من معاني الأسماء الحسنى في الكتاب المنزل

إنضم
27/12/2007
المشاركات
373
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
موريتانيا
الأسماء الحسنى

إن الوعد غير المكذوب كما في قوله } فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب { هود 65 هو الوعد الحسن كما في قوله } أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه { القصص 61 وكما في قوله } قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا { طه 86 .
وإن قوله } ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون { القصص 5 ـ 6 لمن الوعد الحسن أي غير المكذوب ، وقد وقع لما وافق الأجل الذي جعل الله له كما في قوله } وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون { الأعراف 137 ويعني أن كلمة ربنا الحسنى التي تمت أي نفذت هي وعده المذكور في سورة القصص .
وإن من تفصيل الكتاب وأصول الخطاب أن الأسماء الحسنى حيث وقعت في الكتاب والقرآن فإنما لبيان وعد وعده الله سيتم إذا وافق الأجل الذي جعل الله له وهو الميعاد ، ولو عقل الناس لانتظروا الميعاد وسيلاقون وعد الله ويجدونه وعدا حسنا غير مكذوب ، وهكذا فلم يأت في الكتاب والقرآن ذكر أسماء الله الحسنى في سياق ما مضى وانقضى من القدر وإنما في سياق المنتظر منه ، وما وجدته كذلك في سياق الماضي المنقضي فهو وعد أن يقع مثله بعد نزول القرآن وإن من تفصيل الكتاب أنه مسبوق بقوله } وكان { وكما سيأتي بيانه مفصلا .

الرحمان الرحيم

ومن الأسماء الحسنى اسمه "الرحمان الرحيم" ويعني حيث وقع في القرآن أن وعدا حسنا غير مكذوب سيلاقيه في الدنيا المرحوم من الرحمان الرحيم فلا يعذب أو سيكشف عنه الضر ، ويعني حيث وقع في الكتاب أن وعدا حسنا غير مكذوب سيلاقيه المرحوم من الرحمان الرحيم فينجيه من العذاب الموعود في اليوم الآخر برحمته كما في قوله :
•  قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه وذلك الفوز المبين { الأنعام 15 ـ 16
•  وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم { غافر 9
ويعني حرف الأنعام أن المرحوم في اليوم الآخر هو من صرف عنه العذاب .
ويعني حرف غافر أن المرحوم في يوم القيامة هو من وقاه الله السيئات فلم تعرض عليه ولم يحاسب بها .
وكما في قوله :
•  قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين { هود 43
•  ربكم أعلم بكم إن يشأ يرحمكم أو إن يشأ يعذبكم { الإسراء 54
•  يعذب من يشاء ويرحم من يشاء وإليه تقلبون { العنكبوت 21
•  قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الأمي { الأعراف 156 ـ 157
•  قل أرأيتم إن أهلكني الله ومن معي أو رحمنا { الملك 28
ويعني حرف هود أن الطوفان الذي عذّب به قوم نوح إنما نجا منه من رحمه الله ، أي أن المغرقين به لم يرحمهم الرحمان بل عذّبهم ولن يقدر أحد من العالمين أن يصيب برحمة من لم يرحمه الرحمان كما في قوله } أمّن هـذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمان إن الكافرون إلا في غرور { الملك 20 .
ويعني حرف الإسراء والعنكبوت والأعراف أن الرحمان إنما يصيب بعذابه من لم يدخله في رحمته بل حرمه منها وأن المرحوم برحمة الرحمان هو الذي يسلم من عذابه .
ويعني حرف الملك أن الإهلاك وهو بالتعدية العذاب المحيط بصاحبه فلا ينجو منه إنما يقع على من حرم من الرحمة وكذلك دلالة قوله :
•  يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمان فتكون للشيطان وليا { مريم 45
•  وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمان بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون { يـس 22 ـ 24
ويعني حرف مريم أن المحروم هو من لم يرحمه الرحمان وعذبه .
ويعني حرف يـس أن من أراده الرحمان بضر لن يغني عنه أحد كائنا من كان ولن ينقذه مما أراده به الرحمان من الضر والعذاب .
ولن يحرم من رحمة الرحمان إلا من لا خير فيه ممن هم أضل من الأنعام لهم قلوب لا يفقهون بها ما جاء به النبيون من العلم والهدى والبينات ، ولهم أعين لا يبصرون بها الهدى ، ولهم آذان لا يسمعون بها آيات الله وهي تتلى عليهم كما في قوله :
•  بسم الله الرحمان الرحيم {
•  وما يأتيهم من ذكر من الرحمان محدث إلا كانوا عنه معرضين { الشعراء 5
•  ومن يعش عن ذكر الرحمان نقيض له شيطانا فهو له قرين { الزخرف 36
•  وإذا رءاك الذين كفروا إن يتخذونك إلا هزوا أهـذا الذي يذكر آلهتكم وهم بذكر الرحمان هم كافرون { الأنبياء 36
وتعني البسملة في أوائل السور أن من لم ينتفع بقراء القرآن فهو محروم من رحمة الرحمان كما هي دلالة قوله } وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون { الأعراف 204 ويعني أن قراءة القرآن والاستماع له والإنصات هي أسباب تعقل الذكر ، ومن عقل الذكر فهو حري أن يخشى الرحمان بالغيب لينجو برحمته من العذاب الموعود في الدنيا وفي الآخرة .
وتعني البسملة في ابتداء الطاعات أن من لم ينتفع بطاعته فهو محروم من رحمة الرحمان الرحيم .
ويعني حرف الشعراء تخويف الناس من الإعراض عن ذكر الرحمان الذي يؤدي إلى تكذيب موعودات الكتاب المنزل يوم تقع ويومئذ لن يرحم الرحمان المعرضين المكذبين بل سيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون أي سيعذبون في الدنيا والآخرة ولا يرحمون .
ويعني حرف الزخرف أن من لم يبصر الحق والهدى في ذكر الرحمان وهو الكتاب المنزل فهو محروم من رحمة الرحمان ، ووليه الشيطان .
ويعني حرف الأنبياء أن الكافرين بذكر الرحمان لن يرحمهم من دونه أحد .

القادر القدير المقتدر

وإن من تفصيل الكتاب وبيان القرآن أن اسمه "القادر القدير المقتدر" حيث وقع في الكتاب فإنما لبيان وعد حسن غير مكذوب سيتم نفاذه بعد نزول القرآن وكذلك دلالة قوله :
•  أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض قادر على أن يخلق مثلهم وجعل لهم أجلا لا ريب فيه فأبى الظالمون إلا كفورا { الإسراء 99
•  أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم { يـس 81
•  ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير { العنكبوت 20
•  وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب إن الله على كل شيء قدير { النحل 77
ويعني أن الله سيفني السماوات والأرض وما فيهما ويعدمهما حتى كأن لم يخلقا من قبل وينشئهما النشأة الآخرة بعد الأولى وهي خلق مثلهم يوم تقوم الساعة كما في المثاني معه في قوله } يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات { إبراهيم 48 .
وإن قوله :
•  ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير { الحج 6
•  ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير { فصلت 39
•  فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحيي الأرض بعد موتها إن ذلك لمحيي الموتى وهو على كل شيء قدير { الروم 50
•  أم اتخذوا من دونه أولياء فالله هو الولي وهو يحيي الموتى وهو على كل شيء قدير { الشورى 9
•  أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شيء قدير { الأحقاف 33
•  أيحسب الإنسان أن يترك سدى ألم يك نطفة من مني يمنى ثم كان علقة فخلق فسوّى فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى { خاتمة القيامة
•  أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هـذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال أعلم أن الله على أعلم أن الله على كل شيء قدير { البقرة 259
وشبهه ليعني أن إحياء الموتى وعد حسن من الله في الكتاب سيتم نفاذه يوم البعث .
وإن قوله :
•  أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا إنه على كل شيء قدير { البقرة 148
•  ومن آياته خلق السماوات والأرض وما بثّ فيهما من دابة وهو على جمعهم إذا يشاء قدير { الشورى 29
•  إلى الله مرجعكم وهو على كل شيء قدير { هود 4
•  إنه على رجعه لقادر { الطارق 8
وشبهه ليعني أن جمع من في السماوات والأرض في يوم الجمع هو وعد حسن من الله في الكتاب .
وإن قوله :
•  ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء والله على كل شيء قدير { المائدة 40
•  لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير { البقرة 284
•  إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر { خاتمة القمر
وشبهه ليعني أن الحساب والمغفرة والعذاب وعد حسن من الله في الكتاب سيتم نفاذه في يوم يقوم الحساب وفي اليوم الآخر .
وإن قوله :
•  والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير { النور 45
•  وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا { الفرقان 54
•  ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شيء قدير { المائدة 17
•  الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما { خاتمة الطلاق
وشبهه ليعني أن قد وقع من ذلك ما شاء الله ولا يزال خلق كل دابة من ماء وخلق ما يشاء الله وتنزل الأمر بين سبع سماوات ومن الأرض مثلهن مستمرا لم ينقطع حتى يعلمه الناس رأي العين بعد نزول القرآن ليقع في الدنيا نفاذ وعد حسن من الله في الكتاب .
وإن من تفصيل الكتاب وبيان القرآن أن اسمه "القادر القدير المقتدر" حيث وقع في القرآن فإنما لبيان وعد حسن غير مكذوب سيتم نفاذه قبل انقضاء الحياة الدنيا وكذلك دلالة قوله :
•  فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير { البقرة 109
•  إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين وكان الله على ذلك قديرا { النساء 133
•  ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير { البقرة 106
•  إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء قدير { التوبة 39
•  الحمد لله فاطر السماوات جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير { فاطر
وسيأتي بيانه في "بيان القرآن" .

الغفور الغفار

ومن الأسماء الحسنى اسمه "الغفور الغفار" فهو غافر الذنب أي يستره يوم القيامة فلا يعرض على صاحبه بل يغفره الغفور ، وما ستره الله يومئذ من السيئات فلن يكتبه الملائكة الكرام الكاتبون يوم يقوم الحساب ولن يعذب به العبد ، كما هي دلالة قوله :
•  قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم { القصص 16
•  يوم لا يخزي الله النبيّ والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا { التحريم 8
•  إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار فلن يغفر الله لهم { القتال 34
•  والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين { الشعراء 82
•  ربنا اغفر لي ولوالديّ وللمؤمنين يوم يقوم الحساب { إبراهيم 41
•  مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم { القتال 15
وتعني أن يوم الحساب هو يوم مغفرة الذنوب ، وحرف القصص صريح في أن الله غفر ذنب موسى ولا يخفى انتشار خبر قتله القبطي في الدنيا وخروجه هربا من القصاص ، وإنما سأل موسى ربه أن يستر ذنبه في الآخرة وأجيبت دعوته فلن يعرض عليه يوم الحساب قتله القبطي ولن يكتبه الكاتبون ولن يؤاخذ به .
وحرف التحريم صريح في وصف يوم القيامة ، وكذلك حرف القتال لأنه بعد الموت ، وذكر بصيغة المستقبل ، وإبراهيم يطمع أن يستر الله خطيئته يوم الدين فلا تعرض عليه ، ودعاؤه صريح في أن محل المغفرة إنما هو يوم يقوم الحساب .
ويعني حرف القتال أن للمتقين في الجنة مغفرة من ربهم أي أن أعمالهم السيئة في الدنيا لن تعرض عليهم بل قد غفرها الله لهم وسترها عنهم فلا يضيقون بها ذرعا ولا تنغّص عليهم ما هم فيه من الكرامة ودار الخلود خلافا لأهل النار الذين تعرض عليهم سيئاتهم وهم في النار ليزدادوا حسرة وقنوطا من الرحمة كما في قوله } كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار { البقرة 167 .
وإن قوله :
•  ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم { هود 52
•  هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب { هود 61
•  واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود { هود 90
ليعني أن كلا من هود وصالح وشعيب أمر قومه أن يسألوا ربهم أن يغفر لهم في يوم الحساب ما سلف من كفرهم إذ الإيمان بالله واليوم الآخر هو الخطوة الأولى من الإيمان ثم يتبعون ذلك بالتوبة إلى ربهم أي الرجوع إليه بالعمل الصالح في الدنيا ، ومن المثاني معهما قوله } وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله { هود 3 في خطاب المخاطبين بالقرآن وسيأتي بيانه في كلية خلافة على منهاج النبوة ، وكلية الكتاب .

بيان قوله } إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وءاثارهم {

إن من العجب أن من الكتاب ما لم تفهمه البشرية بعد ومنه قوله :
•  إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدّموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين { يس 12
•  أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتينّ مالا وولدا أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمان عهدا كلا سنكتب ما يقول ونمدّ له من العذاب مدّا ونرثه ما يقول ويأتينا فردا { مريم 77 ـ 79
•  لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق { عمران 181
•  وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمان إناثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون { الزخرف 19
•  ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون { الأنبياء 94
•  وإنّ عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون { الانفطار 10 ـ 12
وتعني هـذه المثاني وغيرها أن أعمال المكلفين لن تكتب في حياتهم الدنيا وإنما بعد البعث حين يقوم الحساب كما هو صريح حرف يس أن كتابة أعمال المكلفين هي مما يستقبل بعد نفاذ الوعد بإحياء الموتى .
ويعني حرف مريم أن الذي كفر بآيات ربه وزعم أن لو بعث فسيؤتى مالا وولدا ـ وهو مما مضى يوم نزل الكتاب على خاتم النبيين r ـ لم تقع بعد كتابة ما قال وإنما سيكتب ما يقول بصيغة المستقبل إذ سيعرض عليه يوم الحساب فيراه بأم عينيه فيكتبه الحفظة الكرام الكاتبون وهم الشهود عليه في الدنيا ويعذب ويمدّ له العذاب مدّا .
ويعني حرف عمران أن الذين قالوا إن الله فقير ووصفوا أنفسهم بأنهم أغنياء وقتلوا النبيين بغير حق ـ ولا يخفى أنهم كانوا قبل خاتم النبيين r بعدة قرون ـ لم يكتب قولهم ولا قتلهم الأنبياء بعد ، وإنما سيكتب يوم الحساب وهم يرون أعمالهم تعرض عليهم ويقول ذوقوا عذاب الحريق أي يعذبهم في نار جهنم ولا يظلم ربنا أحدا .
ويعني حرف الزخرف أن الله وعد أن تكتب يوم القيامة شهادة الذين جعلوا الملائكة إناثا ويسألون عنها حينئذ ، وكانوا من المشركين قبل النبي الأمي r ومن معاصريه .
ويعني حرف الانفطار أن الملائكة الذين يحفظون العبد في الدنيا هم الشهود عليه يوم الحساب لأنهم يعلمون ما يفعل في الدنيا أي يرونه لا يغيب عنهم منه شيء ، ولا يعني علمهم ما يفعله العباد كتابته في الدنيا .
إن الله أحكم الحاكين لم يأمر الملائكة الكرام الكاتبين بكتابة أعمال المكلفين إلا قبيل الجزاء بها ، وهكذا أخّر عن أكثر الناس كتابة أعمالهم إلى يوم الحساب لتعرض عليهم والملائكة الشهود حاضرون فإن أقرّ كتبت وإن أنكر ختم على فمه وينطق الله الذي أنطق كل شيء جلودهم وتشهد أيديهم وأرجلهم ، ثم يوبق بما عرض عليه من أعماله السيئة أي بما لم يغفره الله منها .
ولهـذا الإطلاق استثناء كما في قوله :
•  ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول والله يكتب ما يبيتون { النساء 81
•  أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون { الزخرف 79 ـ 80
•  ويقولون لولا أنزل عليه آية من ربه فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من المنتظرين وإذا أذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم إذا لهم مكر في آياتنا قل الله أسرع مكرا إن رسلنا يكتبون ما تمكرون { يونس 20 ـ 21
ويعني حرف النساء أن المنافقين الذين يخادعون نبيه r لن يغفر لهم وأن الله الذي سيحاسبهم يوم القيامة سيكتب ما يبيتون من المكر والنفاق ، ولن يمحى ما كتب الله ولن يغفر ويلهم ما أصبرهم على النار .
وسيأتي بيان حرف الزخرف ويونس في كلية النصر في ليلة القدر أي أن ما كتبه الملائكة من أعمال العباد في الدنيا فلن يؤخر عنهم العذاب به إلى يوم الحساب بل سيعذبون به في الدنيا .

