من مصنف كتاب درة التنزيل وغرة التأويل؟

السائح

New member
إنضم
27/02/2006
المشاركات
134
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
أما بعد، فقد وقع خلاف في تعيين مصنف كتاب " درة التنزيل وغرة التأويل "، فجزم غير واحد أنه منحول منسوب خطأ إلى الخطيب الإسكافي.
وقد رأيت من الباحثين من أحال على مقال كتبه الأستاذ عمر السريسي رجح فيه أنه من تأليف الراغب الأصبهاني، ونشر ذلك في المجلة العربية للعلوم الإسلامية: ع32، مج2 ص316-320، وتكلم على ذلك بتفصيل في مجلة مجمع اللغة العربية الأردني: العدد المزدوج (3-4) صفر - جمادى الأولى، عام 1399 تحت عنوان: تحقيق نسبة كتاب درة التنزيل وغرة التأويل.
وقد وافقه الأستاذ أحمد حسن فرحات على عدم صحة نسبة الكتاب إلى الخطيب الإسكافي، لكنه رأى أنه من تأليف قوام السنة أبي القاسم إسماعيل بن محمد الأصبهاني، وأسهب في بيان ذلك في بحث بعنوان: كتاب درة التنزيل وغرة التأويل لا تصح نسبته إلى الراغب الأصبهاني، نشره في مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية التي تصدر عن مجلس النشر العلمي في جامعة الكويت: س6، ع:5، جمادى الأولى 1410 ص23-80.
فمن يحتسب الأجر عند الله، فينقل إلى إخوانه ما حوته هذه المقالات، ويفيدنا بالبحوث التي دارت حول كتاب درة التنزيل وغرة التأويل وعقيدة الخطيب الإسكافي.
والله يجزيكم خير الجزاء ويبارك في سعيكم.
 
تأكيد النسبة إلى الإسكافي

تأكيد النسبة إلى الإسكافي

كتاب ( درة التنزيل وغرة التأويل ) طبع محققا في عمل علمي قام به الدكتور محمد مصطفى آيدين ، سنة 1422 هج = 2001 م ، في ثلاثة أجزاء ، من إصدارات جامعة أم القرى .
[align=center]
dorrah.jpg
[/align]

وفي ص 94 وما بعدها من مقدمة المحقق جاء مبحث تحقيق النسبة في سبع حيثيات :
1- ورود اسم الخطيب الإسكافي صريحا على ورقة العنوان في ثلاث نسخ مخطوطة .
2- ما ذكره راوي الكتاب من النسبة إلى الإسكافي .
3- عدم شك المتقدمين الذين نقلوا شيئا من مادة الكتاب في نسبته إلى الإسكافي ؛ منهم : محمود بن حمزة الكرماني المتوفى سنة 505 هج ، صاحب كتابي ( غرائب التفسير وعجائب التأويل ) و ( البرهان في متشابه القرآن ) .
4-إجماع كتب التراجم على إيراد هذا الكتاب في مؤلفات الإسكافي .
5- اتفاق كتب التراجم على لقب ( الخطيب ) الإسكافي .
6- تصريح ابن الزبير الغرناطي باسم كتاب ( درة التنزيل وغرة التأويل في مقدمة كتابه : ( ملاك التأويل ). ولكنه لم يذكر اسم مؤلفه .
7- وجود التشابه بين هذا الكتاب والكتاب الآخر ( المجالس ) المقطوع بنسبته إلى الإسكافي .
ثم ناقش المحقق آراء الذين نفوا نسبة الكتاب عن الإسكافي ، ليخرج بتأكيد نسبة الكتاب إلى الإسكافي .
ولكن يظل قول الآخرين في الحسبان حتى يأتينا اليقين بالنسبة التي لا جدال فيها ، ولقد استخرجت المقالات التي أشار إليها أخي الأستاذ السائح ، ولعلي أحسن تلخيصها وعرضها في وقت لاحق إن شاء الله .
 
جزى الله الأستاذ الكريم منصورًا خيرًا وبارك في سعيه.
وأنا بالأشواق إلى ما تلخصه من هاتيك المقالات.
وقد اطلعت على موقع مجمع اللغة الأردني، ولم أجد فيه إلا فهارس وكشافات أعداد المجلة.
وقد بحثت فوجدت ملخصا لمقال الأستاذ أحمد حسن فرحات، وهاهو ذا بين أيديكم؛ للاطلاع عليه وإبداء ملحوظاتكم.

