من مراتب العبودية

إنضم
05/07/2014
المشاركات
305
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
العمر
57
الإقامة
مصر
لعباد الله درجات ومنازل عند الله
يتفاضلون بينهم حسب تحقيق العبودية
والعبودية لله لها منازل ودرجات
أعلاها منزلة رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم
فقد نال أعلى الدرجات في سلم العبودية لله
ثم يأتي الأنبياء والمرسلين والصديقين والشهداء والصالحين بعده
كل حسب درجته ومنزلته من إياك نعبد وإياك نستعين

وأول منازل إياك نعبد وإياك نستعين
هي منزلة التواضع وانتفاء الكبر

فإذا انتفى عندك الكبر فأنت قد صعدت في سلم العبودية الدرجة الأولى

يقول صلى الله عليه وسلم:
((
لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر))[SUP]1[/SUP]

فالمتكبر يرد الحق ويكذبه
قال تعالى:
{
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً ...}
ثم قال:
{
الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ}
(الأنعام : 93 )

والمتكبر أسوته إبليس عليه لعنة الله
فهو أول متكبر ويتبعه خلق كثير
أعاذنا الله وإياكم من سبيلهم

قال تعالى لإبليس:
{
قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ}
(صـ : 75 )

ثم توعد من سلك هذا المسلك، فقال:
{
لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ}
(صـ : 85 )

وقد عرف الرسول الكريم هذا الخلق الذميم بقوله:
((
الكبر بطر الحق وغمط الناس))[SUP]2[/SUP]
وبطر الحق أي رده وتكذيبه مع وضوحه وبيانه
وغمط الناس أي احتقارهم والتعالي عليهم[SUP]3[/SUP]


والمتكبر يطبع الله على قلبه فلا ينتفع بالآيات
قال تعالى:
{
كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ}
(غافر : 35 )

فعلينا بالتواضع يا عباد الله
فإنها خلق المصطفى صلى الله عليه وسلم
ومن تواضع لله رفعه،

أعاذني الله وإياكم من الكبر
والزهو بالنفس مالا وعلما ومكانة
ومن احتقار الناس وإن كانوا كفارا




من كتاباتي/ أبو مالك المعتز بالله


1) رواه مسلم.
2) راوه مسلم.
3) قاموس المعاني.
 
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ : الكبرياءُ ردائي ، والعظمةُ إزاري ، فمَن نازعَني واحدًا منهُما ، قذفتُهُ في النَّارِ))، صحيح أبي داود للألباني.
قال تعالى: {
وَلَهُ
الْكِبْرِيَاء
فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
} (الجاثية : 37 )
وقال: {
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ
الْمُتَكَبِّرُ
سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ
} (الحشر : 23 )


وقد أثنى الله على كثير من عباده، بأنهم لا يستكبرون، ورفعهم إلى منازل عالية من العبودية،
قال تعالى: {
لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ
لاَ يَسْتَكْبِرُونَ
} (المائدة : 82 )
وقال تعالى: {
إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ
لاَ يَسْتَكْبِرُونَ
عَنْ
عِبَادَتِهِ
وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ
} (الأعراف : 206 )
وقال تعالى: {
وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ وَالْمَلآئِكَةُ وَهُمْ
لاَ يَسْتَكْبِرُونَ
} (النحل : 49 )
وقال تعالى: {
وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِندَهُ
لَا يَسْتَكْبِرُونَ
عَنْ
عِبَادَتِهِ
وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ
} (الأنبياء : 19 )
وقال تعالى: {
إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ
لَا يَسْتَكْبِرُونَ
} (السجدة : 15 )


وقد قرن الله سبحانه وتعالى بين عبادة المتواضعين الذين لا يستكبرون وبين عبيده المتكبرين في مواضع منها:
قال تعالى: {
لَّن يَسْتَنكِفَ
الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ
عَبْداً
لِّلّهِ وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَن
يَسْتَنكِفْ
عَنْ
عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ
فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ جَمِيعاً
} (النساء : 172 )
وقال: {
فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ
اسْتَنكَفُواْ وَاسْتَكْبَرُواْ
فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً أَلُيماً وَلاَ يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً
} (النساء : 173 )
وقال: {
فَإِنِ
اسْتَكْبَرُوا
فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ
} (فصلت : 38 )