الغفور الرحيم

إن من تفصيل الكتاب أن الاسمين } الغفور الرحيم { حيث وقعا في الكتاب المنزل مسندين إلى الله فإنما للدلالة على ذنب سيغفره } الغفور { فلا يعرضه على صاحبه ولا يعذب به بل سيرحمه الله } الرحيم { كما في قوله :
•  ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم { النور 30
•  إنما حرّم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهلّ به لغير الله فمن اضطرّ غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم { البقرة 173
•  قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم { الزمر 53
•  فمن خاف من موص جنفا أو إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم { البقرة 182
ويعني حرف النور أن المكرهة على الزنا سيغفر الله في يوم الحساب لها زناها في الدنيا فلا يعرضه عليها بل يستره وسيرحمها فلا يعذبها به ، ويعني أن زنا المكرهة لا ينقلب إلى مباح ولكنّ الله لا يؤاخذ المكره بصيغة اسم المفعول .
ويعني حرف البقرة أن الجائع الذي لم يجد غير الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهلّ به لغير الله فاضطر إلى الأكل منها سيغفر الله له ذنب الأكل منها فلا يعرضه عليه في يوم الحساب وسيرحمه فلا يعذبه به إن كان غير متلبس بنية البغي والعدوان كالذي يأكل منها ليحيا ويقوى فيبغي على الناس ويعدو عليهم كقطاع الطرق واللصوص المقيمين في الفيافي والصحاري فلا يرخص لهم أكل المحرمات المفصلات في سورة النحل والبقرة والمائدة لأنهم يبغون ويعتدون .
وإن من تفصيل الكتاب أن الاسمين } الغفور الرحيم { حيث وقعا في الكتاب المنزل مسندين إلى رب العالمين فإنما للدلالة على أن ما قبلهما هو أمر خارق معجز لا يقدر العالمون على مثله وأن رب العالمين قد أذن لعباده بدعائه أن يبلّغهم ما عجزوا عن مثله لأنفسهم فيغفر لهم عجزهم ويرحمهم مما هم فيه من القصور والضعف كما في قوله :
•  قل لا أجد في ما أوحي إليّ محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهلّ لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن ربك غفور رحيم { الأنعام 145
•  وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم { يوسف 53
•  وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها إن ربي غفور رحيم { هود 41
•  وإذ تأذن ربك ليبعثنّ عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم { الأعراف 167
•  وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجّل لهم العذاب بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلا { الكهف 58
ويعني حرف الأنعام أمر المضطر إلى أكل المحرمات غير باغ ولا عاد بدعاء ربه الغفور الرحيم ليرزقه رزقا حسنا غير الميتة والدم ولحم الخنزير والفسق الذي أهلّ به لغير الله .
ويعني حرف يوسف أن يوسف لم يزكّ نفسه ولم يبرئها وإنما كان ما كان منه من إيثار السجن على الشهوة الحرام بما بلّغه ربه الغفور الرحيم ما لم يكن قادرا على مثله لنفسه فربه الغفور غفر له عجزه وستره ورحم ضعفه فبلّغه من الزكاة ما شاء الله .
ويعني حرف هود أن جريان السفينة على الطوفان لم يكن بجهد نوح والذين آمنوا معه وإنما كان بمغفرة ربهم ورحمته التي بلغوا بها ما لم يقدروا على مثله لأنفسهم .
ويعني حرف الأعراف أن الذي سيبعثه رب العالمين ليسوم بني إسرائيل سوء العذاب هو رجل من عامة الناس سيبلغه ربه الغفور الرحيم من الأسباب والتمكين ما يبلغ به من الملك أكثر وأكبر مما أوتيه بنو إسرائيل من قبل وما لم يكن يقدر على مثله لنفسه ، كما بينت في كلية الآيات وكلية النصر في القتال في سبيل الله .
ويعني حرف الكهف أن تأخير العذاب عن المكذبين الذين عاصروا نزول القرآن وعن أهل الأرض بما كسبوا من الظلم إنما بمغفرة ربنا ورحمته ولا يقدر على مثله أهل الأرض لأنفسهم .

العزيز الحكيم

وإن اسم الله "العزيز" حيث وقع الكتاب المنزل في سياق ما كلّف الله به العباد فإنما للدلالة على قضاء قضى الله به وحكم حكم به كرهه كثير من الناس ، رغم ما فيه من الحكمة البالغة كما هي دلالة اسمه "الحكيم" بعد اسمه "العزيز" وإنما هو تكليف قضى به الله فمن شاء أطاع ومن شاء عصى كما في قوله :
•  ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لأعنتكم إن الله عزيز حكيم { البقرة 220
•  ولهنّ مثل الذي عليهنّ بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم { البقرة 228
•  والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج فإن خرجن فلا جناح عليكم في ما فعلن في أنفسهن من معروف والله عزيز حكيم { البقرة 240
•  والسارقة والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم { المائدة 38
ولقد كره كثير من الناس صيانة الشرع أموال اليتامى .
وكرهوا درجة الرجال على النساء .
وكرهوا أن تتزوج امرأة سيدهم بعد موته ولو كانت دون سن العشرين .
وكرهوا قطع يد السارق وعدوه تجاوزا في حقه .
وإن اسم الله "العزيز" حيث وقع بعد في الكتاب والقرآن فإنما لبيان قضاء قضى به بين الفريقين وعد بإنفاذه ، ودلالة اسمه "الحكيم" بعده تعني أن لإنفاذ القضاء الموعود ميعادا متأخرا لحكمة بالغة ، ومنه قوله :
•  إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم خالدين فيها وعد الله حقا وهو العزيز الحكيم { لقمان 8 ـ 9
•  ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم { غافر 8
•  إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم { المائدة 118
•  ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم { البقرة 129
•  وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم { التوبة 40
•  يا موسى إنه أنا الله العزيز الحكيم { النمل 9
ويعني دعاء حملة العرش ومن حوله وعيسى وكلهم من المقربين أنهم تعلقوا بقضاء الله يوم القيامة ووعده أن يغفر للمؤمنين ، وإنما سألوا الله ما علموا منه أنه من قضائه ووعده وكذلك كان دعاء إبراهيم وإسماعيل إذ علما بالوحي إليهما أن الله سيبعث في مكة رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم فتعلقا بقضاء الله ووعده الذي كرهه المشركون من قريش وقالوا كما في قوله } وقالوا لولا نزّل هـذا القرآن على رجل من القريتين عظيم { الزخرف 31 .
وكره أهل الكتاب كذلك أن يكون خاتم النبيين r من غيرهم .
ولما سأل نوح ما لم يعلم من قبل أنه من قضاء الله ووعده أوحي إليه كما في قوله } فلا تسألنّ ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين { هود 46 وكما بينته مفصلا في الدعاء من تفصيل الكتاب .
ويعني حرف التوبة أن الله قضى ووعد أن تكون كلمته هي العليا ، وهو وعد سيتم بقوّة الله لا بجهود المؤمنين كما في قوله } كتب الله لأغلبنّ أنا ورسلي إن الله قوي عزيز { المجادلة 21 .
ويعني حرف النمل أن الله وعد نبيا قبل موسى ـ ولعله والله أعلم يوسف الذي أدخل بني إسرائيل مصر ـ أن سيرسل رسولا من بني إسرائيل في مصر ليخرجهم منها إلى الأرض المقدسة التي كتب الله لهم ، وقد تم ذلك الوعد بعزة الله رغم تأخره حتى ذاق بنو إسرائيل سوء العذاب من فرعون ، وإنما تأخر لحكمة بالغة ، وهكذا كان إخراج بني إسرائيل من مصر هو أول ما أمر به موسى فرعون لما جاءه وهو رسول من رب العالمين كما في قوله } فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم { طـه 47 وقوله } فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين أن أرسل معنا بني إسرائيل { الشعراء 16 ـ 17 وقوله } وقال موسى يا فرعون إني رسول من رب العالمين حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق قد جئتكم ببينة من ربكم فأرسل معي بني إسرائيل { الأعراف 104 ـ 105 .
 
