من مباحث المد والغنة

إنضم
09/06/2009
المشاركات
94
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
بنغازي
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
[align=center]المسألة الأولى : مقادير المدود[/align]

[align=justify]الوحدة الزمنية لتقدير المدود هي الحركة ، أي الفتحة أو الضمة أو الكسرة ، ومقدار هذه الحركة أمر سليقي يُنقَل مشافهة . ويمكن تقريبه بأنه الزمن الذي يَفْصِل نطق أحد الحرفين عن الآخر في نحو : قُلْ، وسَلْ ، وصِلْ .

والمد المسمى الطبيعي - وهو الألف والواو والياء - مؤلَّف من زمن مقداره حركتان ، أي فتحتان أو ضمتان أو كسرتان ، والزيادة على هذا المقدار لسبب من الأسباب المعروفة في التجويد تقاس بهذا المقياس ، فتكون ثلاثَ حركات أو أربعًا أو خمسًا أو ستًّا ، وهذه أقصى زيادة .

وهذه المقادير تناسب سرعة القراءة من تحقيق أو تدوير أو حدر ، فتطول ببطء القراءة ، وتقصر بسرعتها ، لأن زمن نطق الحرف والحركة يطول ويقصر بحسب سرعة المتكلم في كلامه ، والقارئ في قراءته .

وهذه المقادير مقادير حقيقية ومضبوطة ودقيقة ، والالتزام بها واجب وممكن ، والزيادة فيها خطأ ، والنقصان خطأ .

ويقع الخطأ فيها بالنقصان والزيادة ، ولكن الغالب عند المبتدئين النقصان ، وعند الممارسين الزيادة . وسبب الخطأ أحد أشياء :
1- إما خلل في السليقة ، وهذا علاجه في التدريب ، وهو مؤلف من أربع خطوات : سماعٌ من مُجيد ، فعرضٌ عليه ، فتخطئةٌ أو إقرار منه ، فتثبيت للصواب بالتكرار .
2- وإما مسايرة لنغمة لحنية ، وهذا غير مقبول ، والبراعة في التجويد إنما هي بتحكيم القواعد في النغمات لا العكس .
3- وإما تقليد لبعض المشهورين .
4- وإما خوف من النقصان فيُمَكَّن المد بالزيادة على المقدار المطلوب .
5- وإما قياس للمقادير بحركة الإصبع قبضًا أو بسطًا ، وهذا شيء محدَث ، لا يرتفع عن أول القرن الرابع عشر الهجري ، فيما حقق الأستاذ الدكتور الشيخ أيمن سويد - وهو صحيح فيما بدا لي - وحركة الإصبع تختلف باختلاف الأشخاص والأسنان والأحوال ، فلا تصلح ميزانًا زمنيًّا للمدود .
ويشيع كثيرًا الزيادة على المقادير المطلوبة ، والمبالغة في المدود ، فيَظُن من يسمع المصيبَ الضابطَ للمقادير أنه نقَصَها ولم يُوَفِّها ، وهو إنما أعطاها حقها بلا زيادة .[/align]


[align=center]المسألة الأخرى : الغنة[/align]

[align=justify]وقد كتبت في شأنها بحثًا عنوانه : فقه الغنة ، لعله يظهر منشورًا هذا الصيف ، إن شاء الله . وسأذكر ههنا نبذة منه بكلام جديد ومزيد بيان في ناحيتين ، هما : مقدار طولها ، وصحة تفخيمها .

مقدار طولها :

الغنة صوت يخرج من أقصى الأنف ، وهو جزء من حقيقة صوتين ، هما النون والميم ، لا ينفك عنهما في كل أحوالهما . وهما حرفان متوسطان ، أي بين الشدة والرخاوة .
وصوت النون والميم يُطَوَّل في بعض الأحوال ، فيَطُول صوتُ الغنة المصاحب لهما ، وذلك في حال التشديد بإدغام أو بغير إدغام ، وفي حال ملاقاة الميم ساكنةً الباء ، المسماة الإخفاء ، وما هو بإخفاء ، على ما شرحت في ذلك البحث ، ولا يتسع المقام لشرحه هنا ( وانظر خلاصته في الموقع ، وكلمتي : من دقائق التجويد ، الميم عند الباء ) .