كتاب درة التنزيل وغرة التأويل لا تصح نسبته إلى الراغب الأصفهاني

وجود اسم الراغب الأصفهاني على بعض نسخ كتاب درة التنزيل وغرة التأويل كان من قبيل الالتباس الذي يحدث عادة عند النساخ ، نتيجة التشابه والاشتراك في أسماء المؤلفين وأسماء مؤلفاتهم ، ومن ثم فلا يصلح دليلاً على نسبة الكتاب إلى الراغب .

وما ذكره الأخ الساريسي من أن كتاب درة التنزيل وغرة التأويل هو نفس الكتاب الذي وعد به الراغب في مقدمة كتابه المفردات بعنوان تحقيق الألفاظ المترادفة على المعنى الواحد وهم كبير وقع فيه الأخ الباحث ، لم يصمد أمام النقد العلمي .

وما ذكر من وجود كتاب للراغب باسم جامع التفسير أو الجامع في التفسير لا يستند إلى أدلة حقيقية ، بل إن ما وجد من تفسير الراغب في معظم نسخه الخطية يحمل عنوان تفسير القرآن العظيم ، ومعلوم أن بعض المصادر تشير إلى أن الراغب لم يتم تفسيره ، ومن ثم فلا تصح تلك الإحالة عليه ، والتي وردت في سورة الكافرون من كتاب درة التنزيل ؛ لأنها مما لم يصل إليها الراغب في تفسيره .

وما ذكره الأخ الباحث من أن نفَس الراغب في كتاب درة التنزيل واضح فلا أساس له من الصحة ، وإنما هو وهم آخر وقع فيه الباحث ، نظراً لتغاير أسلوب الراغب مع أسلوب صاحب كتاب درة التنزيل .

وإن ما ذكره الأخ الباحث من أمور لافتة للانتباه تتعارض مع ما عرف من طريقة الراغب وأسلوبه ، فقد كان جديراً أن يحمله على إعادة النظر في نسبة الكتاب إلى الراغب ، وأن يهديه إلى المؤلف الحقيقي ، ولكنه آثر أن يؤولها ، ليحملها على ما اندفع إليه من حب نسبة الكتاب إلى الراغب ، فأضاع على نفسه فرصة ثمينة .

كما بين أن هذه النسبة لا تصح إلى الخطيب الإسكافي ، ولا إلى الفخر الرازي ، ولا إلى ابن فورك .

وعنوان جامع التفسير أو الجامع في التفسير الوارد في سورة الكافرون من كتاب درة التنزيل هو النقطة الثابتة في البحث ، والتي ينبغي الانطلاق منها ، وهذا العنوان لا ينطبق إلا على كتاب واحد يعود إلى مؤلف واحد ، هو أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الأصفهاني الملقب قوام السنة والمتوفى سنة 535 هـ ، والمقابلة بين ما جاء في مقدمة درة التنزيل وما عرف من ترجمــة أبي القاسم إسماعيل تشير إلى التوافق في ما ورد فيهما ، كما أن التشابه بين مقدمة درة التنزيل ومقدمات ما وصلنا من كتب أبي القاسم إسماعيل يدل على تشابه في الأسلوب .

وهذا كله يرشح نسبة كتاب درة التنزيل إلى أبي القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الأصفهاني !

وسبب نسبة الكتاب في بعض النسخ الخطبة إلى الراغب إنما يعود للاشتراك بينه وبين المؤلف الحقيقي في معظم الاسم والكنية : فالراغب هو : أبو القاسم الحسين بن المفضل الأصفهاني ، والمؤلف الحقيقي ! هو : أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن المفضل !الأصفهاني ، فهما يختلفان بالاسم الأول ، ويتفقان ببقية الاسم والكنية .

---------------------
من أنعم النظر في هذا التلخيص بدا له ضعف ما اعتمده الأستاذ، ولم أره عرّج على اعتقاد أبي القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل، ولا ريب أن بروز الاعتقاد من نقط الارتكاز التي كان يُرجى من الأستاذ أن يُوليها اهتمامًا، والله أعلم.
وفي تلخيص المقال بعض الهنات، ولست أدري هل أثبت الأستاذ في أصل مقاله اسم جدّ أبي القاسم الأصبهاني: (المفضل)؛ فإن كان قد فعل، فهو غلط بيّن ينبغي أن ينأى عنه الباحث الجادّ المدقق، خاصة أن ذلك كان عند المقابلة بين ابنَي (المفضل)، وصرح أن الرجلين يتفقان في بقية الاسم (يعني: النسية إلى الأب أو الجد).
والله أعلم.
 