هذه جزئيات من مقمة التفسير قد نشرتها سابقا ولم أشأ بعد نشر التالي من التفسير
لإدراكي أنه ثورة ستنسف كثيرا من التراث الإسلامي بالدليل الشرعي القرآن والحديث النبوي ، ولأجل الإنصاف فقد نشرت هذه الجزيئات لتسهيل إبطالها ودحضها بالدليل الشرعي القرآن والحديث النبوي لا غيرهما من المألوف لدى الناس ولأرجع وأعلن الرجوع .
وإلا يبطل السادة المتخصصون هذه الجزئيات بالقرآن والحديث فسأنشر بحوثا في التفسير ستحدث زلزالا في التفسير والعقائد وليعلم الناس أن القرآن أعمق مما تصوروا وأن الأمة لم تتدارسه بعد
 
وإلا يبطل السادة المتخصصون هذه الجزئيات بالقرآن والحديث فسأنشر بحوثا في التفسير ستحدث زلزالا في التفسير والعقائد وليعلم الناس أن القرآن أعمق مما تصوروا وأن الأمة لم تتدارسه بعد

شيخنا الكريم الحسن:
أرجو أن يتسع صدركَ لأسئلة لا أريد من طرحها إلا الجواب والله ,وقبلها أرجو أن لا تكون علومكم التي ستنشرونها وعيداً ونذارةً تستفزُّ السامع وترهبُه وترتبط بالزلازل التي تفسد الأرض وما عليها.

أما أسئلتي:
أأنتم على يقينٍ من أنَّ الأمَّة (كلَّ الأمَّة) كما في خطابكُم لم تتدارسِ القرآنَ بعدُ.؟
(وأرجو التفصيل طويلاً في هذا السؤال)

وإن قيل بذلكم فمن أينَ لكم ما ستحدثونَ به زلازل التفسير والعقيدة.؟

وهل ستكونون بدعاً في القيام لله بعبادة تدارس القرآن التي لم تقم بها الأمة لله .؟
 
الأخ محمود الشنقيطي
لا يخفى عليكم أني نشرت بحوثا متكاملة غير مجزأة ليكرمني الباحثون المتخصصون بالنقد فأزداد بصيرة ، وإنما النقد في ميزاني أن يقول الباحث لقد أخظأت في هذه الجزئية بدليل الآية كذا أو الحديث النبوي كذا .
ولما لم يقع من ذلك إلا قليلا لم يزن نقيرا ولا فتيلا ولم يشف غليلا عزمت على تجزئة تلك البحوث ليسهل على الباحثين وأنت منهم نقدها وتمحيصها وليهدوا إليّ مشكورين مواطن الخطإ والتقصير .
ولن أعذر من اعتبرها أقل شأنا لا تستحق النقد والتمحيص بل قمت بالاستفزاز إذ قد علمت أن بحوثي تتناول مسائل من صميم العقيدة وإذن فليردوا بحوثي دفاعا عن ما ألفوه وألفوا عليه من سبقهم فقلدوه .
إن بحوثي بل تفسيري لم يتضمن المسائل الفقهية كأحكام الصلاة والحج والزكاة ولا المعاملات كالبيوع والقضاء وسائر التكاليف الفردية والجماعية في الكتاب المنزل ،
ذالكم التشريع الذي أقلد فيه الصحابة الكرام وتابعيهم من الأئمة الأعلام .
وإنما تضمن تفسيري من بيان القرآن مسائل أعرض عنها المفسرون والقراء والمحدثون و...واستنبطتها من القرآن فإذا بها من صميم العقيدة ومن الغيب الذي كلفنا بالإيمان به فانتبه يا أخي لذلك .
ولم أبال بقصور التراث الإسلامي عن تلك المسائل لأن الأمة ستكتشفها من القرآن ولو بعد موتي .
وهكذا أدعو الباحثين إلى اختصار الطريق وبتناول جزئية واحدة من تفسيري ونقضها ولأخرس بعدها فلا أنشر حرفا بل أعلن التراجع والرجوع إلى الحق .
وحري بك يا محمود الشنقيطي أن تنتصر لأسماء الله الحسنى وتدفع عنها ما أعلنته في هذا البحث من المعاني والدلالات التي لم تكن معروفة ولا مألوفة من قبل فإن لم تفعل فلعلك تفعل في الجزئية اللاحقة وهي بيان مدلول لفظ الكتاب والقرآن في الكتاب المنزل ...
وإني لأعجب من حاسة الشناقطة بني جلدتي الزائدة وأنهم أول وأكثر من يعترض تلقائيا على بحوثي ويضيقون بها ذرعا قبل التأني والتفكير كأنما لم أملك من الشجاعة وأسباب الاستمرار في نشرها وحيدا ، مستأنسا بالقرآن وحده وبالحديث النبوي وحده
غير آبه ولا مبال بمخالفة التراث العريض كله بل داع إلى مراجعته وتمحيصه ليتلقى الناس دينهم من القرآن والحديث النبوي .
ولعل الإخوة الشناقطة يستوعبون دلالة أن نشرت بحوثي باسمي الثلاثي ولم أنتسب لقطر ولا قبيلة .
 
الأخ محمود الشنقيطي
لا يخفى عليكم أني نشرت بحوثا متكاملة غير مجزأة ليكرمني الباحثون المتخصصون بالنقد فأزداد بصيرة ، وإنما النقد في ميزاني أن يقول الباحث لقد أخظأت في هذه الجزئية بدليل الآية كذا أو الحديث النبوي كذا .
ولما لم يقع من ذلك إلا قليلا لم يزن نقيرا ولا فتيلا ولم يشف غليلا عزمت على تجزئة تلك البحوث ليسهل على الباحثين وأنت منهم نقدها وتمحيصها وليهدوا إليّ مشكورين مواطن الخطإ والتقصير .
ولن أعذر من اعتبرها أقل شأنا لا تستحق النقد والتمحيص بل قمت بالاستفزاز إذ قد علمت أن بحوثي تتناول مسائل من صميم العقيدة وإذن فليردوا بحوثي دفاعا عن ما ألفوه وألفوا عليه من سبقهم فقلدوه .
إن بحوثي بل تفسيري لم يتضمن المسائل الفقهية كأحكام الصلاة والحج والزكاة ولا المعاملات كالبيوع والقضاء وسائر التكاليف الفردية والجماعية في الكتاب المنزل ،
ذالكم التشريع الذي أقلد فيه الصحابة الكرام وتابعيهم من الأئمة الأعلام .
وإنما تضمن تفسيري من بيان القرآن مسائل أعرض عنها المفسرون والقراء والمحدثون و...واستنبطتها من القرآن فإذا بها من صميم العقيدة ومن الغيب الذي كلفنا بالإيمان به فانتبه يا أخي لذلك .
ولم أبال بقصور التراث الإسلامي عن تلك المسائل لأن الأمة ستكتشفها من القرآن ولو بعد موتي .
وهكذا أدعو الباحثين إلى اختصار الطريق وبتناول جزئية واحدة من تفسيري ونقضها ولأخرس بعدها فلا أنشر حرفا بل أعلن التراجع والرجوع إلى الحق .
وحري بك يا محمود الشنقيطي أن تنتصر لأسماء الله الحسنى وتدفع عنها ما أعلنته في هذا البحث من المعاني والدلالات التي لم تكن معروفة ولا مألوفة من قبل فإن لم تفعل فلعلك تفعل في الجزئية اللاحقة وهي بيان مدلول لفظ الكتاب والقرآن في الكتاب المنزل ...
وإني لأعجب من حاسة الشناقطة بني جلدتي الزائدة وأنهم أول وأكثر من يعترض تلقائيا على بحوثي ويضيقون بها ذرعا قبل التأني والتفكير كأنما لم أملك من الشجاعة وأسباب الاستمرار في نشرها وحيدا ، مستأنسا بالقرآن وحده وبالحديث النبوي وحده
غير آبه ولا مبال بمخالفة التراث العريض كله بل داع إلى مراجعته وتمحيصه ليتلقى الناس دينهم من القرآن والحديث النبوي .
ولعل الإخوة الشناقطة يستوعبون دلالة أن نشرت بحوثي باسمي الثلاثي ولم أنتسب لقطر ولا قبيلة .


شيخنا الكريم:
أنا أعتب عليكم عدم إجابتكم لطلبي الأول الذي رجوته منك عند طرح الأسئلة وهو اتساع الصدر لها وجعل سلامة المقصد أصلاً للمتلقين عنكم شناقطةً أو غيرهم , ولا يعرف أحدٌ من رواد الملتقى قيمتكم وقيمة والدكم رحمه الله وعمكم العابد السالمِ المُسلِّم عندي كما تعرفها أنت عند أول ساعة كتبتَ فيها مشاركاتك في الملتقى .

وإنما طلبتكم ذلك كي لا يستحيل النقاشُ إلى ما كتبتموه مما لا صلة له بجوابها كالعجب من حاسة الشناقطة بني جلدتك الزائدة وأنهم أول وأكثر من يعترض تلقائيا على بحوثك ويضيقون بها ذرعا.

فهل نفهم من ذلك أنَّ بحوثكم لا مجال فيها للاستفصال والسؤال , وأنَّ الإيمان والتسليم بها جملةً وتفصيلاً هو عين مبتغاكم , وأنَّ شيئا من ذلك إن عرَض للناظر فيها فهو ضربٌ من الاعتراض التلقائي والضيق ذرعاً.؟
أيها الفاضل الكريم:
لقد رجوت فضيلتكم ولا أزال أن لا تكون علومكم التي ستنشرونها محمَّلةً مثقَلةً بأساليب الوعيد والنذارةً التي تستفزُّ السامع وترهبُه وترتبط بالزلازل التي تفسد الأرض وما عليها وتجعلُ عاليها سافلها (فهذا تشيبهٌ عجيبٌ منكم لتفسيركم لكلام الله) , فأنا أقول إنَّ القرآن لنا معاشر المسلمين والمؤمنين بشارةٌ من عند الله وازديادنا من معانيه وهداياته التي أتى به الأوائل على أتمِّ وجهٍ وأكملها الأواخر سائرين على آثارهم ومقتبسين ناهلين من علومهم ليست في مجموعها إلا بشارةً وهدى ورحمةً للمؤمنين.

ولا أدري يا شيخنا الكريم كيف تقولون في مقدم ردكم : ( أني نشرت بحوثا متكاملة غير مجزأة ليكرمني الباحثون المتخصصون بالنقد فأزداد بصيرة ، وإنما النقد في ميزاني أن يقول الباحث لقد أخظأت في هذه الجزئية بدليل الآية كذا أو الحديث النبوي كذا )
ثمَّ تضيقون ذرعاً باستفسارات المتسائلين المستشكلين , فأنا شخصياً قبل النقد أحب أن تجيبني عن يقينك التامَّ الكامل بأنَّ أمَّة محمد صلى الله عليه وسلم لم تتدارسِ القرآنَ بعدُ وأنَّ الله حباكمْ بأن تكونوا بدعاً في القيام له بحق هذه العبادة.

فالإجابةُ على هذا السؤال عندي مهمَّةٌ جداً لاستمراري في الاستشكال والاستفصال من فضيلتكم عمّا يعنُّ لي - مما يتردد ذهني البسيط في التسليم به جملةً - قبل النقد الذي أتركه لأهله من مشايخي روادَ هذا الملتقى (ولا تظنَّنها مجاملةً لهم فقد شرفت بالتتلمذ على يد ثلة منهم بعيداً عن التزيد والمبالغة).
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى هو ولي ذلك ومولاه والقادر عليه.
 
إن من العجب أن من الكتاب ما لم تفهمه البشرية بعد ومنه قوله :
•  إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدّموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين { يس 12
•  أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتينّ مالا وولدا أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمان عهدا كلا سنكتب ما يقول ونمدّ له من العذاب مدّا ونرثه ما يقول ويأتينا فردا { مريم 77 ـ 79
•  لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق { عمران 181
•  وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمان إناثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون { الزخرف 19
•  ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون { الأنبياء 94
•  وإنّ عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون { الانفطار 10 ـ 12
وتعني هـذه المثاني وغيرها أن أعمال المكلفين لن تكتب في حياتهم الدنيا وإنما بعد البعث حين يقوم الحساب.

أعودُ وقد أذنتم لي من قبلُ بالسؤال عما أشكل علي لأبدأ من حيثُ انتهيتُ بالسؤال عنه وهو أنَّ من العجيب عندي التصريحُ بأنَّ من القرآن ما لم يشإ الله لأحد من خلقه فهمهُ قبلكم.
ثمَّ أستشكلُ أيضاً وأقول:
ما بالكم يا شيخنا الكريمُ سردتمُ الآيات التي جيء فيها بأفعال المضارعة في سياق الكتابة للأعمال وإحصائها , وتركتمونا حيارى أمام غيرها من آيات القرآن التي جاءت فيها آيات كتابة الأعمال وتسطيرها وإحصائها بصيغة المضارع في الحياة الدنيا أو الماضي , إذ تعوَّدنا من أئمة الإسلامِ سلفاً وخلفاً عند التأليف أن يدرأ أحدهم في الغالب ما يظنُّ وروده على ذهن القارئ من استشكالات تعيق فهمه للتأليف واستفادته منه , فكيف بالاستشكالات المتيَقَّنة.

قال الله تعالى (يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه والله على كل شيء شهيد ) فالتعبير جاء بالماضي (أحصاه)
وقال تعالى (وإذا الصُّحف نُشرت) وجاء نشرُ الصُّحف هنا في سياق أهوال الساعة من تكوير الشمس وانكدار النجوم وغيرها , ولم يذكَر فيها كتابةٌ في الصحف بل ذكر النَّشر الدالُّ على طيها من قبلُ على ما دونته الكتبةُ فيها من أعمال بني آدم.
وقال تعالى (أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون) أي عندهم وهذا لا يكون إلا في الحياة الدنيا.
وقال تعالى (هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون) ومعلومٌ ما للتعبير بـ (كُـنَّا) من دلالةٍ على المُـضي.
وقال تعالى (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)
وقال تعالى (وكل شيء أحصيناه كتابا)
وقال تعالى عن المشركين (ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها).
فــــائــدة:
قال الزمخشري -عفا الله عنه وغفر له - دافعاً الاستشكال في الآيات التي جاء التعبير في كتابة الأعمال فيها بالمضارعة كقول الله تعالى (سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مداً) ما نصه:
فإن قلت : كيف قيل : " سنكتب " بسين التسويف وهو كما قاله كُـتِبَ من غير تأخير قال الله تعالى : " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد "؟

قلت : فيه وجهان:

أحدهما : سنظهر له ونعلمه أنا كتبنا قوله على طريقة قوله :
( إذا ما انتسبنا لم تلدني لئيمةٌ ) أي تبيَّن وعُـلِم بالانتساب أني لست بابن لئيمة .

والثاني : أن المتوعد يقول للجاني : سوف أنتقم منك يعني أنه لا يخل بالانتصار وإن تطاول به الزمان واستأخر فجرد ههنا لمعنى الوعيد.
 