وقد ذم الله الكبر وأهله وأضل أصحابه عن الصراط المستقيم

قال تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى
وَاسْتَكْبَرَ
وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} (البقرة : 34 )
وقال: {أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ
اسْتَكْبَرْتُمْ
فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ} (البقرة : 87 )
وقال: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ
تَسْتَكْبِرُونَ
} (الأنعام : 93 )
وقال: {قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن
تَتَكَبَّرَ
فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ} (الأعراف : 13 )
وقال: {وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا
وَاسْتَكْبَرُواْ
عَنْهَا أُوْلَـَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (الأعراف : 36 )
وقال: {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا
وَاسْتَكْبَرُواْ
عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ} (الأعراف : 40 )
وقال: {وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُواْ مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ
تَسْتَكْبِرُونَ
} (الأعراف : 48 )
وقال: {قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ
اسْتَكْبَرُواْ
...} (الأعراف : 75،88 )
وقال: {قَالَ الَّذِينَ
اسْتَكْبَرُواْ
...} (الأعراف : 76 )
وقال: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ
فَاسْتَكْبَرُواْ
وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ} (الأعراف : 133 )
وقال: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ
يَتَكَبَّرُونَ
فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ} (الأعراف : 146 )
وقال: {ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا
فَاسْتَكْبَرُواْ
وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ} (يونس : 75 )
وقال: {وَبَرَزُواْ لِلّهِ جَمِيعاً فَقَالَ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ
اسْتَكْبَرُواْ
إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللّهِ مِن شَيْءٍ قَالُواْ لَوْ هَدَانَا اللّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاء عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ} (إبراهيم : 21 )
وقال: {إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ وَهُم
مُّسْتَكْبِرُونَ
} (النحل : 22 )
وقال: {لاَ جَرَمَ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ
الْمُسْتَكْبِرِينَ
} (النحل : 23 )
وقال: {فَادْخُلُواْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى
الْمُتَكَبِّرِينَ
} (النحل : 29 )
وقال: {إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ
فَاسْتَكْبَرُوا
وَكَانُوا قَوْماً عَالِينَ} (المؤمنون : 46 )
وقال: {
مُسْتَكْبِرِينَ
بِهِ سَامِراً تَهْجُرُونَ} (المؤمنون : 67 )
وقال: {إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى
كِبْرَهُ
مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (النور : 11 )
وقال: {وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءنَا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ
اسْتَكْبَرُوا
فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْ عُتُوّاً كَبِيراً} (الفرقان : 21 )
وقال: {
وَاسْتَكْبَرَ
هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ} (القصص : 39 )
وقال: {وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءهُم مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ
فَاسْتَكْبَرُوا
فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ} (العنكبوت : 39 )
وقال: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى
مُسْتَكْبِراً
كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} (لقمان : 7 )
وقال: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن نُّؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ
اسْتَكْبَرُوا
لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ} (سبأ : 31 )
وقال: {قَالَ الَّذِينَ
اسْتَكْبَرُوا
لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءكُم بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ} (سبأ : 32 )
وقال: {وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ
اسْتَكْبَرُوا
بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَاداً وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (سبأ : 33 )
وقال: {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
يَسْتَكْبِرُونَ
} (الصافات : 35 )
وقال: {إِلَّا إِبْلِيسَ
اسْتَكْبَرَ
وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ} (صـ : 74 )
وقال: {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ
أَسْتَكْبَرْتَ
أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ} (صـ : 75 )
وقال: {بَلَى قَدْ جَاءتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا
وَاسْتَكْبَرْتَ
وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ} (الزمر : 59 )
وقال: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى
لِّلْمُتَكَبِّرِينَ
} (الزمر : 60 )
وقال: {قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى
الْمُتَكَبِّرِينَ
} (الزمر : 72 )
وقال: {وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ
مُتَكَبِّرٍ
لَّا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ} (غافر : 27 )
وقال: {الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ
مُتَكَبِّرٍ
جَبَّارٍ} (غافر : 35 )
وقال: {وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ
اسْتَكْبَرُوا
إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِّنَ النَّارِ} (غافر : 47 )
وقال: {قَالَ الَّذِينَ
اسْتَكْبَرُوا
إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ} (غافر : 48 )
وقال: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ
يَسْتَكْبِرُونَ
عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} (غافر : 60 )
وقال: {ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى
الْمُتَكَبِّرِينَ
} (غافر : 76 )
وقال: {فَأَمَّا عَادٌ
فَاسْتَكْبَرُوا
فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ} (فصلت : 15 )
وقال: {يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ
مُسْتَكْبِراً
كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} (الجاثية : 8 )
وقال: {وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ
فَاسْتَكْبَرْتُمْ
وَكُنتُمْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ} (الجاثية : 31 )
وقال: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَكَفَرْتُم بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ
وَاسْتَكْبَرْتُمْ
إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (الأحقاف : 10 )
وقال: {وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ
تَسْتَكْبِرُونَ
فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ} (الأحقاف : 20 )
وقال: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم
مُّسْتَكْبِرُونَ
} (المنافقون : 5 )
وقال: {وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا
وَاسْتَكْبَرُوا
اسْتِكْبَاراً} (نوح : 7 )
وقال: {ثُمَّ أَدْبَرَ
وَاسْتَكْبَرَ
} (المدّثر : 23 )
 
يظن أحد المتابعين للموضوع أن العبودية لله في أن يتخلق العبد بصفات خالقه، ثم يسأل فيقول: "
كيف نفهم أو نوفق بين الأمر بعبادة الله وبين النهي عن التخلق بصفة ما من صفاته ؟؟"

وكان الرد كالآتي:
سعدت بهذه المشاركة التي تبعثنا على التفكر في آيات الله والتعلم، -سعدت بها على غرابتها-، إلا أنها قد تخطر في ببال غيرك كما خطرت لك، لكن غيرك قد يستحي من السؤال، أما أنت بارك الله فيك تطبق قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (
إنما العلم بالتعلم
)، وقال صلى الله عليه وسلم: (
إنما شفاء العي السؤال
).