ملخص مقالة الدكتور عمر الساريسي

ملخص مقالة الدكتور عمر الساريسي

جاءت المقالة في العدد المزدوج 3 - 4 ص 97 من مجلة مجمع اللغة العربية الأردني .
وفيها نفى الدكتور الساريسي نسبة الكتاب إلى الإسكافي اعتمادا على :
1 - ورود نسبة صريحة إلى الراغب على نسخ مخطوطة ، هي نسخة مكتبة أسعد أفندي بإستانبول رقم 176 ، ونسخة خسرو باشا باستانبول رقم 25 ، ونسخة راغب باشا باستانبول رقم 180 ، ونسخة السلطان أحمد الثالث / طوب قبوسراي ، بإستانبول رقم 1748 / أ / 850 ، ونسخة أخرى رقم 1749 / أ / 1830 ، ونسخة المتحف البريطاني رقم 5784 ورقم 234 : المصورة في معهد المخطوطات بالقاهرة رقم 7 تفسير .
2 - ما ورد في مقدمة المفردات من نية الراغب أن يتبع المفردات ( بكتاب ينبئ عن تحقيق الألفاظ المترادفة على المعنى الواحد ...) وأنه بذلك رسم خطة الكتاب التي تتفق وخطة الدرة مما يؤكد أنهما خرجا من معين واحد .
3 - أن في كتاب الدرة إشارة إلى كتاب آخر للمؤلف اسمه ( جامع التفسير ) ، وليس في مؤلفات الإسكافي كتاب يحمل هذا الاسم . بل هو معدود من مؤلفات الراغب وهو مخطوط وموجود في مكتبة اياصوفيا .
4 - و جاء في إحدى المخطوطات وهي التي تحمل رقم 1749 / ر / 183 قول راوي الكتاب إبراهيم بن علي بن محمد المعروف بالأردستاني : ( هذه المسائل ....أملاها أبو عبد الله محمد بن عبد الله الخطيب في القلعة الفخرية ) وكلمة أملاها قد تعني أنه أملاها من إنشائه كما تعني أنه أجيز بإملائها من قِبَل مبدعها ومنشئها وتبقى تساؤلات عن صعوبة قبول خبر الإملاء هذا عن طريق الذاكرة والارتجال . ثم إن انفراد الأردستاني بالرواية يثير عجبا ، وتقرب من خبر الآحاد في الحديث ، ولعله كان أقرب إلى الروح العلمية لو أن غيره حضر الإملاء والرواية وشهد بذلك .
5 - مقدمتا المفردات والدرة تتلاقى فيهما بعض الكلمات وبعض التراكيب ، ثم تفترقان ليأخذ كل كتاب ما يناسبه من القول والبيان .
6 - كل ما أورده الناقد قال إنه : ( دلائل على الشك في نسبة كتاب درة التأويل .. الذي صنفه الراغب الأصفهاني لمصنف آخر هو ... الإسكافي . كل هذه الدلائل لا تتأيد إلا بحجة أخرى قد تزنها جميعا ، وهي تلك التي تأتي من مادة الكتاب ونسيجه الأساسي ) .
وعقد الموازنة بين النسخ المخطوطة والنسخ المطبوعة قبل صدور الطبعة المحققة .
قلت : ولو أن الناقد شاهد الطبعة المحققة التي صدرت بعد المقالة بنحو عشرين عاما لتغيرت نظرته إلى الموضوع بمرة . هذا وبالله التوفيق .
 
جزاك الله خيرا على إفادتك ومبادرتك إلى نفع إخوانك وتلاميذك.


السائح قال:
نشره في مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية التي تصدر عن مجلس النشر العلمي في جامعة الكويت: س6، ع:5
الصحيح أن المقال في العدد 15، كما في موقع كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت، ومنه نقلتُ ملخَّص المقال.


السائح قال:
الصواب: النسبة.
 
لي ملاحظة على ما كتبه أخي منصور مهران حول تاريخ وفاة الكرماني من أنها سنة(505) وهذا قول المترجمين له ،وإن كان بعضهم يقول إنها بعد الخمسمائة بدون تحديد ، لكن الذي رجحه محقق "غرائب التفسير وعجائب التأويل " د/شمران العجلي هو أنه توفي بعد سنة (531) وهي السنة التي فرغ فيها من تأليف كتابه كما هو موجود في خاتمة إحدى النسخ المعتمدة عنده 0والله أعلم 0
 
فائدة تستوجب الشكر

فائدة تستوجب الشكر

أشكر لأخي الدكتور السالم الجكني - سلمت يمينه - ما أفادنيه من علمه ونبل أخلاقه ، ولقد راجعت نفسي وتثبت من صحة قوله و جمال توجيهه ، والله يرعاكم .
 
عودة
أعلى