عبدالله بن عمر
New member
- إنضم
- 31/07/2005
- المشاركات
- 107
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
بسم الله الرحمن الرحيم
من مشهد التلبية
«لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك،
إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك»
من مشهد التلبية
«لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك،
إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك»
أخي الملبي:
يا من لبى نداء ربه الكريم بالحج، ثم ردد « لبيك اللهم لبيك ... »، دونك بعض معاني التلبية، لك جمعتها فاجمع قلبك عليها، وردد فكرك بين جنباتها؛ علّك تظفر بانطراح القلب وخضوعه، وأنت على عتبات البيت وفي مهوى الأفئدة:
- قف مع ندائك بـ«لبيك»، وتذكر ما تحمله هذه اللفظة في اللغة من معاني (الإخلاص)، و(المحبة)، و(القرب)، و(الخضوع)، و(الانقياد)، و(التسليم)؛ لتكون إجابتك لنداء الله إجابةً ساميةً بنورٍ من هذه المعاني الشريفة، والعبادات العظيمة، تفيض من قلبك، فتتسابق في نطقها العينان واللسان.
- إن تكرارك أيها المحب للفظ «لبيك» يبدي سرعةً بل مسارعةً ومبادرة لتلبية هذا النداء، وكأن روحك تجري كما يجري جسدك بل تسبقه لتلك البقاع وهاتيك الرحمات.
- إن من أعظم المعاني وأشرفها: أنك تلبي لله -جل جلاله-، «لبيك اللهم لبيك»، مجيباً نداءه: {وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر}، وهذا والله غاية الشرف وأسمى المكانة التي يبوئك الله إياها؛ فمن الناس من هو مخذول بعبادة صنم أو قبر، وأنت موفق بعبادته وتوحيده سبحانه.
- التوحيد أوضح شعار في التلبية؛ فلا تعدو جملة من جملها إلا وجدت فيه توحيداً: «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك»، ولذا قال من روى حج النبي صلى الله عليه وسلم: (ثم أهلّ بالتوحيد)، ففي الحج حقق التوحيد في قلبك ليكون خالصاً من الشرك والبدع والرياء، متحرراً من عبودية النفس والهوى والشيطان.
- تأمل ما بين التلبية والفاتحة من المشابهة؛ فـ«لا شريك لك» تجدها في {إياك نعبد وإياك نستعين}، و«إن الحمد» في {الحمد لله رب العالمين}، و«النعمة» في {الرحمن الرحيم}، و«الملك» في {مالك يوم الدين}، أوليس بعد هذا إلا الدعاء وكله للعبد كما ورد في الحديث القدسي؟!
- ما أحرى بالملبي أن يجمع أركان العبادة في قلبه كما اجتمعت في التلبية فـ«الحمد» محبة، و«النعمة» رجاء، و«الملك» خوف.
- استشعر عند قولك في التلبية: «إن الحمد والنعمة لك» أن الله سبحانه (أهلَ الثناء والمجد)، وحمده (أحقُّ ما قال العبد)، فهو المستحق له وحده، بما له من أوصاف الكمال والجمال والجلال، وبما أكرم وهدى وأنعم، لا يُحصى ثناءٌ عليه، هو كما أثنى على نفسه.
- أي نعمة تعدها وأنت تقول: «إن الحمد والنعمة لك»؟ ، أَنعمة التوحيد والإيمان؟ أم نعمة الرزق والأمن؟ أم نعمة التوفيق والاصطفاء لأداء هذا الحج، وقد حُرمها الكثير غيرك؟ استجمع في قلبك أصناف النعم، وارفع بها صوتك اعترافاً وشكراً لمن أسداها وأتمها.
- في التلبية إقرار بالملك لله -سبحانه-: «إن الحمد والنعمة لك والملك»، فهو المَلِكُ -جل في علاه-، مُلكه التام الكامل في الدنيا والآخرة، فلا يتصرف متصرف إلا بإذنه وتحت علمه، من ملكه السماوات والأرض وما فيهن، فأي هيبة وإجلال وخشية تملأ القلب وهو يتفكر معترفاً بهذا الملك العظيم لله -تبارك اسمه وتعالى جده-.
- ورد في كلمات التلبية نفي الشريك لله في موضعين؛ أولهما: يتعلق بالتلبية نفسها: «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك»، والآخر: يتعلق بالحمد والنعمة والملك: «إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك»؛ لتكون من الملبي إقراراً بتوحيد الله في عمله وعلمه.
- التلبية أيها المبارك وإن كانت ذِكراً يقال باللسان، إلا أنها تنعكس في الحج نفسه سلوكاً وأعمالاً، فهي (شعار الحج)، و(أفضل الحج)، و(زينة الحج)، كما جاءت بذلك الآثار، وفيها تحقيقٌ لأعظم مقاصد الحج وهو (إقامة ذكر الله تعالى).
عبدالله بن عمر العمر
6/ 12/ 1436هـ
6/ 12/ 1436هـ