والنون في حال من حالاتها لا يبقى منها إلا الغنة ، فيبطل الجزء اللساني منها ، ويبقى الجزء الأنفي ، وهي الحال المسماة بحقٍ : الإخفاء .

وطول النون والميم وقد صحبتهما الغنة - وهي لا تنفك عنهما ، كما علمت - على أربع مراتب : المشدَّد ، فالْمُخْفَى ، فالساكن ، فالمتحرك .

وبيان هذا الترتيب يرجع إلى الْجَعْبَرِيّ ( -732 ) ، ذكره في شرحه على الشاطبية المسمى كنز المعاني ( نُشر بعضه في المغرب ، فيما أعلم ، ومرجعي فيه إلى القطعة المخطوطة منه في مكتبة جامعة قاريونس برقم 1538 ، وهذه المسألة فيه في 277ظ ) . ثم نقله عنه ابن ناظم الجزَرية والقَسْطَلاَّني والشيخ زكريا الأنصاري وغيرهم . وهو صحيح .

ذلك أن في المتحرك من النون والميم غنة ؛ لأنها لا تفارقهما ، وطولها فيهما في حال الحركة هو طول كل حرف متحرك ، وبهذا كانت هذه أقصر الغنن .

والساكن من النون والميم طوله كطول كل ساكن من رخو أو متوسط ، وكل رخو أو متوسط زمنه أطول من زمن الساكن الشديد ، كما هو مُحَس ، وقد بين ذلك العلماء ( انظر شرح الشافية للجارَبُرْدي 1/341-342 ، وجهد المقل 144 ) . ولا فرق بين الرخو والمتوسط في ذلك ؛ لاستوائهما في جريان الصوت ، وإن فرَق بينهما الْمَرْعَشي .

والنون المخفاة نون لم يبق منها إلا الغنة ، وهي في هذه الحال ساكنة ، فحقها أن يكون طولها طول الساكنة ، ولكنهم مكَّنوها قليلاً ، أو تراخوا في نطقها - لبيانها بعد أن زال الجزء اللساني من نطقها ، ويحذِّر الشيوخ من المبالغة في هذا التمكين أو التراخي ( انظر الإقناع لابن الباذِش 1/259 ، وجهد المقل 203-204 ) .

وخلاصة هذا من الناحية العملية أن غنة الْمُخْفَى أقصر من غنة المشدد مدغَمًا أو غير مدغم . ويشيع كثيرًا المبالغة في غنة الْمُخْفَى ، وتسويتها بغنة المشدد .

وما شاع أيضًا من تقدير الغنة بحركتين - لا يصح ؛ لأسباب منها ما شرحته هنا ، ومنها أن غنة المشدد أطول من مقدار حركتين بلا شك ، وأن الحركات لتقدير المدود لا لتقدير الغنن ، ولهذا مزيد بيان ليس هذا محله .

هل تفخم الغنة ؟

غنة النون المخفاة بقية النون كما علمت ، والنون من حروف الترقيق ، لا من أحرف التفخيم . وما شاع من تفخيمها عند أحرف التفخيم سببه تهيئة مخرج الحرف التالي لها عند النطق بها ، وهذا فهم متأخر جدًّا غير سديد لحقيقة الإخفاء . أشار إليه محمد مكي نصر ( المتوفى سنة 1305 ) إشارة خفيفة ، في نهاية القول المفيد ص 125 ، ووسَّعه الْمَارِغْني ( المتوفى سنة 1349=1931 ) ، في النجوم الطوالع ص 214 ، وأخذه منهما الشيخ المرصفي ( المتوفى سنة 1341=1989 ) ، في هداية القاري 1/184-185.

وأما التفخيم نفسه عند أحرف التفخيم فمفقود في كتب المتقدمين والمتأخرين ، فيما أعلم ، وما ذكره إلا اثنان من المعاصرين ، هما الشيخ عثمان سليمان مراد ( المتوفى سنة 1382=1962 ) ، في نظمه المسمى : السلسبيل الشافي ، والشيخ إبراهيم شحاثة السَّمَنُّودي ( المتوفى سنة 1430=2008 ) في نظمه المسمى : لآلئ البيان ، ونُقل عنهما .

وخلاصة هذا من الناحية العملية أن الغنة مرققة في كل حال .[/align]
 
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
[align=center]المسألة الأولى : مقادير المدود[/align]

[align=justify]5- وإما قياس للمقادير بحركة الإصبع قبضًا أو بسطًا ، وهذا شيء محدَث ، لا يرتفع عن أول القرن الرابع عشر الهجري ، فيما حقق الأستاذ الدكتور الشيخ أيمن سويد - وهو صحيح فيما بدا لي - وحركة الإصبع تختلف باختلاف الأشخاص والأسنان والأحوال ، فلا تصلح ميزانًا زمنيًّا للمدود .
ويشيع كثيرًا الزيادة على المقادير المطلوبة ، والمبالغة في المدود ، فيَظُن من يسمع المصيبَ الضابطَ للمقادير أنه نقَصَها ولم يُوَفِّها ، وهو إنما أعطاها حقها بلا زيادة .[/align]

.[/align][/B]

السلام عليكم
أستاذنا الكريم جزاكم الله خيرا علي هذا البحث . إلا أني أري أن ما قاله د/ أيمن سويد ـ حفظه الله ـ مبالغ فيه
فالإشارة بالإصبع إنما هو من باب التقريب فلعل معرفة التعريف يسرع بالطالب فى حصول المقصود 0

وإن عدنا إلى عهد الصحابة لم يصطلحوا لا على مقدار ألف وألفين ، ولا على حركة وحركتين ، وحديث ابن مسعود خير شاهد وقد قرأها عمليا ومد "للفقرآء" كما لم يرد عنه ولا عن غيره من الصحابة أ ى شي في هذا الباب – ثم بدأ عصر التدوين فهذا من لوازم التأليف والكتابة 0

وقال مكي في كتابه ( تمكين المدات ) ص23 : (والتقدير عندنا للمد بالألفات إنما هو تقريب للمبتدئين .)ا.هـ

حتي قضية الإصبع مذكورة في القدم وذكرها العلامة ابن الجزري في منجد المقرئين حيث قال : ..ويديه عن العبث إلا أن يشير إلي القارئ بأصابعه إلي المد والوقف والوصل وغير ذلك ...)ص14
وقوله (بأصابعه) لخير دليل علي الجواز بالإشارة بالأصابع .

وقال النويري في شرحه للطيبة هذه العبارة إلا أنه لم يذكر الإصبع وذكر (اليد) ثم قال : وغيره مما مضي عليه السلف ..)ا.هـ 29
فهذه الأشياء مما مضي عليه السلف الصالح .

وأعتقد أن الشيخ أيمن سويد جانبه الصواب في التعليق علي هذا الأمر .
ولي وقفة أخري ـ إن شاء الله ـ مع هذا البحث .
نسأل الله الإخلاص في القول والعمل .آمين
والسلام عليكم
 
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]

[align=center]المسألة الأخرى : الغنة[/align]

وما شاع أيضًا من تقدير الغنة بحركتين - لا يصح ؛ لأسباب منها ما شرحته هنا ، ومنها أن غنة المشدد أطول من مقدار حركتين بلا شك ، وأن الحركات لتقدير المدود لا لتقدير الغنن ، ولهذا مزيد بيان ليس هذا محله .
.[/align][/B]

سيدي الفاضل الكل يعلم أن مقدار حركتي المد والغنة مختلفان إنما هذا من باب التشبيه ، وقد قرّبها العلامة ابن الجزري والداني وشبها الغنة بحروف المد في المقدار مع علمهما باختلاف الزمن حقيقة ولكن الكل من باب التقريب .قال في التمهيد : الغنة التي في النون والتنوين أشبهت المد في الواو والياء لكن ينبغي التحذير عن المبالغة في التراخي )ا.هـ انظر نهاية القول المفيد

وبحق لا يجب أن نقف أمام هذه الأشياء ونحدث بلبلة في أمر يسير مثل هذه الأمثلة . والله أعلم
 
جزى الله الأستاذ/ محمد خليل الزروق خير الجزاء على هذا البحث الشيق والمفيد في أمر الغنة .....
كذلك جزى الله شيخنا عبد الحكيم عبد الرزاق خيراً على هذه التععقيبات المباركات
 
ولي تساءل وهو / أليس حكم الغنة إذا سبقت حروف الاستعلاء التفخيم ..وذلك استعدادً للنطق بالحرف المفخم المستعلي...مثل قوله {من قبل..} ,,,, وجزاكم الله خيراً
 
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع المفيد
( الغنة تابعة لما بعدها في التفخيم والترقيق) كما قيل :
.......... وتتبع الألف ما قبلها والعكس في الغن ألف
 
السلام عليكم
أخي الكريم السيد العجوز
الأخ الفاضل الزروق ليس أول من نفي تفخيم الغنة ، فقد سبقه الشيخ الرحيمي إلي ذلك قال الشيخ الرحيمي في ترجمته لكتاب شيخه في قراءة ابن كثير:" لا يوجد لتفخيم النون المخفي قبل الحروف المستعلية أثر ما في كتب المحققين كلا فكلا مثل نهاية القول المفيد ورعاية مكي والمنح الفكرية ونشر ابن الجزري والمقدمة الجزرية وإتحاف فضلاء البشر وجهد المقل وغير ذلك ، فالصواب أن النون حرف مستفل لا يجوز تفخيمه في كل حال ما . فقال الجزري :" فاعلم أن الحروف المستفلة كلها مرققة لا يجوز تفخيم شئ منها " النشر 1/ص 215
وما ذكره صاحب السلسبيل الشافي :
وفخم الغنة إن تلاها *** حروف الاستعلاء لا سواها
وصاحب لآلي البيان :
.... .... " وتتبع الألف*** ما قبلها والعكس في الغن ألف
فشذوذ وتفرد وحدوث ، وكل محدثة بدعة ، واتبعوا السواد الأعظم فإن الذئب يأخذ الشاذة والقاصية والناحية . ا.هـ 190
والشبهة أتت لهم من جهتين :
لم تذكر الغنة المفخمة صراحة في كتب القدامي
الغنة صفة والصفة تتبع موصوفها فالنون مرققة والصفة كذلك .
ولي تعقب علي هذا الكلام علي هذا الرابط :
http://www.mazameer.com/vb/showthread.php?t=72970
والسلام عليكم
 
قرأت ما كتبتم شيخ عبد الحكيم فاستفدت منه بارك الله فيكم.
ولعل الاشكال يرد هنا بسبب الدقة في ضبط التلقي عن المشايخ وعدم الخروج عنه ,أليس كذلك؟
 
قرأت ما كتبتم شيخ عبد الحكيم فاستفدت منه بارك الله فيكم.
ولعل الاشكال يرد هنا بسبب الدقة في ضبط التلقي عن المشايخ وعدم الخروج عنه ,أليس كذلك؟

السلام عليكم
نعم أخي الكريم الدقة مطلوبة بالفعل ..ولكن في حدود ،، بمعني أن الجميع يُقرئون بتفخيم الغنة إلا من شذ عن الإجماع ..فلا ينبغي أن نجعل الكتب عمدة في الأداء الصوتي ونأخذ منه للمشافهة الموجودة .

فلو كان الأمر من الكتب هناك نصوص لا يأخذ بها أحد من القراء كمسألة الطاء القديمة فالنصوص تقول : بأنه يشبه الدال وتمتاز عنها بالتفخيم ، عند القراء الطاء مفخم التاء فهل نترك هذا الجمع ونأخذ بالنص تحت دعوي الدقة .

فالمشافهة وخاصة عند الإجماع له اعتبار وإن خالفت النصوص . والله أعلم
والسلام عليكم
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هو كما ذكرتم, والقراءة (الأداء الصوتي) سنة متبعة والأصل فيها التلقي وتضبط بالكتب .
جزاك الله خيرًا
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هو كما ذكرتم, والقراءة (الأداء الصوتي) سنة متبعة والأصل فيها التلقي وتضبط بالكتب .
جزاك الله خيرًا

السلام عليكم
بارك الله فيك أخي يزيد ..فلقد أعجبتني مداخلتك وذكاء الرد ، فظننتُ أنك توافقني في البداية ثم نظرت إلي قولك (وتضبط بالكتب )دون تقييد، فأعتقد أنك ما زلت تحتج بالكتب .

وأذكر أنني كنت أنتظر حافلة أو كنت في الحافلة لا أذكر الوضع بالضبط ، وجاءني خاطر في مسألة ربط ما في الكتب بالمشافهة الموجودة ، وأخرجت ورقة وكتبت فيها هذه الخواطر ، ولا أذكر أين ذهبت الورقة ..إلا أنني أحاول أن أضع لك النقاط الرئيسية التي كانت تدور في خلدي حينئذ .

أذكر أنني قمت بتقسيم الناس في هذه المسألة إلي ثلاثة أقسام :

* قسم جعلوا الكتب عمدة وصرفوا المشافهة إلي الكتب وليس العكس ، فإن خالفت المشافهة ما فيه الكتب ، قدموا ما في الكتب علي المشافهة ..ومثلت لهذا القسم بــ(علماء الأصوات ) والأمثلة كثيرة ذكرتها مرارا وتكرارا .

*وقسم أرادوا الجمع بينهما ، ومثلت لهذا القسم بالشيخين (أيمن سويد ـ ومحمد يحيي شريف )وغيرهما .
وأذكر قول د/ أيمن أن القرآن جاءنا مقروءا ومسموعا فلا بد من موافقة هذا لذاك .والكلام بالمعني

* وقسم أخذوا بالاثنين مع جعلهم المشافهة أساسا ، فإن أجمعوا علي أمر فلا رجوع إلي الكتاب أو غيره . وهو مذهب الحذاق من القراء وعليه جمهور القراء سواء كانوا من مصر أو من الشام أو أي بلد آخر .

وكان الشيخ عامر يقول : المقروء به هو القرآن ) أي المقروء به عمدة وإن خالف ما في الكتب .
وقال الشيخ كريم راجح : " إن التلقي يفسر النصوص وليست النصوص التجويدية هي التي تفسر التلقي " .أذكر أني قرأته في كتاب د/الغوثاني

ويمكن أن نأخذ هذا من قول ابن الجزري إذا ثبتت القراءة بالتواتر لا يلتفت بعد ذلك لا إلي صحة العربية ولا إلي رسم المصحف ) والكلام بمعناه .

أما أصحاب القسم الأول فهم ليسوا من القراء .
أما أصحاب القسم الثاني ..فقد خالفوا أنفسهم حين أخذوا بتفخيم الغنة دون نص ، وخالف بعضهم النصوص التي تشبّه الضاد بالظاء وعدلوا عنها وهكذا .

وأصحاب القسم الثالث طريقتهم مثلي ووضحته كثيرا . والله أعلم .

هذا ما أذكره الآن لعلي إن وجدت الورقة ـ إن شاء الله ـ أدعمه بأقوال الأئمة ويصبح قولا حسنا في المسألة .
والسلام عليكم
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفيك بارك الله شيخ عبد الحكيم
كنت وما زلت لا أحتج بالكتب, وختمت كلامي السابق بتلك العبارة لأميز لك الإشكال لدي.
فالإشكال عندي بين إمكان الجمع أو اعتماد المشافهة ليس إلا .
فمثلاً (القراءة بتفخيم الغنة عند حروف الاستعلاء, لم أقف على أحد من المتقدمين نص عليه ولا يعني هذا أنه أمر محدث لا يقرأ به, بل هو مثل ماتفضلت:
((أن الجميع يُقرئون بتفخيم الغنة إلا من شذ عن الإجماع ..فلا ينبغي أن نجعل الكتب عمدة في الأداء الصوتي ونأخذ منه للمشافهة الموجودة . ))
والإشكال بيننا وبينهم في الإخفاء في: أو عند:

