلام وثعلبة بن
سعية وأسد بن سعية وأسد بن عبيد ومخيريق وجماعة غيرهم
فدفع عنهم بإيمانهم))
فبين رحمه الله أن الوعيد الوارد في الآية سيقع بهم لو كانوا أطبقوا على
الكفر ولم يؤمن منهم أحد.
فلما آمن بعضهم وظهر كذب وعناد الباقين على الكفر ارتفع هذا الوعيد
وزاد المعنى توضيحاً وبياناً بقوله في تفسير الآية (فمنهم من آمن به...):
(وفي هذه الآية دلالة على أن الذين صدوا عما أنزل الله على محمد صلى
الله عليه وسلم من يهود بني إسرائيل الذين كانوا حوالي مهاجر رسول الله
صلى الله عليه وسلم إنما رفع عنهم وعيد الله الذي توعدهم به في قوله:
(آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على
أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا)
في الدنيا، وأخرت عقوبتهم إلى يوم القيامة لإيمان من آمن منهم.
وإن الوعيد لهم من الله بتعجيل العقوبة في الدنيا إنما كان على مقام جميعهم
على الكفر بما أنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم.
فلما آمن بعضهم خرجوا من الوعيد الذي توعده في عاجل الدنيا
وأخرت عقوبة المقيمين على التكذيب إلى الآخرة
فقال لهم كفاكم بجهنم سعيرا )
انتهى كلامه رحمه الله وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء
الإخوة الفضلاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد:
فهذه فائدة نفيسة رائعة من نفائس تفسير الإمام الطبري شيخ المفسرين
أحببت أن أنقلها إليكم
لنفهم آية من كتاب الله تعالى
ونقف على شيء من علو مكانة هذا الإمام الجليل المحقق
ونعرف قيمة تفسيره العظيم
هذه الفائدة حول الوعيد الشديد الموجّه إلى أهل الكتاب إن لم يؤمنوا برسول
الله محمد صلى الله عليه وسلم وما أنزل عليه
في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى
أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ مَفْعُولاً }النساء47
فمعلوم أن اليهود لم يؤمن منهم برسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قليل
فما الذي منع عنهم الوعيد الذي توعدهم الله به من طمس الوجوه وردها
على الأدبار أو لعنهم كما لُعن أصحاب السبت.
علماً بأن الله ختم الآية بقوله (وكان أمر الله مفعولاً) مما يفيد تأكد وقوع العذاب بهم في الدنيا
فلماذا لم يقع بهم الوعيد في الدنيا؟
هنا تتجلى نظرة الإمام الطبري الشاملة للسياق القرآني وعدم قصره النظر
على الآية الواحدة أو التي تليها
بل يمتد بصره إلى آيات بعدها إلى قوله تعالى: ( فمنهم من آمن به ومن صد
عنه وكفى بجنهم سعيرا)
فيقول رحمه الله رحمة واسعة:
((فإن قال قائل: فإن كان الأمر كما وصفت من تأويل الآية؛ فهل كان ما توعدهم به؟
قيل: لم يكن؛ لأنه آمن منهم جماعة، منهم عبد الله بن سلام وثعلبة بن
سعية وأسد بن سعية وأسد بن عبيد ومخيريق وجماعة غيرهم
فدفع عنهم بإيمانهم))
فبين رحمه الله أن الوعيد الوارد في الآية سيقع بهم لو كانوا أطبقوا على
الكفر ولم يؤمن منهم أحد.
فلما آمن بعضهم وظهر كذب وعناد الباقين على الكفر ارتفع هذا الوعيد
وزاد المعنى توضيحاً وبياناً بقوله في تفسير الآية (فمنهم من آمن به...):
(وفي هذه الآية دلالة على أن الذين صدوا عما أنزل الله على محمد صلى
الله عليه وسلم من يهود بني إسرائيل الذين كانوا حوالي مهاجر رسول الله
صلى الله عليه وسلم إنما رفع عنهم وعيد الله الذي توعدهم به في قوله:
(آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على
أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا)
في الدنيا، وأخرت عقوبتهم إلى يوم القيامة لإيمان من آمن منهم.
وإن الوعيد لهم من الله بتعجيل العقوبة في الدنيا إنما كان على مقام جميعهم
على الكفر بما أنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم.
فلما آمن بعضهم خرجوا من الوعيد الذي توعده في عاجل الدنيا
وأخرت عقوبة المقيمين على التكذيب إلى الآخرة
فقال لهم كفاكم بجهنم سعيرا )
انتهى كلامه رحمه الله وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء