عبدالرحيم الشريف
Member
ليس كل اختلاف بين النصوص يُعد تناقضاً
فالتناقض: لغةً: التخالُف. [1]
واصطلاحاً " اختلاف قضيتين بإيجاب وسلب، بحيث يقتضي لذاته صدق إحداهما وكذب الأخرى. نحو: زيد إنسان، زيد غير إنسان. وأصله قولهم: تناقض الكلامان، إذا تدافعا، كأن كل واحد ينقض الآخر، وفي كلامه تناقض: إذا كان بعضه يقتضي إبطال بعض ". [2]
ولا يتحقق التناقض بين قضيتين، إلا باختلاف القضيتين في ثمانية أشياء، هي:
أولاً: الموضوع: [3] فلو اختلفت القضيتان في الموضوع، نحو: ( زيد قائم، بكر ليس بقائم )، لم تتناقضا؛ لجواز صدقهما معاً، أو كذبهما معاً.
ثانياً: المَحمول: [4] فلو اختلفتا في المحمول، نحو: ( زيدٌ كاتب، زيدٌ ليس بشاعر )، لم تتناقضا.
ثالثاً: الزمان: إذ لو اختلفتا فيه، نحو: ( زيد نائم ـ ليلاً ـ، زيد ليس بنائم ـ نهاراً ـ)، لم تتناقضا.
رابعاً: المكان: إذ لو اختلفتا فيه، نحو: ( زيد قائم ـ في البيت ـ، زيد ليس بقائم ـ في السوق ـ)، لم تتناقضا.
خامساً: الإضافة: إذ لو اختلفتا فيه، نحو: ( زيد أب ـ أي لعمرو ـ، وزيد ليس بأب ـ أي لبكر ـ)، لم تتناقضا.
سادساً: القوة والفعل: إذ لو اختلفتا فيهما بأن تكون النسبة في إحدى القضيتين بالقوة، وفي الأخرى بالفعل، نحو: (الخمر في الدَّن مُسكِر ـ أي بالقوة ـ، الخمر في الدَّن ليس بمُسكِر ـ أي بالفعل ـ)، لم تتناقضا. [5]
سابعاً: الجزء والكل: إذ لو اختلفتا فيه، نحو: ( الزنجي أسود ـ أي بعضه ـ، الزنجي ليس بأسوَد ـ أي كله ـ )، لم تتناقضا.
ثامناً: الشرط: إذ لو اختلفتا فيه، نحو: ( الزاني يُرجَم ـ بشرط الإحصان ـ، الزاني لا يُرجم ـ بشرط عدم الإحصان ـ)، لم تتناقضا.
ونتحدى أي شخص يزعم بوجود تناقض بين آيات القرآن الكريم، اتفقت فيها الشروط الثمانية.
والحمد لله رب العالمين
________________
1) القاموس المحيط، الفيروزآبادي، ص 846 (نقض).
2) التعاريف، المناوي، 1/208 (فصل النون). وانظر: التعريفات، الجرجاني، 59.
3) أولُ ركنَي القضية، كالمبتدأ ونحوه (في الجملة الاسمية)، والفاعل ونحوه (في الجملة الفعلية). وسُمِّيَ موضوعاً؛ لأنه وُضِعَ ليُحكَم عليه.
4) ركن القضية الثاني، كالخبر ونحوه (في الجملة الاسمية)، والفعل ونحوه (في الجملة الفعلية). وسُمي محمولاً؛ لحمله على الموضوع.
5) القوة: قابليته لذلك، والفعل: تحقُّق ذلك. فالخمر في الدَّن (الوعاء المخصص لنبذ الخمر) فيه قابلية للإسكار لو شُرِب، وهو في الوعاء دون أن يُشرَب: ليس بمسكر.
فالتناقض: لغةً: التخالُف. [1]
واصطلاحاً " اختلاف قضيتين بإيجاب وسلب، بحيث يقتضي لذاته صدق إحداهما وكذب الأخرى. نحو: زيد إنسان، زيد غير إنسان. وأصله قولهم: تناقض الكلامان، إذا تدافعا، كأن كل واحد ينقض الآخر، وفي كلامه تناقض: إذا كان بعضه يقتضي إبطال بعض ". [2]
ولا يتحقق التناقض بين قضيتين، إلا باختلاف القضيتين في ثمانية أشياء، هي:
أولاً: الموضوع: [3] فلو اختلفت القضيتان في الموضوع، نحو: ( زيد قائم، بكر ليس بقائم )، لم تتناقضا؛ لجواز صدقهما معاً، أو كذبهما معاً.
ثانياً: المَحمول: [4] فلو اختلفتا في المحمول، نحو: ( زيدٌ كاتب، زيدٌ ليس بشاعر )، لم تتناقضا.
ثالثاً: الزمان: إذ لو اختلفتا فيه، نحو: ( زيد نائم ـ ليلاً ـ، زيد ليس بنائم ـ نهاراً ـ)، لم تتناقضا.
رابعاً: المكان: إذ لو اختلفتا فيه، نحو: ( زيد قائم ـ في البيت ـ، زيد ليس بقائم ـ في السوق ـ)، لم تتناقضا.
خامساً: الإضافة: إذ لو اختلفتا فيه، نحو: ( زيد أب ـ أي لعمرو ـ، وزيد ليس بأب ـ أي لبكر ـ)، لم تتناقضا.
سادساً: القوة والفعل: إذ لو اختلفتا فيهما بأن تكون النسبة في إحدى القضيتين بالقوة، وفي الأخرى بالفعل، نحو: (الخمر في الدَّن مُسكِر ـ أي بالقوة ـ، الخمر في الدَّن ليس بمُسكِر ـ أي بالفعل ـ)، لم تتناقضا. [5]
سابعاً: الجزء والكل: إذ لو اختلفتا فيه، نحو: ( الزنجي أسود ـ أي بعضه ـ، الزنجي ليس بأسوَد ـ أي كله ـ )، لم تتناقضا.
ثامناً: الشرط: إذ لو اختلفتا فيه، نحو: ( الزاني يُرجَم ـ بشرط الإحصان ـ، الزاني لا يُرجم ـ بشرط عدم الإحصان ـ)، لم تتناقضا.
ونتحدى أي شخص يزعم بوجود تناقض بين آيات القرآن الكريم، اتفقت فيها الشروط الثمانية.
والحمد لله رب العالمين
________________
1) القاموس المحيط، الفيروزآبادي، ص 846 (نقض).
2) التعاريف، المناوي، 1/208 (فصل النون). وانظر: التعريفات، الجرجاني، 59.
3) أولُ ركنَي القضية، كالمبتدأ ونحوه (في الجملة الاسمية)، والفاعل ونحوه (في الجملة الفعلية). وسُمِّيَ موضوعاً؛ لأنه وُضِعَ ليُحكَم عليه.
4) ركن القضية الثاني، كالخبر ونحوه (في الجملة الاسمية)، والفعل ونحوه (في الجملة الفعلية). وسُمي محمولاً؛ لحمله على الموضوع.
5) القوة: قابليته لذلك، والفعل: تحقُّق ذلك. فالخمر في الدَّن (الوعاء المخصص لنبذ الخمر) فيه قابلية للإسكار لو شُرِب، وهو في الوعاء دون أن يُشرَب: ليس بمسكر.