نعم ، هكذا يكون النقاش في جزئيات المسائل العلمية بعيدا عن تصوير وتصور النوايا والمقاصد وافتراض التزكية بأن لازم بحوثي أني اطلعت على ما غاب عن الأمة كلها ، وهل يسلم من الحساب من كتم علما خشية أن يتهم بتلك التهم التي لا تعني في ميزاني شيئا .
أما ما اعترضت به من الأدلة فلا أسلم باحتجاجك به بل إن احتجاجك بصيغ الماضي الذي يراد به المستقبل أقوى وأفصح من احتجاج الزمخشري عندي .
إن صرف صيغ الماضي عن ظاهره إلى إرادة المستقبل ليحتاج إلى قرينة من السياق وما أكثرها في سياق الموعود في اليوم الآخر وسياق نهاية الحياة الدنيا كقوله تعالى "إذا الشمس كورت" وكقوله تعالي " ووضع الكتاب" في سورة الكهف وجميعه من الماضي الذي يراد به المستقبل لأن الشمس لم تكور بعد لأن السياق سياق الموعود في نهاية الحياة الدنيا ولأن الكتاب للحساب لم يوضع بعد إذ لا تزال الحياة الدنيا مستمرة لم تنته بعد ، وهكذا لا يلتبس الأمر وجاءت صيغة الماضي لتأكيد نفاذ الموعود .
وهكذا صيغة المستقبل لن يسلم صرفها بتأويلها بإرادة الماضي موافقة للمألوف والتراث إلا بقرينة قاطعة ولم توجد ـ والله أعلم ـ فيما استشهدت به من تأخير كتابة أعمال المكلف إلى يوم يقوم الحساب حين لا يغفرها الله بل تعرض عليه ويشهد عليها الملائكة الذين كانوا يحفظونه في الدنيا وهم الكرام الكاتبون الذين سيكتبونها في يوم الحساب حين لا يغفرها الله بل تعرض على صاحبها ، وكل واحد من الملائكة الحفظة كريم كاتب ورقيب عتيد وليس في هذه الأوصاف ما يدل على كتابة الأعمال في الدنيا .
نعم كتبت في الدنيا أعمال الذين عذبوا في الدنيا كالمكذبين من قوم نوح ومن بعدهم من الأحزاب وكذلك كتب الله أعمال المجرمين الذين عاصروا النبي صلى الله عليه وسلم أي لن يغفرها الله يوم يقوم الحساب وسيعذبهم بها كما هي دلالة قوله تعالى " ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول والله يكتب ما يبيتون " النساء 81 أي هو وعد من الله أن لا يغفر لهم سيء أعمالهم وأن يعذبهم بها ولا يلتبس هذا الحرف بغيره لإسناد كتابة تلك الأعمال إلى الله .
إن العدالة يوم يقوم الحساب لحقيقة لا مجاز إذ لن يظلم الله نفسا شيئا وهكذا خاف الرسل الكرام كموسى وإبراهيم أن لا يغفر الله لهم فطلب موسى أن لا تعرض عليه عملية قتله القبطي كما هي دلالة طلبه من ربه المغفرة أي في الآخرة ولقد غفر الله له ولكن انتشر الخبر في الدنيا وخرج هربا من بطش فرعون ، وكما هي دلالة طلب إبراهيم في قوله تعالى " والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين " الشعراء 82 وقوله " ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب" إبراهيم 41 أي لا تعرض علينا أعمالنا السيئة بل استرها ولا تعذبنا بها .
إن قوله تعالى :
•  إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدّموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين { يس 12
•  أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتينّ مالا وولدا أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمان عهدا كلا سنكتب ما يقول ونمدّ له من العذاب مدّا ونرثه ما يقول ويأتينا فردا { مريم 77 ـ 79
•  لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق { عمران 181
•  وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمان إناثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون { الزخرف 19
•  ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون { الأنبياء 94
لظاهر الدلالة على أن أعمال المكلفين الذين لن يعذبوا بها في الدنيا لن تكتب إلا في يوم الحساب ولن يكتب منها إلا ما لم يغفره الله تلك عدالة الرحمان يقرر العبد المذنب فيما بينه وبين نفسه فإن أقر ستره الرحمان وإن أنكر عرضت الأعمال السيئة وشهد الملائكة الكرام الكاتبون وشهدت الجوارح وأوبق بها العبد .
والموتى بعد أن يبعثهم الله ستكتب الملائكة ما قدموا وآثارهم يوم يقوم الحساب وهو أمر مختلف مغاير لما في الإمام المبين الذي تضمن إحصاء كل شيء من قبل .
وأين القرينة من الكتاب المنزل على أن قول الذن قالوا إن الله فقير ووصفوا أنفسهم بأنهم أغنياء وقتلوا النبيين قد كتب من قبل أي قبل نزول القرآن الذي تضمن الوعد بكتابتها في الصحف التي سيؤتونها وراء ظهورهم يوم يقوم الحساب قبيل أن يقال لهم ذوقوا عذاب الحريق .
وهكذا نفس التساؤل في شأن الذي كفر بآيات ربه وزعم أن سيؤتى ملا وولدا فأين القرينة من الكتاب المنزل أن قد كتب ذلك من قبل في صحفه التي سيؤتاها من وراء ظهره يوم يقوم الحساب
أما قوله تعالى " وكل شيء أحصيناه كتابا " النبأ 29 فهو في وصف القدر وكل شيء بقدر ومسطور من قبل ولا علاقة له بكتابة أعمال المكلفين التي يحاسبون عليها وإنما في سياق بيان علم الله ما كان وما سيكون ، وأما قوله " ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها" وشبهه فهي في سياق الأعمال الجماعية التي لا تغفر أبدا بل تكتب في الدنيا ويحاسبون عليها وهكذا نتبين خطورة المجاهرة بالمعصية ونتبين خطورة المشاركة في الإثم والعدوان .
إن من إكرام الله أهل الجنة امتنانه عليهم بقوله "ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم "القتال 15 أي أن الله لا ينغص عليهم نعيمهم بعرض أعمالهم السيئة من قبل بل يغفرها ويسترها أما أهل النار فتعرض عليهم وهم في النار ليزدادوا قنوطا من الفرج والمغفرة كما هي دلالة قوله " كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما بخارجين من النار" البقرة 167
 
نعم ، هكذا يكون النقاش في جزئيات المسائل العلمية بعيدا عن تصوير وتصور النوايا والمقاصد وافتراض التزكية بأن لازم بحوثي أني اطلعت على ما غاب عن الأمة كلها ، وهل يسلم من الحساب من كتم علما خشية أن يتهم بتلك التهم التي لا تعني في ميزاني شيئا .

أيها الأستاذ :
إنَّ تصوُّرَ النوايا وتصويرها وافتراضَ التَّزكية ليس بلازمٍ من لوازم بحوثك وجديدك ,بل هي أصرحُ في الدلالة على التزكية والاستئثار بفتوحات العارفين الخارقة من ذلك بكثير إذ هي المنطوقُ المتكررُ في كل جزئيةٍ منها , فها أنت تكررها في هذه السطور مرتين مع أني لم آتِ على آخر ما كتبتَ, وأرجو أن يكون هذا الإحجامُ عن الإجابة مرتينِ تراجعاً منك عن الجزم بأنَّ الأمة لم تتدارسِ القرآنَ بعدُ وتسليماً بأن لا عجبَ من أنَّ البشريةَ لم تفهم القرآنَ بعدُ, وتحاكمنا جميعاً ليس إلى ميزانك بورك لك فيه , وبالتالي فوزنُه للأمور والنقد أو (التهمة) كما تسميها لا يعني لغيرك شيئاً أيَّ شيء.


أما ما اعترضت به من الأدلة فلا أسلم باحتجاجك به بل إن احتجاجك بصيغ الماضي الذي يراد به المستقبل أقوى وأفصح من احتجاج الزمخشري عندي .