-أشكل على القسم الأول الذي ذكرته وسميت أصحابه علماء الأصوات, كيف وقد قدموا الكتب على المشافهة؟
-وأيضاً: القسم الثاني ..فقد خالفوا أنفسهم حين أخذوا بتفخيم الغنة دون نص ، وخالف بعضهم النصوص التي تشبّه الضاد بالظاء وعدلوا عنها وهكذا )
هذا يؤيد القول يتقديم المشافهة , أليس كذلك؟
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

--وأيضاً: القسم الثاني ..فقد خالفوا أنفسهم حين أخذوا بتفخيم الغنة دون نص ، وخالف بعضهم النصوص التي تشبّه الضاد بالظاء وعدلوا عنها وهكذا )
هذا يؤيد القول يتقديم المشافهة , أليس كذلك؟

بلي تقدم المشافهة علي ما هو مكتوب وخاصة عند تعارض المكتوب قد قدمت من قبل.
 
مقدار طولها :
وخلاصة هذا من الناحية العملية أن غنة الْمُخْفَى أقصر من غنة المشدد مدغَمًا أو غير مدغم . ويشيع كثيرًا المبالغة في غنة الْمُخْفَى ، وتسويتها بغنة المشدد .

.[/align][/B]

السلام عليكم
إن من مذهبه الدراية حاكمة علي الرواية لا بد أن يختار كل ما هو غريب ومتفرد لأنه اعتمد علي ما في الكتب ، وترك ما عند الأئمة بحجة أنهم بشر وقد يتطرق إليهم الخطأ ، فتجرأ بناء علي هذا القول كل من ليس من أهل التجويد ، بل والطامة الكبري تأثر بعض القراء بمثل هذه الأقوال، وإعمال النص وترك ما عليه الجمهور غير مبالين بقضية هم أنفسهم يلجئون إليها في بعض المسائل (ما عليه الناس اليوم ـ أي ما عليه العمل ـ )وهذا شئ قرره أئمتنا الأوائل من أمثال الداني والجعبري وابن الجزري .

وفي حكم إظهار الميم عند الباء إظهارا تاما قال القسطلاني : وأباه المحققون .

فكيف يأبي المحققون مع وجوده وصحته في الكتب ؟

الجواب : لأنه ليس عليه عمل الناس اليوم أي في زمنه ـ رحمه الله ـ لأن ابن الجزري قال : أختار الإخفاء .

وذكر الشيخ المرصفي ـ رحمه الله ـ في " هداية القاري " وكذا الشيخ عبد الرزاق علي موسي في " الفوائد التجويدية " حكم الإظهار وقالوا بصحته ، فترك القراء أقوالهم ، ولم يلتفوا لانفرادهم ، مع ما لهما شأن كبير في هذا الفن ، وهم من محققيه ، إلا أن ما عليه الناس أحق بالاتباع .

والأصل أن يأخذ القارئ بوجه قرأ به هو ولذا قال الداني في التحديد : بعد حديثه عن المرقق والمفخم وغيرهما مما يكون أداؤه من الجهة العملية : ...وغير ذلك من غامض القراء ، وخفاء التلاوة الذي لا يعلمه إلا المهرة من المقرئين ، ولا يميزه إلا الحذاق من المتصدرين الذين تلقوا ذلك أداء ، وأخذوه مشافهة وضبطوه وقيدوه وميزوا جليه ، وأدركوا خفيه وهم قليل في الناس ..)ص83

ومن تأمل قوله (تلقوا ذلك أداء وأخذوه مشافهة ) لأوقف درايته عند هذا الحد ـ وهو الموجود مشافهة ـ لأن في المشافهة السلامة . وفي اتباع السواد الأعظم هداية .

