من منطلقات علم الانتصار للقرآن: ليس كل اختلاف بين النصوص يُعد تناقضاً

إنضم
14/05/2012
المشاركات
1,111
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
الإقامة
الأردن
ليس كل اختلاف بين النصوص يُعد تناقضاً
فالتناقض: لغةً: التخالُف. [1]
واصطلاحاً " اختلاف قضيتين بإيجاب وسلب، بحيث يقتضي لذاته صدق إحداهما وكذب الأخرى. نحو: زيد إنسان، زيد غير إنسان. وأصله قولهم: تناقض الكلامان، إذا تدافعا، كأن كل واحد ينقض الآخر، وفي كلامه تناقض: إذا كان بعضه يقتضي إبطال بعض ". [2]
ولا يتحقق التناقض بين قضيتين، إلا باختلاف القضيتين في ثمانية أشياء، هي:
أولاً: الموضوع: [3] فلو اختلفت القضيتان في الموضوع، نحو: ( زيد قائم، بكر ليس بقائم )، لم تتناقضا؛ لجواز صدقهما معاً، أو كذبهما معاً.
ثانياً: المَحمول: [4] فلو اختلفتا في المحمول، نحو: ( زيدٌ كاتب، زيدٌ ليس بشاعر )، لم تتناقضا.
ثالثاً: الزمان: إذ لو اختلفتا فيه، نحو: ( زيد نائم ـ ليلاً ـ، زيد ليس بنائم ـ نهاراً ـ)، لم تتناقضا.
رابعاً: المكان: إذ لو اختلفتا فيه، نحو: ( زيد قائم ـ في البيت ـ، زيد ليس بقائم ـ في السوق ـ)، لم تتناقضا.
خامساً: الإضافة: إذ لو اختلفتا فيه، نحو: ( زيد أب ـ أي لعمرو ـ، وزيد ليس بأب ـ أي لبكر ـ)، لم تتناقضا.
سادساً: القوة والفعل: إذ لو اختلفتا فيهما بأن تكون النسبة في إحدى القضيتين بالقوة، وفي الأخرى بالفعل، نحو: (الخمر في الدَّن مُسكِر ـ أي بالقوة ـ، الخمر في الدَّن ليس بمُسكِر ـ أي بالفعل ـ)، لم تتناقضا. [5]
سابعاً: الجزء والكل: إذ لو اختلفتا فيه، نحو: ( الزنجي أسود ـ أي بعضه ـ، الزنجي ليس بأسوَد ـ أي كله ـ )، لم تتناقضا.
ثامناً: الشرط: إذ لو اختلفتا فيه، نحو: ( الزاني يُرجَم ـ بشرط الإحصان ـ، الزاني لا يُرجم ـ بشرط عدم الإحصان ـ)، لم تتناقضا.

ونتحدى أي شخص يزعم بوجود تناقض بين آيات القرآن الكريم، اتفقت فيها الشروط الثمانية.

والحمد لله رب العالمين
________________
1) القاموس المحيط، الفيروزآبادي، ص 846 (نقض).
2) التعاريف، المناوي، 1/208 (فصل النون). وانظر: التعريفات، الجرجاني، 59.
3) أولُ ركنَي القضية، كالمبتدأ ونحوه (في الجملة الاسمية)، والفاعل ونحوه (في الجملة الفعلية). وسُمِّيَ موضوعاً؛ لأنه وُضِعَ ليُحكَم عليه.
4) ركن القضية الثاني، كالخبر ونحوه (في الجملة الاسمية)، والفعل ونحوه (في الجملة الفعلية). وسُمي محمولاً؛ لحمله على الموضوع.
5) القوة: قابليته لذلك، والفعل: تحقُّق ذلك. فالخمر في الدَّن (الوعاء المخصص لنبذ الخمر) فيه قابلية للإسكار لو شُرِب، وهو في الوعاء دون أن يُشرَب: ليس بمسكر.
 
جزاكم الله خيرا، لعل هذه القواعد تشمل السنة أيضا.
 
أحسنت أخي موسى سليمان وأصبت
إنها قواعد منطقية تصلح للحكم في دعوى التناقض في كل نص
قرآن، سنة، كلام البشر...
 
جزاكم الله خيراً الدكتور الفاضل على طرح هذا الموضوع وأريد أن أقدم اقتراحاً: لماذا لا تضع ما أسميته (من منطلقات قواعد الانتصار) في موضوع واحد حتى يسهل تناولها للمحتاج لها عملياً ، وتناقش كل واحدة على حدة فالمنطلق الأول تجفيف المنبع يحتاج إلى تعليقات وتعقيبات للوقوف على آليات إجرائية له، وهذا المنطلق المنطقي يحتاج أيضاً إلى وقفات، على سبيل المثال هل يكتفى به كدليل؟ هل يستخدم للموافق والمخالف؟ هل الاستقراء الكلي لكل ما يوهم الاختلاف والتناقض ورده بالأدلة النقلية (القرآن والسنة واللغة) يجزئ عن هذه الأدلة المنطقية؟ وجمع الموضوع في مكان واحد يسهل على القارئ الإطلاع عليه متكاملاً.
 
شكرا لك أختي الباحثة المجتهدة سهاد قنبر
وأسأل الله العلي القدير أن ييسر إخراج بحثك في أبهى حلة
بالنسبة للاستقراء الكلي للآيات الكريمة المزعوم تناقضها
فقد قمت بجمعها في الفترة 2001-2006م من مواقع الإنترنت التنصيرية والإلحادية والليبرالية وصفحات التواصل الاجتماعي والحوار الديني فوجدتها 120 مَوضعاً مزعوماً في القرآن الكريم
وقمت بالرد عليها كلها بفضل الله تعالى وحده

أما المنطلقات في علم الانتصار للقرآن الكريم فأخالفك الرأي بالنسبة لوضعها في مكان واحد، فما هي إلى خواطر وسوانح
فالفكرة تبدأ هاجساً ثم خطرة ثم حديث نفس.. الخ
وأرى أن قواعد علم الانتصار للقرآن الكريم لم تغادر هذه المرحلة حالياً
فتقعيد قواعد هذا العلم وبيان حده وموضوعه ومنطلقاته بحاجة إلى خطوة تالية ستبدأ قريباً بإذن الله
ونحن ما زلنا نتعاهد هذه الشجرة بالعناية من حيث الري والتقليم والتغذية والحماية
ويداً بيد يرتفع البنيان
وكما يقال: شخص واحد لا يستطيع بناء بيت واحد
لكن مائة شخص يستطيعون بناء مائة بيت
 
أما المنطلقات في علم الانتصار للقرآن الكريم فأخالفك الرأي بالنسبة لوضعها في مكان واحد، فما هي إلى خواطر وسوانح
مالذي يمنع من جمع هذه الخواطر والسوانح في مكان واحد حتى يتسنى النظرة الشمولية لها بقطع النظر عن مدى اعتمادها أو قبولها أو ردها.
 
عودة
أعلى