إن صرف صيغ الماضي عن ظاهره إلى إرادة المستقبل ليحتاج إلى قرينة من السياق وما أكثرها في سياق الموعود في اليوم الآخر وسياق نهاية الحياة الدنيا كقوله تعالى "إذا الشمس كورت" وكقوله تعالي " ووضع الكتاب" في سورة الكهف وجميعه من الماضي الذي يراد به المستقبل لأن الشمس لم تكور بعد لأن السياق سياق الموعود في نهاية الحياة الدنيا ولأن الكتاب للحساب لم يوضع بعد إذ لا تزال الحياة الدنيا مستمرة لم تنته بعد ، وهكذا لا يلتبس الأمر وجاءت صيغة الماضي لتأكيد نفاذ الموعود .
ولكنَّك لم تجبني - شيخنا الكريم -عن هذا النشر في قوله تعالى (وإذا الصُّحفُ نُشرت) أيكون مقترناً بالطيِّ في آنٍ واحدٍ بمعنى أن تكتب الأعمالُ ويثبتُ منها ما يثبتُ ثمَّ يمحى ما يمحى ثمَّ تُنشَرُ للقارئين من المكلفين.؟
وإثباتُك ذلك لا يُسلَّمُ لك به بلا دليلٍ فأنا لم أخالفكَ في أن النشر هنا من الماضي الذي يراد به المستقبلُ ولو فعلت ذلك لكنتُ مستدلاً لك , ولكنَّ استدلالي جاء بهذه الآية إثباتاً لأنَّ طيَّ الصُحف المستلزمَ لكتابة الأعمال كان سابقاً لساعة النشر هذه ولا يكون ذلك إلا في الدنيا التي تفسُد وتزول بتكوير الشمس وانكدار النجوم ونشر الصحف.
أمَّا قولُه تعالى (ووُضع الكتابُ فترى المجرمين..) فقد خرجت فيه كسابقه عن شاهدي إلى ما لا أريد الاستشهاد به من الآية , فالخلاف ليس في الكتابِ أوُضعَ أم لم يوضَع بعدُ , ولكنّ الإشكال في لفظ (إلا أحصاها) الدالِّ على سبق الإحصاء للوضع يوم القيامة.

وهكذا صيغة المستقبل لن يسلم صرفها بتأويلها بإرادة الماضي موافقة للمألوف والتراث إلا بقرينة قاطعة ولم توجد ـ والله أعلم ـ فيما استشهدت به من تأخير كتابة أعمال المكلف إلى يوم يقوم الحساب حين لا يغفرها الله بل تعرض عليه ويشهد عليها الملائكة الذين كانوا يحفظونه في الدنيا وهم الكرام الكاتبون الذين سيكتبونها في يوم الحساب حين لا يغفرها الله بل تعرض على صاحبها ، وكل واحد من الملائكة الحفظة كريم كاتب ورقيب عتيد وليس في هذه الأوصاف ما يدل على كتابة الأعمال في الدنيا .

لماذا يا شيخنا الكريم لا يكون استدلالُ غيركَ منطلقاً إلا من موافقة المألوف والتراث , ولا يكون ما تظنه أنتَ - حفظك الله - دليلاً إلا كثيراً في سياق الموعود في اليوم الآخر, مع أنَّ الواقعَ فيما أعتقد ليس كذلك.؟

نعم كتبت في الدنيا أعمال الذين عذبوا في الدنيا كالمكذبين من قوم نوح ومن بعدهم من الأحزاب وكذلك كتب الله أعمال المجرمين الذين عاصروا النبي صلى الله عليه وسلم أي لن يغفرها الله يوم يقوم الحساب وسيعذبهم بها كما هي دلالة قوله تعالى " ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول والله يكتب ما يبيتون " النساء 81 أي هو وعد من الله أن لا يغفر لهم سيء أعمالهم وأن يعذبهم بها ولا يلتبس هذا الحرف بغيره لإسناد كتابة تلك الأعمال إلى الله .
لستُ أدري يا شيخُ ما معنى هذه السطور التي تفرقونَ فيها بين ما أُسْندتْ كتابتُه إلى
الله وبين ما تكتبه الكتبة المكلفة بإحصاء عمل بني آدمَ , ولا أظنُّ اختلاف الإسناد فيها من الله إلى الملائكة إلا كاختلاف إسناد توفي الأنفس في القرآن إلى الله تارةً وإلى الملائكة أخرى , والمؤدى واحدٌ والتفريق بينهما في الكتابة في الدنيا والآخرة يحتاجُ دليلاً عسى أن توردوه أو تبينوا وجه الفرق.
 
أما قوله تعالى " وكل شيء أحصيناه كتابا " النبأ 29 فهو في وصف القدر وكل شيء بقدر ومسطور من قبل ولا علاقة له بكتابة أعمال المكلفين التي يحاسبون عليها وإنما في سياق بيان علم الله ما كان وما سيكون .
ها أنت يا شيخنا تعود بحمد الله ومَنِّه إلى التراث والمألوف لتتبع رجالاً وقروناً خلت ممن تدارسوا القرآن وفسَّروا تلك الآية بما ذكرتـضه أنت من أن المراد بها وصف القدر , ولم تزد عليهم إلا نفي علاقة الآية بشيء غير ذلك.
وهناك غيرهم ممن فسرها على أن مراد الله منها أنا علمنا أعمال العباد كلهم وكتبناها عليهم وسنجزيهم على ذلك إن خيرا فخير وإن شرا فشر.
وهناك غير هاتين الطائفتين ممن رأى اتساع لفظ الآية لهذا وذاك.


وأما قوله " ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها" وشبهه فهي في سياق الأعمال الجماعية التي لا تغفر أبدا بل تكتب في الدنيا ويحاسبون عليها وهكذا نتبين خطورة المجاهرة بالمعصية ونتبين خطورة المشاركة في الإثم والعدوان .

أيها الأستاذ الفاضل:
لا أفهم وجه الدلالة التي عنَّت لكم في الآية على أنَّ المراد بالكتاب هنا ما كتبه الملائكة من الأعمال الجماعية التي لا تغفر وكيف توصلتم إليه , مع أنَّ الأولى من ذلكم والأصرحُ أن يكون لفظ (الكتاب) هنا تعبيراً عن جنس الكتاب ويشمل بذلك كتب الصالحين ووغيرهم من أهل الذنوب والمعاصي الفردية والجماعية , لأن الله قال في غير هذا الموضع عقب الحديث عن النفخة التي تصعق برَّ الخلق وفاجرَهُم (وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون) وهو هنا كذلك اسمُ جنسٍ يشمل كلَّ كتاب.

وأنا أثمَّن لكم يا شيخُ هذا التنزل واتساعَ الصدر ورحابته , وهذا عنوان خيرٍ إن شاء الله و وإن لم تتسع لنا صدوركم فإلى من تكلونا , فمنكم نتعلم ونستفيد وفقكم الله وسدد خطاكم.
 
قلتم حفظكم الله تعالى:
وتعني هـذه المثاني وغيرها أن أعمال المكلفين لن تكتب في حياتهم الدنيا وإنما بعد البعث حين يقوم الحساب كما هو صريح حرف يس أن كتابة أعمال المكلفين هي مما يستقبل بعد نفاذ الوعد بإحياء الموتى .

و أعودُ من حيثُ انتهيت لأصارحكم أيها المباركُ بالقول: إنَّ موضوع كتابة الأعمالِ في الدنيا شغل ذهني حتى صرتُ كلما مررت بنص من نصوص الوحيين الدالة صراحةً على خلاف ما قررتموه - من تأجيل الكتابة إلى الآخرة - تعزّز عندي اليقينُ بأن أعمال المكلفين خيرَها وشرّها تكتب في الدنيا وتعرضُ عليهم في الآخرة ويحاسبون عليها يومئذ.
وقد أشار العلماء إلى أجوبتهم عما استدللتم به من أفعال المضارعة الدالة على استقبال الكتابة والتدوين في الآخرة (وأنتم أعلم بذلك مني) وتمنيتُ أن لو جعلتم من منهجكم في التفسير الردَّ على ما سبق تدوينه واستقراره في أذهان الناس من أجوبة السابقين مما يمكن أن يعترضَ به عليكم المُـجِلُّون للتراث والمألوف , ولكني احتراماً لشرطك بجعل الدليل المستَدَل به على خلاف قولكم آيةً أو حديثاً فلن أذكر من ذلكم شيئاً , ولو كنتُ أعتقد أنّ أفهام العلماء وتراثهمُ المألوفَ دليلٌ شرعيٌ حمد الله المصيرَ إليه عند الاشتباه ونسبَ المخرجَ فيه - لا إلى الظاهر المتبادر - بل إلى الاستنباط المعتمد على إعمال الفكر في الألة والخروج منها بما يغيب عن أبصار وبصائر كثيرٍ من الناس.