بداية فإنه متقرر في صفات الله وأسمائه أنه لا تشبه صفات وأسماء المخلوقات إلا من حيث التسمية فرحمة الله تليق بجلاله وكماله وعظمته، ورحمة المخلوق تليق بضعفه وافتقاره ونقصه، وإنما تشابه رحمة الله من حيث الأصل فقط والتسمية، قال تعالى: {
... لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ
} (الشورى : 11 )، فالمخلوق لا يمكن أن يشبه الخالق لا في ذاته ولا في صفاته ولا في كلامه، وعندك مثلا كلام الله وكلام مخلوقاته، الأول معجز من أوجه كثيرة يعرفها العلماء ومعجز من أوجه أخرى لم تظهر بعد ومعجز من أوجه لن تظهر إلا يوم القيامة، فبينهما اختلاف وفرق كبير جدا، كما قال تعالى: {
أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ
اخْتِلاَفاً
كَثِيراً
} (النساء : 82 ).

بداية أي تعارض بين النصوص لا بد أن تكون هذه النصوص صحيحة، فعندنا النهي عن الكبر ثابت بالقرآن والسنة وهذه أمر محكم لا شبهة فيه، وأما الأمر بالتخلق بأخلاق الله فلا أعلم له دليلا صحيحا صريحا، وإنما ذكر بعض أهل التفسير في قوله تعالى: {
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ
خَلِيفَةً
...
} (البقرة : 30 )، بمعنى أنه يخلف الله في الأرض، وهذا التفسير مرجوح ليس هناك نص صريح يؤيد هذا الفهم، والصحيح أنه يخلف بعضهم بعضا، كما قال تعالى: {
وَهُوَ الَّذِي
جَعَلَكُمْ
خَلاَئِفَ
الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ
} (الأنعام : 165 ).

ولو فرضنا أن هذا التفسير صحيح، فسيكون بمعنى قوله تعالى: {
يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ
خَلِيفَةً
فِي الْأَرْضِ
فَاحْكُم
بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ
} (صـ : 26 ). بمعنى أنه الله جعله خليفة لله يحكم بين الناس بما أوحى الله له، وليس معنى خليفة هنا أنه يتخلق بأخلاق الله بل خلافة مقيدة بالحكم، وليس في كل شيء.

وهذا معلوم مشاهد، فلو أنك أقمت أخا لك،وطلبت منه أن يخلفك في أهلك، فهذه الخلافة مقيدة فلا تكون خلافة مطلقة في كل شيء، خلافة تأذن فيها أنت ويتعارف عليها الناس، خلافة إصلاح وليست خلافة إفساد وتعالي يتعالى بعضكم على بعض، ويبغي بعضكم على بعض، ويستحل بعضكم أعراض وأموال الآخرين،
قال تعالى: {
... وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ
اخْلُفْنِي
فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ
} (الأعراف : 142 )

وعلى هذا فلا ينبغي أن نطلق القول في جواز التخلق بكل أخلاق الله، أو منع التخلق بأخلاق الله مطلقا، بل هناك من الصفات مثل الرحمة فقد وصف الله نفسه بالرحمة الشاملة، وأمر عباده أن يرحم بعضهم بعضا، وفي صفات أخرى كالتكبر والعظمة، قال تعالى في الحديث القدسي: ((
الكبرياءُ
ردائي ، والعظمةُ إزاري ، فمَن نازعَني واحدًا منهُما ، قذفتُهُ في النَّارِ))، فنهى أن يتخلق العبد منا بهما.

وأما مفهوم العبودية يمكن أن نفهمه من تفسير قوله تعالى: {
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ
} (الذاريات : 56 ). بمعنى أنه يجعل كل جوارحه وأعماله وأقواله كل ذلك كما يحب الله ويرضي، كما قال تعالى: {
قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
} (الأنعام : 162 ).

وأما استشهادك بحديث أنه صلى الله عليه وسلم كان قرآنا يمشي على الأرض، فالقرآن أمرنا أن نتخلق ونقتدي بالرسل، ولم يأمر أن نتخلق بصفات الله، فكان صلى الله عليه وسلم في الحلم كحلم إبراهيم عليه السلام بل أكثر حلما، وهكذا، فكان صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وصفاته كما يحب الله وكما حث الله في القرآن، فكان من أفضل المحسنين، كما أراد الله، ومن أفضل المتقين كما أراد الله، وأما فهمك أنه كانت يتخلق بأخلاق الله فهذا كما قلنا فهم فاسد يتعارض مع كثير من النصوص، وليس عليه دليل بل الدليل الصحيح الصريح قام على خلافه.

رزقني وإياك والمتابعين، العلم النافع، والعمل الصالح،

وجزاك الله خيرا،،،
 
عودة
أعلى