وبالنسبة لمسألة اختلاف المقادير قد تحدث عنها المرعشي ونقله صاحب " نهاية القول المفيد وإليك نصه :" والذى نقله المرعشى عن ابن الجزرى :... وأن الإخفاء على ثلاث مراتب أيضا فكل حرف هو أقرب إلى النون يكون الإخفاء عنده أزيد وما قرب إلى البعد يكون الإخفاء عنده دون ذلك وما كان بعيدا يكون لإخفاء عنده أقل مما قبله .

فإخفاؤهما عند الأحرف الثلاثة : الأول أخفاء أعلى يعنى أن المخفى منهما عند هذه الأحرف أكثر من الباقى وغنتهما الباقية قليلة يعنى أن زمان امتداد الغنة قصير .

وإخفاؤهما عند القاف والكاف أخفاء أدنى يعنى أن يكون المخفى منهما أقل من الباقى وغنتهما الباقية كثيرة بمعنى أن زمان امتداد ها طويل وأخفاؤهما عند الأحرف الباقية إخفاء أوسط وزمان غنتهما متوسط ولم أر فى مؤلف امتداد الغنة فى هذه المراتب "أ هـ من رسالة المرعشى

وقال في حاشيته عليها قوله ولم أر فى مؤلف !!، لو قلنا إن أعلاها قدر ألف وأدناها قدر ثلث ألف وأوسطها قدر ثلثي ألف لأصبنا الحق أو قربنا منه والله أعلم .

وعلق الشيخ محمد مكي نصر ـ رحمه الله ـ قائلا : والذي نقلناه عن مشايخنا وعن العلماء المؤلفين في فن التجويد أن الغنة لا تزيد ولا تنقص عن مقدار حركتين كالمد الطبيعي أن اللفظ بالغنة الظاهرة يحتاج إلي التراخي كما ذكره في التمهيد أن الغنة التي في النون والتنوين أشبهت المد في الواو والياء لكن ينبغي التحذير عن المبالغة في التراخي .ا.هـ صـ166

وهذا ما عليه الأئمة كما سبق ، وعجبي ممن يتبني هذا القول وهو لم يقرأه علي أحد ، وقد ظهر هذا القول مجددا علي يد الشيخ أيمن سويد ـ حفظه الله ـ وهو لا شك تارك لما قرأ علي أئمته ، ولذا كان قوله شاذا لم يعتد به عند الحذاق من القراء وقد سبق ونقلت لك قول الإمام محمد مكي نصر .

وقد حذر الداني من مثل هذا الواقع الخطير حيث قال رحمه الله : " فكل مقرئ أهمل العرض ، واجتزأ بمعرفته ، أو بما في الكتب من معلمه الذي اعتاده علي المصحف أو علي الصحائف دون العرض ، أو تمسك فيما يأخذ به ، ويعلمه بما يظهر له من جهة الإعراب ، أو معني لغة دون المروي عن أئمة القراء بالأمصار المجتمع علي إمامتهم ـ فمبتدع مذموم مخالف لما عليه الجماعة من علماء الأمصار تارك لما أمر به رسول الله صلي الله عليه وسلم قراء القراء بما علمه وأقرأ به .."ا.هـ انظر إقامة الحجة علي من أنكر الحجة ص10

ونحن إذ نقر بتلك الحقائق الثابتة إذا بنا نجد أناسا قد تباعدوا عنها ، فنشروا الشبهات ودعوا إليها ، جانحين للمخالفة معولين عليها ، مما أحدث الاضطراب والاختلاف ، والبعد عن العدل والإنصاف ، وهذا خلاف ما أمرنا به نبينا الكريم العدنان " المراء في القرآن كفر" ... ولا نعني بذلك كفر شخص بعينه ، وإنما الغرض التحذير من اتباع الهوي ونعوذ بالله من ذلك .
والسلام عليكم
 
عودة
أعلى