قال الله تعالى عن صحابة رسوله صلى الله عليه وسلم في أول سورة القتال (والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم)
وقد فهمتُ من هذه الآية في هذه السورة المدنية أنَّ ما عبر القرآن عن تكفيره من سيئات أولئك المؤمنين لا بدّ وأن يكون كُتبَ في الدنيا ضرورةً , وإلا لما ساغ التعبير بالماضي المعطوف عليه إصلاحُ البال والمقابلُ لما كان للكفرة من عقوبةٍ دنيويةٍ تتجسدُ إضلال الأعمال المتمثل في هزيمة بدرٍ وجعل حسنِ أعمالهم هباءا منثوراً لا يثابون عليه.

وفي حديث القرآن عن الصحابة حين كانَ حكم الله أول الإسلام ملزماً في المكلفَ إذا صام فأمسى فنام بأن يحرُم عليه الطعامُ والشرابُ والنساءُ حتى يفطر من غده ووقع بعضهم رضي الله عنهم على نسائه بعد النوم من الليل فلما عظُم عليهم ذلك وبلغ بهم الندمُ على العصيان مبلغه رحمهم الله بنزول قوله (علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر)

فالذي فهمتُه من الآية أنْ لا معنى لجعل الفعل المتعلق بالتوبة والمغفرة ماضياً وإتباعهما في إباحة النساء بالفاء - الدالة على التعقيب - إلا لكون تلك الخيانة للأنفس قد كتبها الله تعالى وعفا عنها بعد ذلك , وإلا فما الذي أفاده العطفُ بالفاء غير ذلك؟.

قال الله تعالى (وقفينا بعيسى ابن مريم وآتيناه الإنجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم وكثير منهم فاسقون)

فهؤلاء الذين ابتدعوا الرّهبانية وقاموا لله برعايتها ابتغاء رضوان الله كتب الله ثوابهم على ذلك في الدنيا بدليل التعبير بالفعل الماضي (آتينا)

وأنت -رعاك الله وحفظك - لم تدخل هؤلاء الأجلاء رضي الله عنهم ,الذين عبّر القرآن بالماضي عن سبق كتابة الآثام عليهم بدليل إتباعها التوبة والمغفرة ,في عِـداد من أقررت بكتابة أعمالهم في الدنيا ساعة قلت:

(نعم كتبت في الدنيا أعمال الذين عذبوا في الدنيا كالمكذبين من قوم نوح ومن بعدهم من الأحزاب وكذلك كتب الله أعمال المجرمين الذين عاصروا النبي صلى الله عليه وسلم أي لن يغفرها الله يوم يقوم الحساب وسيعذبهم بها كما هي دلالة قوله تعالى " ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول والله يكتب ما يبيتون " النساء 81 أي هو وعد من الله أن لا يغفر لهم سيء أعمالهم وأن يعذبهم بها ولا يلتبس هذا الحرف بغيره لإسناد كتابة تلك الأعمال إلى الله )

قال الله تعالى ( ووضعنا عنك وزرك) ولا يخفى ما في امتنان الله على نبيه صلى الله عليه وسلم بسبق وضع الوزر عنه لساعة المخاطبة بهذه الآية فضلاًً عن ساعة قيام الأشهاد.
ويدل لذلك أيضاً ما صحَّ من أنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقوم حتى ترم قدماه فقيل له : ( يا رسول الله تفعل هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ ) قال ( أفلا أكون عبدا شكورا ؟ )
فجاء الفعلُ من السائلة رضي الله عنها ماضياً دالاً على يبق هذه المغفرة , وأقرّ المصطفى صلى الله عليه وسلم هذا التعبير وزاد الإقرار عليه باستفهامه الدال على أنّ ما أشفقت عليه منه وهو تورمُ القدمين إنما هو شكرٌ لله على ما تفضل به عليه من مغفرةٍ لذنوبه.
ولاحتمال قصور فهمي لما سقته من آياتٍ أستدل بها فهذه يا شيخنا بعضُ الآثار النبوية القطعية الصحيحة التي عزَّزت عندي صعوبة الجزم و التسليم بأنَّ أعمال المكلفين لن تكتب في حياتهم الدنيا وإنما بعد البعث حين يقوم الحساب.

قال صلى الله عليه وسلم عن الصلاة التي تتكرر خمس مرات في اليوم والليلة " إن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها"
أفلا يدل ذلك بوضوح على أنّ الكتابة لهذا العمل متحققة في الدنيا.؟

قال صلى الله عليه وسلم " من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل"



عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكُـتبت له مائة حسنة ومُـحيت عنه مائة شيءة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك )
وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة ومن هم بحسنة فعملها كتبت له عشرا إلى سبعمائة ضعف ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب وإن عملها كتبت)

عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى قال: ( إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة وإن هم بها فعملها كتبها الله عز وجل عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة)

وفي حديث الإسراء الطويل قال صلى الله عليه وسلم : (فلم أزل أرجع بين ربي تبارك وتعالى وبين موسى عليه السلام حتى قال يا محمد إنهن خمس صلوات كل يوم وليلة لكل صلاة عشر فذلك خمسون صلاة ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشرا ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب شيئا فإن عملها كتبت سيئة واحدة)

قال صلى الله عليه وسلم: (من قتل وزغا في أول ضربة كتبت له مائة حسنة وفي الثانية دون ذلك وفي الثالثة دون ذلك)

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتبت له بها درجة ومحيت عنه خطيئة)

و قال صلى الله عليه وسلم من سن في الإسلام سنة حسنة فعمل بها بعده كتب له مثل أجر من عمل بها ولا ينقص من أجورهم شيء ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعمل بها بعده كتب عليه مثل وزر من عمل بها ولا ينقص من أوزارهم شيء

عن خريم بن فاتك : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أنفق نفقة في سبيل الله كتبت له بسبعمائة ضعف)

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من رجل يتوضأ فيحسن الوضوء ثم يأتي مسجدا من المساجد فيخطو خطوة الا رفع بها درجة أو حط عنه بها خطيئة أو كتبت له بها حسنة حتى إن كنا لنقارب بين الخطا وإن فضل صلاة الرجل في جماعة على صلاته وحده بخمس وعشرين درجة )

جاء رجل والنبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة فقال الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة قال أيكم القائل كذا وكذا قال فارم القوم قال فأعادها ثلاث مرات فقال رجل أنا قلتها وما أردت بها الا الخير قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( لقد ابتدرها اثنا عشر ملكا فما دروا كيف يكتبونها حتى سألوا ربهم عز وجل قال اكتبوها كما قال عبدي)

ودعا عثمان رضي الله عنه بوضوء فأفرغ على يديه من إنائه فغسلهما ثلاث مرات ثم أدخل يمينه في الوضوء ثم تمضمض واستنشق واستنثر ثم غسل وجهه ثلاثا ويديه إلى المرفقين ثلاثا ثم مسح برأسه ثم غسل كل رجل ثلاثا ثم قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ نحو وضوئي هذا وقال ( من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر الله له ما تقدم من ذنبه)

وقال رضي الله عنه في حديث آخر: والله لأحدثنكم حديثا لولا آية في كتاب الله ما حدثتكم إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( لا يتوضأ رجل مسلم فيحسن الوضوء فيصلي صلاة إلا غفر الله له ما بينه وبين الصلاة التي تليها)

وقال صلى الله عليه وسلم ( إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا)
 
عودة
أعلى